موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 15 شوال 1445 هجرية الموافق ل25 أبريل 2024


الآية [26] من سورة  

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ


ركن التفسير

26 - (ومثل كلمة خبيثة) هي كلمة الكفر (كشجرة خبيثة) هي الحنظل (اجتثت) استؤصلت (من فوق الأرض ما لها من قرار) مستقر وثبات كذلك كلمة الكفر لا ثبات لها ولا فرع ولا بركة

وقوله تعالى " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " هذا مثل كفر الكافر لا أصل له ولا ثبات مشبه بشجرة الحنظل ويقال لها الشريان رواه شعبة عن معاوية بن أبي قرة عن أنس بن مالك أنها شجرة الحنظل وقال أبو بكر البزار الحافظ حدثنا يحيى بن محمد السكن حدثنا أبو زيد سعيد بن الربيع حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أنس أحسبه رفعه قال " مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة " قال هي النخلة " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " قال هي الشريان ثم رواه عن محمد بن المثنى عن غندر عن شعبة عن معاوية عن أنس موقوفا وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد هو ابن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة " هي الحنظلة " فأخبرت بذلك أبا العالية فقال: هكذا كنا نسمع ورواه ابن جرير من حديث حماد بن سلمة به ورواه أبو يعلى في مسنده بأبسط من هذا فقال: حدثنا غسان عن حماد عن شعيب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقناع عليه بسر فقال " مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها " فقال " هي النخلة " " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " قال هي الحنظل " قال شعيب فأخبرت مالك أبا العالية فقال: كذلك كنا نسمع وقوله " اجتثت " أي استؤصلت " من فوق الأرض ما لها من قرار " أي لا أصل لها ولا ثبات كذلك الكفر لا أصل له ولا فرع ولا يصعد للكافر عمل ولا يتقبل منه شيء.

(p-٢٢٣)﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ﴾ ﴿تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها ويَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهم يَتَذَكَّرُونَ﴾ ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ اسْتِئْنافٌ ابْتِدائِيٌّ اقْتَضَتْهُ مُناسَبَةُ ما حُكِيَ عَنْ أحْوالِ أهْلِ الضَّلالَةِ وأحْوالِ أهْلِ الهِدايَةِ ابْتِداءً مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿وبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [إبراهيم: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿تَحِيَّتُهم فِيها سَلامٌ﴾ [إبراهيم: ٢٣]، فَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِكَلِمَةِ الإيمانِ وكَلِمَةِ الشِّرْكِ، فَقَوْلُهُ ﴿ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا﴾ إيقاظٌ لِلذِّهْنِ لِيُتَرَقَّبَ ما يَرِدُ بَعْدَ هَذا الكَلامِ، وذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: ألَمْ تَعْلَمْ، ولَمْ يَكُنْ هَذا المَثَلُ مِمّا سَبَقَ ضَرْبُهُ قَبْلَ نُزُولِ الآيَةِ بَلِ الآيَةُ هي الَّتِي جاءَتْ بِهِ، فالكَلامُ تَشْوِيقٌ إلى عِلْمِ هَذا المَثَلِ، وصَوْغُ التَّشْوِيقِ إلَيْهِ في صِيغَةِ الزَّمَنِ الماضِي الدّالِّ عَلَيْها حَرْفُ (لَمْ) الَّتِي هي لِنَفِيِ الفِعْلِ في الزَّمَنِ الماضِي والدّالِّ عَلَيْها فِعْلُ (ضَرَبَ) بِصِيغَةِ الماضِي لِقَصْدِ الزِّيادَةِ في التَّشْوِيقِ لِمَعْرِفَةِ هَذا المَثَلِ وما مُثِّلَ بِهِ. والِاسْتِفْهامُ في ألَمْ تَرَ إنْكارِيٌّ نَزَلَ المُخاطَبُ مَنزِلَةَ مَن لَمْ يَعْلَمْ، فَأنْكَرَ عَلَيْهِ عَدَمَ العِلْمِ أوْ هو مُسْتَعْمَلٌ في التَّعَجُّبِ مِن عَدَمِ العِلْمِ بِذَلِكَ مَعَ أنَّهُ مِمّا تَتَوَفَّرُ الدَّواعِي عَلى عِلْمِهِ، أوْ هو لِلتَّقْرِيرِ، ومِثْلُهُ في التَّقْرِيرِ كَثِيرٌ، وهو كِنايَةٌ في التَّحْرِيضِ عَلى العِلْمِ بِذَلِكَ. والخِطابُ لِكُلِّ مَن يَصْلُحُ لِلْخِطابِ، والرُّؤْيَةُ عِلْمِيَّةٌ مُعَلَّقٌ فِعْلُها عَنِ العَمَلِ بِما ولِيَها مِنَ الِاسْتِفْهامِ بِـ (كَيْفَ)، وإيثارُ (كَيْفَ) هُنا لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّ حالَةَ ضَرْبِ هَذا المَثَلِ ذاتُ كَيْفِيَّةٍ عَجِيبَةٍ مِن بَلاغَتِهِ وانْطِباقِهِ. وتَقَدَّمَ المَثَلُ في قَوْلِهِ ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ [البقرة: ١٧] في سُورَةِ البَقَرَةِ. وضَرْبُ المَثَلِ: نَظْمُ تَرْكِيبِهِ الدّالِّ عَلى تَشْبِيهِ الحالَةِ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ ﴿أنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما﴾ [البقرة: ٢٦] في سُورَةِ البَقَرَةِ. (p-٢٢٤)وإسْنادُ ضَرَبَ إلى اسْمِ الجَلالَةِ؛ لِأنَّ اللَّهَ أوْحى بِهِ إلى الرَّسُولِ عَلَيْهِ - الصَّلاةُ والسَّلامِ - . والمَثَلُ لَمّا كانَ مَعْنًى مُتَضَمِّنًا عِدَّةَ أشْياءَ صَحَّ الِاقْتِصارُ في تَعْلِيقِ فِعْلِ (ضَرَبَ) بِهِ عَلى وجْهِ إجْمالٍ يُفَسِّرُهُ قَوْلُهُ ﴿كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ﴾ إلى آخِرِهِ، فانْتَصَبَ ”كَلِمَةً“ عَلى البَدَلِيَّةِ مِن ”مَثَلًا“ بَدَلٌ مُفَصَّلٌ مِن مُجْمَلٍ؛ لِأنَّ المَثَلَ يَتَعَلَّقُ بِها لِما تَدُلُّ عَلَيْهِ الإضافَةُ في نَظِيرِهِ في قَوْلِهِ ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ﴾ . والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ قِيلَ: هي كَلِمَةُ الإسْلامِ، وهي: شَهادَةُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، والكَلِمَةُ الخَبِيثَةُ: كَلِمَةُ الشِّرْكِ. والطَّيِّبَةُ: النّافِعَةُ، اسْتُعِيرَ الطَّيِّبُ لِلنَّفْعِ لِحُسْنِ وقْعِهِ في النُّفُوسِ كَوَقْعِ الرَّوائِحِ الذَّكِيَّةِ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾ [يونس: ٢٢] في سُورَةِ يُونُسَ. والفَرْعُ: ما امْتَدَّ مِنَ الشَّيْءِ وعَلا، مُشْتَقٌّ مِنَ الِافْتِراعِ وهو الِاعْتِلاءُ، وفَرْعُ الشَّجَرَةِ: غُصْنُها، وأصْلُ الشَّجَرَةِ: جِذْرُها. والسَّماءُ: مُسْتَعْمَلٌ في الِارْتِفاعِ، وذَلِكَ مِمّا يُزِيدُ الشَّجَرَةَ بَهْجَةً وحُسْنَ مَنظَرٍ. والأُكْلُ بِضَمِّ الهَمْزَةِ: المَأْكُولُ، وإضافَتُهُ إلى ضَمِيرِ الشَّجَرَةِ عَلى مَعْنى اللّامِ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ ﴿ونُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ في الأُكُلِ﴾ [الرعد: ٤] في سُورَةِ الرَّعْدِ. فالمُشَبَّهُ هو الهَيْئَةُ الحاصِلَةُ مِنَ البَهْجَةِ في الحِسِّ والفَرَحِ في النَّفْسِ وازْدِيادِ أُصُولِ النَّفْعِ بِاكْتِسابِ المَنافِعِ المُتَتالِيَةِ بِهَيْئَةِ رُسُوخِ الأصْلِ، وجَمالِ المَنظَرِ، ونَماءِ أغْصانِ الأشْجارِ، ووَفْرَةِ الثِّمارِ، ومُتْعَةِ أكْلِها. وكُلُّ جُزْءٍ مِن أجْزاءِ إحْدى الهَيْئَتَيْنِ يُقابِلُهُ الجُزْءُ الآخَرُ مِنَ الهَيْئَةِ الأُخْرى، وذَلِكَ أكْمَلُ أحْوالِ التَّمْثِيلِ أنْ يَكُونَ قابِلًا لِجَمْعِ التَّشْبِيهِ وتَفْرِيقِهِ. وكَذَلِكَ القَوْلُ في تَمْثِيلِ حالِ الكَلِمَةِ الخَبِيثَةِ بِالشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ عَلى الضِّدِّ بِجَمِيعِ الصِّفاتِ الماضِيَةِ مِنَ اضْطِرابِ الِاعْتِقادِ، وضِيقِ الصَّدْرِ، وكَدَرِ (p-٢٢٥)التَّفْكِيرِ، والضُّرِّ المُتَعاقِبِ، وقَدِ اخْتُصِرَ فِيها التَّمْثِيلُ اخْتِصارًا اكْتِفاءً بِالمُضادِّ، فانْتَفَتْ عَنْها سائِرُ المَنافِعِ لِلْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وفي جامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها قالَ: هي النَّخْلَةُ. ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ قالَ: هي الحَنْظَلُ» . وجُمْلَةُ ﴿اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ﴾ صِفَةٌ لِـ شَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ؛ لِأنَّ النّاسَ لا يَتْرُكُونَها تَلْتَفِتُ عَلى الأشْجارِ فَتَقْتُلَها. والِاجْتِثاثُ: قَطْعُ الشَّيْءِ كُلِّهِ، مُشْتَقٌّ مِنَ الجُثَّةِ وهي الذّاتُ، و﴿مِن فَوْقِ الأرْضِ﴾ تَصْوِيرٌ لِـ (اجْتُثَّتْ)، وهَذا مُقابِلُ قَوْلِهِ في صِفَةِ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ ﴿أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ﴾ . وجُمْلَةُ ﴿ما لَها مِن قَرارٍ﴾ تَأْكِيدٌ لِمَعْنى الِاجْتِثاثِ؛ لِأنَّ الِاجْتِثاثَ مِنَ انْعِدامِ القَرارِ. والأظْهَرُ أنَّ المُرادَ بِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ القُرْآنُ وإرْشادُهُ، وبِالكَلِمَةِ الخَبِيثَةِ تَعالِيمُ أهْلِ الشِّرْكِ وعَقائِدِهِمْ، فَـ (الكَلِمَةُ) في المَوْضِعَيْنِ مُطْلَقَةٌ عَلى القَوْلِ والكَلامِ، كَما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثّابِتِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، والمَقْصُودُ مَعَ التَّمْثِيلِ إظْهارُ المُقابَلَةِ بَيْنَ الحالَيْنِ، إلّا أنَّ الغَرَضَ في هَذا المَقامِ بِتَمْثِيلِ كُلِّ حالَةٍ عَلى حِدَةٍ بِخِلافٍ ما يَأْتِي عِنْدَ قَوْلِهِ في سُورَةِ النَّحْلِ ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا﴾ [النحل: ٧٥] إلى قَوْلِهِ ﴿ومَن رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقًا حَسَنًا﴾ [النحل: ٧٥]، فانْظُرْ بَيانَهُ هُنالِكَ. وجُمْلَةُ ﴿ويَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثالَ لِلنّاسِ﴾ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الجُمْلَتَيْنِ المُتَعاطِفَتَيْنِ، والواوُ واوُ الِاعْتِراضِ، ومَعْنى (لَعَلَّ) رَجاءُ تَذْكِيرِهِمْ، أيْ: تَهْيِئَةُ التَّذَكُّرِ لَهم، وقَدْ مَضَتْ نَظائِرُها.


ركن الترجمة

An evil act is like a rotten tree torn out of the earth with no (base or) firmness.

Et une mauvaise parole est pareille à un mauvais arbre, déraciné de la surface de la terre et qui n'a point de stabilité.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :