موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأربعاء 18 رمضان 1446 هجرية الموافق ل19 مارس 2025


الآية [13] من سورة  

وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ


ركن التفسير

13 - (ولقد رآه) على صورته (نزلة) مرة (أخرى)

وقال الإمام أحمد أيضا حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين حدثني عاصم بن بهدلة قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول سمعت ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رأيت جبريل على سدرة المنتهى وله ستمائة جناج "سألت عاصما عن الأجنحة فأبى أن يخبرني قال فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق والمغرب وهذا أيضا إسناد جيد وقال أحمد حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين حدثني عاصم بن بهدلة حدثني شقيق بن سلمة قال سمعت ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل عليه السلام في حصر معلق به الدر" إسناده جيد أيضا. وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا عامر قال أتى مسروق عائشة فقال يا أم المؤمنين هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل؟ قالت سبحان الله لقد قف شعري لما قلت أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ثم قرأت "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار" "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب" ومن أخبرك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت "إن الله عنده علم الساعة ومنزل الغيث ويعلم ما في الأرحام" الآية ومن أخبرك أن محمدا قد كتم فقد كذب ثم قرأت "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك" ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين. وقال الإمام أحمد أيضا حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن الشعبي عن مسروق قال كنت عند عائشة فقلت أليس الله يقول "ولقد رآه بالأفق المبين" "ولقد رآه نزلة أخرى" فقالت أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال "إنما ذاك جبريل" لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين رآه منهبطا من السماء إلى الأرض سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض أخرجاه في الصحيحين من حديث الشعبي به. "رواية أبي ذر" قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة عن عبدالله بن شقيق قال قلت لأبي ذر لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته قال وما كنت تسأله؟ قال كنت أسأله هل رأى ربه عز وجل فقال إني قد سألته فقال "قد رأيته نورا أنى أراه" وهكذا وقع في رواية الإمام أحمد وقد أخرجه مسلم من طريقين بلفظين فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن قتادة عن عبدالله بن شقيق عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال "نور أنى أراه" وقال حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن عبدالله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته فقال عن أي شيء كنت تسأله؟ قال كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر قد سألته فقال "رأيت نورا" وقد حكى الخلال في علله أن الإمام أحمد سئل عن هذا الحديث فقال ما زلت منكرا له وما أدري ما وجهه؟ وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عون الواسطي أخبرنا هشيم عن منصور عن الحكم عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر قال: رآه بقلبه ولم يره بعينه وحاول ابن خزيمة أن يدعي انقطاعه بين عبدالله بن شقيق وبين أبي ذر وأما ابن الجوزي فتأوله على أن أبا ذر لعله سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسراء فأجابه بما أجابه به ولو سأله بعد الإسراء لأجابه بالإثبات وهذا ضعيف جدا فإن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قد سألت عن ذلك بعد الإسراء ولم يثبت لها الرؤية ومن قال إنه خاطبها على قدر عقلها أو حاول تخطئتها فيما ذهبت إليه كابن خزيمة في كتاب التوحيد فإنه هو المخطيء والله أعلم. وقال النسائي حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن منصور عن الحكم عن يزيد بن شريك عن أبي ذر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم يره ببصره. وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن علي بن مسهر عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى "ولقد رآه نزله أخرى" قال رأى جبريل عليه السلام وقال مجاهد في قوله "ولقد رآه نزلة أخرى" قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته مرتين وكذا قال قتادة والربيع بن أنس وغيرهم.

﴿ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى﴾ ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ ﴿عِنْدَها جَنَّةُ المَأْوى﴾ ﴿إذْ يَغْشى السِّدْرَةَ ما يَغْشى﴾ ﴿ما زاغَ البَصَرُ وما طَغى﴾ ﴿لَقَدْ رَأى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى﴾، أيْ: إنْ كُنْتُمْ تَجْحَدُونَ رُؤْيَتَهُ في الأرْضِ فَلَقَدْ رَآهُ رُؤْيَةً أعْظَمَ مِنها إذْ رَآهُ في العالَمِ العُلْوِيِّ مُصاحِبًا، فَهَذا مِنَ التَّرَقِّي في بَيانِ مَراتِبَ الوَحْيِ، والعَطْفُ عَطْفُ قِصَّةٍ عَلى قِصَّةٍ ابْتُدِئَ بِالأضْعَفِ وعُقِّبَ بِالأقْوى. فَتَأْكِيدُ الكَلامِ بِلامِ القَسَمِ وحَرْفِ التَّحْقِيقِ لِأجْلِ ما في هَذا الخَبَرِ مِنَ الغَرابَةِ مِن حَيْثُ هو قَدْ رَأى جِبْرِيلَ ومِن حَيْثُ أنَّهُ عُرِجَ بِهِ إلى السَّماءِ ومِنَ الأهَمِّيَّةِ مِن حَيْثُ هو دالٌّ عَلى عَظِيمِ مَنزِلَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَضَمِيرُ الرَّفْعِ في رَآهُ عائِدٌ إلى صاحِبِكم، وضَمِيرُ النَّصْبِ عائِدٌ إلى جِبْرِيلَ. و”نَزْلَةً“ فَعْلَةً مِنَ النُّزُولِ فَهو مَصْدَرٌ دالٌّ عَلى المَرَّةِ، أيْ: في مَكانٍ آخَرَ مِنَ النُّزُولِ الَّذِي هو الحُلُولُ في المَكانِ، ووَصَفَها بِ ”أُخْرى“ بِالنِّسْبَةِ إلى ما في قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى﴾ [النجم: ٨] فَإنَّ التَّدَلِّيَ نُزُولٌ بِالمَكانِ الَّذِي بَلَغَ إلَيْهِ. وانْتِصابُ (نَزْلَةً) عَلى نَزْعِ الخافِضِ، أوْ عَلى النِّيابَةِ عَنْ ظَرْفِ المَكانِ، أوْ عَلى حَذْفِ مُضافٍ بِتَقْدِيرِ: وقْتِ نَزْلَةٍ أُخْرى: فَتَكُونَ نائِبًا عَنْ ظَرْفِ المَكانِ. وقَوْلُهُ ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ مُتَعَلِّقٌ بِ ”رَآهُ“ . وخُصَّتْ بِالذِّكْرِ رُؤْيَتُهُ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى لِعَظِيمِ شَرَفِ المَكانِ بِما حَصَلَ عِنْدَهُ مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى ولِأنَّها مُنْتَهى العُرُوجِ في مَراتِبِ الكَرامَةِ. وسِدْرَةُ المُنْتَهى اسْمٌ أطْلَقَهُ القُرْآنُ عَلى مَكانٍ عُلْوِيٍّ فَوْقَ السَّماءِ السّابِعَةِ، وقَدْ ورَدَ التَّصْرِيحُ بِها في حَدِيثِ المِعْراجِ مِنَ الصِّحاحِ عَنْ جَمْعٍ مِنَ الصَّحابَةِ. (p-١٠١)ولَعَلَّهُ شُبِّهَ ذَلِكَ المَكانُ بِالسِّدْرَةِ الَّتِي هي واحِدَةُ شَجَرِ السِّدْرِ إمّا في صِفَةِ تَفَرُّعِهِ، وإمّا في كَوْنِهِ حَدًّا انْتَهى إلَيْهِ قُرْبُ النَّبِيءِ ﷺ إلى مَوْضِعٍ لَمْ يَبْلُغْهُ قَبْلَهُ مَلَكٌ. ولَعَلَّهُ مَبْنِيٌّ عَلى اصْطِلاحٍ عِنْدِهِمْ بِأنْ يَجْعَلُوا في حُدُودِ البِقاعِ سِدْرًا. وإضافَةُ سِدْرَةٍ إلى المُنْتَهى يَجُوزُ أنْ تَكُونَ إضافِيَّةً بَيانِيَّةً. ويَجُوزُ كَوْنُها لِتَعْرِيفِ السِّدْرَةِ بِمَكانٍ يَنْتَهِي إلَيْهِ لا يَتَجاوَزُهُ أحَدٌ؛ لِأنَّ ما وراءَهُ لا تُطِيقُهُ المَخْلُوقاتُ. والسِّدْرَةُ: واحِدَةُ السِّدْرِ وهو شَجَرُ النَّبْقِ قالُوا: ويَخْتَصُّ بِثَلاثِ أوْصافٍ: ظِلٍّ مَدِيدٍ، وطَعْمٍ لَذِيذٍ، ورائِحَةٍ ذَكِيَّةٍ، فَجُعِلَتِ السِّدْرَةُ مَثَلًا لِذَلِكَ المَكانِ كَما جُعِلَتِ النَّخْلَةُ مَثَلًا لِلْمُؤْمِنِ. وفِي قَوْلِهِ ﴿ما يَغْشى﴾ إبْهامٌ لِلتَّفْخِيمِ الإجْمالِيِّ وأنَّهُ تَضِيقُ عَنْهُ عِباراتُ الوَصْفِ في اللُّغَةِ. وجَنَّةُ المَأْوى: الجَنَّةُ المَعْرُوفَةُ بِأنَّها مَأْوى المُتَّقِينَ فَإنَّ الجَنَّةَ مُنْتَهى مَراتِبِ ارْتِقاءِ الأرْواحِ الزَّكِيَّةِ. وفي حَدِيثِ الإسْراءِ بَعْدَ ذِكْرِ سِدْرَةِ المُنْتَهى ”«ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ» “ . وقَوْلُهُ ﴿إذْ يَغْشى السِّدْرَةَ ما يَغْشى﴾ ظَرْفٌ مُسْتَقِرٌّ في مَوْضِعِ الحالِ مِن ﴿سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ أُرِيدَ بِهِ التَّنْوِيهُ بِما حَفَّ بِهَذا المَكانِ المُسَمّى سِدْرَةَ المُنْتَهى مِنَ الجَلالِ والجَمالِ. وفي حَدِيثِ الإسْراءِ «حَتّى انْتَهى بِي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهى وغَشِيَها ألْوانٌ لا أدْرِي ما هي» ”وفي رِوايَةٍ“ «غَشِيَها نُورٌ مِنَ اللَّهِ ما يَسْتَطِيعُ أحَدٌ أنْ يَنْظُرَ إلَيْها»، وما حَصَلَ فِيهِ لِلنَّبِيءِ ﷺ مِنَ التَّشْرِيفِ بِتَلَقِّي الوَحْيِ مُباشَرَةً مِنَ اللَّهِ دُونَ واسِطَةِ المَلَكِ فَفي حَدِيثِ الإسْراءِ «حَتّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأقْلامِ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةً» الحَدِيثَ. وجُمْلَةُ ﴿ما زاغَ البَصَرُ وما طَغى﴾ مُعْتَرِضَةٌ وهي في مَعْنى جُمْلَةِ ﴿ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى﴾ إلى آخِرِها، أيْ: رَأى جِبْرِيلَ رُؤْيَةً لا خَطَأ فِيها ولا زِيادَةَ عَلى ما وصَفَ، أيْ: لا مُبالَغَةَ. (p-١٠٢)والزَّيْغُ: المَيْلُ عَنِ القَصْدِ، أيْ: ما مالَ بَصَرُهُ إلى مَرْئِيٍّ آخَرَ غَيْرِ ما ذُكِرَ، والطُّغْيانُ: تَجاوَزُ الحَدِّ. وجُمْلَةُ ﴿لَقَدْ رَأى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى﴾ تَذْيِيلٌ، أيْ: رَأى آياتٍ غَيْرَ سِدْرَةِ المُنْتَهى، وجَنَّةِ المَأْوى، وما غَشِيَ السِّدْرَةَ مِنِ البَهْجَةِ والجَلالِ، رَأى مِن آياتِ اللَّهِ الكُبْرى. والآياتُ: دَلائِلُ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعالى الَّتِي تُزِيدُ الرَّسُولَ ارْتِفاعًا.


ركن الترجمة

He saw Him indeed another time

Il l'a pourtant vu, lors d'une autre descente,

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :