موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 19 رمضان 1446 هجرية الموافق ل20 مارس 2025


الآية [58] من سورة  

وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُوا۟ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ فَكُلُوا۟ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَٱدْخُلُوا۟ ٱلْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا۟ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ


ركن التفسير

58 - (وإذ قلنا) لهم بعد خروجهم من التيه (ادخلوا هذه القرية) بيت المقدس أو أريحا (فكلوا منها حيث شئتم رغداً) واسعاً لا حجْر فيه (وادخلوا الباب) أي بابها (سجدا) منحنين (وقولوا) مسألتنا (حِطَّة) أي أن تحط عنا خطايانا (نغفر) وفي قراءة بالياء والتاء مبينا للمفعول فيهما (لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين) بالطاعة ثوابا

يقول تعالى لائما لهم على نكولهم عن الجهاد ودخولهم الأرض المقدسة لما قدموا من برد مصر صحبة موسى عليه السلام فأمروا بدخول الأرض المقدسة التي هي ميراث لهم عن أبيهم إسرائيل وقتال من فيها من العماليق الكفرة فنكلوا عن قتالهم وضعفوا واستحسروا فرماهم الله في التيه عقوبة لهم كما ذكره تعالى في سورة المائدة ولهذا كان أصح القولين أن هذه البلدة هي بيت المقدس كما نص على ذلك السدي والربيع بن أنس وقتادة وأبو مسلم الأصفهاني وغير واحد وقد قال الله تعالى حاكيا عن موسى "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا" الآيات. وقال: آخرون هي أريحا ويحكى عن ابن عباس وعبدالرحمن بن زيد وهذا بعيد لأنها ليست على طريقهم وهم قاصدون بيت المقدس لا أريحا وأبعد من ذلك قول من ذهب إلى أنها مصر حكاه الرازي في تفسيره والصحيح الأول أن بيت المقدس وهذا كان لما خرجوا من التيه بعد أربعين سنة مع يوشع بن نون عليه السلام وفتحها الله عليهم عشية جمعة وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ولما فتحوها أقروا أن يدخلوا الباب باب البلد "سجدا" أي شكر الله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ورد بلدهم عليهم وإنقاذهم من التيه والضلال قال العوفي في تفسيره عن ابن عباس إنه كان يقول في قوله تعالى "وادخلوا الباب سجدا" أي ركعا وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن الأعمش عن المنهال بن عمرو وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله "وادخلوا الباب سجدا" قال ركعا من باب صغير رواه الحاكم من حديث سفيان به ورواه ابن أبي حاتم من حديث سفيان وهو الثوري به وزاد فدخلوا من قبل استاههم وقال الحسن البصري أمروا أن يسجدوا على وجوههم حال دخولهم واستبعده الرازي وحكى عن بعضهم أن المراد ههنا في السجود الخضوع لتعذر حمله على حقيقته وقال الخصيف: قال عكرمة قال ابن عباس كان الباب قبل القبلة وقال ابن عباس ومجاهد والسدي وقتادة والضحاك هو باب الحطة من باب إيلياء ببيت المقدس وحكى الرازي عن بعضهم أنه عنى بالباب جهة من جهات القبلة وقال خصيف قال عكرمة قال: ابن عباس فدخلوا على شق وقال السدي عن أبي سعيد الأزدي عن أبي الكنود عن عبدالله بن مسعود قيل لهم ادخلوا الباب سجدا فدخلوا مقنعي رؤسهم أي رافعي رؤسهم خلاف ما أمروا وقوله تعالى "وقولوا حطة" قال الثوري عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "وقولوا حطة" قال مغفرة استغفروا وروى عن عطاء والحسن وقتادة والربيع بن أنس نحوه وقال الضحاك عن ابن عباس "وقولوا حطة" قال قولوا هذا الأمر حق كما قيل لكم وقال عكرمة قولوا "لا إله إلا الله" وقال الأوزاعي. كتب ابن عباس إلى رجل قد سماه فسأله عن قوله تعالى "وقولوا حطة" فكتب إليه أن أقروا بالذنب وقال: الحسن وقتادة أي احطط عنا خطايانا "نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين" وقال هذا جواب الأمر أي إذا فعلتم ما أمرناكم غفرنا لكم الخطيئات وضعفنا لكم الحسنات وحاصل الأمر أنهم أمروا أن يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول وأن يعترفوا بذنوبهم ويستغفروا منها والشكر على النعمة عندها والمبادرة إلى ذلك من المحبوب عند الله تعالى "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" فسره بعض الصحابة بكثرة الذكر والاستغفار عند الفتح والنصر وفسره ابن عباس بأنه نعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أجله فيها وأقره على ذلك عمر رضي الله عنه ولا منافاة بين أن يكون قد أمر بذلك عند ذلك ونعي إليه روحه الكريمة أيضا ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يظهر عليه الخضوع جدا عند النصر كما روي أنه كان يوم الفتح فتح مكة داخلا إليها من الثنية العليا وإنه لخاضع لربه حتى أن عثنونه ليمس مورك رحله شكرا لله على ذلك ثم لما دخل البلد اغتسل وصلى ثماني ركعات وذلك ضحى وقال: بعضهم هذه صلاة الضحى وقال: آخرون بل هي صلاة الفتح فاستحبوا للإمام وللأمير إذا فتح بلدا أن يصلي فيه ثماني ركعات عند أول دخوله كما فعل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما دخل إيوان كسرى صلى فيه ثماني ركعات والصحيح أنه يفصل بين كل ركعتي بتسليم وقيل يصليها كلها بتسليم واحد والله أعلم.

﴿وإذْ قُلْنا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا وقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكم خَطاياكم وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهم فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ هَذا تَذْكِيرٌ بِنِعْمَةٍ أُخْرى مُكِّنُوا مِنها فَما أحْسَنُوا قَبُولَها ولا رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَحُرِمُوا مِنها إلى حِينٍ وعُوقِبَ الَّذِينَ كانُوا السَّبَبَ في عَدَمِ قَبُولِها. وفِي التَّذْكِيرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ امْتِنانٌ عَلَيْهِمْ بِبَذْلِ النِّعْمَةِ لَهم لِأنَّ النِّعْمَةَ نِعْمَةٌ وإنْ لَمْ يَقْبَلْها المُنْعَمُ عَلَيْهِ، وإثارَةٌ لِحَسْرَتِهِمْ عَلى ما فاتَ أسْلافَهم وما لَقُوهُ مِن جَرّاءِ إعْجابِهِمْ بِآرائِهِمْ، ومَوْعِظَةٌ لَهم أنْ لا يَقَعُوا فِيما وقَعَ فِيهِ الأوَّلُونَ فَقَدْ عَلِمُوا أنَّهم كُلَّما صَدَفُوا عَنْ قَدْرِ حَقِّ النِّعَمِ نالَتْهُمُ المَصائِبُ. قالَ الشَّيْخُ ابْنُ عَطاءِ اللَّهِ: مَن لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، ومَن شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها. ولِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِما عَنَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ اخْتُصِرَ فِيها الكَلامُ اخْتِصارًا تَرَكَ كَثِيرًا مِنَ المُفَسِّرِينَ فِيها حَيارى. فَسَلَكُوا طَرائِقَ في انْتِزاعِ تَفْصِيلِ المَعْنى مِن مُجْمَلِها فَما أتَوْا عَلى شَيْءٍ مُقْنِعٍ، وكُنْتَ تَجِدُ أقْوالَهم هُنا إذا التَأمَ (p-٥١٣)بَعْضُها بِنَظْمِ الآيَةِ لا يَلْتَئِمُ بَعْضُهُ الآخَرُ، ورُبَّما خالَفَ جَمِيعُها ما وقَعَ في آياتٍ أُخَرَ. والَّذِي عِنْدِي مِنَ القَوْلِ في تَفْسِيرِ هاتِهِ الآيَةِ أنَّها أشارَتْ إلى قِصَّةٍ مَعْلُومَةٍ تَضَمَّنَتْها كُتُبُهم وهي أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ لَمّا طَوَّحَتْ بِهِمُ الرِّحْلَةُ إلى بَرِّيَّةِ فارانَ نَزَلُوا بِمَدِينَةِ قادِشٍ فَأصْبَحُوا عَلى حُدُودِ أرْضِ كَنْعانَ الَّتِي هي الأرْضُ المُقَدَّسَةُ الَّتِي وعَدَها اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ وذَلِكَ في أثْناءِ السَّنَةِ الثّانِيَةِ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِن مِصْرَ فَأرْسَلَ مُوسى اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أرْضَ كَنْعانَ مِن كُلِّ سِبْطٍ رَجُلًا وفِيهِمْ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وكالَبُ بْنُ بَفْنَةَ فَصَعِدُوا وأتَوْا إلى مَدِينَةِ حَبْرُونَ فَوَجَدُوا الأرْضَ ذاتَ خَيْراتٍ وقَطَعُوا مِن عِنَبِها ورُمّانِها وتِينِها ورَجَعُوا لِقَوْمِهِمْ بَعْدَ أرْبَعِينَ يَوْمًا وأخْبَرُوا مُوسى وهارُونَ وجَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وأرَوْهم ثَمَرَ الأرْضِ وأخْبَرُوهم أنَّها حَقًّا تَفِيضُ لَبَنًا وعَسَلًا غَيْرَ أنَّ أهْلَها ذَوُو عِزَّةٍ ومُدُنَها حَصِينَةٌ جِدًّا فَأمَرَ مُوسى كالِبًا فَأنْصَتَ إسْرائِيلُ إلى مُوسى وقالَ إنَّنا نَصْعَدُ ونَمْتَلِكُها وكَذَلِكَ يُوشَعُ، أمّا العَشَرَةُ الآخَرُونَ فَأشاعُوا في بَنِي إسْرائِيلَ مَذَمَّةَ الأرْضِ وأنَّها تَأْكُلُ سُكّانَها وأنَّ سُكّانَها جَبابِرَةٌ فَخافَتْ بَنُو إسْرائِيلَ مِن سُكّانِ الأرْضِ وجَبُنُوا عَنِ القِتالِ فَقامَ فِيهِمْ يُوشَعُ وكالِبٌ قائِلِينَ لا تَخافُوا مِنَ العَدُوِّ فَإنَّهم لُقْمَةٌ لَنا واللَّهُ مَعَنا، فَلَمْ يُصْغِ القَوْمُ لَهم وأوْحى اللَّهُ لِمُوسى أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ أساءُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِمْ وأنَّهُ مُهْلِكُهم فاسْتَشْفَعَ لَهم مُوسى فَعَفا اللَّهُ عَنْهم ولَكِنَّهُ حَرَمَهم مِنَ الدُّخُولِ إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فَلا يَدْخُلُ لَها أحَدٌ مِنَ الحاضِرِينَ يَوْمَئِذٍ إلّا يُوشَعُ وكالَبُ وأرْسَلَ اللَّهُ عَلى الجَواسِيسِ العَشَرَةِ المُثَبِّطِينَ وباءً أهْلَكَهم. فَهَذِهِ الآيَةُ تَنْطَبِقُ عَلى هَذِهِ القِصَّةِ تَمامَ الِانْطِباقِ لا سِيَّما إذا ضَمَّتْ لَها آيَةَ سُورَةِ المائِدَةِ ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿الفاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٥] فَقَوْلُهُ ﴿ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ﴾ الظّاهِرُ أنَّهُ أرادَ بِها حَبْرُونَ الَّتِي كانَتْ قَرِيبَةً مِنهم والَّتِي ذَهَبَ إلَيْها جَواسِيسُهم وأتَوْا بِثِمارِها، وقِيلَ أرادَ مِنَ القَرْيَةِ الجِهَةَ كُلَّها قالَهُ القُرْطُبِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَبَّةَ فَإنَّ القَرْيَةَ تُطْلَقُ عَلى المَزْرَعَةِ لَكِنَّ هَذا يُبْعِدُهُ قَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ﴾ يُطْلَقُ عَلى المَدْخَلِ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ وكَيْفَما كانَ يَنْتَظِمُ (p-٥١٤)ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ ﴿فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ يُشِيرُ إلى الثِّمارِ الكَثِيرَةِ هُناكَ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ يَتَعَيَّنُ أنَّهُ إشارَةٌ إلى ما أشاعَهُ الجَواسِيسُ العَشَرَةُ مِن مَذَمَّةِ الأرْضِ وصُعُوبَتِها وأنَّهم لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ ما قالَمُوسى حَيْثُ اسْتَنْصَتَ الشَّعْبُ بِلِسانِ كالَبِ بْنِ بَفْنَةَ ويُوشَعَ ويَدُلُّ لِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى في سُورَةِ الأعْرافِ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهم قَوْلًا﴾ [الأعراف: ١٦٢] أيْ مِنَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمُ ادْخُلُوا القَرْيَةَ وأنَّ الرِّجْزَ الَّذِي أصابَ الَّذِينَ ظَلَمُوا هو الوَباءُ الَّذِي أصابَ العَشَرَةَ الجَواسِيسَ ويَنْتَظِمُ ذَلِكَ أيْضًا مَعَ قَوْلِهِ في آيَةِ المائِدَةِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكم فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٢١] ﴿قالُوا يا مُوسى إنَّ فِيها قَوْمًا جَبّارِينَ﴾ [المائدة: ٢٢] إلَخْ وقَوْلِهِ ﴿قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِما ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البابَ﴾ [المائدة: ٢٣] فَإنَّ البابَ يُناسِبُ القَرْيَةَ. وقَوْلُهُ ﴿قالَ فَإنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة: ٢٦] فَهَذا هو التَّفْسِيرُ الصَّحِيحُ المُنْطَبِقُ عَلى التّارِيخِ الصَّرِيحِ. فَقَوْلُهُ ﴿وإذْ قُلْنا﴾ أيْ عَلى لِسانِ مُوسى فَبَلَّغَهُ لِلْقَوْمِ بِواسِطَةِ اسْتِنْصاتِ كالِبِ بْنِ بَفْنَةَ، وهَذا هو الَّذِي يُوافِقُ ما في سُورَةِ العُقُودِ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] الآياتِ. وعَلى هَذا الوَجْهِ فَقَوْلُهُ (ادْخُلُوا) إمّا أمْرٌ بِدُخُولِ قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنهم وهي حَبْرُونُ لِتَكُونَ مَرْكَزًا أوَّلًا لَهم، والأمْرُ بِالدُّخُولِ أمْرٌ بِما يَتَوَقَّفُ الدُّخُولُ عَلَيْهِ أعْنِي القِتالَ كَما دَلَّتْ عَلَيْهِ آيَةُ المائِدَةِ إذْ قالَ ﴿ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] فَإنَّ الِارْتِدادَ عَلى الأدْبارِ مِنَ الألْفاظِ المُتَعارَفَةِ في الحُرُوبِ كَما قالَ تَعالى ﴿فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ﴾ [الأنفال: ١٥] ولَعَلَّ في الإشارَةِ بِكَلِمَةِ ”هَذِهِ“ - المُفِيدَةِ لِلْقُرْبِ - ما يُرَجِّحُ أنَّ القَرْيَةَ هي حَبْرُونُ الَّتِي طَلَعَ إلَيْها جَواسِيسُهم. والقَرْيَةُ بِفَتْحِ القافِ لا غَيْرَ عَلى الأصَحِّ البَلْدَةُ المُشْتَمِلَةُ عَلى المَساكِنِ المَبْنِيَّةِ مِن حِجارَةٍ وهي مُشْتَقَّةٌ مِنَ القَرْيِ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ وبِالياءِ وهو الجَمْعُ يُقالُ قَرى الشَّيْءَ يَقْرِيهِ إذا جَمَعَهُ وهي تُطْلَقُ عَلى البَلْدَةِ الصَّغِيرَةِ وعَلى المَدِينَةِ الكَبِيرَةِ ذاتِ الأسْوارِ والأبْوابِ كَما أُرِيدَ بِها هُنا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ (وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا) وجَمْعُ القَرْيَةِ قُرًى بِضَمِّ القافِ عَلى غَيْرِ قِياسٍ لِأنَّ قِياسَ فُعَلٍ أنْ يَكُونَ جَمْعًا لِفِعْلَةٍ بِكَسْرِ الفاءِ مِثْلَ كِسْوَةٍ وكُسى، وقِياسُ جَمْعِ قَرْيَةٍ أنْ يَكُونَ عَلى قِراءٍ بِكَسْرِ القافِ وبِالمَدِّ كَما قالُوا رَكْوَةٌ ورِكاءٌ وشَكْوَةٌ وشِكاءٌ. وقَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا﴾ مُرادٌ بِهِ بابُ القَرْيَةِ لِأنَّ (ال) مُتَعَيِّنَةٌ لِلْعِوَضِيَّةِ عَنِ (p-٥١٥)المُضافِ إلَيْهِ الدّالِّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ المُتَقَدِّمُ - ومَعْنى السُّجُودِ عِنْدَ الدُّخُولِ الِانْحِناءُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعالى لا لِأنَّ بابَها قَصِيرٌ كَما قِيلَ إذْ لا جَدْوى لَهُ والظّاهِرُ أنَّ المَقْصُودَ مِنَ السُّجُودِ مُطْلَقُ الِانْحِناءِ لِإظْهارِ العَجْزِ والضَّعْفِ كَيْلا يَفْطِنَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ وهَذا مِن أحْوالِ الجَوْسَسَةِ، ولَمْ تَتَعَرَّضْ لَها التَّوْراةُ. ويَبْعُدْ أنْ يَكُونَ السُّجُودُ المَأْمُورُ بِهِ سُجُودَ الشُّكْرِ لِأنَّهم داخِلُونَ مُتَجَسِّسِينَ لا فاتِحِينَ وقَدْ جاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أنَّهم بَدَّلُوا وصِيَّةَ مُوسى فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلى أسْتاهِهِمْ كَأنَّهم أرادُوا إظْهارَ الزَّمانَةِ فَأفْرَطُوا في التَّصَنُّعِ بِحَيْثُ يَكادُ أنْ يَفْتَضِحَ أمْرُهم لِأنَّ بَعْضَ التَّصَنُّعِ لا يُسْتَطاعُ اسْتِمْرارُهُ. وقَوْلُهُ ﴿وقُولُوا حِطَّةٌ﴾ الحِطَّةُ فِعْلَةٌ مِنَ الحَطِّ وهو الخَفْضُ وأصْلُ الصِّيغَةِ أنَّ تَدُلَّ عَلى الهَيْئَةِ ولَكِنَّها هَنا مُرادٌ بِها مُطْلَقُ المَصْدَرِ، والظّاهِرُ أنَّ هَذا القَوْلَ كانَ مَعْرُوفًا في ذَلِكَ المَكانِ لِلدِّلالَةِ عَلى العَجْزِ أوْ هو مِن أقْوالِ السُّؤّالِ والشَّحّاذِينَ كَيْلا يَحْسِبَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ حِسابًا ولا يَأْخُذُوا حَذَرًا مِنهم فَيَكُونُ القَوْلُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ قَوْلًا يُخاطِبُونَ بِهِ أهْلَ القَرْيَةِ. وقِيلَ المُرادُ مِنَ الحِطَّةِ سُؤالُ غُفْرانِ الذُّنُوبِ أيْ حُطَّ عَنّا ذُنُوبَنا أيِ اسْألُوا اللَّهَ غُفْرانَ ذُنُوبِكم إنْ دَخَلْتُمُ القَرْيَةَ. وقِيلَ مِنَ الحَطِّ بِمَعْنى حَطِّ الرِّحالِ أيْ إقامَةٍ أيِ ادْخُلُوا قائِلِينَ إنَّكم ناوُونَ الإقامَةَ بِها إذِ الحَرْبُ ودُخُولُ دِيارِ العَدُوِّ يَكُونُ فَتْحًا ويَكُونُ صُلْحًا ويَكُونُ لِلْغَنِيمَةِ ثُمَّ الإيابِ. وهَذانِ التَّأْوِيلانِ بَعِيدانِ ولِأنَّ القِراءَةَ بِالرَّفْعِ وهي المَشْهُورَةُ تُنافِي القَوْلَ بِأنَّها طَلَبُ المَغْفِرَةِ؛ لِأنَّ المَصْدَرَ المُرادُ بِهِ الدُّعاءُ لا يَرْتَفِعُ عَلى مَعْنى الإخْبارِ نَحْوَ سَقْيًا ورَعْيًا وإنَّما يَرْتَفِعُ إذا قُصِدَ بِهِ المَدْحُ أوِ التَّعَجُّبُ لِقُرْبِهِما مِنَ الخَبَرِ دُونَ الدُّعاءِ ولا يُسْتَعْمَلُ الخَبَرُ في الدُّعاءِ إلّا بِصِيغَةِ الفِعْلِ نَحْوَ رَحِمَهُ اللَّهُ ويَرْحَمُهُ اللَّهُ. وحِطَّةٌ بِالرَّفْعِ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ أوْ خَبَرٌ نَحْوَ: (سَمْعٌ وطاعَةٌ) و(صَبْرٌ جَمِيلٌ) . والخَطايا جَمْعُ خَطِيئَةٍ ولامُها مَهْمُوزَةٌ فَقِياسُ جَمْعِها خَطائِئُ بِهَمْزَتَيْنِ بِوَزْنِ فَعائِلَ، فَلَمّا اجْتَمَعَتِ الهَمْزَتانِ قُلِبَتِ الثّانِيَةُ ياءً لِأنَّ قَبْلَها كَسْرَةً أوْ لِأنَّ في الهَمْزَتَيْنِ ثِقَلًا فَخَفَّفُوا الأخِيرَةَ مِنهُما ياءً ثُمَّ قَلَبُوها ألِفًا إمّا لِاجْتِماعِ ثِقَلِ الياءِ مَعَ ثِقَلِ صِيغَةِ الجَمْعِ وإمّا لِأنَّهُ لَمّا أشْبَهَ جائِيَ اسْتَحَقَّ التَّخْفِيفَ ولَكِنَّهم لَمْ يُعامِلُوهُ مُعامَلَةَ (جائِي) لِأنَّ هَمْزَةَ (جائِي) زائِدَةٌ وهَمْزَةَ خَطائِي أصْلِيَّةٌ فَفَرُّوا بِتَخْفِيفِهِ إلى قَلْبِ الياءِ ألِفًا كَما فَعَلُوا في يَتامى ووَجَدُوا لَهُ في الأسْماءِ الصَّحِيحَةِ نَظِيرًا وهو طَهارى جَمْعُ طاهِرَةٍ. والخَطِيئَةُ فِعْلِيَّةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ لِأنَّها مَخْطُوءٌ بِها أيْ مَسْلُوكٌ بِها (p-٥١٦)مَسْلَكَ الخَطَأِ أشارُوا إلى أنَّها فِعْلٌ يَحِقُّ أنْ لا يَقَعَ فِيهِ فاعِلُهُ إلّا خَطَأً فَهي الذَّنْبُ والمَعْصِيَةُ. وقَوْلُهُ ﴿وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ وعْدٌ بِالزِّيادَةِ مِن خَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرَةِ ولِذَلِكَ حُذِفَ مَفْعُولُ نَزِيدُ. والواوُ عاطِفَةُ جُمْلَةِ ﴿سَنَزِيدُ﴾ [الأعراف: ١٦١] عَلى جُمْلَةِ ﴿قُلْنا ادْخُلُوا﴾ أيْ وقُلْنا سَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ؛ لِأنَّ جُمْلَةَ سَنَزِيدُ حُكِيَتْ في سُورَةِ الأعْرافِ مُسْتَأْنَفَةً فَعُلِمَ أنَّها تُعَبِّرُ عَنْ نَظِيرٍ لَها في الكَلامِ الَّذِي خاطَبَ اللَّهُ بِهِ مُوسى عَلى مَعْنى التَّرَقِّي في التَّفَضُّلِ فَلَمّا حُكِيَتْ هُنا عُطِفَتْ عَطْفَ القَوْلِ عَلى القَوْلِ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ أيْ بَدَّلَ العَشَرَةُ القَوْلَ الَّذِي أُمِرَ مُوسى بِإعْلانِهِ في القَوْمِ وهو التَّرْغِيبُ في دُخُولِ القَرْيَةِ وتَهْوِينُ العَدُوِّ عَلَيْهِمْ فَقالُوا لَهم لا تَسْتَطِيعُونَ قِتالَهم وثَبَّطُوهم ولِذَلِكَ عُوقِبُوا فَأُنْزِلَ عَلَيْهِمْ رِجْزٌ مِنَ السَّماءِ وهو الطّاعُونُ. وإنَّما جُعِلَ مِنَ السَّماءِ لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبَبٌ أرْضى مِن عَدْوى أوْ نَحْوِها فَعُلِمَ أنَّهُ رَمَتْهم بِهِ المَلائِكَةُ مِنَ السَّماءِ بِأنْ أُلْقِيَتْ عَناصِرُهُ وجَراثِيمُهُ عَلَيْهِمْ فَأُصِيبُوا بِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ. ولِأجْلِ هَذا خُصَّ التَّبْدِيلُ بِفَرِيقٍ مَعْرُوفٍ عِنْدَهم فَعُبِّرَ عَنْهُ بِطَرِيقِ المَوْصُولِيَّةِ لِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِهِ وبِتِلْكَ الصِّلَةِ فَدَلَّ عَلى أنَّ التَّبْدِيلَ لَيْسَ مِن فِعْلِ جَمِيعِ القَوْمِ أوْ مُعْظَمِهِمْ لِأنَّ الآيَةَ تَذْكِيرٌ لِلْيَهُودِ بِما هو مَعْلُومٌ لَهم مِن حَوادِثِهِمْ. وإنَّما جاءَ بِالظّاهِرِ في مَوْضِعِ المُضْمَرِ في قَوْلِهِ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا﴾ ولَمْ يَقُلْ عَلَيْهِمْ لِئَلّا يُتَوَهَّمَ أنَّ الرِّجْزَ عَمَّ جَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وبِذَلِكَ تَنْطَبِقُ الآيَةُ عَلى ما ذَكَرَتْهُ التَّوْراةُ تَمامَ الِانْطِباقِ. وتَبْدِيلُ القَوْلِ تَبْدِيلُ جَمِيعِ ما قالَهُ اللَّهُ لَهم وما حَدَّثَهُمُ النّاسُ عَنْ حالِ القَرْيَةِ، ولِلْإشارَةِ إلى جَمِيعِ هَذا بَنى فِعْلَ قِيلَ إلى المَجْهُولِ إيجازًا. فَ (قَوْلًا) مَفْعُولٌ أوَّلُ لِبَدَّلَ، و(غَيْرَ الَّذِي قِيلَ) مَفْعُولٌ ثانٍ لِأنَّ (بَدَّلَ) يَتَعَدّى إلى مَفْعُولَيْنِ مِن بابِ كَسى أيْ مِمّا دَلَّ عَلى عَكْسِ مَعْنى كَسى مِثْلَ (سَلَبَهُ ثَوْبَهُ) . قالَ أبُو الشِّيصِ: ؎بُدِّلْتُ مِن بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءَةً خَلَقًا وبِئْسَ مَثُوبَةُ المُقْتاضِ وفائِدَةُ إظْهارِ لَفْظِ القَوْلِ دُونَ أنْ يُقالَ فَبَدَّلُوهُ لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أنَّهم بَدَّلُوا لَفْظَ حِطَّةٍ خاصَّةً وامْتَثَلُوا ما عَدا ذَلِكَ لِأنَّهُ لَوْ كانَ كَذَلِكَ لَكانَ الأمْرُ هَيِّنًا. (p-٥١٧)وقَدْ ورَدَ في الحَدِيثِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ القَوْلَ الَّذِي بَدَّلُوا بِهِ أنَّهم قالُوا حَبَّةٌ في شَعْرَةٍ أوْ في شُعَيْرَةٍ، والظّاهِرُ أنَّ المُرادَ بِهِ أنَّ العَشَرَةَ اسْتَهْزَءُوا بِالكَلامِ الَّذِي أعْلَنَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ في التَّرْغِيبِ في فَتْحِ الأرْضِ وكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِأنَّ مُحاوَلَتَهم فَتْحَ الأرْضِ كَمُحاوَلَةِ رَبْطِ حَبَّةٍ بِشَعْرَةٍ أيْ في التَّعَذُّرِ، أوْ هو كَأكْلِ حَبَّةٍ مَعَ شَعْرَةٍ تَخْنُقُ آكِلَها، أوْ حَبَّةٍ مِن بُرٍّ مَعَ شُعَيْرَةٍ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وقَوْلُهُ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ اعْتَنى فِيهِما بِالإظْهارِ في مَوْضِعِ الإضْمارِ لِيُعْلَمَ أنَّ الرِّجْزَ خَصَّ الَّذِينَ بَدَّلُوا القَوْلَ وهُمُ العَشَرَةُ الَّذِينَ أشاعُوا مَذَمَّةَ الأرْضِ لِأنَّهم كانُوا السَّبَبَ في شَقاءِ أُمَّةٍ كامِلَةٍ. وفِي هَذا مَوْعِظَةٌ وذِكْرى لِكُلِّ مَن يُنَصِّبُ نَفْسَهُ لِإرْشادِ قَوْمٍ لِيَكُونَ عَلى بَصِيرَةٍ بِما يَأْتِي ويَذَرُ وعِلْمٍ بِعَواقِبِ الأُمُورِ فَمِنَ البِرِّ ما يَكُونُ عُقُوقًا، وفي المَثَلِ ”عَلى أهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ“ وهي اسْمُ كَلْبَةِ قَوْمٍ كانَتْ تَحْرُسُهم بِاللَّيْلِ فَدَلَّ نَبْحُها أعْداءَهم عَلَيْهِمْ فاسْتَأْصَلُوهم فَضُرِبَتْ مَثَلًا.


ركن الترجمة

And remember, We said to you: "Enter this city, eat wherever you like, as much as you please, but pass through the gates in humility and say: 'May our sins be forgiven.' We shall forgive your trespasses and give those who do good abundance.

Et [rappelez-vous] lorsque Nous dîmes: «Entrez dans cette ville, et mangez-y à l'envie où il vous plaira; mais entrez par la porte en vous prosternant et demandez la «rémission» (de vos péchés); Nous vous pardonnerons vos fautes si vous faites cela et donnerons davantage de récompense pour les bienfaisants.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :