موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 18 رمضان 1445 هجرية الموافق ل29 مارس 2024


الآية [41] من سورة  

فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ بِٱلْحَقِّ فَجَعَلْنَٰهُمْ غُثَآءً فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ


ركن التفسير

41 - (فأخذتهم الصيحة) صيحة العذاب والهلاك كائنة (بالحق) فماتوا (فجعلناهم غثاء) وهو نبت يبس أي صيرناهم مثله في اليبس (فبعدا) من الرحمة (للقوم الظالمين) المكذبين

" فأخذتهم الصيحة بالحق " أي وكانوا يستحقون ذلك من الله بكفرهم وطغيانهم والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي البارد " تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم " وقوله " فجعلناهم غثاء " أي صرعى هلكى كغثاء السيل وهو الشيء الحقير التافه الهالك الذي لا ينتفع بشيء منه " فبعدا للقوم الظالمين " كقوله " وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين " أي بكفرهم وعنادهم ومخالفة رسول الله فليحذر السامعون أن يكذبوا رسولهم.

﴿فَأخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالحَقِّ فَجَعَلْناهم غُثاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ (p-٥٩)تَقْتَضِي الفاءُ تَعْجِيلَ إجابَةِ دَعْوَةِ رَسُولِهِمْ. والأخْذُ مُسْتَعارٌ لِلْإهْلاكِ. والصَّيْحَةُ: صَوْتُ الصّاعِقَةِ، وهَذا يُرَجِّحُ أوْ يُعَيِّنُ أنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ القَرْنُ هم ثَمُودُ قالَ تَعالى: ﴿فَأمّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطّاغِيَةِ﴾ [الحاقة: ٥] وقالَ في شَأْنِهِمْ في سُورَةِ الحِجْرِ: ﴿فَأخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ﴾ [الحجر: ٨٣] . وإسْنادُ الأخْذِ إلى الصَّيْحَةِ مَجازٌ عَقْلِيٌّ؛ لِأنَّ الصَّيْحَةَ سَبَبُ الأخْذِ أوْ مُقارَنَةُ سَبَبِهِ فَإنَّها تَحْصُلُ مِن تَمَزُّقِ كُرَةِ الهَواءِ عِنْدَ نُزُولِ الصّاعِقَةِ. والباءُ في (بِالحَقِّ) لِلْمُلابَسَةِ، أيْ: أخَذَتْهم أخْذًا مُلابِسًا لِلْحَقِّ، أيْ: لا اعْتِداءَ فِيهِ عَلَيْهِمْ؛ لِأنَّهُمُ اسْتَحَقُّوهُ بِظُلْمِهِمْ. والغُثاءُ: ما يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنَ الأعْوادِ اليابِسَةِ والوَرَقِ. والكَلامُ عَلى التَّشْبِيهِ البَلِيغِ لِلْهَيْئَةِ فَهو تَشْبِيهُ حالَةٍ بِحالَةٍ، أيْ: جَعَلْناهم كالغُثاءِ في البِلى والتَّكَدُّسِ في مَوْضِعٍ واحِدٍ فَهَلَكُوا هَلْكَةً واحِدَةً. وفُرِّعَ عَلى حِكايَةِ تَكْذِيبِهِمْ دُعاءٌ عَلَيْهِمْ وعَلى أمْثالِهِمْ دُعاءَ شَتْمٍ وتَحْقِيرٍ بِأنْ يُبْعَدُوا تَحْقِيرًا لَهم وكَراهِيَةً، ولَيْسَ مُسْتَعْمَلًا في حَقِيقَةِ الدُّعاءِ؛ لِأنَّ هَؤُلاءِ بُعِدُوا بِالهَلاكِ. وانْتَصَبَ (بُعْدًا) عَلى المَفْعُولِيَّةِ المُطْلَقَةِ بَدَلًا مِن فِعْلِهِ مِثْلَ: تَبًّا وسُحْقًا، أيْ: أتَبَّهُ اللَّهُ وأسْحَقَهُ. وعَكْسُ هَذا المَعْنى قَوْلُ العَرَبِ: لا تَبْعَدْ (بِفَتْحِ العَيْنِ) أيْ: لا تُفْقَدْ. قالَ مالِكُ بْنُ الرَّيْبِ: ؎يَقُولُونَ لا تَبْعَدُ وهم يَدْفِنُونِي وأيْنَ مَكانُ البُعْدِ إلّا مَكانِيا والمُرادُ بِالقَوْمِ الظّالِمِينَ: الكافِرُونَ ﴿إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣] . واخْتِيرَ هَذا الوَصْفُ هُنا؛ لِأنَّ هَؤُلاءِ ظَلَمُوا أنْفُسَهم بِالإشْراكِ وظَلَمُوا هُودًا؛ لِأنَّهُ تَعَمُّدُ الكَذِبِ عَلى اللَّهِ إذْ قالُوا: ﴿إنْ هو إلّا رَجُلٌ افْتَرى عَلى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [المؤمنون: ٣٨] . والتَّعْرِيفُ في (الظّالِمِينَ) لِلِاسْتِغْراقِ فَشَمَلَهم، ولِذَلِكَ تَكُونُ الجُمْلَةُ بِمَنزِلَةِ التَّذْيِيلِ. (p-٦٠)واللّامُ في (﴿لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ﴾) لِلتَّبْيِينِ وهي مُبَيِّنَةٌ لِلْمَقْصُودِ بِالدُّعاءِ زِيادَةً في البَيانِ كَما في قَوْلِهِمْ: سُحْقًا لَكَ وتَبًّا لَهُ، فَإنَّهُ لَوْ قِيلَ: فَبُعْدًا، لَعُلِمَ أنَّهُ دُعاءٌ عَلَيْهِ فَبِزِيادَةِ اللّامِ يَزِيدُ بَيانُ المَدْعُوِّ عَلَيْهِمْ وهي مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ مُسْتَأْنَفٍ لِلْبَيانِ.


ركن الترجمة

So they were rightly seized by a mighty blast; and We turned them into mouldy rubbish: A good riddance of the wicked people!

Le cri, donc, les saisit en toute justice; puis Nous les rendîmes semblables à des débris emportés par le torrent. Que disparaissent à jamais les injustes!

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :