موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 18 رمضان 1445 هجرية الموافق ل29 مارس 2024


الآية [25] من سورة  

مِّمَّا خَطِيٓـَٰٔتِهِمْ أُغْرِقُوا۟ فَأُدْخِلُوا۟ نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا۟ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَارًا


ركن التفسير

25 - (مما) ما صلة (خطيئاتهم) وفي قراءة خطيئاتهم بالهمزة (أغرقوا) بالطوفان (فأدخلوا نارا) عوقبوا بها عقب الاغراق تحت الماء. (فلم يجدوا لهم من دون) أي غير (الله أنصارا) يمنعون عنهم العذاب

"ما" صلة مؤكدة; والمعنى من خطاياهم وقال الفراء: المعنى من أجل خطاياهم; فأدت "ما" هذا المعنى. قال: و"ما" تدل على المجازاة. وقراءة أبي عمرو "خطاياهم" على جمع التكسير; الواحدة خطية. وكان الأصل في الجمع خطائي على فعائل; فلما أجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء, لأن قبلها كسرة ثم أستثقلت والجمع ثقيل, وهو معتل مع ذلك; فقلبت الياء ألفا ثم قلبت الهمزة الأولى ياء لخفائها بين الألفين. الباقون "خطيئاتهم" على جمع السلامة. قال أبو عمرو: قوم كفروا ألف سنة فلم يكن لهم إلا خطيات; يريد أن الخطايا أكثر من الخطيات. وقال قوم: خطايا وخطيات واحد; جمعان مستعملان في الكثرة والقلة; واستدلوا بقوله تعالى: "ما نفدت كلمات الله" [لقمان: 27] وقال الشاعر: لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما وقرئ "خطيئاتهم" و"خطياتهم" بقلب الهمزة ياء وإدغامها. وعن الجحدري وعمرو بن عبيد والأعمش وأبي حيوة وأشهب العقيلي "خطيئتهم" على التوحيد, والمراد الشرك. أي بعد إغراقهم. قال القشيري: وهذا يدل على عذاب القبر. ومنكروه يقولون: صاروا مستحقين دخول النار, أو عرض عليهم أماكنهم من النار; كما قال تعالى: "النار يعرضون عليها غدوا وعشيا" [غافر: 46]. وقيل: أشاروا إلى ما فى الخبر من قوله: (البحر نار فن نار). وروى أبو روق عن الضحاك في قوله تعالى: "أغرقوا فأدخلوا نارا" قال: يعني عذبوا بالنار في الدنيا مع الغرق في الدنيا في حالة واحدة; كانوا يغرقون في جانب ويحترقون في الماء من جانب. ذكره الثعلبي قال: أنشدنا أبو القاسم الحبيبي قال أنشدنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح قال أنشدني أبو بكر بن الأنباري: الخلق مجتمع طورا ومفترق والحادثات فنون ذات أطوار لا تعجبن لأضداد إن أجتمعت فالله يجمع بين الماء والنار أي من يدفع عنهم العذاب.

﴿مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهم مِن دُونِ اللَّهِ أنْصارًا﴾ (p-٢١٢)جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ مَقالاتِ نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلامُ - ولَيْسَتْ مِن حِكايَةِ قَوْلِ نُوحٍ فَهي إخْبارٌ مِنَ اللَّهِ تَعالى لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِأنَّهُ قَدَّرَ النَّصْرَ لِنُوحٍ والعِقابَ لِمَن عَصَوْهُ مِن قَوْمِهِ قَبْلَ أنْ يَسْألَهُ نُوحٌ اسْتِئْصالَهم فَإغْراقُ قَوْمِ نُوحٍ مَعْلُومٌ لِلنَّبِيءِ ﷺ وإنَّما قُصِدَ إعْلامُهُ بِسَبَبِهِ. والغَرَضُ مِنَ الِاعْتِراضِ بِها التَّعْجِيلُ بِتَسْلِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَلى ما يُلاقِيهِ مِن قَوْمِهِ مِمّا يُماثِلُ ما لاقاهُ نُوحٌ مِن قَوْمِهِ عَلى نَحْوِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ﴾ [إبراهيم: ٤٢] . ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ مُتَّصِلَةً بِجُمْلَةِ ﴿ولا تَزِدِ الظّالِمِينَ إلّا ضَلالًا﴾ [نوح: ٢٤] عَلى الوَجْهِ الثّانِي المُتَقَدِّمِ فِيها مِن أنْ تَكُونَ مِن كَلامِ اللَّهِ تَعالى المُوَجَّهِ إلى نُوحٍ بِتَقْدِيرِ: وقُلْنا لا تَزِدِ الظّالِمِينَ إلّا ضَلالًا، وتَكُونُ صِيغَةُ المُضِيِّ في قَوْلِهِ أُغْرِقُوا مُسْتَعْمَلَةً في تَحَقُّقِ الوَعْدِ لِنُوحٍ بِإغْراقِهِمْ، وكَذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿فَأُدْخِلُوا نارًا﴾ . وقُدِّمَ ﴿مِمّا خَطِيئاتِهِمْ﴾ عَلى عامِلِهِ لِإفادَةِ القَصْرِ، أيْ: ﴿أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارًا﴾ مِن أجْلِ مَجْمُوعِ خَطِيئاتِهِمْ لا لِمُجَرَّدِ اسْتِجابَةِ دَعْوَةِ نُوحٍ الَّتِي سَتُذْكَرُ عَقِبَ هَذا لِيُعْلَمَ أنَّ اللَّهَ لا يُقِرُّ عِبادَهُ عَلى الشِّرْكِ بَعْدَ أنْ يُرْسِلَ إلَيْهِمْ رَسُولًا وإنَّما تَأخَّرَ عَذابُهم إلى ما بَعْدَ دَعْوَةِ نُوحٍ لِإظْهارِ كَرامَتِهِ عِنْدَ رَبِّهِ بَيْنَ قَوْمِهِ ومَسَرَّةً لَهُ ولِلْمُؤْمِنِينَ مَعَهُ وتَعْجِيلًا لِما يَجُوزُ تَأْخِيرُهُ. و(مِن) تَعْلِيلِيَّةٌ، و(ما) مُؤَكِّدَةٌ لِمَعْنى التَّعْلِيلِ. وجَمْعُ الخَطِيئاتِ مُرادٌ بِها الإشْراكُ، وتَكْذِيبُ الرَّسُولِ، وأذاهُ، وأذى المُؤْمِنِينَ مَعَهُ، والسُّخْرِيَةُ مِنهُ حِينَ تَوَعَّدَهم بِالطُّوفانِ، وما يَنْطَوِي عَلَيْهِ ذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الجَرائِمِ والفَواحِشِ. وقَرَأ الجُمْهُورُ ﴿خَطِيئاتِهِمْ﴾ بِصِيغَةِ جَمْعِ خَطِيئَةٍ بِالهَمْزِ. وقَرَأهُ أبُو عَمْرٍو وحْدَهُ (خَطاياهم) جَمْعُ خَطِيَّةٍ، بِالياءِ المُشَدَّدَةِ مُدْغَمَةً فِيها الياءُ المُنْقَلِبَةُ عَنْ هَمْزَةٍ لِلتَّخْفِيفِ. وفِي قَوْلِهِ ﴿أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارًا﴾ مُحَسِّنُ الطِّباقِ؛ لِأنَّ بَيْنَ النّارِ والغَرَقِ المُشْعِرِ بِالماءِ تَضادًّا. وتَفْرِيعُ ﴿فَلَمْ يَجِدُوا لَهم مِن دُونِ اللَّهِ أنْصارًا﴾ تَعْرِيضٌ بِالمُشْرِكِينَ مِنَ العَرَبِ (p-٢١٣)الَّذِينَ كانُوا يَزْعُمُونَ أنَّ الأصْنامَ تَشْفَعُ لَهم وتَدْفَعُ عَنْهُمُ الكَوارِثَ، يَعْنِي في الدُّنْيا؛ لِأنَّهم لا يُؤْمِنُونَ بِالبَعْثِ، أيْ: كَما لَمْ تَنْصُرِ الأصْنامُ عَبَدَتَها مِن قَوْمِ نُوحٍ كَذَلِكَ لا تَنْصُرُكم أصْنامُكم. وضَمِيرُ يَجِدُوا عائِدٌ إلى الظّالِمِينَ مِن قَوْلِهِ ﴿ولا تَزِدِ الظّالِمِينَ إلّا ضَلالًا﴾ [نوح: ٢٤] وكَذَلِكَ ضَمِيرُ (لَهم) . والمَعْنى: فَلَمْ يَجِدُوا لِأنْفُسِهِمْ أنْصارًا دُونَ عَذابِ اللَّهِ.


ركن الترجمة

They were drowned because of their habitual sinfulness, and sent to Hell, and did not find any helper other than God.

A cause de leurs fautes, ils ont été noyés, puis on les a fait entrer au Feu, et ils n'ont pas trouvé en dehors d'Allah, de secoureurs».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :