موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [10] من سورة  

فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُوا۟ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا


ركن التفسير

10 - (فقلت استغفروا ربكم) من الشرك (إنه كان غفارا)

أي سلوه المغفرة من ذنوبكم السالفة بإخلاص الإيمان. وهذا منه ترغيب في التوبة. وقد روى حذيفة بن اليمان عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (الاستغفار ممحاة للذنوب). وقال الفضيل: يقول العبد أستغفر الله; وتفسيرها أقلني.

﴿ثُمَّ إنِّي دَعَوْتُهم جِهارًا﴾ ﴿ثُمَّ إنِّيَ أعْلَنْتُ لَهم وأسْرَرْتُ لَهم إسْرارًا﴾ ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكم إنَّهُ كانَ غَفّارًا﴾ ﴿يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكم مِدْرارًا﴾ ﴿ويُمْدِدْكم بِأمْوالٍ وبَنِينَ ويَجْعَلْ لَكم جَنّاتٍ ويَجْعَلْ لَكم أنْهارًا﴾ ارْتَقى في شَكْواهُ واعْتِذارِهِ بِأنَّ دَعْوَتَهُ كانَتْ مُخْتَلِفَةَ الحالاتِ في القَوْلِ مِن جَهْرٍ وإسْرارٍ، فَعَطْفُ الكَلامِ بِـ (ثُمَّ) الَّتِي تُفِيدُ في عَطْفِها الجُمَلَ أنَّ مَضْمُونَ الجُمْلَةِ (p-١٩٧)المَعْطُوفَةِ أهَمُّ مِن مَضْمُونِ المَعْطُوفِ عَلَيْها،؛ لِأنَّ اخْتِلافَ كَيْفِيَّةِ الدَّعْوَةِ ألْصَقُ بِالدَّعْوَةِ مِن أوْقاتِ إلْقائِها؛ لِأنَّ الحالَةَ أشَدُّ مُلابَسَةً بِصاحِبِها مِن مُلابَسَةِ زَمانِهِ. فَذَكَرَ أنَّهُ دَعاهم جِهارًا، أيْ: عَلَنًا. وجِهارٌ: اسْمُ مَصْدَرِ جَهَرَ، وهو هُنا وصْفٌ لِمَصْدَرِ ﴿دَعَوْتُهُمْ﴾ [نوح: ٧]، أيْ: دَعْوَةً جِهارًا. وارْتَقى فَذَكَرَ أنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ الجَهْرِ والإسْرارِ؛ لِأنَّ الجَمْعَ بَيْنَ الحالَتَيْنِ أقْوى في الدَّعْوَةِ وأغْلَظُ مِن إفْرادِ إحْداهُما. فَقَوْلُهُ ﴿أعْلَنْتُ لَهُمْ﴾ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ ﴿دَعَوْتُهم جِهارًا﴾ ذُكِرَ لِيُبْنى عَلَيْهِ عَطْفُ ﴿وأسْرَرْتُ لَهم إسْرارًا﴾ . والمَعْنى: أنَّهُ تَوَخّى ما يَظُنُّهُ أوْغَلَ إلى قُلُوبِهِمْ مِن صِفاتِ الدَّعْوَةِ فَجَهَرَ حِينَ يَكُونُ الجَهْرُ أجْدى مِثْلَ مَجامِعِ العامَّةِ، وأسَرَّ لِلَّذِينَ يَظُنُّهم مُتَجَنِّبِينَ لَوْمَ قَوْمِهِمْ عَلَيْهِمْ في التَّصَدِّي لِسَماعِ دَعْوَتِهِ وبِذَلِكَ تَكُونُ ضَمائِرُ الغَيْبَةِ في قَوْلِهِ ﴿دَعَوْتُهُمْ﴾، وقَوْلِهِ ﴿أعْلَنْتُ لَهم وأسْرَرْتُ لَهُمْ﴾ مُوَزَّعَةً عَلى مُخْتَلَفِ النّاسِ. وانْتَصَبَ جِهارًا بِالنِّيابَةِ عَنِ المَفْعُولِ المُطْلَقِ المُبَيِّنِ لِنَوْعِ الدَّعْوَةِ. وانْتَصَبَ إسْرارًا عَلى أنَّهُ مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ مُفِيدٌ لِلتَّوْكِيدِ، أيْ: إسْرارًا خَفِيًّا. ووَجْهُ تَوْكِيدِ الإسْرارِ أنَّ إسْرارَ الدَّعْوَةِ كانَ في حالِ دَعْوَتِهِ سادَتَهم وقادَتَهم؛ لِأنَّهم يَمْتَعِضُونَ مِن إعْلانِ دَعَوْتِهِمْ بِمَسْمَعٍ مِن أتْباعِهِمْ. وفَصَّلَ دَعْوَتَهُ بِفاءِ التَّفْرِيعِ فَقالَ ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾ فَهَذا القَوْلُ هو الَّذِي قالَهُ لَهم لَيْلًا ونَهارًا وجِهارًا وإسْرارًا. ومَعْنى ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾، آمِنُوا إيمانًا يَكُونُ اسْتِغْفارًا لِذَنْبِكم فَإنَّكم إنْ فَعَلْتُمْ غَفَرَ اللَّهُ لَكم. وعَلَّلَ ذَلِكَ لَهم بِأنَّ اللَّهَ مَوْصُوفٌ بِالغُفْرانِ صِفَةً ثابِتَةً تَعَهَّدَ اللَّهُ بِها لِعِبادِهِ المُسْتَغْفِرِينَ، فَأفادَ التَّعْلِيلَ بِحَرْفِ (إنَّ) وأفادَ ثُبُوتَ الصِّفَةِ لِلَّهِ بِذِكْرِ فِعْلِ (كانَ) . وأفادَ كَمالَ غُفْرانِهِ بِصِيغَةِ المُبالَغَةِ بِقَوْلِهِ غَفّارًا. (p-١٩٨)وهَذا وعْدٌ بِخَيْرِ الآخِرَةِ ورُتِّبَ عَلَيْهِ وعْدٌ بِخَيْرِ الدُّنْيا بِطَرِيقِ جَوابِ الأمْرِ، وهو ﴿يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ﴾ الآيَةَ. وكانُوا أهْلَ فِلاحَةٍ فَوَعَدَهم بِنُزُولِ المَطَرِ الَّذِي بِهِ السَّلامَةُ مِنَ القَحْطِ وبِالزِّيادَةِ في الأمْوالِ. والسَّماءُ: هُنا المَطَرُ، ومِن أسْماءِ المَطَرِ السَّماءُ. وفي حَدِيثِ المُوَطَّأِ والصَّحِيحَيْنِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خالِدٍ الجُهَنِيِّ: أنَّهُ قالَ: «صَلّى لَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ صَلاةَ الصُّبْحِ بِالحُدَيْبِيَةِ عَلى إثْرِ سَماءٍ كانَتْ مِنَ اللَّيْلِ»، الحَدِيثَ. وقالَ مُعاوِيَةُ بْنُ مالِكِ بْنِ جَعْفَرٍ: ؎إذا نَزَلَ السَّماءُ بِأرْضِ قَوْمٍ رَعَيْناهُ وإنْ كانُوا غِضابًا والمِدْرارُ: الكَثِيرَةُ الدَّرِّ والدُّرُورِ، وهو السَّيَلانُ، يُقالُ: دَرَّتِ السَّماءُ بِالمَطَرِ، وسَماءٌ مِدْرارٌ. ومَعْنى ذَلِكَ: أنْ يَتْبَعَ بَعْضُ الأمْطارِ بَعْضًا. ومِدْرارٌ، زِنَةُ مُبالَغَةٍ، وهَذا الوَزْنُ لا تَلْحَقُهُ عَلامَةُ التَّأْنِيثِ إلّا نادِرًا كَما في قَوْلِ سَهْلِ بْنِ مالِكٍ الفَزارِيِّ: ؎أصْبَحَ يَهْوى حُرَّةً مِعْطارَةَ فَلِذَلِكَ لَمْ تُلْحَقُ التّاءُ هُنا مَعَ أنَّ اسْمَ السَّماءِ مُؤَنَّثٌ. والإرْسالُ: مُسْتَعارٌ لِلْإيصالِ والإعْطاءِ، وتَعْدِيَتُهُ بِـ (عَلَيْكم)؛ لِأنَّهُ إيصالٌ مِن عُلُوٍّ كَقَوْلِهِ ﴿وأرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أبابِيلَ﴾ [الفيل: ٣] . وأمْوالٌ: جَمْعُ مالٍ وهو يَشْمَلُ كُلَّ مَكْسَبٍ يَبْذُلُهُ المَرْءُ في اقْتِناءِ ما يَحْتاجُ إلَيْهِ. والمُرادُ بِالجَنّاتِ في قَوْلِهِ ﴿ويَجْعَلْ لَكم جَنّاتٍ﴾ النَّخِيلَ والأعْنابَ،؛ لِأنَّ الجَنّاتِ تَحْتاجُ إلى السَّقْيِ. وإعادَةُ فِعْلِ (يَجْعَلْ) بَعْدَ واوِ العَطْفِ في قَوْلِهِ ﴿ويَجْعَلْ لَكم أنْهارًا﴾ لِلتَّوْكِيدِ اهْتِمامًا بِشَأْنِ المَعْطُوفِ؛ لِأنَّ الأنْهارَ قِوامُ الجَنّاتِ وتَسْقِي المَزارِعَ والأنْعامَ. (p-١٩٩)وفِي هَذا دَلالَةٌ عَلى أنْ اللَّهَ يُجازِي عِبادَهُ الصّالِحِينَ بِطِيبِ العَيْشِ قالَ تَعالى ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أوْ أُنْثى وهو مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً﴾ [النحل: ٩٧] وقالَ ﴿ولَوْ أنَّ أهْلَ القُرى آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأرْضِ﴾ [الأعراف: ٩٦] وقالَ ﴿وأنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلى الطَّرِيقَةِ لَأسْقَيْناهم ماءً غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦] .


ركن الترجمة

And I told them: 'Ask your Lord to forgive you. He is verily forgiving.

J'ai donc dit: «Implorez le pardon de votre Seigneur, car Il est grand Pardonneur,

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :