موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 19 رمضان 1446 هجرية الموافق ل20 مارس 2025


الآية [137] من سورة  

فَإِنْ ءَامَنُوا۟ بِمِثْلِ مَآ ءَامَنتُم بِهِۦ فَقَدِ ٱهْتَدَوا۟ وَّإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا هُمْ فِى شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ


ركن التفسير

137 - (فإن آمنوا) أي اليهود والنصارى (بمثل) مثل ، والباء زائدة (ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا) عن الإيمان به (فإنما هم في شقاق) خلاف معكم (فسيكفيكهم الله) يا محمد شقاقهم (وهو السميع) لأقوالهم (العليم) بأحوالهم ، وقد كفاه إياهم بقتل قريظة ونفي النضير وضرب الجزية عليهم

يقول تعالى فإن آمنوا يعني الكفار من أهل الكتاب وغيرهم بمثل ما آمنتم به يا أيها المؤمنون من الإيمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم "فقد اهتدوا" أي فقد أصابوا الحق وأرشدوا إليه "وإن تولوا" أي عن الحق إلى الباطل بعد قيام الحجة عليهم "فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله" أي فسينصرك عليهم ويظفرك بهم "وهو السميع العليم". قال ابن أبي حاتم قرئ علي يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرنا زياد بن يونس حدثنا نافع بن أبي نعيم قال: أرسل إلى بعض الخلفاء مصحف عثمان ليصلحه قال زياد فقلت له إن الناس ليقولون إن مصحفه كان في حجره حين قتل فوقع الدم على "فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم" فقال نافع: بصرت عيني الدم على هذه الآية وقد تقدم.

﴿فَإنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وإنْ تَوَلَّوْا فَإنَّما هم في شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وهْوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ كَلامٌ مُعْتَرِضٌ بَيْنَ قَوْلِهِ ﴿قُولُوا آمَنّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة: ١٣٦] وقَوْلِهِ ﴿صِبْغَةَ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٣٨] والفاءُ لِلتَّفْرِيعِ ودُخُولُ الفاءِ في الِاعْتِراضِ وارِدٌ في الكَلامِ كَثِيرًا وإنْ تَرَدَّدَ فِيهِ بَعْضُ النُّحاةِ والتَّفْرِيعُ عَلى قَوْلِهِ ﴿قُولُوا آمَنّا بِاللَّهِ﴾ [البقرة: ١٣٦] والمُرادُ مِنَ القَوْلِ أنْ يَكُونَ إعْلانًا أيْ أعْلِنُوا دِينَكم واجْهَرُوا بِالدَّعْوَةِ إلَيْهِ فَإنِ اتَّبَعَكُمُ الَّذِينَ قالُوا ﴿كُونُوا هُودًا أوْ نَصارى﴾ [البقرة: ١٣٥] فَإيمانُهُمُ اهْتِداءٌ ولَيْسُوا قَبْلَ ذَلِكَ عَلى هُدًى خِلافًا لِزَعْمِهِمْ أنَّهم عَلَيْهِ مِن قَوْلِهِمْ ﴿كُونُوا هُودًا أوْ نَصارى تَهْتَدُوا﴾ [البقرة: ١٣٥] فَدَلَّ مَفْهُومُ الشَّرْطِ عَلى أنَّهم لَيْسُوا عَلى هُدًى ما دامُوا غَيْرَ مُؤْمِنِينَ بِالإسْلامِ. (p-٧٤١)وجاءَ الشَّرْطُ هُنا بِحَرْفِ إنِ المُفِيدَةِ لِلشَّكِّ في حُصُولِ شَرْطِها إيذانًا بِأنَّ إيمانَهم غَيْرُ مَرْجُوٍّ. والباءُ في قَوْلِهِ ﴿بِمِثْلِ ما آمَنتُمْ بِهِ﴾ لِلْمُلابَسَةِ ولَيْسَتْ لِلتَّعْدِيَةِ أيْ إيمانًا مُماثِلًا لِإيمانِكم، فالمُماثَلَةُ بِمَعْنى المُساواةِ في العَقِيدَةِ والمُشابَهَةِ فِيها بِاعْتِبارِ أصْحابِ العَقِيدَةِ ولَيْسَتْ مُشابَهَةٌ مُعْتَبِرًا فِيها تَعَدُّدُ الأدْيانِ لِأنَّ ذَلِكَ يَنْبُو عَنْهُ السِّياقُ، وقِيلَ: لَفْظُ مِثْلِ زائِدٌ، وقِيلَ: الباءُ لِلْآلَةِ والِاسْتِعانَةِ، وقِيلَ: الباءُ زائِدَةٌ، وكُلُّها وُجُوهٌ مُتَكَلَّفَةٌ. وقَوْلُهُ ﴿وإنْ تَوَلَّوْا فَإنَّما هم في شِقاقٍ﴾ أيْ فَقَدْ تَبَيَّنَ أنَّهم لَيْسُوا طالِبِي هُدًى ولا حَقٍّ إذْ لا أبْيَنَ مِن دَعْوَتِكم إيّاهم ولا إنْصافَ أظْهَرُ مِن هَذِهِ الحُجَّةِ. والشِّقاقُ شِدَّةُ المُخالَفَةِ، مُشْتَقٌّ مِنَ الشَّقِّ بِفَتْحِ الشِّينِ وهو الفَلْقُ وتَفْرِيقُ الجِسْمِ، وجِيءَ بِفي لِلدَّلالَةِ عَلى تَمَكُّنِ الشِّقاقِ مِنهم حَتّى كَأنَّهُ ظَرْفٌ مُحِيطٌ بِهِمْ، والإتْيانُ ”بِإنْ“ هُنا مَعَ أنَّ تَوَلِّيَهم هو المَظْنُونُ بِهِمْ لِمُجَرَّدِ المُشاكَلَةِ لِقَوْلِهِ فَإنْ آمَنُوا وفَرَّعَ قَوْلَهُ ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ﴾ عَلى قَوْلِهِ ﴿فَإنَّما هم في شِقاقٍ﴾ تَثْبِيتًا لِلنَّبِيءِ ﷺ لِأنَّ إعْلامَهُ بِأنَّ هَؤُلاءِ في شِقاقٍ مَعَ ما هو مَعْرُوفٌ مِن كَثْرَتِهِمْ وقُوَّةِ أنْصارِهِمْ مِمّا قَدْ يَتَحَرَّجُ لَهُ السّامِعُ فَوَعَدَهُ اللَّهُ بِأنَّهُ يَكْفِيهِ شَرَّهُمُ الحاصِلَ مِن تَوَلِّيهِمْ. والسِّينُ حَرْفٌ يَمْحَضُ المُضارِعَ لِلِاسْتِقْبالِ فَهو مُخْتَصٌّ بِالدُّخُولِ عَلى المُضارِعِ وهو كَحَرْفِ سَوْفَ، والأصَحُّ أنَّهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُما في سِوى زَمانِ الِاسْتِقْبالِ. وقِيلَ إنَّ سَوْفَ أوْسَعُ مَدًى واشْتُهِرَ هَذا عِنْدَ الجَماهِيرِ فَصارُوا يَقُولُونَ سَوَّفَهُ إذا ماطَلَ الوَفاءَ بِالآخَرِ، وأحْسَبُ أنَّهُ لا مَحِيصَ مِنَ التَّفْرِقَةِ بَيْنَ السِّينِ وسَوْفَ في الِاسْتِقْبالِ لِيَكُونَ لِمَوْقِعِ أحَدِهِما دُونَ الآخَرِ في الكَلامِ البَلِيغِ خُصُوصِيَّةٌ ثُمَّ إنَّ كِلَيْهِما إذا جاءَ في سِياقِ الوَعْدِ أفادَ تَخْفِيفَ الوَعْدِ ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾ [مريم: ٤٧] فالسِّينُ هُنا لِتَحْقِيقِ وعْدِ اللَّهِ رَسُولَهُ ﷺ بِأنَّهُ يَكْفِيهِ سُوءَ شِقاقِهِمْ. ومَعْنى كِفايَتِهِمْ: كِفايَةُ شَرِّهِمْ وشِقاقِهِمْ فَإنَّهم كانُوا أهْلَ تَعَصُّبٍ لِدِينِهِمْ وكانُوا مُعْتَضِدِينَ بِأتْباعٍ وأنْصارٍ وخاصَّةً النَّصارى مِنهم، وكِفايَةُ النَّبِيءِ كِفايَةٌ لِأُمَّتِهِ لِأنَّهُ ما جاءَ لِشَيْءٍ يَنْفَعُ ذاتُهُ. (p-٧٤٢)وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ أيِ السَّمِيعُ لِأذاهم بِالقَوْلِ العَلِيمِ بِضَمائِرِهِمْ أيِ اطْمَئِنَّ بِأنَّ اللَّهَ كافِيكَ ما تَتَوَجَّسُ مِن شَرِّهِمْ وأذاهم بِكَثْرَتِهِمْ، وفي قَوْلِهِ ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وهو السَّمِيعُ العَلِيمُ﴾ وعْدٌ ووَعِيدٌ.


ركن الترجمة

If they come to believe as you did, they will find the right path. If they turn away then they will only oppose; but God will suffice you against them, for God hears all and knows everything.

Alors, s'ils croient à cela même à quoi vous croyez, ils seront certainement sur la bonne voie. Et s'ils s'en détournent, ils seront certes dans le schisme! Alors Allah te suffira contre eux. Il est l'Audient, l'Omniscient.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :