موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [52] من سورة  

وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا۟ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ


ركن التفسير

52 - (وقوم نوح من قبل) أي قبل عاد وثمود أهلكناهم (إنهم كانوا هم أظلم وأطغى) من عاد وثمود لطول لبث نوح فيهم فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما وهم مع عدم إيمانهم به يؤذونه ويضربونه

"وقوم نوح من قبل" أي من قبل هؤلاء "إنهم كانوا هم أظلم وأطغى" أي أشد تمردا من الذين من بعدهم.

﴿وأنَّهُ أهْلَكَ عادًا الاُؤْلى﴾ ﴿وثَمُودًا فَما أبْقى﴾ ﴿وقَوْمَ نُوحٍ مِن قَبْلُ إنَّهم كانُوا هم أظْلَمَ وأطْغى﴾ لَمّا اسْتُوفِيَ ما يَسْتَحِقُّهُ مَقامُ النِّداءِ عَلى باطِلِ أهْلِ الشِّرْكِ مِن تَكْذِيبِهِمُ النَّبِيءَ ﷺ وطَعْنِهِمْ في القُرْآنِ، ومِن عِبادَةِ الأصْنامِ، وقَوْلِهِمْ في المَلائِكَةِ، وفاسِدِ مُعْتَقَدِهِمْ في أُمُورِ الآخِرَةِ، وفي المُتَصَرِّفِ في الدُّنْيا، وكانَ مُعْظَمُ شَأْنِهِمْ في هَذِهِ الضَّلالاتِ شَبِيهًا بِشَأْنِ أُمَمِ الشِّرْكِ البائِدَةِ نُقِلَ الكَلامُ إلى تَهْدِيدِهِمْ بِخَوْفِ أنْ يَحُلَّ بِهِمْ ما حَلَّ بِتِلْكَ الأُمَمِ البائِدَةِ فَذَكَرَ مِن تِلْكَ الأُمَمِ أشْهُرَها عِنْدَ العَرَبِ وهم: عادٌ، وثَمُودُ، وقَوْمُ نُوحٍ، وقَوْمُ لُوطٍ. (p-١٥٣)فَمَوْقِعُ هَذِهِ الجُمْلَةِ كَمَوْقِعِ الجُمَلِ الَّتِي قَبْلَها في احْتِمالِ كَوْنِها زائِدَةً عَلى ما في صُحُفِ مُوسى وإبْراهِيمَ ويُحْتَمَلُ كَوْنُها مِمّا شَمِلَتْهُ الصُّحُفُ المَذْكُورَةُ فَإنَّ إبْراهِيمَ كانَ بَعْدَ عادٍ وثَمُودَ وقَوْمِ نُوحٍ، وكانَ مُعاصِرًا لِلْمُؤْتَفِكَةِ عالِمًا بِهَلاكِها. ولِكَوْنِ هَلاكِ هَؤُلاءِ مَعْلُومًا لَمْ تُقْرَنِ الجُمْلَةُ بِضَمِيرِ الفَصْلِ. ووَصْفُ عادٍ بِ الأُولى عَلى اعْتِبارِ عادٍ اسْمًا لِلْقَبِيلَةِ كَما هو ظاهِرٌ. ومَعْنى كَوْنِها أُولى لِأنَّها أوَّلُ العَرَبِ ذِكْرًا وهم أوَّلُ العَرَبِ البائِدَةِ وهم أوَّلُ أُمَّةٍ أُهْلِكَتْ بَعْدَ قَوْمِ نُوحٍ. وأمّا القَوْلُ بِأنَّ عادًا هَذِهِ لَمّا هَلَكَتْ خَلَفَتْها أُمَّةٌ أُخْرى تُعْرَفُ بِعادِ إرَمَ أوْ عادٍ الثّانِيَةِ كانَتْ في زَمَنِ العَمالِيقِ فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ الأُولى وصْفًا كاشِفًا، أيْ: عادًا السّابِقَةَ. وقِيلَ الأُولى صِفَةُ عَظَمَةٍ، أيِ الأُولى في مَراتِبِ الأُمَمِ قُوَّةً وسِعَةً، وتَقَدَّمَ التَّعْرِيفُ بِعادٍ في سُورَةِ الأعْرافِ. وتَقَدَّمَ ذِكْرُ ثَمُودَ في سُورَةِ الأعْرافِ أيْضًا. وتَقَدَّمَ ذِكْرُ نُوحٍ وقَوْمِهِ في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ وفي سُورَةِ الأعْرافِ. وإنَّما قَدَّمَ في الآيَةِ ذِكْرَ عادٍ وثَمُودَ عَلى ذِكْرِ قَوْمِ نُوحٍ مَعَ أنَّ هَؤُلاءِ أسْبَقُ؛ لِأنَّ عادًا وثَمُودَ أشْهَرُ في العَرَبِ وأكْثَرُ ذِكْرًا بَيْنَهم ودِيارَهم في بِلادِ العَرَبِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ ﴿عادًا الأُولى﴾ بِإظْهارِ تَنْوِينِ عادًا وتَحْقِيقِ هَمْزَةِ الأُولى. وقَرَأ ورْشٌ عَنْ نافِعٍ وأبُو عَمْرٍو (عادًا لُّولى) بِحَذْفِ هَمْزَةِ (الأُولى) بَعْدَ نَقْلِ حَرَكَتِها إلى اللّامِ المُعَرِّفَةِ وإدْغامِ نُونِ التَّنْوِينِ مِن (عادًا) في لامِ (لُّولى) . وقَرَأهُ قالُونُ عَنْ نافِعٍ بِإسْكانِ هَمْزَةِ (الأُولى) بَعْدَ نَقْلِ حَرَكَتِها إلى اللّامِ المُعَرِّفَةِ (عادًا لُّؤْلى) عَلى لُغَةِ مَن يُبْدِلُ الواوَ النّاشِئَةَ عَنْ إشْباعِ الضَّمَّةِ هَمْزًا، كَما قُرِئَ (فاسْتَوى عَلى سُؤْقِهِ) . (p-١٥٤)وقَرَأ الجُمْهُورُ (وثَمُودًا) بِالتَّنْوِينِ عَلى إطْلاقِ اسْمِ جَدِّ القَبِيلَةِ عَلَيْها. وقَرَأهُ عاصِمٌ وحَمْزَةُ بِدُونِ تَنْوِينٍ عَلى إرادَةِ اسْمِ القَبِيلَةِ. وجُمْلَةُ ﴿إنَّهم كانُوا هم أظْلَمَ وأطْغى﴾ تَعْلِيلٌ لِجُمْلَةِ ﴿أهْلَكَ عادًا﴾ إلى آخِرِها، وضَمِيرُ الجَمْعِ في ﴿إنَّهم كانُوا﴾ يَجُوزُ أنْ يَعُودَ إلى قَوْمِ نُوحٍ، أيْ: كانُوا أظْلَمَ وأطْغى مِن عادٍ وثَمُودَ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ عائِدًا إلى عادٍ وثَمُودَ وقَوْمِ نُوحٍ والمَعْنى: أنَّهم أظْلَمُ وأطْغى مِن قَوْمِكَ الَّذِينَ كَذَّبُوكَ فَتَكُونَ تَسْلِيَةً لِلنَّبِيءِ ﷺ بِأنَّ الرُّسُلَ مِن قَبْلِهِ لَقُوا مِن أُمَمِهِمْ أشَدَّ مِمّا لَقِيَهُ مُحَمَّدٌ ﷺ، وفِيهِ إيماءٌ إلى أنَّ اللَّهَ مُبْقٍ عَلى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ﷺ فَلا يُهْلِكُها؛ لِأنَّهُ قَدَّرَ دُخُولَ بَقِيَّتِها في الإسْلامِ ثُمَّ أبْنائِها. وضَمِيرُ الفَصْلِ في قَوْلِهِ ﴿كانُوا هم أظْلَمَ﴾ لِتَقْوِيَةِ الخَبَرِ.


ركن الترجمة

Like the people of Noah before them, who were surely oppressors and rebellious;

ainsi que le peuple de Noé antérieurement, car ils étaient encore plus injustes et plus violents,

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :