موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 20 رمضان 1446 هجرية الموافق ل21 مارس 2025


الآية [7] من سورة  

وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوٓا۟ أَصَٰبِعَهُمْ فِىٓ ءَاذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْا۟ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا۟ وَٱسْتَكْبَرُوا۟ ٱسْتِكْبَارًا


ركن التفسير

7 - (وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم) لئلا يسمعوا كلامي (واستغشوا ثيابهم) غطوا رؤوسهم بها لئلا ينظروني (وأصروا) على كفرهم (واستكبروا) تكبروا عن الإيمان (استكبارا)

أي إلى سبب المغفرة, وهي الإيمان بك والطاعة لك. لئلا يسمعوا دعائي أي غطوا بها وجوههم لئلا يروه. وقال ابن عباس: جعلوا ثيابهم على رءوسهم لئلا يسمعوا كلامه. فاستغشاء الثياب إذا زيادة في سد الآذان حتى لا يسمعوا, أو لتنكيرهم أنفسهم حتى يسكت أو ليعرفوه إعراضهم عنه. وقيل: هو كناية عن العداوة. يقال: لبس لي فلان ثياب العداوة. أي على الكفر فلم يتوبوا. عن قبول الحق; لأنهم قالوا: "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون" [الشعراء: 111]. تفخيم.

﴿وإنِّي كُلَّما دَعَوْتُهم لِتَغْفِرَ لَهم جَعَلُوا أصابِعَهم في آذانِهِمْ واسْتَغْشَوْا ثِيابَهم وأصَرُّوا واسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبارًا﴾ (p-١٩٥)(كُلَّما) مُرَكَّبَةٌ مِن كَلِمَتَيْنِ كَلِمَةِ (كُلَّ) وهي اسْمٌ يَدُلُّ عَلى اسْتِغْراقِ أفْرادِ ما تُضافُ هي إلَيْهِ، وكَلِمَةِ (ما) المَصْدَرِيَّةِ وهي حَرْفٌ يُفِيدُ أنَّ الجُمْلَةَ بَعْدَهُ في تَأْوِيلِ مَصْدَرٍ. وقَدْ يُرادُ بِذَلِكَ المَصْدَرِ زَمانُ حُصُولِهِ فَيَقُولُونَ (ما) ظَرْفِيَّةٌ مَصْدَرِيَّةٌ لِأنَّها نائِبَةٌ عَنِ اسْمِ الزَّمانِ. والمَعْنى: أنَّهم لَمْ يُظْهِرُوا مَخِيلَةً مِنَ الإصْغاءِ إلى دَعْوَتِهِ ولَمْ يَتَخَلَّفُوا عَنِ الإعْراضِ والصُّدُودِ عَنْ دَعْوَتِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ، فَلِذَلِكَ جاءَ بِكَلِمَةِ (كُلَّما) الدّالَّةِ عَلى شُمُولِ كُلِّ دَعْوَةٍ مِن دَعَواتِهِ مُقْتَرِنَةً بِدَلائِلِ الصَّدِّ عَنْها، وقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿كُلَّما أضاءَ لَهم مَشَوْا فِيهِ﴾ [البقرة: ٢٠] . وحُذِفَ مُتَعَلِّقُ دَعَوْتُهم لِدَلالَةِ ما تَقَدَّمَ عَلَيْهِ مِن قَوْلِهِ ﴿أنِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾ [نوح: ٣] . والتَّقْدِيرُ: كُلَّما دَعَوْتُهم إلى عِبادَتِكَ وتَقْواكَ وطاعَتِي فِيما أمَرْتُهم بِهِ. واللّامُ في قَوْلِهِ (لِتَغْفِرَ) لامُ التَّعْلِيلِ، أيْ: دَعَوْتُهم بِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ فَهو سَبَبُ المَغْفِرَةِ، فالدَّعْوَةُ إلَيْهِ مُعَلَّلَةٌ بِالغُفْرانِ. ويَتَعَلَّقُ قَوْلُهُ ﴿كُلَّما دَعَوْتُهُمْ﴾ بِفِعْلِ ﴿جَعَلُوا أصابِعَهُمْ﴾ عَلى أنَّهُ ظَرْفُ زَمانٍ. وجُمْلَةُ ﴿جَعَلُوا أصابِعَهُمْ﴾ خَبَرُ (إنَّ)، والرّابِطُ ضَمِيرُ (دَعَوْتُهم) . وجَعْلُ الأصابِعِ في الآذانِ يَمْنَعُ بُلُوغَ أصْواتِ الكَلامِ إلى المَسامِعِ. وأُطْلِقَ اسْمُ الأصابِعِ عَلى الأنامِلِ عَلى وجْهِ المَجازِ المُرْسَلِ بِعَلاقَةِ البَعْضِيَّةِ فَإنَّ الَّذِي يُجْعَلُ في الأُذُنِ الأنْمُلَةُ لا الأُصْبُعُ كُلُّهُ فَعَبَّرَ عَنِ الأنامِلِ بِالأصابِعِ لِلْمُبالَغَةِ في إرادَةِ سَدِّ المَسامِعِ بِحَيْثُ لَوْ أمْكَنَ لَأدْخَلُوا الأصابِعَ كُلَّها، وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى ﴿يَجْعَلُونَ أصابِعَهم في آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ﴾ [البقرة: ١٩] في سُورَةِ البَقَرَةِ. واسْتِغْشاءُ الثِّيابِ: جَعْلُها غِشاءً، أيْ: غِطاءً عَلى أعْيُنِهِمْ، تَعْضِيدًا لِسَدِّ آذانِهِمْ بِالأصابِعِ لِئَلّا يَسْمَعُوا كَلامَهُ ولا يَنْظُرُوا إشاراتِهِ، وأكْثَرُ ما يُطْلَقُ الغِشاءُ عَلى غِطاءِ العَيْنَيْنِ، قالَ تَعالى ﴿وعَلى أبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ﴾ [البقرة: ٧] . والسِّينُ والتّاءُ في اسْتَغْشَوْا لِلْمُبالَغَةِ. فَيَجُوزُ أنْ يَكُونَ جَعْلُ الأصابِعِ في الآذانِ واسْتِغْشاءُ الثِّيابِ هُنا حَقِيقَةً بِأنْ (p-١٩٦)يَكُونَ ذَلِكَ مِن عاداتِ قَوْمِ نُوحٍ إذا أرادَ أحَدٌ أنْ يُظْهِرَ كَراهِيَةً لِكَلامِ مَن يَتَكَلَّمُ مَعَهُ أنْ يَجْعَلَ أُصْبُعَيْهِ في أُذُنَيْهِ ويَجْعَلَ مِن ثَوْبِهِ ساتِرًا لِعَيْنَيْهِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ تَمْثِيلًا لِحالِهِمْ في الإعْراضِ عَنْ قَبُولِ كَلامِهِ ورُؤْيَةِ مَقامِهِ بِحالِ مَن يَسُكُّ سَمْعَهُ بِأنْمُلَتَيْهِ ويَحْجُبُ عَيْنَيْهِ بِطَرْفِ ثَوْبِهِ. وجُعِلَتِ الدَّعْوَةُ مُعَلَّلَةً بِمَغْفِرَةِ اللَّهِ لَهم لِأنَّها دَعْوَةٌ إلى سَبَبِ المَغْفِرَةِ وهو الإيمانُ بِاللَّهِ وحْدَهُ وطاعَةُ أمْرِهِ عَلى لِسانِ رَسُولِهِ. وفِي ذَلِكَ تَعْرِيضٌ بِتَحْمِيقِهِمْ وتَعَجُّبٌ مِن خَلْقِهِمْ إذْ يُعْرِضُونَ عَنِ الدَّعْوَةِ لِما فِيهِ نَفْعُهم فَكانَ مُقْتَضى الرَّشادِ أنْ يَسْمَعُوها ويَتَدَبَّرُوها. والإصْرارُ: تَحْقِيقُ العَزْمِ عَلى فِعْلٍ، وهو مُشْتَقٌّ مِنَ الصَّرِّ وهو الشَّدُّ عَلى شَيْءٍ والعَقْدُ عَلَيْهِ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿ولَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا﴾ [آل عمران: ١٣٥] في سُورَةِ آلِ عِمْرانَ. وحُذِفَ مُتَعَلِّقُ أصَرُّوا لِظُهُورِهِ، أيْ: أصَرُّوا عَلى ما هم عَلَيْهِ مِنَ الشِّرْكِ. واسْتَكْبَرُوا مُبالَغَةٌ في تَكَبَّرُوا، أيْ: جَعَلُوا أنْفُسَهم أكْبَرَ مِن أنْ يَأْتَمِرُوا لِواحِدٍ مِنهم (قالُوا ﴿ما نَراكَ إلّا بَشَرًا مِثْلَنا وما نَراكَ اتَّبَعَكَ إلّا الَّذِينَ هم أراذِلُنا بادِئَ الرَّأْيِ وما نَرى لَكم عَلَيْنا مِن فَضْلٍ﴾ [هود: ٢٧]) . وتَأْكِيدُ اسْتَكْبَرُوا بِمَفْعُولِهِ المُطْلَقِ لِلدَّلالَةِ عَلى تَمَكُّنِ الِاسْتِكْبارِ. وتَنْوِينُ اسْتِكْبارًا لِلتَّعْظِيمِ، أيْ: اسْتِكْبارًا شَدِيدًا لا يَفَلُّهُ حَدُّ الدَّعْوَةِ.


ركن الترجمة

And every time I called them that You may forgive them, they thrust their fingers into their ears, and covered themselves with their garments, and became wayward, and behaved with downright insolence.

Et chaque fois que je les ai appelés pour que Tu leur pardonnes, ils ont mis leurs doigts dans leurs oreilles. se sont enveloppés de leurs vêtements, se sont entêtés et se sont montrés extrêmement orgueilleux.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :