موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 17 رمضان 1445 هجرية الموافق ل28 مارس 2024


الآية [52] من سورة  

قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِۦٓ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوٓا۟ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ


ركن التفسير

52 - (قل هل تربَّصون) فيه حذف إحدى التاءين من الأصل أي تنتظرون أي يقع (بنا إلا إحدى) العاقبتين (الحسنيين) تثنية حسنى ، تأنيث أحسن النصر أو الشهادة (ونحن نتربص) ننتظر (بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده) بقارعة من السماء (أو بأيدينا) بأن يؤذن لنا في قتالكم (فتربصوا) بنا ذلك (إنا معكم متربصون) عاقبتكم

يقول تعالى قل لهم يا محمد قل هل تربصون بنا أي تنتظرون بنا إلا إحدى الحسنيين شهادة أو ظفر بكم قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة وغيرهم ونحن نتربص بكم أي ننتظر بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا أي ننتظر بكم هذا أو هذا إما أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا بسبي أو قتل " فتربصوا إنا معكم متربصون ".

(p-٢٢٤)﴿قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إلّا إحْدى الحُسْنَيَيْنِ ونَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكم أنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذابٍ مِن عِنْدِهِ أوْ بِأيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إنّا مَعَكم مُتَرَبِّصُونَ﴾ تَتَنَزَّلُ هَذِهِ الجُمْلَةُ مَنزِلَةَ البَيانِ لِما تَضَمَّنَتْهُ جُمْلَةُ ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا﴾ [التوبة: ٥١] الآيَةَ، ولِذَلِكَ لَمْ تُعْطَفْ عَلَيْها، والمُبَيَّنُ هو إجْمالُ ﴿ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هو مَوْلانا﴾ [التوبة: ٥١] كَما تَقَدَّمَ. والمَعْنى لا تَنْتَظِرُونَ مِن حالِنا إلّا حَسَنَةً عاجِلَةً أوْ حَسَنَةً آجِلَةً فَأمّا نَحْنُ فَنَنْتَظِرُ مِن حالِكم أنْ يُعَذِّبَكُمُ اللَّهُ في الآخِرَةِ بِعَذابِ النّارِ، أوْ في الدُّنْيا بِعَذابٍ عَلى غَيْرِ أيْدِينا مِن عَذابِ اللَّهِ في الدُّنْيا: كالجُوعِ والخَوْفِ، أوْ بِعَذابٍ بِأيْدِينا وهو عَذابُ القَتْلِ، إذا أذِنَ اللَّهُ بِحَرْبِكم، كَما في قَوْلِهِ: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ في المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ [الأحزاب: ٦٠] الآيَةَ. والِاسْتِفْهامُ مُسْتَعْمَلٌ في النَّفْيِ بِقَرِينَةِ الِاسْتِثْناءِ. ومَعْنى الكَلامِ تَوْبِيخٌ لَهم وتَخْطِئَةٌ لِتَرَبُّصِهِمْ لِأنَّهم يَتَرَبَّصُونَ بِالمُسْلِمِينَ أنْ يُقْتَلُوا، ويَغْفُلُونَ عَنِ احْتِمالِ أنْ يَنْصُرُوا فَكانَ المَعْنى: لا تَتَرَبَّصُونَ بِنا إلّا أنْ نُقْتَلَ أوْ نَغْلِبَ وذَلِكَ إحْدى الحُسْنَيَيْنِ. والتَّرَبُّصُ انْتِظارُ حُصُولِ شَيْءٍ مَرْغُوبٍ حُصُولُهُ، وأكْثَرُ اسْتِعْمالِهِ. أنْ يَكُونَ انْتِظارُ حُصُولِ شَيْءٍ لِغَيْرِ المُنْتَظِرِ بِكَسْرِ الظّاءِ ولِذَلِكَ كَثُرَتْ تَعْدِيَةُ فِعْلِ التَّرَبُّصِ بِالباءِ لِأنَّ المُتَرَبِّصَ يَنْتَظِرُ شَيْئًا مُصاحِبًا لِآخَرَ هو الَّذِي لِأجْلِهِ الِانْتِظارُ. وأمّا قَوْلُهُ: ﴿والمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة: ٢٢٨] فَقَدْ نَزَلَتْ ”أنْفُسِهِنَّ“ مَنزِلَةَ المُغايِرِ لِلْمُبالَغَةِ في وُجُوبِ التَّرَبُّصِ، ولِذَلِكَ قالَ في الكَشّافِ " في ذِكْرِ الأنْفُسِ تَهْيِيجٌ لَهُنَّ عَلى التَّرَبُّصِ وزِيادَةُ بَعْثٍ. وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ هُنالِكَ، وأمّا قَوْلُهُ: ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أرْبَعَةِ أشْهُرٍ﴾ [البقرة: ٢٢٦] فَهو عَلى أصْلِ الِاسْتِعْمالِ لِأنَّهُ تَرَبُّصٌ بِأزْواجِهِمْ. وجُمْلَةُ ﴿ونَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ﴾ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ الِاسْتِفْهامِ عَطْفَ الخَبَرِ عَلى الإنْشاءِ: بَلْ عَلى خَبَرٍ في صُورَةِ الإنْشاءِ، فَهي مِن مَقُولِ القَوْلِ ولَيْسَ فِيها مَعْنى (p-٢٢٥)الِاسْتِفْهامِ. والمَعْنى: وُجُودُ البَوْنِ بَيْنَ الفَرِيقَيْنِ في عاقِبَةِ الحَرْبِ في حالَيِ الغَلَبَةِ والهَزِيمَةِ. وجُعِلَتْ جُمْلَةُ ونَحْنُ نَتَرَبَّصُ اسْمِيَّةً فَلَمْ يَقُلْ ونَتَرَبَّصُ بِكم بِخِلافِ الجُمْلَةِ المَعْطُوفِ عَلَيْها: لِإفادَةِ تَقْوِيَةِ التَّرَبُّصِ، وكِنايَةً عَنْ تَقْوِيَةِ حُصُولِ المُتَرَبِّصِ لِأنَّ تَقْوِيَةَ التَّرَبُّصِ تُفِيدُ قُوَّةَ الرَّجاءِ في حُصُولِ المُتَرَبِّصِ فَتُفِيدُ قُوَّةَ حُصُولِهِ وهو المُكْنى عَنْهُ. وتَفَرَّعَ عَلى جُمْلَةِ ﴿هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا﴾ جُمْلَةُ ﴿فَتَرَبَّصُوا إنّا مَعَكم مُتَرَبِّصُونَ﴾ لِأنَّهُ إذا كانَ تَرَبُّصُ كُلٍّ مِنَ الفَرِيقَيْنِ مُسْفِرًا عَنْ إحْدى الحالَتَيْنِ المَذْكُورَتَيْنِ كانَ فَرِيقُ المُؤْمِنِينَ أرْضى الفَرِيقَيْنِ بِالمُتَرَبِّصِينَ لِأنَّ فِيهِما نَفْعَهُ وضَرَّ عَدُوِّهِ. والأمْرُ في قَوْلِهِ: تَرَبَّصُوا لِلتَّحْضِيضِ المَجازِيِّ المُفِيدِ قِلَّةَ الِاكْتِراثِ بِتَرَبُّصِهِمْ كَقَوْلِ طَرِيفِ بْنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيِّ: فَتَوَسَّمُونِي إنَّنِي أنا ذالِكم شاكِي سِلاحِي في الحَوادِثِ مُعْلَمِ وجُمْلَةُ ﴿إنّا مَعَكم مُتَرَبِّصُونَ﴾ تَهْدِيدٌ لِلْمُخاطَبِينَ والمَعِيَّةُ هُنا: مَعِيَّةٌ في التَّرَبُّصِ، أوْ في زَمانِهِ، وفُصِلَتْ هَذِهِ الجُمْلَةُ عَنِ الَّتِي قَبْلَها لِأنَّها كالعِلَّةِ لِلْحَضِّ.


ركن الترجمة

Say: "Are you waiting for anything else but one of two good things for us, (victory or martyrdom)? Yet what we are waiting for you is the punishment of God, direct or through us. So keep waiting; we are waiting with you."

Dis: «Qu'attendez-vous pour nous, sinon l'une des deux meilleures choses? Tandis que ce que nous attendons pour vous, c'est qu'Allah vous inflige un châtiment de Sa part ou par nos mains. Attendez donc! Nous attendons aussi, avec vous».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :