موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [20] من سورة  

لَا يَسْتَوِىٓ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصْحَٰبُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَٰبُ ٱلْجَنَّةِ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ


ركن التفسير

20 - (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون)

أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله تعالى يوم القيامة كما قال تعالى "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون" وقال تعالى "وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون" وقال تعالى "أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار" في آيات أخر دالات على أن الله تعالى يكرم الأبرار ويهين الفجار ولهذا قال تعالى ههنا "أصحاب الجنة هم الفائزون" أي الناجون المسلمون من عذاب الله عز وجل.

﴿لا يَسْتَوِي أصْحابُ النّارِ وأصْحابُ الجَنَّةِ أصْحابُ الجَنَّةِ هُمُ الفائِزُونَ﴾ . تَذْيِيلٌ لِجُمْلَةِ ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ولْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: ١٨] إلَخْ. لِأنَّهُ جامِعٌ لِخُلاصَةِ عاقِبَةِ الحالَيْنِ: حالِ التَّقْوى والِاسْتِعْدادِ لِلْآخِرَةِ، وحالِ نِسْيانِ ذَلِكَ وإهْمالِهِ، ولِكِلا الفَرِيقَيْنِ عاقِبَةُ عَمَلِهِ. ويَشْمَلُ الفَرِيقَيْنِ وأمْثالَهم. والجُمْلَةُ أيْضًا فَذْلَكَةٌ لِما قَبْلَها مِن حالِ المُتَّقِينَ والَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ ونُسُّوا أنْفُسَهم لِأنَّ ذِكْرَ مِثْلِ هَذا الكَلامِ بَعْدَ ذِكْرِ أحْوالِ المُتَحَدَّثِ عَنْهُ يَكُونُ في الغالِبِ لِلتَّعْرِيضِ بِذَلِكَ المُتَحَدَّثِ عَنْهُ كَقَوْلِكَ عِنْدَما تَرى أحَدًا يُؤْذِي النّاسَ «المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ»، فَمَعْنى الآيَةِ كِنايَةٌ عَنْ كَوْنِ المُؤْمِنِينَ هم أصْحابُ الجَنَّةِ، وكَوْنِ الَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ هم أهْلُ النّارِ فَتَضَمَّنَتِ الآيَةُ وعْدًا لِلْمُتُّقِينَ ووَعِيدًا لِلْفاسِقِينَ. (p-١١٥)والمُرادُ مِن نَفْيِ الِاسْتِواءِ في مِثْلِ هَذا الكِنايَةُ عَنِ البَوْنِ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ. وتَعْيِينُ المُفَضَّلِ مِنَ الشَّيْئَيْنِ مَوْكُولٌ إلى فَهْمِ السّامِعِ مِن قَرِينَةِ المَقامِ كَما في قَوْلِ السَّمَوْألِ: ؎فَلَيْسَ سَواءً عالِمٌ وجَهُولُ وقَوْلُ أبِي حِزامٍ غالِبِ بْنِ الحارِثِ العُكْلِي: ؎وأعْلَمُ أنَّ تَسْلِيمًا وتَرْكًا ∗∗∗ لَلا مُتَشابِهانِ ولا سَواءُ ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى ﴿لَيْسُوا سَواءً﴾ [آل عمران: ١١٣] بَعْدَ قَوْلِهِ ﴿ولَوْ آمَنَ أهْلُ الكِتابِ لَكانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١١٠] الآيَةَ. وقِيلَ قَوْلُهُ ﴿مِن أهْلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ﴾ [آل عمران: ١١٣] . وقَدْ يُرْدِفُ بِما يَدُلُّ عَلى جِهَةِ التَّفْضِيلِ كَما في قَوْلِهِ تَعالى ﴿لا يَسْتَوِي مِنكم مَن أنْفَقَ مِن قَبْلِ الفَتْحِ وقاتَلَ أُولَئِكَ أعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أنْفَقُوا مِن بَعْدُ وقاتَلُوا﴾ [الحديد: ١٠] . وقَوْلُهُ هُنا ﴿أصْحابُ الجَنَّةِ هُمُ الفائِزُونَ﴾، وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿لا يَسْتَوِي القاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ [النساء: ٩٥] الآيَةُ في سُورَةِ النِّساءِ. وأمّا مَن ذَهَبَ مِن عُلَماءِ الأُصُولِ إلى تَعْمِيمِ نَحْوِ (لا يَسْتَوُونَ) مِن قَوْلِهِ تَعالى ﴿أفَمَن كانَ مُؤْمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَسْتَوُونَ﴾ [السجدة: ١٨] فاسْتَدَلُّوا بِهِ عَلى أنَّ الفاسِقَ لا يَلِي وِلايَةَ النِّكاحِ، وهو اسْتِدْلالُ الشّافِعِيَّةِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمَرْضِيٍّ، وقَدْ أباهُ الحَنَفِيَّةُ ووافَقَهم تاجُ الدِّينِ السُّبْكِيِّ في غَيْرِ جَمْعِ الجَوامِعِ. والقَصْرُ المُسْتَفادُ مِن ضَمِيرِ الفَصْلِ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿أصْحابُ الجَنَّةِ هُمُ الفائِزُونَ﴾ قَصْرٌ ادِّعائِيٌّ لِأنَّ فَوْزَهم أبَدِيٌّ فاعْتَبَرَ فَوْزَ غَيْرِهِمْ بِبَعْضِ أُمُورِ الدُّنْيا كالعَدَمِ.


ركن الترجمة

Alike are not the inmates of Hell and the residents of Paradise. The men of Paradise will be felicitous.

Ne seront pas égaux les gens du Feu et les gens du Paradis. Les gens du Paradis sont eux les gagnants.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :