موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 18 رمضان 1445 هجرية الموافق ل29 مارس 2024


الآية [24] من سورة  

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوا۟ ٱقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَىٰهُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلنَّارِ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ


ركن التفسير

24 - قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار) التي قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردا وسلاما (إن في ذلك) إنجائه منها (لآيات) هي عدم تأثيرها فيه مع عظمها وإخمادها وإنشاء روض مكانها في زمن يسير (لقوم يؤمنون) يصدقون بتوحيد الله وقدرته لأنهم المنتفعون بها

يقول تعالى مخبرا عن قوم إبراهيم في كفرهم وعنادهم ومكابرتهم ودفعهم الحق بالباطل أنهم ما كان لهم جواب بعد مقالة إبراهيم هذه المشتملة على الهدى والبيان "إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه" وذلك لأنهم قام عليهم البرهان و توجهت عليهم الحجة فعدلوا إلى استعمال جاههم وقوة ملكهم "فقالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين" وذلك أنهم حشدوا في جمع أحطاب عظيمة مدة طويلة وحوطوا حولها ثم أضرموا فيها النار فارتفع لها لهب إلى عنان السماء ولم توقد نار قط أعظم منها ثم عمدوا إلى إبراهيم فكتفوه وألقوه في كفة المنجيق ثم قذفوه فيها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وخرج منها سالما بعد ما مكث فيها أياما ولهذا وأمثاله جعله الله للناس إماما فإنه بذل نفسه للرحمن وجسده للنيران وسخا بولده للقربان وجعل ماله للضيفان ولهذا اجتمع على محبته جميع أهل الأديان. وقوله تعالى: "فأنجاه الله من النار" أي سلمه منها بأن جعلها عليه بردا وسلاما.

﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلّا أنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أوْ حَرِّقُوهُ فَأنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ إنَّ في ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ لَمّا تَمَّ الِاعْتِراضُ الواقِعُ في خِلالِ قِصَّةِ إبْراهِيمَ عادَ الكَلامُ إلى بَقِيَّةِ القِصَّةِ بِذِكْرِ ما أجابَهُ بِهِ قَوْمُهُ. والفاءُ تَفْرِيعٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿إذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [العنكبوت: ١٦] . وجِيءَ بِصِيغَةِ حَصْرِ الجَوابِ في قَوْلِهِ: ﴿اقْتُلُوهُ أوْ حَرِّقُوهُ﴾ لِلدَّلالَةِ عَلى أنَّهم لَمْ يَتَرَدَّدُوا في جَوابِهِ وكانَتْ كَلِمَتُهم واحِدَةً في تَكْذِيبِهِ وإتْلافِهِ، وهَذا مِن تَصَلُّبِهم في كُفْرِهِمْ. ثُمَّ تَرَدَّدُوا في طَرِيقِ إهْلاكِهِ بَيْنَ القَتْلِ بِالسَّيْفِ والإتْلافِ بِالإحْراقِ، ثُمَّ اسْتَقَرَّ أمْرُهم عَلى إحْراقِهِ لِما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿فَأنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ﴾ . و﴿جَوابَ قَوْمِهِ﴾ خَبَرُ ”كانَ“، واسْمُها ﴿أنْ قالُوا﴾ . وغالِبُ الِاسْتِعْمالِ أنْ يُؤَخَّرَ اسْمُها إذا كانَ ”أنْ“ المَصْدَرِيَّةُ وصِلَتُها كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إنَّما كانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إذا دُعُوا إلى اللَّهِ ورَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهم أنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وأطَعْنا﴾ [النور: ٥١] في آخِرِ سُورَةِ النُّورِ؛ ولِذَلِكَ لَمْ يُقْرَأْ الِاسْمُ المُوالِي لِفِعْلِ الكَوْنِ في أمْثالِها في غَيْرِ القِراءاتِ الشّاذَّةِ إلّا مَنصُوبًا. وقَدْ أُجْمِلَ إنْجاؤُهُ مِنَ النّارِ هُنا، وهو مُفَصَّلٌ في سُورَةِ الأنْبِياءِ. والإشارَةُ بِـ ذَلِكَ إلى الإنْجاءِ مِن ﴿فَأنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النّارِ﴾، وجُعِلَ ذَلِكَ (p-٢٣٥)الإنْجاءُ آياتٍ ولَمْ يُجْعَلْ آيَةً واحِدَةً؛ لِأنَّهُ آيَةٌ لِكُلِّ مَن شَهِدَهُ مِن قَوْمِهِ؛ ولِأنَّهُ يَدُلُّ عَلى قُدْرَةِ اللَّهِ، وكَرامَةِ رَسُولِهِ، وتَصْدِيقِ وعْدِهِ، وإهانَةِ عَدُّوِهِ، وأنَّ المَخْلُوقاتِ كُلَّها جَلِيلَها وحَقِيرَها مُسَخَّرَةٌ لِقُدْرَةِ اللَّهِ تَعالى. وجِيءَ بِلَفْظِ ”قَوْمٍ يُؤْمِنُونَ“ لِيَدُلَّ عَلى أنَّ إيمانَهم مُتَمَكِّنٌ مِنهم ومِن مُقَوِّماتِ قَوْمِيَّتِهِمْ كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ: ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ في سُورَةِ البَقَرَةِ. فَذَلِكَ آياتٌ عَلى عَظِيمِ عِنايَةِ اللَّهِ تَعالى بِرُسُلِهِ فَصَدَّقَ أهْلُ الإيمانِ في مُخْتَلِفِ العُصُورِ. فَفي قَوْلِهِ: ﴿لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ تَعْرِيضٌ بِأنَّ تِلْكَ الآياتِ لَمْ يُصَدِّقْ بِها قَوْمُ إبْراهِيمَ؛ لِشِدَّةِ مُكابَرَتِهِمْ وكَوْنِ الإيمانِ لا يُخالِطُ عُقُولَهم.


ركن الترجمة

The people (of Abraham) had no answer except: "Kill him or burn him;" but God saved him from the fire. There are lessons in this for those who believe.

Son peuple ne fit d'autre réponse que: «tuez-le ou brûlez-le». Mais Allah le sauva du feu. C'est bien là des signes pour des gens qui croient.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :