موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الثلاثاء 19 شعبان 1446 هجرية الموافق ل18 فبراير 2025


الآية [50] من سورة  

وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَٰرَهُمْ وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ


ركن التفسير

50 - (ولو ترى) يا محمد (إذ يتوفى) بالياء والتاء (الذين كفروا الملائكة يضربون) حال (وجوههم وأدبارهم) بمقامع من حديد ويقولون لهم (وذوقوا عذاب الحريق) أي النار ، وجواب لو : لرأيت أمراً عظيماً

يقول تعالى ولو عاينت يا محمد حال توفي الملائكة أرواح الكفار لرأيت أمرا عظيما هائلا فظيعا منكرا "إذ يضربون وجوههم وأدبارهم ويقولون لهم ذوقوا عذاب الحريق" قال ابن جريج عن مجاهد "أدبارهم" أستاههم قال يوم بدر قال ابن جريج قال ابن عباس إذا أقبل المشركون بوجوههم إلى المسـلمين ضربوا وجوههم بالسيوف وإذا ولوا أدركتهم الملائكة يضربون أدبارهم وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله "إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" يوم بدر وقال وكيع عن سفيان الثوري عن أبي هاشم إسماعيل بن كثير عن مجاهد وعن شعبة عن يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير يضربون وجوههم وأدبارهم قال وأستاههم ولكن الله يكنى وكذا قال عمر مولى عفرة. وعن الحسن البصري قال: قال رجل يا رسول الله: إني رأيت بظهر أبي جهل مثل الشوك قال "ذاك ضرب الملائكة". رواه ابن جرير وهو مرسل وهذا السياق وإن كان سببه وقعة بدر ولكنه عام في حق كل كافر ولهذا لم يخصصه تعالى بأهل بدر بل قال تعالى "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" وفي سورة القتال مثلها وتقدم في سورة الأنعام قوله تعالى "ولو ترى إذ المجرمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم" أي باسـطوا أيديهم بالضرب فيهم بأمر ربهم إذ استصعبت أنفسهم وامتنعت من الخروج من الأجساد أن تخرج قهرا وذلك إذا بشروهم بالعذاب والغضب من الله كما في حديث البراء أن ملك الموت إذا جاء الكافر عند احتضاره في تلك الصورة المنكرة يقول: اخرجي أيتها النفس الخبيثة إلى سموم وحميم وظل من يحموم فتفرق في بدنه فيستخرجونها من جسده كما يخرج السفود من الصوف المبلول فتخرج معها العروق والعصب ولهذا أخبر تعالى أن الملائكة تقول لهم ذوقوا عذاب الحريق.

﴿ولَوْ تَرى إذْ يَتَوَفّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهم وأدْبارَهم وذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ﴾ ﴿ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكم وأنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ لَمّا وُفِّيَ وصْفُ حالِ المُشْرِكِينَ حَقَّهُ، وفُصِّلَتْ أحْوالُ هَزِيمَتِهِمْ بِبَدْرٍ، وكَيْفَ أمْكَنَ اللَّهُ مِنهُمُ المُسْلِمِينَ، عَلى ضَعْفِ هَؤُلاءِ وقُوَّةِ أُولَئِكَ، بِما شاهَدَهُ كُلُّ حاضِرٍ حَتّى لَيُوقِنُ السّامِعُ أنَّ ما نالَ المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ إنَّما هو خِذْلانٌ مِنَ اللَّهِ إيّاهم، وإيذانٌ بِأنَّهم لاقُونَ هَلاكَهم ما دامُوا مُناوِئِينَ لِلَّهِ ورَسُولِهِ - انْتُقِلَ إلى وصْفِ ما لَقِيَهُ مِنَ العَذابِ مَن قُتِلَ مِنهم يَوْمَ بَدْرٍ، مِمّا هو مُغَيَّبٌ عَنِ النّاسِ، لِيَعْلَمَ المُؤْمِنُونَ ويَرْتَدِعَ الكافِرُونَ، والمُرادُ بِالَّذِينَ كَفَرُوا هُنا الَّذِينَ قُتِلُوا يَوْمَ بَدْرٍ، وتَكُونُ هَذِهِ الآيَةُ مِن تَمامِ الخَبَرِ عَنْ يَوْمِ بَدْرٍ. (p-٤٠)ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِالَّذِينَ كَفَرُوا: جَمِيعَ الكافِرِينَ حَمْلًا لِلْمَوْصُولِ عَلى مَعْنى العُمُومِ. فَتَكُونُ الآيَةُ اعْتِراضًا مُسْتَطْرَدًا في خِلالِ القِصَّةِ بِمُناسَبَةِ وصْفِ ما لَقِيَهُ المُشْرِكُونَ في ذَلِكَ اليَوْمِ، الَّذِي عُجِّلَ لَهم فِيهِ عَذابُ المَوْتِ. وابْتُدِئَ الخَبَرُ بِـ ”ولَوْ تَرى“ مُخاطَبًا بِهِ غَيْرُ مُعَيَّنٍ، لِيَعُمَّ كُلَّ مُخاطَبٍ، أيْ: لَوْ تَرى أيُّها السّامِعُ، إذْ لَيْسَ المَقْصُودُ بِهَذا الخَبَرِ خُصُوصَ النَّبِيءِ ﷺ حَتّى يُحْمَلَ الخِطابُ عَلى ظاهِرِهِ، بَلْ غَيْرُ النَّبِيءِ أوْلى بِهِ مِنهُ؛ لِأنَّ اللَّهَ قادِرٌ أنْ يُطْلِعَ نَبِيَّهُ عَلى ذَلِكَ كَما أراهُ الجَنَّةَ في عَرْضِ الحائِطِ. ثُمَّ إنْ كانَ المُرادُ بِالَّذِينَ كَفَرُوا مُشْرِكِي يَوْمِ بَدْرٍ، وكانَ ذَلِكَ قَدْ مَضى، يَكُنْ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ يُقالَ: ولَوْ رَأيْتَ إذْ تَوَفّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ. فالإتْيانُ بِالمُضارِعِ في المَوْضِعَيْنِ مَكانَ الماضِي: لِقَصْدِ اسْتِحْضارِ تِلْكَ الحالَةِ العَجِيبَةِ، وهي حالَةُ ضَرْبِ الوُجُوهِ والأدْبارِ، لِيُخَيَّلَ لِلسّامِعِ أنَّهُ يُشاهِدُ تِلْكَ الحالَةَ، وإنْ كانَ المُرادُ المُشْرِكِينَ حَيْثُما كانُوا كانَ التَّعْبِيرُ بِالمُضارِعِ عَلى مُقْتَضى الظّاهِرِ. وجَوابُ ”لَوْ“ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: لَرَأيْتَ أمْرًا عَجِيبًا. وقَرَأ الجُمْهُورُ: ”يَتَوَفّى“ بِياءِ الغائِبِ وقَرَأهُ ابْنُ عامِرٍ: ”تَتَوَفّى“ بِتاءِ التَّأْنِيثِ رَعْيًا لِصُورَةِ جَمْعِ المَلائِكَةِ. والتَّوَفِّي: الإماتَةُ سُمِّيَتْ تَوَفِّيًا لِأنَّها تُنْهِي حَياةَ المَرْءِ أوْ تَسْتَوْفِيها ﴿قُلْ يَتَوَفّاكم مَلَكُ المَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة: ١١] وجُمْلَةُ ﴿يَضْرِبُونَ وُجُوهَهم وأدْبارَهُمْ﴾ في مَوْضِعِ الحالِ إنْ كانَ المُرادُ مِنَ التَّوَفِّي قَبْضَ أرْواحِ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ يَقْتُلُهُمُ المُسْلِمُونَ، أيْ: يَزِيدُهُمُ المَلائِكَةُ تَعْذِيبًا عِنْدَ نَزْعِ أرْواحِهِمْ. وهي بَدَلُ اشْتِمالٍ مِن جُمْلَةِ ”يَتَوَفّى“ إنْ كانَ المُرادُ بِالتَّوَفِّي تَوَفِّيًا يَتَوَفّاهُ المَلائِكَةُ الكافِرِينَ. وجُمْلَةُ ﴿وذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ﴾ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ ”يَضْرِبُونَ“ بِتَقْدِيرِ القَوْلِ؛ لِأنَّ هَذِهِ الجُمْلَةَ لا مَوْقِعَ لَها مَعَ الَّتِي قَبْلَها، إلّا أنْ تَكُونَ مِن قَوْلِ المَلائِكَةِ أيْ ويَقُولُونَ: ﴿ذُوقُوا عَذابَ الحَرِيقِ﴾ [آل عمران: ١٨١] كَقَوْلِهِ: ﴿وإذْ يَرْفَعُ إبْراهِيمُ القَواعِدَ مِنَ البَيْتِ وإسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا﴾ [البقرة: ١٢٧] . وقَوْلِهِ: ﴿ولَوْ تَرى إذِ المُجْرِمُونَ ناكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أبْصَرْنا وسَمِعْنا﴾ [السجدة: ١٢] . (p-٤١)وذِكْرُ الوُجُوهِ والأدْبارِ لِلتَّعْمِيمِ، أيْ: يَضْرِبُونَ جَمِيعَ أجْسادِهِمْ. فالأدْبارُ: جَمْعُ دُبُرٍ وهو ما دَبَرَ مِنَ الإنْسانِ. ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر: ٤٥] . وكَذَلِكَ الوُجُوهُ كِنايَةٌ عَمّا أقْبَلَ مِنَ الإنْسانِ، وهَذا كَقَوْلِ العَرَبِ: ضَرَبْتُهُ الظَّهْرَ والبَطْنَ، كِنايَةً عَمّا أقْبَلَ وما أدْبَرَ أيْ ضَرَبْتُهُ في جَمِيعِ جَسَدِهِ. والذَّوْقُ مُسْتَعْمَلٌ في مُطْلَقِ الإحْساسِ، بِعَلاقَةِ الإطْلاقِ. وإضافَةُ العَذابِ إلى الحَرِيقِ: مِن إضافَةِ الجِنْسِ إلى نَوْعِهِ، لِبَيانِ النَّوْعِ، أيْ عَذابًا هو الحَرِيقُ، فَهي إضافَةٌ بَيانِيَّةٌ. والحَرِيقُ هو اضْطِرامُ النّارِ، والمُرادُ بِهِ جَهَنَّمُ، فَلَعَلَّ اللَّهَ عَجَّلَ بِأرْواحِ هَؤُلاءِ المُشْرِكِينَ إلى النّارِ قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ، فالأمْرُ مُسْتَعْمَلٌ في التَّكْوِينِ، أيْ: يُذِيقُونَهم، أوْ مُسْتَعْمَلٌ في التَّشَفِّي، أوِ المُرادُ بِقَوْلِ المَلائِكَةِ ”فَذُوقُوا“ إنْذارُهم بِأنَّهم سَيَذُوقُونَهُ، وإنَّما يَقَعُ الذَّوْقُ يَوْمَ القِيامَةِ، فَيَكُونُ الأمْرُ مُسْتَعْمَلًا في الإنْذارِ كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿قُلْ تَمَتَّعُوا فَإنَّ مَصِيرَكم إلى النّارِ﴾ [إبراهيم: ٣٠] بِناءً عَلى أنَّ التَّمَتُّعَ يُؤْذِنُ بِشَيْءٍ سَيَحْدُثُ بَعْدَ التَّمَتُّعِ مُضادٌّ لِما بِهِ التَّمَتُّعُ. واسْمُ الإشارَةِ ﴿ذَلِكَ بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ﴾ إلى ما يُشاهِدُونَهُ مِنَ العَذابِ. وجِيءَ بِإشارَةِ البَعِيدِ لِتَعْظِيمِ ما يُشاهِدُونَهُ مِنَ الأهْوالِ. والجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ لِقَصْدِ التَّنْكِيلِ والتَّشَفِّي. والباءُ لِلسَّبَبِيَّةِ، وهي مَعَ المَجْرُورِ، خَبَرٌ عَنِ اسْمِ الإشارَةِ. و”ما“ في قَوْلِهِ: ﴿بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ﴾ مَوْصُولَةٌ، ومَعْنى ﴿قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ﴾ أسْلَفَتْهُ مِنَ الأعْمالِ فِيما مَضى، أيْ مِنَ الشِّرْكِ وفُرُوعِهِ مِنَ الفَواحِشِ. وذِكْرُ الأيْدِي اسْتِعارَةٌ مَكْنِيَّةٌ بِتَشْبِيهِ الأعْمالِ الَّتِي اقْتَرَفُوها، وهي ماصَدَقُ ”ما قَدَّمَتْ“ بِما يَجْتَنِيهِ المُجْتَنِي مِنَ الثَّمَرِ، أوْ يَقْبِضُهُ البائِعُ مِنَ الأثْمانِ، تَشْبِيهُ المَعْقُولِ بِالمَحْسُوسِ، وذُكِرَ رَدِيفُ المُشَبَّهِ وهو الأيْدِي الَّتِي هي آلَةُ الِاكْتِسابِ، أيْ: بِما قَدَّمَتْهُ أيْدِيكم لَكم. (p-٤٢)وقَوْلُهُ: ﴿وأنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ عَطْفٌ عَلى ﴿بِما قَدَّمَتْ أيْدِيكُمْ﴾ والتَّقْدِيرُ: وبِأنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلّامٍ لِلْعَبِيدِ، وهَذا عِلَّةٌ ثانِيَةٌ لِإيقاعِ تِلْكَ العُقُوبَةِ عَلَيْهِمْ، فالعِلَّةُ الأُولى، المُفادَةُ مِن باءِ السَّبَبِيَّةِ تَعْلِيلٌ لِإيقاعِ العِقابِ. والعِلَّةُ الثّانِيَةُ المُفادَةُ مِنَ العَطْفِ عَلى الباءِ ومَجْرُورِها، تَعْلِيلٌ لِصِفَةِ العَذابِ، أيْ هو عَذابٌ مُعادِلٌ لِأعْمالِهِمْ، فَمَوْرِدُ العِلَّتَيْنِ شَيْءٌ واحِدٌ لَكِنْ بِاخْتِلافِ الِاعْتِبارِ. ونَفْيُ الظُّلْمِ عَنِ اللَّهِ - تَعالى - كِنايَةٌ عَنْ عَدْلِهِ وأنَّ الجَزاءَ الألِيمَ كانَ كِفاءً لِلْعَمَلِ المُجازى عَنْهُ دُونَ إفْراطٍ. وجَعَلَ صاحِبُ الكَشّافِ التَّعْلِيلَيْنِ لِشَيْءٍ واحِدٍ، وهو ذَلِكَ العَذابُ، فَجَعَلَهُما سَبَبَيْنِ لِكُفْرِهِمْ ومَعاصِيهِمْ، وأنَّ التَّعْذِيبَ مِنَ العَدْلِ مِثْلُ الإثابَةِ، وهو بَعِيدٌ؛ لِأنَّ تَرْكَ اللَّهِ المُؤاخَذَةَ عَلى الِاعْتِداءِ عَلى حُقُوقِهِ إذا شاءَ ذَلِكَ، لَيْسَ بِظُلْمٍ، والمَوْضُوعُ هو العِقابُ عَلى الإشْراكِ والفَواحِشِ، وأمّا الِاعْتِداءُ عَلى حُقُوقِ النّاسِ فَتَرْكُ المُؤاخَذَةِ بِهِ عَلى تَسْلِيمِ أنَّهُ لَيْسَ بِعَدْلٍ، وقَدْ يُعَوَّضُ المُعْتَدى عَلَيْهِ بِتَرْضِيَةٍ مِنَ اللَّهِ، فَلِذَلِكَ كانَ ما في الكَشّافِ غَيْرَ خالٍ عَنْ تَعَسُّفٍ حَمَلَهُ عَلَيْهِ الإسْراعُ لِنُصْرَةِ مَذْهَبِ الِاعْتِزالِ مِنِ اسْتِحالَةِ العَفْوِ عَنِ العُصاةِ لِأنَّهُ مُنافٍ لِلْعَدْلِ أوْ لِلْحِكْمَةِ. ونَفْيُ ”ظَلّامٍ“ بِصِيغَةِ المُبالَغَةِ لا يُفِيدُ إثْباتَ ظُلْمٍ غَيْرِ قَوِيٍّ: لِأنَّ الصِّيَغَ لا مَفاهِيمَ لَها، وجَرَتْ عادَةُ العُلَماءِ أنْ يُجِيبُوا بِأنَّ المُبالَغَةَ مُنْصَرِفَةٌ إلى النَّفْيِ كَما جاءَ ذَلِكَ كَثِيرًا في مِثْلِ هَذا، ويُزادُ هُنا الجَوابُ بِاحْتِمالِ أنَّ الكَثْرَةَ بِاعْتِبارِ تَعَلُّقِ الظُّلْمِ المَنفِيِّ، لَوْ قُدِّرَ ثُبُوتُهُ، بِالعَبِيدِ الكَثِيرِينَ، فَعُبِّرَ بِالمُبالَغَةِ عَنْ كَثْرَةِ أعْدادِ الظُّلْمِ بِاعْتِبارِ تَعَدُّدِ أفْرادِ مَعْمُولِهِ. والتَّعْرِيفُ بِاللّامِ في ”العَبِيدِ“ عِوَضٌ عَنِ المُضافِ إلَيْهِ، أيْ: لِعَبِيدِهِ. كَقَوْلِهِ: ﴿فَإنَّ الجَنَّةَ هي المَأْوى﴾ [النازعات: ٤١] ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ ”العَبِيدُ“ أُطْلِقَ عَلى ما يُرادِفُ النّاسَ كَما أُطْلِقَ العِبادُ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿يا حَسْرَةً عَلى العِبادِ﴾ [يس: ٣٠] في سُورَةِ يس.


ركن الترجمة

If you could only see the infidels as the angels draw away their souls and strike their faces and their backs, (saying): "Taste the torment of burning

Si tu voyais, lorsque les Anges arrachaient les âmes aux mécréants! Ils les frappaient sur leurs visages et leurs derrières, (en disant): «Goûtez au châtiment du Feu.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :