موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [18] من سورة  

ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا


ركن التفسير

18 - (ثم يعيدكم فيها) مقبورين (ويخرجكم) للبعث (إخراجا)

أي عند موتكم بالدفن. بالنشور للبعث يوم القيامة.

﴿واللَّهُ أنْبَتَكم مِنَ الأرْضِ نَباتًا﴾ ﴿ثُمَّ يُعِيدُكم فِيها ويُخْرِجُكم إخْراجًا﴾ أنْشَأ الِاسْتِدْلالَ بِخَلْقِ السَّماواتِ حُضُورَ الأرْضِ في الخَيالِ فَأعْقَبَ نُوحٌ بِهِ دَلِيلَهُ السّابِقَ، اسْتِدْلالًا بِأعْجَبِ ما يَرَوْنَهُ مِن أحْوالِ ما عَلى الأرْضِ وهو حالُ المَوْتِ والإقْبارِ، ومَهَّدَ لِذَلِكَ ما يَتَقَدَّمُهُ مِن إنْشاءِ النّاسِ. وأدْمَجَ في ذَلِكَ تَعْلِيمَهم بِأنَّ الإنْسانَ مَخْلُوقٌ مِن عَناصِرِ الأرْضِ مِثْلَ النَّباتِ وإعْلامَهم بِأنَّ بَعْدَ المَوْتِ حَياةً أُخْرى. وأُطْلِقَ عَلى مَعْنى: أنْشَأكم، فِعْلُ أنْبَتَكم لِلْمُشابَهَةِ بَيْنَ إنْشاءِ الإنْسانِ وإنْباتِ النَّباتِ مِن حَيْثُ إنَّ كِلَيْهِما تَكْوِينٌ كَما قالَ تَعالى ﴿وأنْبَتَها نَباتًا حَسَنًا﴾ [آل عمران: ٣٧]، أيْ: أنْشَأها وكَما يَقُولُونَ: زَرَعَكَ اللَّهُ لِلْخَيْرِ، ويَزِيدُ وجْهَ الشَّبَهِ هُنا قُرْبًا مِن حَيْثُ إنَّ إنْشاءَ الإنْسانِ مُرَكَّبٌ مِن عَناصِرِ الأرْضِ، وقِيلَ: التَّقْدِيرُ أنْبَتَ أصْلَكم، أيْ: آدَمَ - عَلَيْهِ السَّلامُ -، قالَ تَعالى ﴿كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ﴾ [آل عمران: ٥٩] . ونَباتًا: اسْمٌ مِن أنْبَتَ، عُومِلَ مُعامَلَةَ المَصْدَرِ فَوَقَعَ مَفْعُولًا مُطْلَقًا لِـ (أنْبَتَكم) لِلتَّوْكِيدِ، ولَمْ يَجْرِ عَلى قِياسِ فِعْلِهِ فَيُقالُ: إنْباتًا،؛ لِأنَّ نَباتًا أخَفُّ فَلَمّا تَسَنّى الإتْيانُ بِهِ؛ لِأنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ فَصِيحٌ لَمْ يُعْدَلْ عَنْهُ إلى الثَّقِيلِ كَمالًا في الفَصاحَةِ، بِخِلافِ قَوْلِهِ بَعْدَهُ (إخْراجًا) فَإنَّهُ لَمْ يُعْدَلْ عَنْهُ إلى: خُرُوجًا، لِعَدَمِ مُلاءَمَتِهِ لِألْفاظِ (p-٢٠٥)الفَواصِلِ قَبْلَهُ المَبْنِيَّةِ عَلى ألِفٍ مِثْلِ ألِفِ التَّأْسِيسِ فَكَما تُعَدُّ مُخالَفَتُها في القافِيَةِ عَيْبًا كَذَلِكَ تُعَدُّ المُحافَظَةُ عَلَيْها في الأسْجاعِ والفَواصِلِ كَمالًا. وقَدْ أُدْمِجَ الإنْذارُ بِالبَعْثِ في خِلالِ الِاسْتِدْلالِ، ولِكَوْنِهِ أهَمَّ رُتْبَةٍ مِنَ الِاسْتِدْلالِ عَلَيْهِمْ بِأصْلِ الإنْشاءِ عُطِفَتِ الجُمْلَةُ بِـ (ثُمَّ) الدّالَّةِ عَلى التَّراخِي الرُّتَبِيِّ في قَوْلِهِ ﴿ثُمَّ يُعِيدُكم فِيها ويُخْرِجُكم إخْراجًا﴾؛ لِأنَّ المَقْصُودَ مِنَ الجُمْلَةِ هو فِعْلُ ويُخْرِجُكم، وأمّا قَوْلُهُ ﴿ثُمَّ يُعِيدُكُمْ﴾ فَهو تَمْهِيدٌ لَهُ. وأكَّدَ (يُخْرِجُكم) بِالمَفْعُولِ المُطْلَقِ لِرَدِّ إنْكارِهِمُ البَعْثَ.


ركن الترجمة

He will then return you back to it, and bring you out again.

puis Il vous y fera retourner et vous en fera sortir véritablement.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :