موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الثلاثاء 5 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل14 ماي 2024


الآية [27] من سورة  

أَوَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِۦ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَٰمُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ


ركن التفسير

27 - (أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج) اليابسة التي لا نبات فيها (به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ويقولون) هذا فيعلموا أنا نقدر على إعادتهم

قوله تعالى "أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز" يبين تعالى لطفه بخلقه وإحسانه إليهم في إرساله الماء إما من السماء أو من السيح وهو ما تحمله الأنهار ويتحدر من الجبال إلى الأراضي المحتاجة إليه في أوقاته ولهذا قال تعالى "إلى الأرض الجرز" وهي التي لا نبات فيها كما قال تعالى "وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا" أي يبسا لا تنبت شيئا وليس المراد من قوله "إلى الأرض الجرز" أرض مصر فقط بل بعض المقصود وإن مثل بها كثير من المفسرين فليست هي المقصودة وحدها ولكنها مرادة قطعا من هذه الآية فإنها في نفسها أرض رخوة غليظة تحتاج من الماء ما لو نزل عليها مطرا لتهدمت أبنيتها فيسوق الله تعالى إليها النيل بما يتحمله من الزيادة الحاصلة من أمطار بلاد الحبشة وفيه طين أحمر فيغشى أرض مصر وهي أرض سبخة مرملة محتاجة إلى ذلك الماء وذلك الطين أيضا لينبت الزرع فيه فيستغلون كل سنة على ماء جديد ممطور في غير بلادهم وطين جيد من غير أرضهم فسبحان الحكيم الكريم المنان المحمود أبدا وقال ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال: لما فتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص وكان أميرا بها حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها قال وما ذاك؟ قالوا إذا كانت ثنتا عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر بين أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في النيل فقال لهم عمرو إن هذا لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما كان قبله فأقاموا بؤونة والنيل لا يجري حتى هموا بالجلاء فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه عمر إنك قد أصبت بالذي فعلت وقد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة ففتحها فإذا فيها: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر. أما بعد فإنك إن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجري وإن كان الله الواحد هو الذي يجريك فنسأل الله أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقد قطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم. رواه الحافظ أبو القاسم اللالكائي الطبري في كتاب السنة له ولهذا قال تعالى " أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون " كما قال تعالى " فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا " الآية ولهذا قال ههنا " أفلا يبصرون " وقال ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عباس في قوله "إلى الأرض الجرز" قال هي التي لا مطر إلا مطرا لا يغني عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول وعن ابن عباس ومجاهد هي أرض باليمن وقال الحسن رحمه الله هي قرى فيما بين اليمن والشام وقال عكرمة والضحاك وقتادة والسدي وابن زيد الأرض الجرز التي لا نبات فيها وهي مغبرة قلت وهذا كقوله تعالى "وآية لهم الأرض الميتة أحييناها" الآيتين.

﴿أوَلَمْ يَرَوْا أنّا نَسُوقُ الماءَ إلى الأرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهم وأنْفُسُهم أفَلا يُبْصِرُونَ﴾ عَطْفٌ عَلى أوْ لَمْ يَهْدِ لَهم. ونِيطَ الِاسْتِدْلالُ هُنا بِالرُّؤْيَةِ لِأنَّ إحْياءَ الأرْضِ بَعْدَ مَوْتِها ثُمَّ إخْراجَ النَّبْتِ مِنها دَلالَةٌ مُشاهَدَةٌ. واخْتِيرَ المُضارِعُ في قَوْلِهِ نَسُوقُ لِاسْتِحْضارِ الصُّورَةِ العَجِيبَةِ الدّالَّةِ عَلى القُدْرَةِ الباهِرَةِ. والسَّوْقُ: إزْجاءُ الماشِي مِن ورائِهِ. والماءُ: ماءُ المُزْنِ، وسَوْقُهُ إلى الأرْضِ هو سَوْقُ السَّحابِ الحامِلَةِ إيّاهُ بِالرِّياحِ الَّتِي تَنْقِلُ السَّحابَ مِن جَوٍّ إلى جَوٍّ؛ فَشُبِّهَتْ هَيْئَةُ الرِّياحِ والسَّحابِ بِهَيْئَةِ السّائِقِ لِلدّابَّةِ. والتَّعْرِيفُ في الأرْضِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ. والجُرُزُ: اسْمٌ لِلْأرْضِ الَّتِي انْقَطَعَ نَبْتُها، وهو مُشْتَقٌّ مِنَ الجَرْزِ، وهو: انْقِطاعُ النَّبْتِ والحَشِيشِ، إمّا بِسَبَبِ يُبْسِ الأرْضِ أوْ بِالرَّعْيِ، والجَرْزُ: القَطْعُ. وسُمِّيَ السَّيْفُ القاطِعُ جُرازًا، قالَ الرّاجِزُ يَصِفُ أسْنانَ ناقَةٍ: ؎تُنْحِي عَلى الشَّوْكِ جُرازًا مِقْضَبًا والهَرْمَ تَذْرِيهِ إذْدِراءً عَجَبا فالأرْضُ الجُرُزُ: الَّتِي انْقَطَعَ نَبْتُها. ولا يُقالُ لِلْأرْضِ الَّتِي لا تُنْبِتُ كالسِّباخِ جُرُزٌ. والزَّرْعُ: ما نَبَتَ بِسَبَبِ بَذْرِ حُبُوبِهِ في الأرْضِ كالشَّعِيرِ والبُرِّ والفِصْفِصَةِ، وأكْلُ الأنْعامِ غالِبُهُ مِنَ الكَلَأِ لا مِنَ الزَّرْعِ فَذِكْرُ الزَّرْعِ بِلَفْظِهِ، ثُمَّ ذِكْرُ أكْلِ الأنْعامِ يَدُلُّ عَلى تَقْدِيرِ: وكَلَأ. فَفي الكَلامِ اكْتِفاءٌ. والتَّقْدِيرُ: ونُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا وكَلَأً تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهم وأنْفُسُهم. والمَقْصُودُ: الِاسْتِدْلالُ عَلى البَعْثِ وتَقْرِيبِهِ وإمْكانِهِ بِإخْراجِ النَّبْتِ مِنَ الأرْضِ بَعْدَ أنْ زالَ؛ فَوُجِّهَ الأوَّلُ، وأُدْمِجَ في هَذا الِاسْتِدْلالِ امْتِنانٌ بِقَوْلِهِ ﴿تَأْكُلُ مِنهُ أنْعامُهم وأنْفُسُهُمْ﴾ . ثُمَّ فُرِّعَ عَلَيْهِ اسْتِفْهامٌ تَقْرِيرِيٌّ بِجُمْلَةِ أفَلا يُبْصِرُونَ. وتَقَدَّمَ بَيانُ مِثْلِهِ آنِفًا (p-٢٤٢)فِي قَوْلِهِ أفَلا يَسْمَعُونَ. ونِيطَ الحُكْمُ بِالإبْصارِ هُنا لِأنَّ دَلالَةَ إحْياءِ الأرْضِ بَعْدَ مَوْتِها دَلالَةٌ مُشاهَدَةٌ.


ركن الترجمة

Do they not see that We drive the rain towards a land that is dry, then grow grain from it which their cattle and they themselves eat? Will they not see even then?

N'ont-ils pas vu que Nous poussons l'eau vers un sol aride, qu'ensuite Nous en faisons sortir une culture que consomment leurs bestiaux et eux-mêmes? Ne voient-ils donc pas,?

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :