موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأربعاء 18 رمضان 1446 هجرية الموافق ل19 مارس 2025


الآية [23] من سورة  

إِنْ هِىَ إِلَّآ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَءَابَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَٰنٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰٓ


ركن التفسير

23 - (إن هي) أي ما المذكرات (إلا أسماء سميتموها) أي سميتم بها (أنتم وآباؤكم) أصناما تعبدونها (ما أنزل الله بها) أي بعبادتها (من سلطان) حجة وبرهان (إن) ما (يتبعون) في عبادتها (إلا الظن وما تهوى الأنفس) مما زين لهم الشيطان من أنها تشفع لهم عند الله تعالى (ولقد جاءهم من ربهم الهدى) على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بالبرهان القاطع فلم يرجعوا عما هم عليه

"إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم" أي من تلقاء أنفسكم "ما أنزل الله بها من سلطان" أي من حجة "إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس" أي ليس له مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم وإلا حظ نفوسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم الأقدمين "ولقد جاءهم من ربهم الهدى" أي ولقد أرسل الله إليهم الرسل بالحق المنير والحجة القاطعة ومع هذا ما اتبعوا ما جاؤهم به ولا انقادوا له.

(p-١٠٩)﴿إنْ يَتَّبِعُونَ إلّا الظَّنَّ وما تَهْوى الأنْفُسُ ولَقَدْ جاءَهم مِن رَبِّهِمُ الهُدى﴾ . هَذا تَحْوِيلٌ عَنْ خِطابِ المُشْرِكِينَ الَّذِي كانَ ابْتِداؤُهُ مِن أوَّلِ السُّورَةِ وهو مِن ضُرُوبِ الِالتِفاتِ، وهو اسْتِئْنافٌ بَيانِيٌّ فَضَمِيرُ ”يَتَّبِعُونَ“ عائِدٌ إلى الَّذِينَ كانَ الخِطابُ مُوَجَّهًا إلَيْهِمْ. أعْقَبَ نَفْيَ أنْ تَكُونَ لَهم حُجَّةٌ عَلى الخَصائِصِ الَّتِي يَزْعُمُونَها لِأصْنامِهِمْ أوْ عَلى أنَّ اللَّهَ سَمّاهم بِتِلْكَ الأسْماءِ بِإثْباتِ أنَّهُمُ اسْتَنَدُوا فِيما يَزْعُمُونَهُ إلى الأوْهامِ وما تُحِبُّهُ نُفُوسُهم مِن عِبادَةِ الأصْنامِ ومَحَبَّةِ سَدَنَتِها ومَواكِبِ زِيارَتِها، وغُرُورِهِمْ بِأنَّها تَسْعى في الوَساطَةِ لَهم عِنْدَ اللَّهِ تَعالى بِما يَرْغَبُونَهُ في حَياتِهِمْ فَتِلْكَ أوْهامٌ وأمانِيُّ مَحْبُوبَةٌ لَهم يَعِيشُونَ في غُرُورِها. وجِيءَ بِالمُضارِعِ في يَتَّبِعُونَ لِلدِّلالَةِ عَلى أنَّهم سَيَسْتَمِرُّونَ عَلى اتِّباعِ الظَّنِّ وما تَهْواهُ نُفُوسُهم وذَلِكَ يَدُلُّ عَلى أنَّهُمُ اتَّبَعُوا ذَلِكَ مِن قَبْلُ بِدِلالَةِ لَحْنِ الخِطابِ أوْ فَحْواهُ. وأصْلُ الظَّنِّ الِاعْتِقادُ غَيْرُ الجازِمِ، ويُطْلَقُ عَلى العِلْمِ الجازِمِ إذا كانَ مُتَعَلِّقًا بِالمَغِيباتِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنَّهم مُلاقُو رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: ٤٦] في سُورَةِ البَقَرَةِ، وكَثُرَ إطْلاقُهُ في القُرْآنِ عَلى الِاعْتِقادِ الباطِلِ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿إنْ يَتَّبِعُونَ إلّا الظَّنَّ وإنْ هم إلّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: ١١٦] في سُورَةِ الأنْعامِ، ومِنهُ قَوْلُ النَّبِيءِ ﷺ «إيّاكم والظَّنَّ فَإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَدِيثِ» وهو المُرادُ هُنا بِقَرِينَةِ عَطْفِ ﴿وما تَهْوى الأنْفُسُ﴾ عَلَيْهِ كَما عُطِفَ ﴿وإنْ هم إلّا يَخْرُصُونَ﴾ [الأنعام: ١١٦] عَلى نَظِيرِهِ في سُورَةِ الأنْعامِ، وهو كِنايَةٌ عَنِ الخَطَإ بِاعْتِبارِ لِزُومِهِ لَهُ غالِبًا كَما قالَ تَعالى ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ﴾ [الحجرات: ١٢] . وهَذا التَّفَنُّنُ في مَعانِي الظَّنِّ في القُرْآنِ يُشِيرُ إلى وُجُوبِ النَّظَرِ في الأمْرِ المَظْنُونِ حَتّى يُلْحِقَهُ المُسْلِمُ بِما يُناسِبُهُ مِن حُسْنٍ أوْ ذَمٍّ عَلى حَسَبِ الأدِلَّةِ؛ ولِذَلِكَ اسْتَنْبَطَ عُلَماؤُنا أنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي في إثْباتِ أُصُولِ الِاعْتِقادِ وأنَّ الظَّنَّ الصّائِبَ تُناطُ بِهِ تَفارِيعُ الشَّرِيعَةِ. (p-١١٠)والمُرادُ بِما تَهْوى الأنْفُسُ: ما لا باعِثَ عَلَيْهِ إلّا المَيْلُ الشَّهْوانِيُّ، دُونَ الأدِلَّةِ فَإنْ كانَ الشَّيْءُ المَحْبُوبُ قَدْ دَلَّتِ الأدِلَّةُ عَلى حَقِيقَتِهِ فَلا يَزِيدُهُ حُبُّهُ إلّا قَبُولًا كَما قالَ النَّبِيءُ ﷺ «ورَجُلانِ تَحابّا في اللَّهِ اجْتَمَعا عَلَيْهِ وافْتَرَقا عَلَيْهِ، ورَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالمَساجِدِ» وقالَ «وجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاةِ» . فَمَناطُ الذَّمِّ في هَذِهِ الآيَةِ هو قَصْرُ اتِّباعِهِمْ عَلى ما تَهْواهُ أنْفُسُهم. ثُمَّ إنَّ لِلظَّنِّ في المُعامَلاتِ بَيْنَ النّاسِ والأخْلاقِ النَّفْسانِيَّةِ أحْكامًا ومَراتِبَ غَيْرَ ما لَهُ في الدِّياناتِ أُصُولِها وفُرُوعِها، فَمِنهُ مَحْمُودٌ ومِنهُ مَذْمُومٌ، كَما قالَ تَعالى ﴿إنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْمٌ﴾ [الحجرات: ١٢] وقِيلَ: الحُزْنُ سُوءُ الظَّنِّ بِالنّاسِ. والتَّعْرِيفُ في الأنْفُسِ عِوَضٌ عَنِ المُضافِ إلَيْهِ، أيْ: وما تَهْواهُ أنْفُسُهم وما مَوْصُولَةٌ. وعَطْفُ ﴿وما تَهْوى الأنْفُسُ﴾ عَلى الظَّنِّ عَطْفُ العِلَّةِ عَلى المَعْلُولِ، أيِ: الظَّنُّ الَّذِي يَبْعَثُهم عَلى اتِّباعِهِمْ أنَّهُ مُوافِقٌ لِهُداهِمْ وإلْفِهِمْ. وجُمْلَةُ ﴿ولَقَدْ جاءَهم مِن رَبِّهِمُ الهُدى﴾ حالِيَّةٌ مُقَرِّرَةٌ لِلتَّعْجِيبِ مِن حالِهِمْ، أيْ: يَسْتَمِرُّونَ عَلى اتِّباعِ الظَّنِّ والهَوى في حالِ أنَّ اللَّهَ أرْسَلَ إلَيْهِمْ رَسُولًا بِالهُدى. ولامُ القَسَمِ لِتَأْكِيدِ الخَبَرِ لِلْمُبالَغَةِ فِيما يَتَضَمَّنُهُ مِنَ التَّعْجِيبِ مِن حالِهِمْ كَأنَّ المُخاطَبَ يَشُكُّ في أنَّهُ جاءَهم ما فِيهِ هُدًى مُقْنِعٌ لَهم مِن جِهَةِ اسْتِمْرارِهِمْ عَلى ضَلالِهِمُ اسْتِمْرارًا لا يُظَنُّ مِثْلُهُ بِعاقِلٍ. والتَّعْبِيرُ عَنِ الجَلالَةِ بِعُنْوانِ رَبِّهِمْ لِزِيادَةِ التَّعْجِيبِ مِن تَصامُمِهِمْ عَنْ سَماعِ الهُدى مَعَ أنَّهُ مِمَّنْ تَجِبُ طاعَتُهُ فَكانَ ضَلالُهم مَخْلُوطًا بِالعِصْيانِ والتَّمَرُّدِ عَلى خالِقِهِمْ. والتَّعْرِيفُ في الهُدى لِلدِّلالَةِ عَلى مَعْنى الكَمالِ، أيِ: الهُدى الواضِحُ.


ركن الترجمة

These are only names which you and your fathers have invented. No authority was sent down by God for them. They only follow conjecture and wish-fulfilment, even though guidance had come to them already from their Lord.

Ce ne sont que des noms que vous avez inventés, vous et vos ancêtres. Allah n'a fait descendre aucune preuve à leur sujet. Ils ne suivent que la conjecture et les passions de [leurs] âmes, alors que la guidée leur est venue de leur Seigneur.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :