موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 8 شوال 1445 هجرية الموافق ل18 أبريل 2024


الآية [70] من سورة  

إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَٰلِحًا فَأُو۟لَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمْ حَسَنَٰتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا


ركن التفسير

70 - (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) منهم (فأولئك يبدل الله سيئاتهم) المذكورة (حسنات) في الآخرة (وكان الله غفورا رحيما) لم يزل متصفا بذلك

وقوله تعالى "إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا" أي جزاؤه على ما فعل من هذه الصفات القبيحة ما ذكر "إلا من تاب" أي في الدنيا إلى الله عز وجل من جميع ذلك فإن الله يتوب عليه وفي ذلك دلالة على صحة توبة القاتل ولا تعارض بين هذه وبين آية النساء "ومن يقتل مؤمنا متعمدا" الآية فإن هذه وإن كانت مدنية إلا أنها مطلقة فتحمل على من لم يتب لأن هذه مقيدة بالتوبة ثم قد قال تعالى "إن الله لا يغفر أن يشرك به" الآية قد ثبتت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحة توبة القاتل كما ذكر مقررا من قصة الذي قتل مائة رجل ثم تاب فقبل الله توبته وغير ذلك من الأحاديث وقوله تعالى "فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما" في معنى قوله "يبدل الله سيئاتهم حسنات" قولان أحدهما أنهم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الحسنات قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في الآية قال هم المؤمنون كانوا من قبل إيمانهم على السيئات فرغب الله بهم عن السيئات فحولهم إلى الحسنات فأبدلهم مكان السيئات الحسنات وروي عن مجاهد عن ابن عباس أنه كان ينشد عند هذه الآية: بدلن بعد حره خريفا وبعد طول النفس الوجيفا يعني تغيرت تلك الأحوال إلى غيرها وقال عطاء بن أبي رباح هذا في الدنيا يكون الرجل على صفة قبيحة ثم يبدله الله بها خيرا وقال سعيد بن جبير أبدلهم الله بعباده الأوثان عبادة الرحمن وأبدلهم بقتال المسلمين قتال المشركين وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح المؤمنات وقال الحسن البصري أبدلهم الله بالعمل السيء العمل الصالح وأبدلهم بالشرك إخلاصا وأبدلهم بالفجور إحصانا وبالكفر إسلاما وهذا قول أبي العالية وقتادة وجماعة آخرين "والقول الثاني" أن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات وما ذاك إلا لأنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار فيوم القيامة وإن وجده مكتوبا عليه فإنه لا يضره وينقلب حسنة في صحيفته كما ثبتت السنة بذلك وصحت به الآثار المروية عن السلف رضي الله عنهم فعن أبي ذر رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأعرف آخر أهل النار خروجا من النار وآخر أهل الجنة دخولا إلى الجنة; يؤتى برجل فيقول نحوا عنه كبار ذنوبه وسلوه عن صغارها قال فيقال له عملتَ يوم كذا: كذا وكذا وعملتَ يوم كذا: كذا وكذا فيقول نعم لا يستطيعُ أن ينكر من ذلك شيئا فيقال: فإن لك بكل سيئة حسنة فيقول يارب عملتُ أشياء لا أراها ههنا" قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه; انفرد بإخراجه مسلم وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا هاشم بن يزيد حدثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا نام ابن آدم قال الملك للشيطان أعطني صحيفتَك فيعطيه إياها فما وجد في صحيفةٍ من حسنةٍ محا بها عشر سيئات من صحيفة الشيطان وكتبهن حسنات فإذا أراد أحدكم أن ينام فليكبر ثلاثا وثلاثين تكبيرة ويحمد أربعا وثلاثين تحميدة ويسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة فتلك مائة" وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو سلمة وعارم قالا حدثنا ثابت يعني ابن يزيد أبو زيد حدثنا عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال يعطى الرجل يوم القيامة صحيفته فيقرأ أعلاها فإذا سيئاته فإذا كاد يسوء ظنه نظر في أسفلها فإذا حسناته ثم ينظر في أعلاها فإذا هي قد بدلت حسنات وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار حدثنا سلمان بن موسى الزهري أبو داود حدثنا أبو العنبس عن أبيه عن أبي هريرة قال: ليأتين الله عز وجل بأناس يوم القيامة رأوا أنهم قد استكثروا من السيئات قيل من هم يا أبا هريرة؟ قال الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات وقال أيضا حدثنا أبي حدثنا عبدالله ابن أبي زياد حدثنا سيار حدثنا جعفر حدثنا أبو حمزة عن أبي الصيف - قلت وكان من أصحاب معاذ بن جبل - قال: يدخل أهل الجنة الجنة على أربعة أصناف المتقين ثم الشاكرين ثم الخائفين ثم أصحاب اليمين قلت لم سموا أصحاب اليمين ؟ قال لأنهم قد عملوا بالسيئات والحسنات فأعطوا كتبهم بأيمانهم فقرءوا سيئاتهم حرفا حرفا وقالوا يا ربنا هذه سيئاتنا فأين حسناتنا؟ فعند ذلك محا الله السيئات وجعلها حسنات فعند ذلك قالوا "هاؤم اقرءوا كتابيه" فهم أكثر أهل الجنة وقال علي بن الحسين زين العابدبن "يبدل الله سيئاتهم حسنات" قال في الآخرة وقال مكحول يغفرها لهم فيجعلها حسنات رواهما ابن أبي حاتم وروى ابن جرير عن سعيد بن المسيب مثله قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو جابر أنه سمع مكحولا يحدث قال: جاء شيخ كبير هرم قد سقط حاجباه على عينيه فقال يا رسول الله رجل غدر وفجر ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطفها بيمينه لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم فهل له من توبة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أأسلمت ؟ " فقال أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم "فإن الله غافر لك ما كنت كذلك ومبدل سيئاتك حسنات" فقال يا رسول الله وغدراتي وفجراتي؟ فقال "وغدراتك وفجراتك" فولى الرجل يكبر ويهلل وروى الطبراني من حديث أبي المغيرة عن صفوان بن عمر عن عبدالرحمن بن جبير عن أبي فروة أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ولم يترك حاجة ولا داجة فهل له من توبة؟ فقال "أسلمت ؟" فقال نعم. قال "فافعل الخيرات واترك السيئات فيجعلها الله لك خيرات كلها" قال وغدراتي وفجراتي؟ قال "نعم" فما زال يكبر حتى توارى ورواه الطبراني من طريق أبي فروة الرهاوي عن ياسين الزيات عن أبي سلمة الحمصي عن يحيى بن جابر عن سلمة بن نفيل مرفوعا وقال أيضا حدثنا أبو زرعة حدثنا إبراهيم ابن المنذر حدثنا عيسى بن شعيب بن ثوبان عن فليح بن عبيد بن أبي عبيد الشماس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءتني امرأة فقالت هل لي من توبة؟ إني زنيت وولدت وقتلته فقلت لا ولا نعمت العين ولا كرامة فقامت وهي تدعو بالحسرة ثم صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فقصصت عليه ما قالت المرأة وما قلت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بئسما قلت أما كنت تقرأ هذه الآية ؟" "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر - إلى قوله - "إلا من تاب" الآية فقرأتها عليها فخرت ساجدة وقالت الحمد لله الذي جعل لي مخرجا هذا حديث غريب من هذا الوجه وفي رجاله من لا يعرف والله أعلم.وقد رواه ابن جرير من حديث إبراهيم بن المنذر الحزامي بسنده بنحوه وعنده فخرجت تدعو بالحسرة وتقول يا حسرتا أخلق هذا الحسن للنار؟ وعنده أنه لما رجع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبها في جميع دور المدينة فلم يجدها فلما كان من الليلة المقبلة جاءته فأخبرها بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرت ساجدة وقالت الحمد لله الذي جعل لي مخرجا وتوبة مما عملت وأعتقت جارية كانت معها وابنتها وتابت إلى الله عز وجل ثم قال تعالى مخبرا عن عموم رحمته بعباده وأنه من تاب إليه منهم تاب عليه من أي ذنب كان جليلا أو حقيرا كبيرا أو صغيرا.

﴿إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ . الِاسْتِثْناءُ مِنَ العُمُومِ الَّذِي أفادَتْهُ (مَن) الشَّرْطِيَّةُ في قَوْلِهِ: (﴿ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ﴾ [الفرقان: ٦٨]) . والتَّقْدِيرُ: إلّا مَن تابَ فَلا يُضاعَفُ لَهُ العَذابُ ولا يَخْلُدُ فِيهِ، وهَذا تَطْمِينٌ لِنُفُوسِ فَرِيقٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قَدْ كانُوا تَلَبَّسُوا بِخِصالِ أهْلِ الشِّرْكِ ثُمَّ تابُوا عَنْها بِسَبَبِ تَوْبَتِهِمْ مِنَ الشِّرْكِ، وإلّا فَلَيْسَ في دَعْوَتِهِمْ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ بَعْدَ العُنْوانِ عَنْهم بِأنَّهم عِبادُ الرَّحْمَنِ ثَناءٌ زائِدٌ. وفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أنَّ ناسًا مِن أهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فَأكْثَرُوا وزَنَوْا فَأكْثَرُوا، فَأتَوْا مُحَمَّدًا ﷺ فَقالُوا: إنَّ الَّذِي تَقُولُ وتَدْعُو إلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنا أنَّ لِما عَمِلْنا كَفّارَةً فَنَزَلَتْ: (﴿والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ﴾ [الفرقان: ٦٨]) الآيَةَ، والمَعْنى: أنَّهُ يُعْفى عَنْهُ مِن عَذابِ الذُّنُوبِ الَّتِي تابَ مِنها، ولا يَخْطُرُ بِالبالِ أنَّهُ (p-٧٦)يُعَذَّبُ عَذابًا غَيْرَ مُضاعَفٍ وغَيْرَ مُخَلَّدٍ فِيهِ؛ لِأنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِن مَجارِي الِاسْتِعْمالِ العَرَبِيِّ بَلِ الأصْلُ في ارْتِفاعِ الشَّيْءِ المُقَيَّدِ أنْ يُقْصَدَ مِنهُ رَفْعُهُ بِأسْرِهِ لا رَفْعُ قُيُودِهِ، إلّا بِقَرِينَةٍ. والتَّوْبَةُ: الإقْلاعُ عَنِ الذَّنْبِ، والنَّدَمُ عَلى ما فَرَّطَ، والعَزْمُ عَلى أنْ لا يَعُودَ إلى الذَّنْبِ، وإذْ كانَ فِيما سَبَقَ ذِكْرُ الشِّرْكِ فالتَّوْبَةُ هُنا التَّلَبُّسُ بِالإيمانِ، والإيمانُ بَعْدَ الكُفْرِ يُوجِبُ عَدَمَ المُؤاخَذَةِ كَما اقْتَرَفَهُ المُشْرِكُ في مُدَّةِ شَرَكِهِ كَما في الحَدِيثِ «الإسْلامُ يَجُبُّ ما قَبْلَهُ»، ولِذَلِكَ فَعُطِفَ (وآمَنَ) عَلى (مَن تابَ) لِلتَّنْوِيهِ بِالإيمانِ، ولِيُبْنى عَلَيْهِ قَوْلُهُ: (﴿وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا﴾) وهو شَرائِعُ الإسْلامِ تَحْرِيضًا عَلى الصّالِحاتِ وإيماءً إلى أنَّها لا يُعْتَدُّ بِها إلّا مَعَ الإيمانِ كَما قالَ تَعالى في سُورَةِ البَلَدِ: (﴿ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البلد: ١٧]) وقالَ في عَكْسِهِ: (﴿والَّذِينَ كَفَرُوا أعْمالُهم كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتّى إذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [النور: ٣٩]) . وقَتْلُ النَّفْسِ الواقِعُ في مُدَّةِ الشِّرْكِ يَجُبُّهُ إيمانُ القاتِلِ لِأجْلِ مَزِيَّةِ الإيمانِ، والإسْلامُ يَجُبُّ ما قَبْلَهُ بِلا خِلافٍ، وإنَّما الخِلافُ الواقِعُ بَيْنَ السَّلَفِ في صِحَّةِ تَوْبَةِ القاتِلِ إنَّما هو في المُؤْمِنَ القاتِلِ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا. ولَمّا كانَ مِمّا تَشْمَلُهُ هَذِهِ الآيَةُ؛ لِأنَّ سِياقَها في الثَّناءِ عَلى المُؤْمِنِ فَقَدْ دَلَّتِ الآيَةُ عَلى أنَّ التَّوْبَةَ تَمْحُو آثامَ كُلِّ ذَنْبٍ مِنَ الذُّنُوبِ المَعْدُودَةِ ومِنها قَتْلُ النَّفْسِ بِدُونِ حَقٍّ وهو المَعْرُوفُ مِن عُمُوماتِ الكِتابِ والسُّنَّةِ. وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ مُفَصَّلًا في سُورَةِ النِّساءِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: (﴿ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا﴾ [النساء: ٩٣]) الآيَةَ. وفُرِّعَ عَلى الِاسْتِثْناءِ الَّذِينَ تابُوا وآمَنُوا وعَمِلُوا عَمَلًا صالِحًا أنَّهم يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ، وهو كَلامٌ مَسُوقٌ لِبَيانِ فَضْلِ التَّوْبَةِ المَذْكُورَةِ الَّتِي هي الإيمانُ بَعْدَ الشِّرْكِ؛ لِأنَّ (مَن تابَ) مُسْتَثْنًى مِن (مَن يَفْعَلْ ذَلِكَ) فَتَعَيَّنَ أنَّ السَّيِّئاتِ المُضافَةَ إلَيْهِمْ هي السَّيِّئاتُ المَعْرُوفَةُ، أيِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكْرُها الواقِعَةُ مِنهم في زَمَنِ شِرْكِهِمْ. والتَّبْدِيلُ: جَعْلُ شَيْءٍ بَدَلًا عَنْ شَيْءٍ آخَرَ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: (( ﴿ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الحَسَنَةَ﴾ [الأعراف: ٩٥]) في سُورَةِ الأعْرافِ، أيْ: يَجْعَلُ اللَّهُ لَهم حَسَناتٍ كَثِيرَةً عِوَضًا عَنْ تِلْكَ السَّيِّئاتِ الَّتِي اقْتَرَفُوها قَبْلَ التَّوْبَةِ وهَذا التَّبْدِيلُ جاءَ مُجْمَلًا وهو (p-٧٧)تَبْدِيلٌ يَكُونُ لَهُ أثَرٌ في الآخِرَةِ بِأنْ يُعَوِّضَهم عَنْ جَزاءِ السَّيِّئاتِ ثَوابَ حَسَناتِ أضْدادِ تِلْكَ السَّيِّئاتِ، وهَذا لِفَضْلِ الإيمانِ بِالنِّسْبَةِ لِلشِّرْكِ ولِفَضْلِ التَّوْبَةِ بِالنِّسْبَةِ لِلْآثامِ الصّادِرَةِ مِنَ المُسْلِمِينَ. وبِهِ يَظْهَرُ مَوْقِعُ اسْمِ الإشارَةِ في قَوْلِهِ: (فَأُولَئِكَ) المُفِيدِ التَّنْبِيهَ عَلى أنَّهم أحْرِياءُ بِما أخْبَرَ عَنْهم بِهِ بَعْدَ اسْمِ الإشارَةِ لِأجْلِ ما ذُكِرَ مِنَ الأوْصافِ قَبْلَ اسْمِ الإشارَةِ، أيْ: فَأُولَئِكَ التّائِبُونَ المُؤْمِنُونَ العامِلُونَ الصّالِحاتِ في الإيمانِ يُبَدِّلُ اللَّهُ عِقابَ سَيِّئاتِهِمُ الَّتِي اقْتَرَفُوها مِنَ الشِّرْكِ والقَتْلِ والزِّنا بِثَوابٍ. ولَمْ تَتَعَرَّضِ الآيَةُ لِمِقْدارِ الثَّوابِ وهو مَوْكُولٌ إلى فَضْلِ اللَّهِ، ولِذَلِكَ عُقِّبَ هَذا بِقَوْلِهِ: (﴿وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾) المُقْتَضِي أنَّهُ عَظِيمُ المَغْفِرَةِ.


ركن الترجمة

Except those who repent and come to believe and do the right, for whom God will turn evil into goodness, for God is forgiving and kind.

sauf celui qui se repent, croit et accomplit une bonne œuvre; ceux-là Allah changera leurs mauvaises actions en bonnes, et Allah est Pardonneur et Miséricordieux;

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :