موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الثلاثاء 17 رمضان 1446 هجرية الموافق ل18 مارس 2025


الآية [22] من سورة  

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوٓا۟ أَرْحَامَكُمْ


ركن التفسير

22 - (فهل عسيتم) بكسر السبن وفتحها وفيه التفات عن الغيبة إلى الخطاب أي لعلكم (إن توليتم) أعرضتم عن الإيمان (أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) أن تعودوا إلى أمر الجاهلية من البغي والقتال

"فهل عسيتم إن توليتم" أي عن الجهاد ونكلتم عنه "أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم" أي تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام.

﴿فَهَلْ عَسِيتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ﴾ مُقْتَضى تَناسُقِ النَّظْمِ أنَّ هَذا مُفَرَّعٌ عَلى قَوْلِهِ ﴿فَإذا عَزَمَ الأمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [محمد: ٢١] لِأنَّهُ يُفْهَمُ مِنهُ أنَّهُ إذا عَزَمَ الأمْرُ تَوَلَّوْا عَنِ القِتالِ وانْكَشَفَ نِفاقُهم فَتَكُونُ إتْمامًا لِما في الآيَةِ السّابِقَةِ مِنَ الإنْباءِ بِما سَيَكُونُ مِنَ المُنافِقِينَ يَوْمَ أُحُدٍ. وقَدْ قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ: عَلامَ نَقْتُلُ أنْفُسَنا هاهُنا ؟ ورُبَّما قالَ في كَلامِهِ: وكَيْفَ نُقاتِلُ قُرَيْشًا وهم مِن قَوْمِنا، وكانَ لا يَرى عَلى أهْلِ يَثْرِبَ أنْ يُقاتِلُوا مَعَ النَّبِيءِ ﷺ ويَرى الِاقْتِصارَ عَلى أنَّهم آوَوْهُ. والخِطابُ مُوَجَّهٌ إلى الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ عَلى الِالتِفاتِ. والِاسْتِفْهامُ مُسْتَعْمَلٌ في التَّكْذِيبِ لِما سَيَعْتَذِرُونَ بِهِ لِانْخِزالِهِمْ ولِذَلِكَ جِيءَ فِيهِ (p-١١٢)بِـ (هَلْ) الدّالَّةِ عَلى التَّحْقِيقِ لِأنَّها في الِاسْتِفْهامِ بِمَنزِلَةِ (قَدْ) في الخَبَرِ، فالمَعْنى: أفَيَتَحَقَّقُ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنَّكم تُفْسِدُونَ في الأرْضِ وتُقَطِّعُونَ أرْحامَكم وأنْتُمْ تَزْعُمُونَ أنَّكم تَوَلَّيْتُمْ إبْقاءً عَلى أنْفُسِكم وعَلى ذَوِي قَرابَةِ أنْسابِكم عَلى نَحْوِ قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتالُ ألّا تُقاتِلُوا قالُوا﴾ [البقرة: ٢٤٦] وهَذا تَوْبِيخٌ كَقَوْلِهِ - تَعالى - ﴿ثُمَّ أنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أنْفُسَكم وتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنكم مِن دِيارِهِمْ﴾ [البقرة: ٨٥] . والمَعْنى: أنَّكم تَقَعُونَ فِيما زَعَمْتُمُ التَّفادِيَ مِنهُ وذَلِكَ بِتَأْيِيدِ الكُفْرِ وإحْداثِ العَداوَةِ بَيْنَكم وبَيْنَ قَوْمِكم مِنَ الأنْصارِ. فالتَّوَلِّي هُنا هو الرُّجُوعُ عَنِ الوِجْهَةِ الَّتِي خَرَجُوا لَها كَما في قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿فَلَمّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ القِتالُ تَوَلَّوْا إلّا قَلِيلًا مِنهُمْ﴾ [البقرة: ٢٤٦] وقَوْلِهِ ﴿أفَرَأيْتَ الَّذِي تَوَلّى﴾ [النجم: ٣٣] وقَوْلِهِ ﴿فَتَوَلّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أتى﴾ [طه: ٦٠] . وبِمِثْلِهِ فَسَّرَ ابْنُ جُرَيْجٍ وقَتادَةُ عَلى تَفاوُتٍ بَيْنَ التَّفاسِيرِ. ومِنَ المُفَسِّرِينَ مَن حَمَلَ التَّوَلِّيَ عَلى أنَّهُ مُطاوِعُ وُلّاهُ إذا أعْطاهُ وِلايَةً، أيْ وِلايَةَ الحُكْمِ والإمارَةِ عَلى النّاسِ وبِهِ فَسَّرَ أبُو العالِيَةِ والكَلْبِيُّ وكَعْبُ الأحْبارِ. وهَذا بَعِيدٌ مِنَ اللَّفْظِ ومِنَ النَّظْمِ وفِيهِ تَفْكِيكٌ لِاتِّصالِ نَظْمِ الكَلامِ، وانْتِقالٌ بِدُونِ مُناسَبَةٍ، وتَجاوَزَ بَعْضُهم ذَلِكَ فَأخَذَ يَدَّعِي أنَّها نَزَلَتْ في الحَرُورِيَةِ ومِنهم مَن جَعَلَها فِيما يَحْدُثُ بَيْنَ بَنِي أُمَيَّةَ وبَنِي هاشِمٍ عَلى عادَةِ أهْلِ الشِّيَعِ والأهْواءِ مِن تَحْمِيلِ كِتابِ اللَّهِ ما لا يَتَحَمَّلُهُ ومِن قَصْرِ عُمُوماتِهِ عَلى بَعْضِ ما يُرادُ مِنها. وقَرَأ نافِعٌ وحْدَهُ ”عَسِيتُمْ“ بِكَسْرِ السِّينِ. وقَرَأهُ بَقِيَّةُ العَشَرَةِ بِفَتْحِ السِّينِ وهُما لُغَتانِ في فِعْلِ عَسى إذا اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرٌ. قالَ أبُو عَلِيٍّ الفارِسِيُّ: وجْهُ الكَسْرِ أنَّ فِعْلَهُ: عَسِيَ مِثْلُ رَضِيَ، ولَمْ يَنْطِقُوا بِهِ إلّا إذا أُسْنِدَ هَذا الفِعْلُ إلى ضَمِيرٍ، وإسْنادُهُ إلى الضَّمِيرِ لُغَةُ أهْلِ الحِجازِ، أمّا بَنُو تَمِيمٍ فَلا يُسْنِدُونَهُ إلى الضَّمِيرِ البَتَّةَ، يَقُولُونَ: عَسى أنْ تَفْعَلُوا.


ركن الترجمة

Is it possible that if placed in authority you will create disorder in the land and sever your bonds of relationship?

Si vous vous détournez, ne risquez-vous pas de semer la corruption sur terre et de rompre vos liens de parenté?

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :