موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الثلاثاء 17 رمضان 1446 هجرية الموافق ل18 مارس 2025


الآية [59] من سورة  

فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ قَوْلًا غَيْرَ ٱلَّذِى قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ رِجْزًا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُوا۟ يَفْسُقُونَ


ركن التفسير

59 - (فبدل الذين ظلموا) منهم (قولا غير الذي قيل لهم) فقالوا : حبة في شعرة ودخلوا يزحفون على أستاههم (فأنزلنا على الذين ظلموا) فيه وضع الظاهر موضع المضمر مبالغة في تقبيح شأنهم (رجزا) عذابا طاعونا (من السماء بما كانوا يفسقون) بسبب فسقهم أي خروجهم عن الطاعة فهلك منهم في ساعة سبعون ألفا أو أقل

وقوله تعالى فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم قال: البخاري حدثني محمد حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "قيل لبني إسرائيل: ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة - فدخلوا يزحفون على استاهم فبدلوا وقالوا حبة في شعرة" ورواه النسائي عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن عبدالرحمن به موقوفا وعن محمد بن عبيد بن محمد عن ابن المبارك ببعضه مسندا في قوله تعالى "حطة" قال فبدلوا وقالوا حبة وقال عبدالرزاق أنبأنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله لبني إسرائيل "ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" فبدلوا ودخلوا الباب يزحفون على استاههم فقالوا حبة في شعرة" وهذا حديث صحيح رواه البخاري عن إسحاق بن نصر ومسلم عن محمد بن رافع والترمذي عن عبدالرحمن بن حميد كلهم عن عبدالرزاق به وقال الترمذي حسن صحيح وقال محمد بن إسحاق كان تبديلهم كما حدثني صالح بن كيسان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة وعمن لا أتهم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "دخلوا الباب - الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا - يزحفون على استاههم وهم يقولون حنطة في شعيرة" وقال أبو داود حدثنا أحمد بن صالح وحدثنا سليمان بن داود حدثنا عبدالله بن وهب حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم" قال الله لبني إسرائيل "ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" ثم قال أبو داود حدثنا أحمد بن مسافر حدثنا ابن أبي فديك عن هشام بمثله هكذا رواه منفردا به في كتاب الحروف مختصرا وقال: ابن مردويه حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا إبراهيم بن مهدي حدثنا أحمد بن محمد بن المنذر القزاز حدثنا محمد بن إسماعيل ابن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل أجزنا فى ثنية يقال لها ذات الحنظل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما مثل هذه الثنية الليلة إلا كمثل الباب الذي قال الله لبني إسرائيل "ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" وقال: سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن البراء "سيقول السفهاء من الناس" قال: اليهود قيل لهم ادخلوا الباب سجدا قال: ركعا وقولوا حطة أي مغفرة فدخلوا على أستاههم وجعلوا يقولون حنطة حمراء فيها شعيرة فذلك قول الله تعالى "فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم" وقال الثوري عن السدي عن أبي سعد الأزدي عن أبي الكنود عن ابن مسعود وقولوا حطة فقالوا حنطة حبة حمراء فيها شعيرة فأنزل الله "فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم" وقال أسباط عن السدي عن مرة عن ابن مسعود أنه قال إنهم قالوا هطا سمعانا أزبة مزبا فهي بالعربية حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء فذلك قوله تعالى" فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم" وقال الثوري عن الأعمش عن المنهال عن سعيد عن ابن عباس في قوله تعالى" ادخلوا الباب سجدا" قال ركعا من باب صغير فدخلوا من قبل استاههم وقالوا حنطة فذلك قوله تعالى "فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم" وهكذا روى عن عطاء ومجاهد وعكرمة والضحاك والحسن وقتادة والربيع بن أنس ويحيى بن رافع. وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل فأمروا أن يدخلوا سجدا فدخلوا يزحفون على استاههم من قبل استاههم رافعي رؤسهم وأمروا أن يقولوا حطة أي احطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا فقالوا حنطة في شعيرة وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن طاعته. ولهذا قال "فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون" وقال الضحاك عن ابن عباس كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب وهكذا روى عن مجاهد وأبي مالك والسدي والحسن وقتادة أنه العذاب وقال أبو العالية الرجز الغضب وقال الشعبي الرجز إما الطاعون وإما البرد وقال سعيد بن جبير هو الطاعون وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن إبراهيم بن سعد يعني ابن أبي وقاص عن سعد بن مالك وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت رضي الله عنهم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الطاعون رجز عذاب عذب به من كان قبلكم" وهكذا رواه النسائي من حديث سفيان الثوري به وأصل الحديث في الصحيحين من حديث حبيب بن أبي ثابت "إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها" الحديث قال ابن جرير أخبرني يونس بن عبدالأعلى عن ابن وهب عن يونس عن الزهري قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن هذا الوجع والسقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم" وهذا الحديث أصله مخرج في الصحيحين من حديث الزهري ومن حديث مالك عن محمد ابن المنكدر وسالم بن أبي النضر عن عامر بن سعد بنحوه.

﴿وإذْ قُلْنا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا وقُولُوا حِطَّةٌ يُغْفَرْ لَكم خَطاياكم وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهم فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ﴾ هَذا تَذْكِيرٌ بِنِعْمَةٍ أُخْرى مُكِّنُوا مِنها فَما أحْسَنُوا قَبُولَها ولا رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَحُرِمُوا مِنها إلى حِينٍ وعُوقِبَ الَّذِينَ كانُوا السَّبَبَ في عَدَمِ قَبُولِها. وفِي التَّذْكِيرِ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ امْتِنانٌ عَلَيْهِمْ بِبَذْلِ النِّعْمَةِ لَهم لِأنَّ النِّعْمَةَ نِعْمَةٌ وإنْ لَمْ يَقْبَلْها المُنْعَمُ عَلَيْهِ، وإثارَةٌ لِحَسْرَتِهِمْ عَلى ما فاتَ أسْلافَهم وما لَقُوهُ مِن جَرّاءِ إعْجابِهِمْ بِآرائِهِمْ، ومَوْعِظَةٌ لَهم أنْ لا يَقَعُوا فِيما وقَعَ فِيهِ الأوَّلُونَ فَقَدْ عَلِمُوا أنَّهم كُلَّما صَدَفُوا عَنْ قَدْرِ حَقِّ النِّعَمِ نالَتْهُمُ المَصائِبُ. قالَ الشَّيْخُ ابْنُ عَطاءِ اللَّهِ: مَن لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوالِها، ومَن شَكَرَها فَقَدْ قَيَّدَها بِعِقالِها. ولِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِما عَنَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ اخْتُصِرَ فِيها الكَلامُ اخْتِصارًا تَرَكَ كَثِيرًا مِنَ المُفَسِّرِينَ فِيها حَيارى. فَسَلَكُوا طَرائِقَ في انْتِزاعِ تَفْصِيلِ المَعْنى مِن مُجْمَلِها فَما أتَوْا عَلى شَيْءٍ مُقْنِعٍ، وكُنْتَ تَجِدُ أقْوالَهم هُنا إذا التَأمَ (p-٥١٣)بَعْضُها بِنَظْمِ الآيَةِ لا يَلْتَئِمُ بَعْضُهُ الآخَرُ، ورُبَّما خالَفَ جَمِيعُها ما وقَعَ في آياتٍ أُخَرَ. والَّذِي عِنْدِي مِنَ القَوْلِ في تَفْسِيرِ هاتِهِ الآيَةِ أنَّها أشارَتْ إلى قِصَّةٍ مَعْلُومَةٍ تَضَمَّنَتْها كُتُبُهم وهي أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ لَمّا طَوَّحَتْ بِهِمُ الرِّحْلَةُ إلى بَرِّيَّةِ فارانَ نَزَلُوا بِمَدِينَةِ قادِشٍ فَأصْبَحُوا عَلى حُدُودِ أرْضِ كَنْعانَ الَّتِي هي الأرْضُ المُقَدَّسَةُ الَّتِي وعَدَها اللَّهُ بَنِي إسْرائِيلَ وذَلِكَ في أثْناءِ السَّنَةِ الثّانِيَةِ بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِن مِصْرَ فَأرْسَلَ مُوسى اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا لِيَتَجَسَّسُوا أرْضَ كَنْعانَ مِن كُلِّ سِبْطٍ رَجُلًا وفِيهِمْ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ وكالَبُ بْنُ بَفْنَةَ فَصَعِدُوا وأتَوْا إلى مَدِينَةِ حَبْرُونَ فَوَجَدُوا الأرْضَ ذاتَ خَيْراتٍ وقَطَعُوا مِن عِنَبِها ورُمّانِها وتِينِها ورَجَعُوا لِقَوْمِهِمْ بَعْدَ أرْبَعِينَ يَوْمًا وأخْبَرُوا مُوسى وهارُونَ وجَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وأرَوْهم ثَمَرَ الأرْضِ وأخْبَرُوهم أنَّها حَقًّا تَفِيضُ لَبَنًا وعَسَلًا غَيْرَ أنَّ أهْلَها ذَوُو عِزَّةٍ ومُدُنَها حَصِينَةٌ جِدًّا فَأمَرَ مُوسى كالِبًا فَأنْصَتَ إسْرائِيلُ إلى مُوسى وقالَ إنَّنا نَصْعَدُ ونَمْتَلِكُها وكَذَلِكَ يُوشَعُ، أمّا العَشَرَةُ الآخَرُونَ فَأشاعُوا في بَنِي إسْرائِيلَ مَذَمَّةَ الأرْضِ وأنَّها تَأْكُلُ سُكّانَها وأنَّ سُكّانَها جَبابِرَةٌ فَخافَتْ بَنُو إسْرائِيلَ مِن سُكّانِ الأرْضِ وجَبُنُوا عَنِ القِتالِ فَقامَ فِيهِمْ يُوشَعُ وكالِبٌ قائِلِينَ لا تَخافُوا مِنَ العَدُوِّ فَإنَّهم لُقْمَةٌ لَنا واللَّهُ مَعَنا، فَلَمْ يُصْغِ القَوْمُ لَهم وأوْحى اللَّهُ لِمُوسى أنَّ بَنِي إسْرائِيلَ أساءُوا الظَّنَّ بِرَبِّهِمْ وأنَّهُ مُهْلِكُهم فاسْتَشْفَعَ لَهم مُوسى فَعَفا اللَّهُ عَنْهم ولَكِنَّهُ حَرَمَهم مِنَ الدُّخُولِ إلى الأرْضِ المُقَدَّسَةِ أرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فَلا يَدْخُلُ لَها أحَدٌ مِنَ الحاضِرِينَ يَوْمَئِذٍ إلّا يُوشَعُ وكالَبُ وأرْسَلَ اللَّهُ عَلى الجَواسِيسِ العَشَرَةِ المُثَبِّطِينَ وباءً أهْلَكَهم. فَهَذِهِ الآيَةُ تَنْطَبِقُ عَلى هَذِهِ القِصَّةِ تَمامَ الِانْطِباقِ لا سِيَّما إذا ضَمَّتْ لَها آيَةَ سُورَةِ المائِدَةِ ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿الفاسِقِينَ﴾ [المائدة: ٢٥] فَقَوْلُهُ ﴿ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ﴾ الظّاهِرُ أنَّهُ أرادَ بِها حَبْرُونَ الَّتِي كانَتْ قَرِيبَةً مِنهم والَّتِي ذَهَبَ إلَيْها جَواسِيسُهم وأتَوْا بِثِمارِها، وقِيلَ أرادَ مِنَ القَرْيَةِ الجِهَةَ كُلَّها قالَهُ القُرْطُبِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَبَّةَ فَإنَّ القَرْيَةَ تُطْلَقُ عَلى المَزْرَعَةِ لَكِنَّ هَذا يُبْعِدُهُ قَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ﴾ يُطْلَقُ عَلى المَدْخَلِ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ وكَيْفَما كانَ يَنْتَظِمُ (p-٥١٤)ذَلِكَ مَعَ قَوْلِهِ ﴿فَكُلُوا مِنها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا﴾ يُشِيرُ إلى الثِّمارِ الكَثِيرَةِ هُناكَ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ يَتَعَيَّنُ أنَّهُ إشارَةٌ إلى ما أشاعَهُ الجَواسِيسُ العَشَرَةُ مِن مَذَمَّةِ الأرْضِ وصُعُوبَتِها وأنَّهم لَمْ يَقُولُوا مِثْلَ ما قالَمُوسى حَيْثُ اسْتَنْصَتَ الشَّعْبُ بِلِسانِ كالَبِ بْنِ بَفْنَةَ ويُوشَعَ ويَدُلُّ لِذَلِكَ قَوْلُهُ تَعالى في سُورَةِ الأعْرافِ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنهم قَوْلًا﴾ [الأعراف: ١٦٢] أيْ مِنَ الَّذِينَ قِيلَ لَهُمُ ادْخُلُوا القَرْيَةَ وأنَّ الرِّجْزَ الَّذِي أصابَ الَّذِينَ ظَلَمُوا هو الوَباءُ الَّذِي أصابَ العَشَرَةَ الجَواسِيسَ ويَنْتَظِمُ ذَلِكَ أيْضًا مَعَ قَوْلِهِ في آيَةِ المائِدَةِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكم فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ﴾ [المائدة: ٢١] ﴿قالُوا يا مُوسى إنَّ فِيها قَوْمًا جَبّارِينَ﴾ [المائدة: ٢٢] إلَخْ وقَوْلِهِ ﴿قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِما ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ البابَ﴾ [المائدة: ٢٣] فَإنَّ البابَ يُناسِبُ القَرْيَةَ. وقَوْلُهُ ﴿قالَ فَإنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ﴾ [المائدة: ٢٦] فَهَذا هو التَّفْسِيرُ الصَّحِيحُ المُنْطَبِقُ عَلى التّارِيخِ الصَّرِيحِ. فَقَوْلُهُ ﴿وإذْ قُلْنا﴾ أيْ عَلى لِسانِ مُوسى فَبَلَّغَهُ لِلْقَوْمِ بِواسِطَةِ اسْتِنْصاتِ كالِبِ بْنِ بَفْنَةَ، وهَذا هو الَّذِي يُوافِقُ ما في سُورَةِ العُقُودِ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿يا قَوْمِ ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] الآياتِ. وعَلى هَذا الوَجْهِ فَقَوْلُهُ (ادْخُلُوا) إمّا أمْرٌ بِدُخُولِ قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنهم وهي حَبْرُونُ لِتَكُونَ مَرْكَزًا أوَّلًا لَهم، والأمْرُ بِالدُّخُولِ أمْرٌ بِما يَتَوَقَّفُ الدُّخُولُ عَلَيْهِ أعْنِي القِتالَ كَما دَلَّتْ عَلَيْهِ آيَةُ المائِدَةِ إذْ قالَ ﴿ادْخُلُوا الأرْضَ المُقَدَّسَةَ﴾ [المائدة: ٢١] إلى قَوْلِهِ ﴿ولا تَرْتَدُّوا عَلى أدْبارِكُمْ﴾ [المائدة: ٢١] فَإنَّ الِارْتِدادَ عَلى الأدْبارِ مِنَ الألْفاظِ المُتَعارَفَةِ في الحُرُوبِ كَما قالَ تَعالى ﴿فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبارَ﴾ [الأنفال: ١٥] ولَعَلَّ في الإشارَةِ بِكَلِمَةِ ”هَذِهِ“ - المُفِيدَةِ لِلْقُرْبِ - ما يُرَجِّحُ أنَّ القَرْيَةَ هي حَبْرُونُ الَّتِي طَلَعَ إلَيْها جَواسِيسُهم. والقَرْيَةُ بِفَتْحِ القافِ لا غَيْرَ عَلى الأصَحِّ البَلْدَةُ المُشْتَمِلَةُ عَلى المَساكِنِ المَبْنِيَّةِ مِن حِجارَةٍ وهي مُشْتَقَّةٌ مِنَ القَرْيِ بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ وبِالياءِ وهو الجَمْعُ يُقالُ قَرى الشَّيْءَ يَقْرِيهِ إذا جَمَعَهُ وهي تُطْلَقُ عَلى البَلْدَةِ الصَّغِيرَةِ وعَلى المَدِينَةِ الكَبِيرَةِ ذاتِ الأسْوارِ والأبْوابِ كَما أُرِيدَ بِها هُنا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ (وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا) وجَمْعُ القَرْيَةِ قُرًى بِضَمِّ القافِ عَلى غَيْرِ قِياسٍ لِأنَّ قِياسَ فُعَلٍ أنْ يَكُونَ جَمْعًا لِفِعْلَةٍ بِكَسْرِ الفاءِ مِثْلَ كِسْوَةٍ وكُسى، وقِياسُ جَمْعِ قَرْيَةٍ أنْ يَكُونَ عَلى قِراءٍ بِكَسْرِ القافِ وبِالمَدِّ كَما قالُوا رَكْوَةٌ ورِكاءٌ وشَكْوَةٌ وشِكاءٌ. وقَوْلُهُ ﴿وادْخُلُوا البابَ سُجَّدًا﴾ مُرادٌ بِهِ بابُ القَرْيَةِ لِأنَّ (ال) مُتَعَيِّنَةٌ لِلْعِوَضِيَّةِ عَنِ (p-٥١٥)المُضافِ إلَيْهِ الدّالِّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ المُتَقَدِّمُ - ومَعْنى السُّجُودِ عِنْدَ الدُّخُولِ الِانْحِناءُ شُكْرًا لِلَّهِ تَعالى لا لِأنَّ بابَها قَصِيرٌ كَما قِيلَ إذْ لا جَدْوى لَهُ والظّاهِرُ أنَّ المَقْصُودَ مِنَ السُّجُودِ مُطْلَقُ الِانْحِناءِ لِإظْهارِ العَجْزِ والضَّعْفِ كَيْلا يَفْطِنَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ وهَذا مِن أحْوالِ الجَوْسَسَةِ، ولَمْ تَتَعَرَّضْ لَها التَّوْراةُ. ويَبْعُدْ أنْ يَكُونَ السُّجُودُ المَأْمُورُ بِهِ سُجُودَ الشُّكْرِ لِأنَّهم داخِلُونَ مُتَجَسِّسِينَ لا فاتِحِينَ وقَدْ جاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ أنَّهم بَدَّلُوا وصِيَّةَ مُوسى فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلى أسْتاهِهِمْ كَأنَّهم أرادُوا إظْهارَ الزَّمانَةِ فَأفْرَطُوا في التَّصَنُّعِ بِحَيْثُ يَكادُ أنْ يَفْتَضِحَ أمْرُهم لِأنَّ بَعْضَ التَّصَنُّعِ لا يُسْتَطاعُ اسْتِمْرارُهُ. وقَوْلُهُ ﴿وقُولُوا حِطَّةٌ﴾ الحِطَّةُ فِعْلَةٌ مِنَ الحَطِّ وهو الخَفْضُ وأصْلُ الصِّيغَةِ أنَّ تَدُلَّ عَلى الهَيْئَةِ ولَكِنَّها هَنا مُرادٌ بِها مُطْلَقُ المَصْدَرِ، والظّاهِرُ أنَّ هَذا القَوْلَ كانَ مَعْرُوفًا في ذَلِكَ المَكانِ لِلدِّلالَةِ عَلى العَجْزِ أوْ هو مِن أقْوالِ السُّؤّالِ والشَّحّاذِينَ كَيْلا يَحْسِبَ لَهم أهْلُ القَرْيَةِ حِسابًا ولا يَأْخُذُوا حَذَرًا مِنهم فَيَكُونُ القَوْلُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ قَوْلًا يُخاطِبُونَ بِهِ أهْلَ القَرْيَةِ. وقِيلَ المُرادُ مِنَ الحِطَّةِ سُؤالُ غُفْرانِ الذُّنُوبِ أيْ حُطَّ عَنّا ذُنُوبَنا أيِ اسْألُوا اللَّهَ غُفْرانَ ذُنُوبِكم إنْ دَخَلْتُمُ القَرْيَةَ. وقِيلَ مِنَ الحَطِّ بِمَعْنى حَطِّ الرِّحالِ أيْ إقامَةٍ أيِ ادْخُلُوا قائِلِينَ إنَّكم ناوُونَ الإقامَةَ بِها إذِ الحَرْبُ ودُخُولُ دِيارِ العَدُوِّ يَكُونُ فَتْحًا ويَكُونُ صُلْحًا ويَكُونُ لِلْغَنِيمَةِ ثُمَّ الإيابِ. وهَذانِ التَّأْوِيلانِ بَعِيدانِ ولِأنَّ القِراءَةَ بِالرَّفْعِ وهي المَشْهُورَةُ تُنافِي القَوْلَ بِأنَّها طَلَبُ المَغْفِرَةِ؛ لِأنَّ المَصْدَرَ المُرادُ بِهِ الدُّعاءُ لا يَرْتَفِعُ عَلى مَعْنى الإخْبارِ نَحْوَ سَقْيًا ورَعْيًا وإنَّما يَرْتَفِعُ إذا قُصِدَ بِهِ المَدْحُ أوِ التَّعَجُّبُ لِقُرْبِهِما مِنَ الخَبَرِ دُونَ الدُّعاءِ ولا يُسْتَعْمَلُ الخَبَرُ في الدُّعاءِ إلّا بِصِيغَةِ الفِعْلِ نَحْوَ رَحِمَهُ اللَّهُ ويَرْحَمُهُ اللَّهُ. وحِطَّةٌ بِالرَّفْعِ عَلى أنَّهُ مُبْتَدَأٌ أوْ خَبَرٌ نَحْوَ: (سَمْعٌ وطاعَةٌ) و(صَبْرٌ جَمِيلٌ) . والخَطايا جَمْعُ خَطِيئَةٍ ولامُها مَهْمُوزَةٌ فَقِياسُ جَمْعِها خَطائِئُ بِهَمْزَتَيْنِ بِوَزْنِ فَعائِلَ، فَلَمّا اجْتَمَعَتِ الهَمْزَتانِ قُلِبَتِ الثّانِيَةُ ياءً لِأنَّ قَبْلَها كَسْرَةً أوْ لِأنَّ في الهَمْزَتَيْنِ ثِقَلًا فَخَفَّفُوا الأخِيرَةَ مِنهُما ياءً ثُمَّ قَلَبُوها ألِفًا إمّا لِاجْتِماعِ ثِقَلِ الياءِ مَعَ ثِقَلِ صِيغَةِ الجَمْعِ وإمّا لِأنَّهُ لَمّا أشْبَهَ جائِيَ اسْتَحَقَّ التَّخْفِيفَ ولَكِنَّهم لَمْ يُعامِلُوهُ مُعامَلَةَ (جائِي) لِأنَّ هَمْزَةَ (جائِي) زائِدَةٌ وهَمْزَةَ خَطائِي أصْلِيَّةٌ فَفَرُّوا بِتَخْفِيفِهِ إلى قَلْبِ الياءِ ألِفًا كَما فَعَلُوا في يَتامى ووَجَدُوا لَهُ في الأسْماءِ الصَّحِيحَةِ نَظِيرًا وهو طَهارى جَمْعُ طاهِرَةٍ. والخَطِيئَةُ فِعْلِيَّةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ لِأنَّها مَخْطُوءٌ بِها أيْ مَسْلُوكٌ بِها (p-٥١٦)مَسْلَكَ الخَطَأِ أشارُوا إلى أنَّها فِعْلٌ يَحِقُّ أنْ لا يَقَعَ فِيهِ فاعِلُهُ إلّا خَطَأً فَهي الذَّنْبُ والمَعْصِيَةُ. وقَوْلُهُ ﴿وسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ﴾ وعْدٌ بِالزِّيادَةِ مِن خَيْرَيِ الدُّنْيا والآخِرَةِ ولِذَلِكَ حُذِفَ مَفْعُولُ نَزِيدُ. والواوُ عاطِفَةُ جُمْلَةِ ﴿سَنَزِيدُ﴾ [الأعراف: ١٦١] عَلى جُمْلَةِ ﴿قُلْنا ادْخُلُوا﴾ أيْ وقُلْنا سَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ؛ لِأنَّ جُمْلَةَ سَنَزِيدُ حُكِيَتْ في سُورَةِ الأعْرافِ مُسْتَأْنَفَةً فَعُلِمَ أنَّها تُعَبِّرُ عَنْ نَظِيرٍ لَها في الكَلامِ الَّذِي خاطَبَ اللَّهُ بِهِ مُوسى عَلى مَعْنى التَّرَقِّي في التَّفَضُّلِ فَلَمّا حُكِيَتْ هُنا عُطِفَتْ عَطْفَ القَوْلِ عَلى القَوْلِ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ أيْ بَدَّلَ العَشَرَةُ القَوْلَ الَّذِي أُمِرَ مُوسى بِإعْلانِهِ في القَوْمِ وهو التَّرْغِيبُ في دُخُولِ القَرْيَةِ وتَهْوِينُ العَدُوِّ عَلَيْهِمْ فَقالُوا لَهم لا تَسْتَطِيعُونَ قِتالَهم وثَبَّطُوهم ولِذَلِكَ عُوقِبُوا فَأُنْزِلَ عَلَيْهِمْ رِجْزٌ مِنَ السَّماءِ وهو الطّاعُونُ. وإنَّما جُعِلَ مِنَ السَّماءِ لِأنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبَبٌ أرْضى مِن عَدْوى أوْ نَحْوِها فَعُلِمَ أنَّهُ رَمَتْهم بِهِ المَلائِكَةُ مِنَ السَّماءِ بِأنْ أُلْقِيَتْ عَناصِرُهُ وجَراثِيمُهُ عَلَيْهِمْ فَأُصِيبُوا بِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ. ولِأجْلِ هَذا خُصَّ التَّبْدِيلُ بِفَرِيقٍ مَعْرُوفٍ عِنْدَهم فَعُبِّرَ عَنْهُ بِطَرِيقِ المَوْصُولِيَّةِ لِعِلْمِ المُخاطَبِينَ بِهِ وبِتِلْكَ الصِّلَةِ فَدَلَّ عَلى أنَّ التَّبْدِيلَ لَيْسَ مِن فِعْلِ جَمِيعِ القَوْمِ أوْ مُعْظَمِهِمْ لِأنَّ الآيَةَ تَذْكِيرٌ لِلْيَهُودِ بِما هو مَعْلُومٌ لَهم مِن حَوادِثِهِمْ. وإنَّما جاءَ بِالظّاهِرِ في مَوْضِعِ المُضْمَرِ في قَوْلِهِ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا﴾ ولَمْ يَقُلْ عَلَيْهِمْ لِئَلّا يُتَوَهَّمَ أنَّ الرِّجْزَ عَمَّ جَمِيعَ بَنِي إسْرائِيلَ وبِذَلِكَ تَنْطَبِقُ الآيَةُ عَلى ما ذَكَرَتْهُ التَّوْراةُ تَمامَ الِانْطِباقِ. وتَبْدِيلُ القَوْلِ تَبْدِيلُ جَمِيعِ ما قالَهُ اللَّهُ لَهم وما حَدَّثَهُمُ النّاسُ عَنْ حالِ القَرْيَةِ، ولِلْإشارَةِ إلى جَمِيعِ هَذا بَنى فِعْلَ قِيلَ إلى المَجْهُولِ إيجازًا. فَ (قَوْلًا) مَفْعُولٌ أوَّلُ لِبَدَّلَ، و(غَيْرَ الَّذِي قِيلَ) مَفْعُولٌ ثانٍ لِأنَّ (بَدَّلَ) يَتَعَدّى إلى مَفْعُولَيْنِ مِن بابِ كَسى أيْ مِمّا دَلَّ عَلى عَكْسِ مَعْنى كَسى مِثْلَ (سَلَبَهُ ثَوْبَهُ) . قالَ أبُو الشِّيصِ: ؎بُدِّلْتُ مِن بُرْدِ الشَّبابِ مُلاءَةً خَلَقًا وبِئْسَ مَثُوبَةُ المُقْتاضِ وفائِدَةُ إظْهارِ لَفْظِ القَوْلِ دُونَ أنْ يُقالَ فَبَدَّلُوهُ لِدَفْعِ تَوَهُّمِ أنَّهم بَدَّلُوا لَفْظَ حِطَّةٍ خاصَّةً وامْتَثَلُوا ما عَدا ذَلِكَ لِأنَّهُ لَوْ كانَ كَذَلِكَ لَكانَ الأمْرُ هَيِّنًا. (p-٥١٧)وقَدْ ورَدَ في الحَدِيثِ عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ أنَّ القَوْلَ الَّذِي بَدَّلُوا بِهِ أنَّهم قالُوا حَبَّةٌ في شَعْرَةٍ أوْ في شُعَيْرَةٍ، والظّاهِرُ أنَّ المُرادَ بِهِ أنَّ العَشَرَةَ اسْتَهْزَءُوا بِالكَلامِ الَّذِي أعْلَنَهُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ في التَّرْغِيبِ في فَتْحِ الأرْضِ وكَنَّوْا عَنْ ذَلِكَ بِأنَّ مُحاوَلَتَهم فَتْحَ الأرْضِ كَمُحاوَلَةِ رَبْطِ حَبَّةٍ بِشَعْرَةٍ أيْ في التَّعَذُّرِ، أوْ هو كَأكْلِ حَبَّةٍ مَعَ شَعْرَةٍ تَخْنُقُ آكِلَها، أوْ حَبَّةٍ مِن بُرٍّ مَعَ شُعَيْرَةٍ. وقَوْلُهُ ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وقَوْلُهُ ﴿فَأنْزَلْنا عَلى الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ اعْتَنى فِيهِما بِالإظْهارِ في مَوْضِعِ الإضْمارِ لِيُعْلَمَ أنَّ الرِّجْزَ خَصَّ الَّذِينَ بَدَّلُوا القَوْلَ وهُمُ العَشَرَةُ الَّذِينَ أشاعُوا مَذَمَّةَ الأرْضِ لِأنَّهم كانُوا السَّبَبَ في شَقاءِ أُمَّةٍ كامِلَةٍ. وفِي هَذا مَوْعِظَةٌ وذِكْرى لِكُلِّ مَن يُنَصِّبُ نَفْسَهُ لِإرْشادِ قَوْمٍ لِيَكُونَ عَلى بَصِيرَةٍ بِما يَأْتِي ويَذَرُ وعِلْمٍ بِعَواقِبِ الأُمُورِ فَمِنَ البِرِّ ما يَكُونُ عُقُوقًا، وفي المَثَلِ ”عَلى أهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ“ وهي اسْمُ كَلْبَةِ قَوْمٍ كانَتْ تَحْرُسُهم بِاللَّيْلِ فَدَلَّ نَبْحُها أعْداءَهم عَلَيْهِمْ فاسْتَأْصَلُوهم فَضُرِبَتْ مَثَلًا.


ركن الترجمة

But the wicked changed and perverted the word We had spoken to a word distorted, and We sent from heaven retribution on the wicked, for they disobeyed.

Mais, à ces paroles, les pervers en substituèrent d'autres, et pour les punir de leur fourberie Nous leur envoyâmes du ciel un châtiment avilissant.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :