موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 19 رمضان 1446 هجرية الموافق ل20 مارس 2025


الآية [118] من سورة  

وَقَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ كَذَٰلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَٰبَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ


ركن التفسير

118 - (وقال الذين لا يعلمون) أي كفار مكة للنبي صلى الله عليه وسلم (لولا) هلا (يكلمنا الله) أنك رسوله (أو تأتينا آية) مما اقترحناه على صدقك (كذلك) كما قال هؤلاء (قال الذين من قبلهم) من كفار الأمم الماضية لأنبيائهم (مثل قولهم) من التعنت وطلب الآيات (تشابهت قلوبهم) في الكفر والعناد ، فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم (قد بينا الآيات لقوم يوقنون) يعلمون أنها آيات فيؤمنون فاقتراحُ آيةٍ معها تعنُّت

قال محمد بن إسحق حدثني محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا محمد إن كنت رسولا من الله كما تقول فقل لله فيكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله في ذلك من قوله "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية" وقال مجاهد "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية" قال النصارى تقوله وهو اختيار ابن جرير قال لأن السياق فيهم. وفي ذلك نظر وحكى القرطبي "لولا يكلمنا الله" أي يخاطبنا بنبوتك يا محمد قلت وهو ظاهر السياق والله أعلم وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي في تفسير هذه الآية هذا قول كفار العرب "كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم" قال هم اليهود والنصارى ويؤيد هذا القول أن القائلين ذلك هم مشركو العرب قوله تعالى "وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله" الآية وقوله تعالى "وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا" إلى قوله "قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا" وقوله تعالى "وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا" الآية وقوله تعالى "بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة" إلى غير ذلك من الآيات الدالة على كفر مشركي العرب وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به إنما هو الكفر والمعاندة كما قال من قبلهم من الأمم الخالية من أهل الكتابين وغيرهم كما قال تعالى "يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة" وقال تعالى "وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" وقوله تعالى "تشابهت قلوبهم" أي أشبهت قلوب مشركي العرب قلوب من تقدمهم في الكفر والعناد والعتو كما قال تعالى "كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون أتواصوا به" الآية وقوله تعالى "قد بينا الآيات لقوم يوقنون" أي قد أوضحنا الدلالات على صدق الرسل بما لا يحتاج معها إلى سؤال آخر وزيادة أخرى لمن أيقن وصدق واتبع الرسل وفهم ما جاءوا به عن الله تبارك وتعالى وأما من ختم الله على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة فأولئك قال الله فيهم "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم".

﴿وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنا اللَّهُ أوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذَلِكَ قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهم قَدْ بَيَّنّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ عَطْفٌ عَلى قَوْلِهِ ﴿وقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا﴾ [البقرة: ١١٦] المَعْطُوفِ عَلى قَوْلِهِ ﴿وقالَتِ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى﴾ [البقرة: ١١٣] لِمُناسَبَةِ اشْتِراكِ المُشْرِكِينَ واليَهُودِ والنَّصارى في الأقْوالِ والعَقائِدِ الضّالَّةِ إلّا أنَّهُ قَدَّمَ قَوْلَ أهْلِ الكِتابِ في الآيَةِ الماضِيَةِ وهي (﴿وقالَتِ اليَهُودُ﴾ [البقرة: ١١٣]) لِأنَّهُمُ الَّذِينَ ابْتَدَءُوا بِذَلِكَ أيّامَ مُجادَلَتِهِمْ في تَفاضُلِ أدْيانِهِمْ ويَوْمَئِذٍ لَمْ يَكُنْ لِلْمُشْرِكِينَ ما يُوجِبُ الِاشْتِغالَ بِذَلِكَ إلى أنْ جاءَ الإسْلامُ فَقالُوا مِثْلَ قَوْلِ أهْلِ الكِتابِ. وجَمَعَ الكُلَّ في ﴿وقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا﴾ [البقرة: ١١٦] إلّا أنَّهُ لَمْ يَكُنْ فَرِيقٌ مِنَ الثَّلاثَةِ فِيهِ مُقْتَبَسًا مِنَ الآخَرِ بَلْ جَمِيعُهُ ناشِئٌ مِنَ الغُلُوِّ في تَقْدِيسِ المَوْجُوداتِ الفاضِلَةِ ومَنشَؤُهُ سُوءُ الفَهْمِ في العَقِيدَةِ سَواءٌ كانَتْ مَأْخُوذَةً مِن كِتابٍ كَما تَقَدَّمَ في مَنشَأِ قَوْلِ (p-٦٨٩)أهْلِ الكِتابَيْنِ اتَّخَذَ اللَّهُ ولَدًا أمْ مَأْخُوذَةً مِن أقْوالِ قادَتِهِمْ كَما قالَتِ العَرَبُ: المَلائِكَةُ بَناتُ اللَّهِ. وقَدَّمَ قَوْلَ المُشْرِكِينَ هُنا لِأنَّ هَذا القَوْلَ أعْلَقُ بِالمُشْرِكِينَ إذْ هو جَدِيدٌ فِيهِمْ وفاشٍ بَيْنَهم. فَلَمّا كانُوا مُخْتَرِعِي هَذا القَوْلِ نُسِبَ إلَيْهِمْ، ثُمَّ نُظِرَ بِهِمُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وهُمُ اليَهُودُ والنَّصارى. إذْ قالُوا مِثْلَ ذَلِكَ لِرُسُلِهِمْ. و لَوْلا هُنا حَرْفُ تَحْضِيضٍ قُصِدَ مِنهُ التَّعْجِيزُ والِاعْتِذارُ عَنْ عَدَمِ الإصْغاءِ لِلرَّسُولِ اسْتِكْبارًا بِأنَّ عَدُّوا أنْفُسَهم أحْرِياءَ بِالرِّسالَةِ وسَماعِ كَلامِ اللَّهِ تَعالى وهَذا مُبالَغَةٌ في الجَهالَةِ لا يَقُولُها أهْلُ الكِتابِ الَّذِينَ أثْبَتُوا الرِّسالَةَ والحاجَةَ إلى الرُّسُلِ. وقَوْلُهُ ﴿أوْ تَأْتِينا آيَةٌ﴾ أرادُوا مُطْلَقَ آيَةٍ فالتَّنْكِيرُ لِلنَّوْعِيَّةِ وحِينَئِذٍ فَهو مُكابَرَةٌ وجُحُودٌ لِما جاءَهم مِنَ الآياتِ وحَسْبُكَ بِأعْظَمِها وهو القُرْآنُ، وهَذا هو الظّاهِرُ مِنَ التَّنْكِيرِ وقَدْ سَألُوا آياتٍ مُقْتَرَحاتٍ وقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الأرْضِ يَنْبُوعًا الآياتِ وهم يَحْسَبُونَ أنَّ الآياتِ هي عَجائِبُ الحَوادِثِ أوِ المَخْلُوقاتِ وما دَرَوْا أنَّ الآيَةَ العِلْمِيَّةَ العَقْلِيَّةَ أوْضَحُ المُعْجِزاتِ لِعُمُومِها ودَوامِها وقَدْ تَحَدّاهُمُ الرَّسُولُ بِالقُرْآنِ فَعَجَزُوا عَنْ مُعارَضَتِهِ وكَفاهم بِذَلِكَ آيَةً لَوْ كانُوا أهْلَ إنْصافٍ. وقَوْلُهُ ﴿كَذَلِكَ قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ أيْ كَمِثْلِ مَقالَتِهِمْ هَذِهِ قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِنَ الأُمَمِ مِثْلَ قَوْلِهِمْ والمُرادُ بِالَّذِينَ مِن قَبْلِهْمُ اليَهُودُ والنَّصارى فَقَدْ قالَ اليَهُودُ لِمُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّى نَرى اللَّهَ جَهْرَةً وسَألَ النَّصارى عِيسى هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ وفي هَذا الكَلامِ تَسْلِيَةٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ بِأنَّ ما لَقِيَهُ مِن قَوْمِهِ مِثْلُ ما لاقاهُ الرُّسُلُ قَبْلَهُ ولِذَلِكَ أُرْدِفَتْ هَذِهِ الآيَةُ بِقَوْلِهِ ﴿إنّا أرْسَلْناكَ بِالحَقِّ﴾ [البقرة: ١١٩] الآيَةَ. ثُمَّ يَجُوزُ أنْ تَكُونَ جُمْلَةُ ﴿كَذَلِكَ قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ واقِعَةً مَوْقِعَ الجَوابِ لِمَقالَةِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وهو جَوابٌ إجْمالِيٌّ اقْتَصَرَ فِيهِ عَلى تَنْظِيرِ حالِهِمْ بِحالِ مَن قَبْلَهم فَيَكُونُ ذَلِكَ التَّنْظِيرُ كِنايَةً عَنِ الإعْراضِ عَنْ جَوابِ مَقالِهِمْ وأنَّهُ لا يَسْتَأْهِلُ أنْ يُجابَ لِأنَّهم لَيْسُوا بِمَرْتَبَةِ مَن يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ ولَيْسَتْ أفْهامُهم بِأهْلٍ لِإدْراكِ ما في نُزُولِ القُرْآنِ مِن أعْظَمِ آيَةٍ وتَكُونُ جُمْلَةُ ”﴿تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾“ تَقْرِيرًا أيْ تَشابَهَتْ عُقُولُهم في الأفْنِ وسُوءِ النَّظَرِ. وتَكُونُ جُمْلَةُ قَدْ بَيَّنّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ تَعْلِيلًا لِلْإعْراضِ عَنْ جَوابِهِمْ بِأنَّهم غَيْرُ أهْلٍ لِلْجَوابِ لِأنَّ أهْلَ الجَوابِ هُمُ القَوْمُ الَّذِينَ (p-٦٩٠)يُوقِنُونَ وقَدْ بَيَّنَتْ لَهم آياتُ القُرْآنِ بِما اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الدَّلائِلِ، وأمّا هَؤُلاءِ فَلَيْسُوا أهْلًا لِلْجَوابِ لِأنَّهم لَيْسُوا بِقَوْمٍ يُوقِنُونَ بَلْ دَيْدَنُهُمُ المُكابَرَةُ. ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ جُمْلَةُ ”كَذَلِكَ قالَ“ إلى آخِرِها مُعْتَرِضَةً بَيْنَ جُمْلَةِ وقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وبَيْنَ جُمْلَةِ قَدْ بَيَّنّا الآياتِ وتُجْعَلُ جُمْلَةُ قَدْ بَيَّنّا الآياتِ هي الجَوابَ عَنْ مَقالَتِهِمْ والمَعْنى لَقَدْ أتَتْكُمُ الآيَةُ وهي آياتُ القُرْآنِ ولَكِنْ لا يَعْقِلُها إلّا الَّذِينَ يُوقِنُونَ أيْ دُونَكم فَيَكُونُ عَلى وِزانِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿أوَلَمْ يَكْفِهِمُ أنّا أنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمُ﴾ [العنكبوت: ٥١] ووَقَعَ الإعْراضُ عَنْ جَوابِ قَوْلِهِمْ ﴿لَوْلا يُكَلِّمُنا اللَّهُ﴾ لِأنَّهُ بَدِيهِيُّ البُطْلانِ، كَما قالَ تَعالى: ﴿وقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنا المَلائِكَةُ أوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا في أنْفُسِهِمْ وعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا﴾ [الفرقان: ٢١] والقَوْلُ في مَرْجِعِ التَّشْبِيهِ والمُماثَلَةِ مِن قَوْلِهِ كَذَلِكَ ﴿قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ عَلى نَحْوِ القَوْلِ في الآيَةِ الماضِيَةِ ﴿كَذَلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾ [البقرة: ١١٣] وقَوْلِهِ ﴿تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ تَقْرِيرٌ لِمَعْنى ”﴿قالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ﴾“، أيْ كانَتْ عُقُولُهم مُتَشابِهَةً في الأفْنِ وسُوءِ النَّظَرِ فَلِذا اتَّحَدُوا في المَقالَةِ. فالقُلُوبُ هُنا بِمَعْنى العُقُولِ كَما هو المُتَعارَفُ في اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. وقَوْلُهُ ”تَشابَهَتْ“ صِيغَةٌ مِن صِيَغِ التَّشْبِيهِ وهي أقْوى فِيهِ مِن حُرُوفِهِ وأقْرَبُ بِالتَّشْبِيهِ البَلِيغِ، ومِن مَحاسِنِ ما جاءَ في ذَلِكَ قَوْلُ الصّابِئِ: ؎تَشابَهَ دَمْعِي إذْ جَرى ومُدامَتِي فَمِن مِثْلِ ما في الكَأْسِ عَيْنِي تَسْكُبُ وفِي هَذِهِ الآيَةِ جُعِلَتِ اليَهُودُ والنَّصارى مُماثِلَيْنِ لِلْمُشْرِكِينَ في هَذِهِ المَقالَةِ لِأنَّ المُشْرِكِينَ أعْرَقُ فِيها إذْ هم أشْرَكُوا مَعَ اللَّهِ غَيْرَهُ فَلَيْسَ ادِّعاؤُهم ولَدًا لِلَّهِ بِأكْثَرَ مِنِ ادِّعائِهِمْ شَرِكَةَ الأصْنامِ مَعَ اللَّهِ في الإلَهِيَّةِ فَكانَ اليَهُودُ والنَّصارى مُلْحَقَيْنِ بِهِمْ لِأنَّ دَعْوى الِابْنِ لِلَّهِ طَرَأتْ عَلَيْهِمْ ولَمْ تَكُنْ مِن أصْلِ مِلَّتِهِمْ وبِهَذا الأُسْلُوبِ تَأتّى الرُّجُوعُ إلى بَيانِ أحْوالِ أهْلِ الكِتابَيْنِ الخاصَّةِ بِهِمْ وذَلِكَ مِن رَدِّ العَجُزِ عَلى الصَّدْرِ. وجِيءَ بِالفِعْلِ المُضارِعِ في يُوقِنُونَ لِدَلالَتِهِ عَلى التَّجَدُّدِ والِاسْتِمْرارِ كِنايَةً عَنْ كَوْنِ الإيمانِ خُلُقًا لَهم، فَأمّا الَّذِينَ دَأْبُهُمُ الإعْراضُ عَنِ النَّظَرِ والمُكابَرَةِ بَعْدَ ظُهُورِ الحَقِّ فَإنَّ الإعْراضَ يَحُولُ دُونَ حُصُولِ اليَقِينِ، والمُكابَرَةُ تَحُولُ عَنِ الِانْتِفاعِ بِهِ فَكَأنَّهُ لَمْ يَحْصُلْ فَأصْحابُ هَذَيْنِ الخُلُقَيْنِ لَيْسُوا مِنَ المُوقِنِينَ. (p-٦٩١)وتَبْيِينُ الآياتِ هو ما جاءَ مِنَ القُرْآنِ المُعْجِزِ لِلْبَشَرِ الَّذِي تَحَدّى بِهِ جَمِيعَهم فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا الإتْيانَ بِمِثْلِهِ كَما تَقَدَّمَ، وفي الحَدِيثِ «ما مِنَ الأنْبِياءِ نَبِيءٌ إلّا أُوتِيَ مِنَ الآياتِ ما مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ وإنَّما كانَ الَّذِي أُوتِيتُ وحْيًا أوْحى اللَّهُ إلَيَّ فَأرْجُو أنْ أكُونَ أكْثَرَهم تابِعًا يَوْمَ القِيامَةِ» فالمَعْنى قَدْ بَيَّنّا الآياتِ لِقَوْمٍ مِن شَأْنِهِمْ أنْ يُوقِنُوا ولا يُشَكِّكُوا أنْفُسَهم أوْ يُعْرِضُوا حَتّى يَحُولَ ذَلِكَ بَيْنَهم وبَيْنَ الإيقانِ، أوْ يَكُونَ المَعْنى قَدْ بَيَّنّا الآياتِ لِقَوْمٍ يُظْهِرُونَ اليَقِينَ ويَعْتَرِفُونَ بِالحَقِّ لا لِقَوْمٍ مِثْلِكم مِنَ المُكابِرِينَ.


ركن الترجمة

But those who are ignorant say: "Why does God not speak or show us a sign?" The same question had been asked by men before them, who were like them in their hearts. But to those who are firm in their faith We have shown Our signs already.

Et ceux qui ne savent pas ont dit: «Pourquoi Allah ne nous parle-t-Il pas [directement], ou pourquoi un signe ne nous vient-il pas?» De même, ceux d'avant eux disaient une parole semblable. Leurs cœurs se ressemblent. Nous avons clairement exposé les signes pour des gens qui ont la foi ferme.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :