موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأربعاء 6 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل15 ماي 2024


الآية [14] من سورة  

أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءًۢ بِمَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ


ركن التفسير

14 - (أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها) حال (جزاء) منصوب على المصدر بفعله المقدر أي يجزون (بما كانوا يعملون)

أي الأعمال سبب لنيل الرحمة لهم وسبوغها عليهم والله أعلم.

﴿إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ ﴿أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ اسْتِئْنافٌ بَيانِيٌّ أُوثِرَ بِصَرِيحِهِ جانِبُ المُؤْمِنِينَ مِنَ المُسْتَمِعِينَ لِلْقُرْآنِ لِأنَّهم لَمّا سَمِعُوا البُشْرى تَطَلَّعُوا إلى صِفَةِ البُشْرى وتَعْيِينِ المُحْسِنِينَ لِيَضَعُوا أنْفُسَهم في حَقِّ مَواضِعِها، فَأُجِيبُوا بِأنَّ البُشْرى هي نَفْيُ الخَوْفِ والحُزْنِ عَنْهم، وأنَّهم أصْحابُ الجَنَّةِ وأنَّ المُحْسِنِينَ هُمُ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا في أعْمالِهِمْ. وأُشِيرَ بِمَفْهُومِهِ إلى التَّعْرِيضِ بِالَّذِينَ ظَلَمُوا فَإنَّ فِيهِ مَفْهُومَ القَصْرِ مِن قَوْلِهِ أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ. وتَعْرِيفُهم بِطَرِيقِ المَوْصُولِيَّةِ لِما تُؤْذِنُ بِهِ الصِّلَةُ مِن تَعْلِيلِ كَرامَتِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ لِأنَّهم جَمَعُوا حُسْنَ مُعامَلَتِهِمْ لِرَبِّهِمْ بِتَوْحِيدِهِ وخَوْفِهِ وعِبادَتِهِ، وهو ما دَلَّ عَلَيْهِ ﴿قالُوا رَبُّنا اللَّهُ﴾ إلى حُسْنِ مُعامَلَتِهِمْ أنْفُسَهم وهو مَعْنى ﴿ثُمَّ اسْتَقامُوا﴾ . (p-٢٧)وجِيءَ في صِلَةِ المَوْصُولِ بِفِعْلٍ قالُوا لِإيجازِ المَقُولِ وغِنْيَتِهِ عَنْ أنْ يُقالَ: اعْتَرَفُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ وأطاعُوهُ. والمُرادُ: أنَّهم قالُوا ذَلِكَ واعْتَقَدُوا مَعْناهُ؛ إذِ الشَّأْنُ في الكَلامِ الصِّدْقُ وعَمِلُوا بِهِ لِأنَّ الشَّأْنَ مُطابَقَةُ العَمَلِ لِلِاعْتِقادِ. (ثُمَّ) لِلتَّراخِي الرُّتَبِيِّ: وهو الِارْتِقاءُ والتَّدَرُّجُ، فَإنَّ مُراعاةَ الِاسْتِقامَةِ أشَقُّ مِن حُصُولِ الإيمانِ؛ لِاحْتِياجِها إلى تَكَرُّرِ مُراقَبَةِ النَّفْسِ، فَأمّا الإيمانُ فالنَّظَرُ يَقْتَضِيهِ واعْتِقادُهُ يَحْصُلُ دَفْعَةً لا يَحْتاجُ إلى تَجْدِيدِ مُلاحَظَةٍ. فَهَذا وجْهُ التَّراخِي الرُّتَبِيِّ مِن جِهَةٍ، وإنْ كانَ الإيمانُ أرْقى دَرَجَةً مِنَ العَمَلِ مِن حَيْثُ إنَّهُ شَرْطٌ في الِاعْتِدادِ بِالعَمَلِ ولِذَلِكَ عَطَفَ بِـ (ثُمَّ) الَّتِي لِلتَّراخِي في قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿وما أدْراكَ ما العَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ [البلد: ١٢] إلى قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البلد: ١٧]، فالِاعْتِبارانِ مُخْتَلِفانِ بِاخْتِلافِ المَقامِ المَسُوقِ فِيهِ الكَلامُ كَما يَظْهَرُ بِالتَّأمُّلِ هُنا وهُناكَ، وتَقَدَّمَ نَظِيرُهُ في سُورَةِ فُصِّلَتْ. ودُخُولُ الفاءِ عَلى خَبَرِ المَوْصُولِ وهو ”فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ“ لِمُعامَلَةِ المَوْصُولِ مُعامَلَةَ الشَّرْطِ كَأنَّهُ قِيلَ: إنْ قالُوا رَبُّنا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، ومِثْلُهُ كَثِيرٌ في القُرْآنِ، فَأفادَ تَسَبُّبُ ذَلِكَ في أمْنِهِمْ مِنَ الخَوْفِ والحُزْنِ. و”عَلَيْهِمْ“ خَبَرٌ عَنْ خَوْفٍ، أيْ لا خَوْفٌ يَتَمَكَّنُ مِنهم ويُصِيبُهم ويَلْحَقُهم. وتَقْدِيمُ المُسْنَدُ إلَيْهِ عَلى المُسْنَدِ الفِعْلِيِّ في قَوْلِهِ ”ولا هم يَحْزَنُونَ“ لِتَخْصِيصِ المُسْنَدِ إلَيْهِ بِالخَبَرِ نَحْوِ: ما أنا قُلْتُ هَذا، أيْ أنَّ الحُزْنَ مُنْتَفٍ عَنْهم لا عَنْ غَيْرِهِمْ، والمُرادُ بِالغَيْرِ: مَن لَمْ يَتَّصِفْ بِالإيمانِ والِاسْتِقامَةِ في مَراتِبِ الكُفْرِ والعِصْيانِ، فَجِنْسُ الخَوْفِ ثابِتٌ لِمَن عَداهم عَلى مَراتِبِ تَوَقُّعِ العِقابِ حَتّى في حالَةِ الوَجَلِ مِن عَدَمِ قَبُولِ الشَّفاعَةِ فِيهِمْ ومِن تَوَقُّعِ حِرْمانِهِمْ مِن نَفَحاتِ اللَّهِ - تَعالى. واسْتِحْضارُهم بِطَرِيقِ اسْمِ الإشارَةِ في قَوْلِهِ ”أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ“ لِلتَّنْبِيهِ عَلى أنَّهم أحْرِياءُ بِما يَرِدُ مِنَ الإخْبارِ عَنْهم بِما بَعْدَ الإشارَةِ؛ لِأجْلِ الأوْصافِ المَذْكُورَةِ قَبْلَ اسْمِ الإشارَةِ، كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿أُولَئِكَ عَلى هُدًى مِن رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٥] في أوَّلِ سُورَةِ البَقَرَةِ. (p-٢٨)وأصْحابُ الجَنَّةِ أدَلُّ عَلى الِاخْتِصاصِ بِالجَنَّةِ مِن أنْ يُقالَ: أُولَئِكَ في الجَنَّةِ وأُولَئِكَ لَهُمُ الجَنَّةُ لِما في ”أصْحابُ“ مِن مَعْنى الِاخْتِصاصِ وما في الإضافَةِ أيْضًا. وقَوْلُهُ ﴿جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ تَصْرِيحٌ بِما اسْتُفِيدَ مِن تَعْلِيلِ الصِّلَةِ في الخَبَرِ ومِنَ اقْتِضاءِ اسْمِ الإشارَةِ جَدارَتَهم بِما بَعْدَهُ وما أفادَهُ وصْفُ ”أصْحابُ“ وما أفادَتْهُ الإضافَةُ، وهَذا مِن تَمامِ العِنايَةِ بِالتَّنْوِيهِ بِهِمْ.


ركن الترجمة

They are men of Paradise where they will abide for ever as a recompense for what they had done.

Ceux-là sont les gens du Paradis où ils demeureront éternellement, en récompense de ce qu'ils faisaient.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :