موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
السبت 9 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل18 ماي 2024


الآية [14] من سورة  

وَجَحَدُوا۟ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ


ركن التفسير

14 - (وجحدوا بها) لم يقروا وقد (واستيقنتها أنفسهم) تيقنوا أنها من عند الله (ظلما وعلوا) تكبرا عن الإيمان بما جاء به موسى راجع إلى الجحد (فانظر) يا محمد (كيف كان عاقبة المفسدين) التي علمتها من إهلاكهم

"وجحدوا بها" أي في ظاهر أمرهم "واستيقنتها أنفسهم" أي علموا في أنفسهم أنها حق عند الله ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها "ظلما وعلوا" أي ظلما من أنفسهم سجية ملعونة وعلوا أي استكبارا عن اتباع الحق ولهذا قال تعالى: "فانظر كيف كان عاقبة المفسدين" أي انظر يا محمد كيف كان عاقبة أمرهم في إهلاك الله إياهم وإغراقهم عن آخرهم فى صبيحة واحدة وفحوى الخطاب يقول إحذروا أيها المكذبون لمحمد الجاحدون لما جاء به من ربه أن يصيبكم ما أصابهم بطريق الأولى والأخرى فإن محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف وأعظم من موسى وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى بما آتاه الله من الدلائل المقترنة بوجوده في نفسه وشمائله وما سبقه من البشارات من الأنبياء به وأخذ المواثيق له عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام.

﴿فَلَمّا جاءَتْهم آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هَذا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ ﴿وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أنْفُسُهم ظُلْمًا وعُلُوًّا فانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُفْسِدِينَ﴾ . أوْجَزَ بَقِيَّةَ القِصَصِ وانْتَقَلَ إلى العِبْرَةِ بِتَكْذِيبِ فِرْعَوْنَ وقَوْمِهِ الآياتِ، لِيَعْتَبِرَ بِذَلِكَ حالُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وقَصَدَ مِن هَذا الإيجازِ طَيَّ بِساطِ القِصَّةِ لِيَنْتَقِلَ مِنها إلى قِصَّةِ داوُدَ ثُمَّ قِصَّةِ سُلَيْمانَ المَبْسُوطَةِ في هَذِهِ السُّورَةِ. والمُرادُ بِمَجِيءِ الآياتِ حُصُولُها واحِدَةً بَعْدَ أُخْرى وهي الآياتُ الثَّمانِ الَّتِي قَبْلَ الغَرَقِ. والمُبْصِرَةُ: الظّاهِرَةُ. صِيغَ لَها وزْنُ اسْمِ فاعِلِ الإبْصارِ عَلى طَرِيقَةِ المَجازِ العَقْلِيِّ، وإنَّما المُبْصِرُ النّاظِرُ إلَيْها. وقَدْ تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿وآتَيْنا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً﴾ [الإسراء: ٥٩] في سُورَةِ الإسْراءِ. والجُحُودُ: الإنْكارُ بِاللِّسانِ. (﴿واسْتَيْقَنَتْها﴾) بِمَعْنى أيْقَنَتْ بِها، فَحُذِفَ حَرْفُ الجَرِّ وعُدِّيَ الفِعْلُ إلى المَجْرُورِ عَلى التَّوَسُّعِ أوْ عَلى نَزْعِ الخافِضِ، أيْ: تَحَقَّقَتْها عُقُولُهم، والسِّينُ والتّاءُ (p-٢٣٣)لِلْمُبالَغَةِ. والظُّلْمُ في تَكْذِيبِهِمُ الرَّسُولَ لِأنَّهم ألْصَقُوا بِهِ ما لَيْسَ بِحَقٍّ فَظَلَمُوهُ حَقَّهُ. والعُلُوُّ: الكِبَرُ ويَحْسُنُ أنْ تَكُونَ جُمْلَةُ (﴿واسْتَيْقَنَتْها﴾) حالِيَّةً، فَقَوْلُهُ (﴿ظُلْمًا وعُلُوًّا﴾) نَشْرٌ عَلى تَرْتِيبِ اللَّفِّ. فالظُّلْمُ في الجَحْدِ بِها والعُلُوُّ في كَوْنِهِمْ مُوقِنِينَ بِها. وانْتَصَبَ (﴿ظُلْمًا وعُلُوًّا﴾) عَلى الحالِ مِن ضَمِيرِ (﴿جَحَدُوا﴾ [هود: ٥٩]) وجُعِلَ ما هو مَعْلُومٌ مِن حالِهِمْ فِيما لَحِقَ بِهِمْ مِنَ العَذابِ بِمَنزِلَةِ الشَّيْءِ المُشاهَدِ لِلسّامِعِينَ فَأمَرَ بِالنَّظَرِ إلَيْهِ بِقَوْلِهِ: ﴿فانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُفْسِدِينَ﴾ . والخِطابُ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ الخِطابُ لِلنَّبِيءِ ﷺ تَسْلِيَةً لَهُ بِما حَلَّ بِالمُكَذِّبِينَ بِالرُّسُلِ قَبْلَهُ؛ لِأنَّ في ذَلِكَ تَعْرِيضًا بِتَهْدِيدِ المُشْرِكِينَ بِمِثْلِ تِلْكَ العاقِبَةِ. و(كَيْفَ) يَجُوزُ أنْ يَكُونَ مُجَرَّدًا عَنْ مَعْنى الِاسْتِفْهامِ مَنصُوبًا عَلى المَفْعُولِيَّةِ، ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ اسْتِفْهامًا مُعَلِّقًا فِعْلَ النَّظَرِ عَنِ العَمَلِ، والِاسْتِفْهامُ حِينَئِذٍ لِلتَّعْجِيبِ.


ركن الترجمة

And they denied them out of malice and pride, though in their hearts they believed that they were true. So see how was the end of evil-doers!

Ils les nièrent injustement et orgueilleusement, tandis qu'en eux-mêmes ils y croyaient avec certitude. Regarde donc ce qu'il est advenu des corrupteurs.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :