موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 9 شوال 1445 هجرية الموافق ل19 أبريل 2024


الآية [17] من سورة  

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا۟ قُل لَّا تَمُنُّوا۟ عَلَىَّ إِسْلَٰمَكُم بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَىٰكُمْ لِلْإِيمَٰنِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ


ركن التفسير

17 - (يمنون عليك أن أسلموا) من غير قتال بخلاف غيرهم ممن أسلم بعد قتاله منهم (قل لا تمنوا علي إسلامكم) منصوب بنزع الخافض الباء ويقدر قبل أن في الموضعين (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) في قولكم آمنا

ثم قال تعالى " يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم " يعني الأعراب الذين يمنون بإسلامهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى ردا عليهم "قل لا تمنوا علي إسلامكم" فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم ولله المنة عليكم فيه "بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" أي في دعواكم ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار يوم حنين "يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟" كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن وقال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن قيس عن أبي عون عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاءت بنو أسد إلى رسول الله الله فقالوا يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن فقههم قليل وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم" ونزلت هذه الآية "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين".

﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أنْ أسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلامَكم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكم أنْ هَداكم لِلْإيمانِ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ اسْتِئْنافٌ ابْتِدائِيٌّ أُرِيدَ بِهِ إبْطالُ ما أظْهَرَهُ بَنُو أسَدٍ لِلنَّبِيءِ ﷺ مِن مَزِيَّتِهِمْ إذْ أسْلَمُوا مِن دُونِ إكْراهٍ بِغَزْوٍ. والمَنُّ: ذِكْرُ النِّعْمَةِ والإحْسانِ لِيُراعِيَهُ المُحْسَنُ إلَيْهِ لِلذّاكِرِ، وهو يَكُونُ صَرِيحًا مِثْلَ قَوْلِ سَبْرَةَ بْنِ عَمْرٍو الفَقْعَسِيِّ: أتَنْسى دِفاعِي عَنْكَ إذْ أنْتَ مُسْلَمٌ وقَدْ سالَ مِن ذُلٍّ عَلَيْكَ قَراقِرُ ويَكُونُ بِالتَّعْرِيضِ بِأنْ يَذْكُرَ المانُّ مِن مُعامَلَتِهِ مَعَ المَنُونِ عَلَيْهِ ما هو نافِعُهُ مَعَ قَرِينَةٍ تَدُلُّ عَلى أنَّهُ لَمْ يُرِدْ مُجَرَّدَ الإخْبارِ مِثْلَ قَوْلِ الرّاعِي مُخاطِبًا عَبْدَ المَلِكِ بْنَ مَرْوانَ:     فَآزَرَتُ آلَ أبِي خُبَيْبٍ وافِدًايَوْمًا أُرِيدَ لِبَيْعَتِي تَبْدِيلا أبُو خُبَيْبٍ: كُنْيَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وكانَتْ مَقالَةُ بَنِي أسَدٍ مُشْتَمِلَةً عَلى النَّوْعَيْنِ مِنَ المَنِّ لِأنَّهم قالُوا ولَمْ نُقاتِلْكَ كَما قاتَلَكَ مُحارِبٌ وغَطَفانُ وهَوازِنُ وقالُوا: وجِئْناكَ بِالأثْقالِ والعِيالِ. و”أنْ أسْلَمُوا“ مَنصُوبٌ بِنَزْعِ الخافِضِ وهو باءُ التَّعْدِيَةِ، يُقالُ: مَنَّ عَلَيْهِ (p-٢٧٠)بِكَذا، وكَذَلِكَ قَوْلُهُ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إسْلامَكم إلّا أنَّ الأوَّلَ مُطَّرِدٌ مَعَ (أنْ) و(أنْ) والثّانِي سَماعِيٌّ وهو كَثِيرٌ. وهم قالُوا لِلنَّبِيءِ ﷺ: ”آمَنّا“ كَما حَكاهُ اللَّهُ آنِفًا، وسَمّاهُ هُنا إسْلامًا لِقَوْلِهِ ﴿ولَكِنْ قُولُوا أسْلَمْنا﴾ [الحجرات: ١٤] أيْ أنَّ ما مَنَّوْا بِهِ عَلَيْكَ إسْلامٌ لا إيمانٌ. وأُثْبِتَ بِحَرْفِ (بَلْ) أنَّ ما مَنَّوْا بِهِ إنْ كانَ إسْلامًا حَقًّا مُوافِقًا لِلْإيمانِ فالمِنَّةُ لِلَّهِ لِأنْ هَداهم إلَيْهِ فَأسْلَمُوا عَنْ طَواعِيَةٍ. وسَمّاهُ الآنَ إيمانًا مُجاراةً لِزَعْمِهِمْ لِأنَّ المَقامَ مَقامُ كَوْنِ المِنَّةِ لِلَّهِ فَمُناسَبَةُ مُسابَرَةِ زَعْمِهِمْ أنَّهم آمَنُوا، أيْ لَوْ فُرِضَ أنَّكم آمَنتُمْ كَما تَزْعُمُونَ فَإنَّ إيمانَكم نِعْمَةٌ أنْعَمَ اللَّهُ بِها عَلَيْكم. ولِذَلِكَ ذَيَّلَهُ بِقَوْلِهِ ﴿إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ فَنَفى أوَّلًا أنْ يَكُونَ ما يَمُنُّونَ بِهِ حَقًّا، ثُمَّ أفادَ ثانِيًا أنْ يَكُونَ الفَضْلُ فِيما ادَّعَوْهُ لَهم لَوْ كانُوا صادِقِينَ بَلْ هو فَضْلُ اللَّهِ. وقَدْ أُضِيفَ إسْلامٌ إلى ضَمِيرِهِمْ لِأنَّهم أتَوْا بِما يُسَمّى إسْلامًا لِقَوْلِهِ ﴿ولَكِنْ قُولُوا أسْلَمْنا﴾ [الحجرات: ١٤] . وأُتِيَ بِالإيمانِ مُعَرَّفًا بِلامِ الجِنْسِ لِأنَّهُ حَقِيقَةٌ في حَدِّ ذاتِهِ وأنَّهم مُلابِسُوها. وجِيءَ بِالمُضارِعِ في يَمُنُّونَ مَعَ أنَّ مَنَّهم بِذَلِكَ حَصَلَ فِيما مَضى لِاسْتِحْضارِ حالَةِ مَنِّهِمْ كَيْفَ يَمُنُّونَ بِما لَمْ يَفْعَلُوا مِثْلَ المُضارِعِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿ويَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: ٢١٢] في سُورَةِ البَقَرَةِ. وجِيءَ بِالمُضارِعِ في قَوْلِهِ: ﴿بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ﴾ لِأنَّهُ مَنٌّ مَفْرُوضٌ لِأنَّ المَمْنُونَ بِهِ لَمّا يَقَعْ. وفِيهِ مِنَ الإيذانِ بِأنَّهُ سَيَمُنُّ عَلَيْهِمْ بِالإيمانِ ما في قَوْلِهِ: ﴿ولَمّا يَدْخُلِ الإيمانُ في قُلُوبِكُمْ﴾ [الحجرات: ١٤]، وهَذا مِنَ التَّفَنُّنِ البَدِيعِ في الكَلامِ لِيَضَعَ السّامِعَ مَعَ كُلِّ فَنٍّ مِنهُ في قَرارِهِ، ومِثْلُهم مَن يَتَفَطَّنُ لِهَذِهِ الخَصائِصِ. وتَقْدِيمُ المُسْنَدِ إلَيْهِ عَلى المُسْنَدِ الفِعْلِيِّ لِإفادَةِ التَّقْوِيَةِ مِثْلُ: هو يُعْطِي الجَزِيلَ، كَما مَثَّلَ بِهِ عَبْدُ القاهِرِ.


ركن الترجمة

They impress upon you that they have submitted. Tell them: "Do not favour me with your submission. In fact God has favoured you by showing you the way to belief, if you are men of truth."

Ils te rappellent leur conversion à l'Islam comme si c'était une faveur de leur part. Dis: «Ne me rappelez pas votre conversion à l'Islam comme une faveur. C'est tout au contraire une faveur dont Allah vous a comblés en vous dirigeant vers la foi, si toutefois vous êtes véridiques».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :