موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 18 رمضان 1445 هجرية الموافق ل29 مارس 2024


الآية [98] من سورة  

وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ


ركن التفسير

98 - (وأعوذ بك رب أن يحضرون) في أموري لأنهم إنما يحضرون بسوء

وقوله تعالى " وأعوذ بك رب أن يحضرون " أي في شيء من أمري ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك لطرد الشيطان عند الأكل والجماع والذبح وغير ذلك من الأمور ولهذا روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول " اللهم إني أعوذ بك من الهرم وأعوذ بك من الهدم ومن الغرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت "وقال الإمام أحمد حدثنا يزيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات يقولهن عند النوم من الفزع " بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "قال فكان عبدالله بن عمرو يعلمها من بلغ من ولده أن يقولها عند نومه ومن كان منهم صغيرا لا يعقل أن يحفظها كتبها له فعلقها في عنقه. ورواه أبو داود والترمذي والنسائي من حديث محمد بن إسحاق وقال الترمذي حسن غريب.

﴿وقُلْ رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ﴾ ﴿وأعُوذُ بِكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرُونِ﴾ (p-١٢١)الظّاهِرُ أنْ يَكُونَ المَعْطُوفُ مُوالِيًا لِلْمَعْطُوفِ هو عَلَيْهِ، فَيَكُونُ قَوْلُهُ: ﴿وقُلْ رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ﴾ مُتَّصِلًا بِقَوْلِهِ: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هي أحْسَنُ السَّيِّئَةَ﴾ [المؤمنون: ٩٦] فَلَمّا أمَرَ اللَّهُ رَسُولَهُ ﷺ أنْ يُفَوِّضَ جَزاءَهم إلى رَبِّهِ أمَرَهُ بِالتَّعَوُّذِ مِن حَيْلُولَةِ الشَّياطِينِ دُونَ الدَّفْعِ بِالَّتِي هي أحْسَنُ؛ أيِ: التَّعَوُّذُ مِن تَحْرِيكِ الشَّيْطانِ داعِيَةَ الغَضَبِ والِانْتِقامِ في نَفْسِ النَّبِيءِ ﷺ، فَيَكُونُ (الشَّياطِينِ) مُسْتَعْمَلًا في حَقِيقَتِهِ. والمُرادُ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ: تَصَرُّفاتِهِمْ بِتَحْرِيكِ القُوى الَّتِي في نَفْسِ الإنْسانِ (أيْ: في غَيْرِ أُمُورِ التَّبْلِيغِ) مِثْلَ تَحْرِيكِ القُوَّةِ الغَضَبِيَّةِ كَما تَأوَّلَ الغَزالِيُّ في قَوْلِ النَّبِيءِ ﷺ في الحَدِيثِ «ولَكِنَّ اللَّهَ أعانَنِي عَلَيْهِ فَأسْلَمَ» . ويَكُونُ أمْرُ اللَّهِ تَعالى نَبِيَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِالتَّعَوُّذِ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ مُقْتَضِيًا تَكَفُّلَ اللَّهِ تَعالى بِالِاسْتِجابَةِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إصْرًا كَما حَمَلْتَهُ عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلِنا﴾ [البقرة: ٢٨٦]، أوْ أنْ يَكُونَ أمْرُهُ بِالتَّعَوُّذِ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ مُرادًا بِهِ: الِاسْتِمْرارُ عَلى السَّلامَةِ مِنهم. قالَ في الشِّفاءِ: الأُمَّةُ مُجْتَمِعَةٌ (أيْ: مُجَمَّعَةٌ) عَلى عِصْمَةِ النَّبِيءِ ﷺ مِنَ الشَّيْطانِ لا في جِسْمِهِ بِأنْواعِ الأذى، ولا عَلى خاطِرِهِ بِالوَساوِسِ. ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ جُمْلَةُ ﴿وقُلْ رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ﴾ عَطْفًا عَلى جُمْلَةِ ﴿قُلْ رَبِّ إمّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ﴾ [المؤمنون: ٩٣] بِأنْ أمَرَهُ اللَّهُ بِأنْ يَلْجَأ إلَيْهِ بِطَلَبِ الوِقايَةِ مِنَ المُشْرِكِينَ وأذاهم، فَيَكُونُ المُرادُ مِنَ الشَّياطِينِ المُشْرِكِينَ فَإنَّهم شَياطِينُ الإنْسِ كَما قالَ تَعالى: (﴿وكَذَلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الإنْسِ والجِنِّ﴾ [الأنعام: ١١٢]) ويَكُونُ هَذا في مَعْنى قَوْلِهِ: ﴿قُلْ أعُوذُ بِرَبِّ النّاسِ﴾ [الناس: ١] إلى قَوْلِهِ: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النّاسِ﴾ [الناس: ٥] ﴿مِنَ الجِنَّةِ والنّاسِ﴾ [الناس: ٦] فَيَكُونُ المُرادُ: أعُوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ القَوْمِ الظّالِمِينَ أوْ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ مِنهم. والهَمْزُ حَقِيقَتُهُ: الضَّغْطُ بِاليَدِ والطَّعْنُ بِالإصْبَعِ ونَحْوُهُ، ويُسْتَعْمَلُ مَجازًا بِمَعْنى الأذى بِالقَوْلِ أوْ بِالإشارَةِ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ﴾ [القلم: ١١] وقَوْلُهُ: ﴿ويْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ [الهمزة: ١] . (p-١٢٢)ومَحْمَلُهُ هُنا عِنْدِي عَلى المَعْنى المَجازِيِّ عَلى كِلا الوَجْهَيْنِ في المُرادِ مِنَ الشَّياطِينِ. وهَمْزُ شَياطِينِ الجِنِّ ظاهِرٌ، وأمّا هَمْزُ شَياطِينِ الإنْسِ فَقَدْ كانَ مِن أذى المُشْرِكِينَ النَّبِيءَ ﷺ لَمْزِهِ والتَّغامُزِ عَلَيْهِ والكَيْدِ لَهُ. ومَعْنى التَّعَوُّذِ مِن هَمْزِهِمْ: التَّعَوُّذُ مِن آثارِ ذَلِكَ فَإنَّ مِن ذَلِكَ أنْ يَغْمِزُوا بَعْضَ سُفَهائِهِمْ إغْراءً لَهم بِأذاهُ، كَما وقَعَ في قِصَّةِ إغْرائِهِمْ مَن أتى بِسَلا جَزُورٍ فَألْقاهُ عَلى النَّبِيءِ ﷺ وهو في صَلاتِهِ حَوْلَ الكَعْبَةِ. وهَذا الوَجْهُ في تَفْسِيرِ الشَّياطِينِ هو الألْيَقُ بِالغايَةِ في قَوْلِهِ: ﴿حَتّى إذا جاءَ أحَدَهُمُ المَوْتُ﴾ [المؤمنون: ٩٩] كَما سَيَأْتِي. وأمّا قَوْلُهُ: ﴿وأعُوذُ بِكَ رَبِّ أنْ يَحْضُرُونِ﴾ فَهو تَعَوُّذٌ مِن قُرْبِهِمْ لِأنَّهم إذا اقْتَرَبُوا مِنهُ لَحِقَهُ أذاهم.


ركن الترجمة

I seek refuge in You lest they come to me."

et je cherche Ta protection, Seigneur, contre leur présence auprès de moi».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :