ركن التفسير
2 - (تنزيل الكتاب) القرآن مبتدأ (من الله) خبر (العزيز) في ملكه (العليم) بخلقه
أي تنزيل هذا الكتاب وهو القرآن من الله ذي العزة والعلم فلا يرام جنابه ولا يخفى عليه الذر وإن تكاثف حجابه.
﴿تَنْزِيلُ الكِتابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ العَلِيمِ﴾ القَوْلُ فِيهِ كالقَوْلِ في فاتِحَةِ سُورَةِ الزُّمَرِ. ويُزادُ هُنا أنَّ المَقْصُودَ بِتَوْجِيهِ هَذا الخَبَرِ هُمُ المُشْرِكُونَ المُنْكِرُونَ أنَّ القُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِن عِنْدِ اللَّهِ. فَتَجْرِيدُ الخَبَرِ عَنِ (p-٧٩)المُؤَكِّدِ إخْراجٌ لَهُ عَلى خِلافِ مُقْتَضى الظّاهِرِ بِجَعْلِ المُنْكِرِ كَغَيْرِ المُنْكِرِ لِأنَّهُ يَحُفُّ بِهِ مِنَ الأدِلَّةِ ما إنْ تَأمَّلَهُ ارْتَدَعَ عَنْ إنْكارِهِ فَما كانَ مِن حَقِّهِ أنْ يُنْكِرَ ذَلِكَ.