موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [15] من سورة  

عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰٓ


ركن التفسير

15 - (عندها جنة المأوى) تأوي إليها الملائكة وأرواح الشهداء والمتقين

﴿ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى﴾ ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ ﴿عِنْدَها جَنَّةُ المَأْوى﴾ ﴿إذْ يَغْشى السِّدْرَةَ ما يَغْشى﴾ ﴿ما زاغَ البَصَرُ وما طَغى﴾ ﴿لَقَدْ رَأى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى﴾، أيْ: إنْ كُنْتُمْ تَجْحَدُونَ رُؤْيَتَهُ في الأرْضِ فَلَقَدْ رَآهُ رُؤْيَةً أعْظَمَ مِنها إذْ رَآهُ في العالَمِ العُلْوِيِّ مُصاحِبًا، فَهَذا مِنَ التَّرَقِّي في بَيانِ مَراتِبَ الوَحْيِ، والعَطْفُ عَطْفُ قِصَّةٍ عَلى قِصَّةٍ ابْتُدِئَ بِالأضْعَفِ وعُقِّبَ بِالأقْوى. فَتَأْكِيدُ الكَلامِ بِلامِ القَسَمِ وحَرْفِ التَّحْقِيقِ لِأجْلِ ما في هَذا الخَبَرِ مِنَ الغَرابَةِ مِن حَيْثُ هو قَدْ رَأى جِبْرِيلَ ومِن حَيْثُ أنَّهُ عُرِجَ بِهِ إلى السَّماءِ ومِنَ الأهَمِّيَّةِ مِن حَيْثُ هو دالٌّ عَلى عَظِيمِ مَنزِلَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ، فَضَمِيرُ الرَّفْعِ في رَآهُ عائِدٌ إلى صاحِبِكم، وضَمِيرُ النَّصْبِ عائِدٌ إلى جِبْرِيلَ. و”نَزْلَةً“ فَعْلَةً مِنَ النُّزُولِ فَهو مَصْدَرٌ دالٌّ عَلى المَرَّةِ، أيْ: في مَكانٍ آخَرَ مِنَ النُّزُولِ الَّذِي هو الحُلُولُ في المَكانِ، ووَصَفَها بِ ”أُخْرى“ بِالنِّسْبَةِ إلى ما في قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ دَنا فَتَدَلّى﴾ [النجم: ٨] فَإنَّ التَّدَلِّيَ نُزُولٌ بِالمَكانِ الَّذِي بَلَغَ إلَيْهِ. وانْتِصابُ (نَزْلَةً) عَلى نَزْعِ الخافِضِ، أوْ عَلى النِّيابَةِ عَنْ ظَرْفِ المَكانِ، أوْ عَلى حَذْفِ مُضافٍ بِتَقْدِيرِ: وقْتِ نَزْلَةٍ أُخْرى: فَتَكُونَ نائِبًا عَنْ ظَرْفِ المَكانِ. وقَوْلُهُ ﴿عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ مُتَعَلِّقٌ بِ ”رَآهُ“ . وخُصَّتْ بِالذِّكْرِ رُؤْيَتُهُ عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى لِعَظِيمِ شَرَفِ المَكانِ بِما حَصَلَ عِنْدَهُ مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى ولِأنَّها مُنْتَهى العُرُوجِ في مَراتِبِ الكَرامَةِ. وسِدْرَةُ المُنْتَهى اسْمٌ أطْلَقَهُ القُرْآنُ عَلى مَكانٍ عُلْوِيٍّ فَوْقَ السَّماءِ السّابِعَةِ، وقَدْ ورَدَ التَّصْرِيحُ بِها في حَدِيثِ المِعْراجِ مِنَ الصِّحاحِ عَنْ جَمْعٍ مِنَ الصَّحابَةِ. (p-١٠١)ولَعَلَّهُ شُبِّهَ ذَلِكَ المَكانُ بِالسِّدْرَةِ الَّتِي هي واحِدَةُ شَجَرِ السِّدْرِ إمّا في صِفَةِ تَفَرُّعِهِ، وإمّا في كَوْنِهِ حَدًّا انْتَهى إلَيْهِ قُرْبُ النَّبِيءِ ﷺ إلى مَوْضِعٍ لَمْ يَبْلُغْهُ قَبْلَهُ مَلَكٌ. ولَعَلَّهُ مَبْنِيٌّ عَلى اصْطِلاحٍ عِنْدِهِمْ بِأنْ يَجْعَلُوا في حُدُودِ البِقاعِ سِدْرًا. وإضافَةُ سِدْرَةٍ إلى المُنْتَهى يَجُوزُ أنْ تَكُونَ إضافِيَّةً بَيانِيَّةً. ويَجُوزُ كَوْنُها لِتَعْرِيفِ السِّدْرَةِ بِمَكانٍ يَنْتَهِي إلَيْهِ لا يَتَجاوَزُهُ أحَدٌ؛ لِأنَّ ما وراءَهُ لا تُطِيقُهُ المَخْلُوقاتُ. والسِّدْرَةُ: واحِدَةُ السِّدْرِ وهو شَجَرُ النَّبْقِ قالُوا: ويَخْتَصُّ بِثَلاثِ أوْصافٍ: ظِلٍّ مَدِيدٍ، وطَعْمٍ لَذِيذٍ، ورائِحَةٍ ذَكِيَّةٍ، فَجُعِلَتِ السِّدْرَةُ مَثَلًا لِذَلِكَ المَكانِ كَما جُعِلَتِ النَّخْلَةُ مَثَلًا لِلْمُؤْمِنِ. وفِي قَوْلِهِ ﴿ما يَغْشى﴾ إبْهامٌ لِلتَّفْخِيمِ الإجْمالِيِّ وأنَّهُ تَضِيقُ عَنْهُ عِباراتُ الوَصْفِ في اللُّغَةِ. وجَنَّةُ المَأْوى: الجَنَّةُ المَعْرُوفَةُ بِأنَّها مَأْوى المُتَّقِينَ فَإنَّ الجَنَّةَ مُنْتَهى مَراتِبِ ارْتِقاءِ الأرْواحِ الزَّكِيَّةِ. وفي حَدِيثِ الإسْراءِ بَعْدَ ذِكْرِ سِدْرَةِ المُنْتَهى ”«ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ» “ . وقَوْلُهُ ﴿إذْ يَغْشى السِّدْرَةَ ما يَغْشى﴾ ظَرْفٌ مُسْتَقِرٌّ في مَوْضِعِ الحالِ مِن ﴿سِدْرَةِ المُنْتَهى﴾ أُرِيدَ بِهِ التَّنْوِيهُ بِما حَفَّ بِهَذا المَكانِ المُسَمّى سِدْرَةَ المُنْتَهى مِنَ الجَلالِ والجَمالِ. وفي حَدِيثِ الإسْراءِ «حَتّى انْتَهى بِي إلى سِدْرَةِ المُنْتَهى وغَشِيَها ألْوانٌ لا أدْرِي ما هي» ”وفي رِوايَةٍ“ «غَشِيَها نُورٌ مِنَ اللَّهِ ما يَسْتَطِيعُ أحَدٌ أنْ يَنْظُرَ إلَيْها»، وما حَصَلَ فِيهِ لِلنَّبِيءِ ﷺ مِنَ التَّشْرِيفِ بِتَلَقِّي الوَحْيِ مُباشَرَةً مِنَ اللَّهِ دُونَ واسِطَةِ المَلَكِ فَفي حَدِيثِ الإسْراءِ «حَتّى ظَهَرْتُ بِمُسْتَوًى أسْمَعُ فِيهِ صَرِيفَ الأقْلامِ فَفَرَضَ اللَّهُ عَلى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلاةً» الحَدِيثَ. وجُمْلَةُ ﴿ما زاغَ البَصَرُ وما طَغى﴾ مُعْتَرِضَةٌ وهي في مَعْنى جُمْلَةِ ﴿ولَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى﴾ إلى آخِرِها، أيْ: رَأى جِبْرِيلَ رُؤْيَةً لا خَطَأ فِيها ولا زِيادَةَ عَلى ما وصَفَ، أيْ: لا مُبالَغَةَ. (p-١٠٢)والزَّيْغُ: المَيْلُ عَنِ القَصْدِ، أيْ: ما مالَ بَصَرُهُ إلى مَرْئِيٍّ آخَرَ غَيْرِ ما ذُكِرَ، والطُّغْيانُ: تَجاوَزُ الحَدِّ. وجُمْلَةُ ﴿لَقَدْ رَأى مِن آياتِ رَبِّهِ الكُبْرى﴾ تَذْيِيلٌ، أيْ: رَأى آياتٍ غَيْرَ سِدْرَةِ المُنْتَهى، وجَنَّةِ المَأْوى، وما غَشِيَ السِّدْرَةَ مِنِ البَهْجَةِ والجَلالِ، رَأى مِن آياتِ اللَّهِ الكُبْرى. والآياتُ: دَلائِلُ عَظَمَةِ اللَّهِ تَعالى الَّتِي تُزِيدُ الرَّسُولَ ارْتِفاعًا.


ركن الترجمة

Close to which is the Garden of Tranquility,

près d'elle se trouve le jardin de Ma'w?:

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :