موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 22 شوال 1445 هجرية الموافق ل02 ماي 2024


الآية [29] من سورة  

يَسْـَٔلُهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ


ركن التفسير

29 - (يسأله من في السماوات والأرض) بنطق أو حال ما يحتاجون إليه من القوة على العبادة والرزق والمغفرة وغيرذلك (كل يوم) وقت (هو في شأن) أمر يظهره على وفق ما قدره في الأزل من إحياء وإماتة وإعزاز وإذلال وإغناء واعدام وإجابة داع وإعطاء سائل وغير ذلك

وهذا إخبار عن غناه عما سواه وافتقار الخلائق إليه في جميع الآنات وأنهم يسألونه بلسان حالهم وقالهم وأنه كل يوم هو في شأن قال الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير "كل يوم هو في شأن" قال من شأنه أن يجيب داعيا أو يعطي سائلا أو يفك عانيا أو يشفي سقيما. وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال كل يوم هو يجيب داعيا ويكشف كربا ومجيب مضطرا ويغفر ذنبا وقال قتادة لا يستغني عنه أهل السموات والأرض يحيى حيا ويميت ميتا ويربي صغيرا ويفك أسيرا وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ومنتهى شكواهم. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان الحمصي حدثنا جرير بن عثمان عن سويد بن جبلة هو الفزاري قال إن ربكم كل يوم هو في شأن فيعتق رقابا ويعطي رغابا ويقحم عقابا.وقال ابن جرير حدثني عبدالله بن محمد بن عمرو الغزي حدثني إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي حدثني عمرو بن بكر السكسكي حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني عن أبيه عن منيب بن عبدالله بن منيب الأزدي عن أبيه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية "كل يوم هو في شأن" فقلنا يا رسول الله وما ذاك الشأن؟ قال "أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين". وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا هشام بن عمار وسليمان بن أحمد الواسطي قالا: حدثنا الوزير بن صبيح الثقفي أبو روح الدمشقي والسياق لهشام قال سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث عن أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "قال الله عز وجل "كل يوم هو في شأن" قال من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين". وقد رواه ابن عساكر من طرق متعددة عن هشام بن عمار به. ثم ساقه من حديث أبي الوليد بن شجاع عن الوزير بن صبيح قال ورد فيما علقه الوليد بن مسلم عن مطرف عن الشعبي عن ام الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره قال والصحيح الأول يعني إسناده الأول "قلت" وقد روي موقوفا كما علقه البخاري بصيغة الجزم فجعله من كلام أبي الدرداء فالله أعلم. وقال البزار حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن الحارث حدثنا محمد بن عبدالرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم "كل يوم هو في شأن" قال "يغفر ذنبا ويكشف كربا" ثم قال ابن جرير وحدثنا أبو كريب حدثنا عبيدالله بن موسى عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء دفتاه ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة يخلق في كل نظرة ويحيى ويميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء.

﴿يَسْألُهُ مَن في السَّماواتِ والأرْضِ﴾ اسْتِئْنافٌ، والمَعْنى أنَّ النّاسَ تَنْقَرِضُ مِنهم أجْيالٌ وتَبْقى أجْيالٌ وكَلُّ باقٍ مُحْتاجٌ إلى أسْبابِ بَقائِهِ وصَلاحِ أحْوالِهِ فَهم في حاجَةٍ إلى الَّذِي لا يَفْنى وهو غَيْرُ مُحْتاجٍ إلَيْهِمْ. ولَمّا أفْضى الإخْبارُ إلى حاجَةِ النّاسِ إلَيْهِ تَعالى أتْبَعَ بِأنَّ الاِحْتِياجَ عامٌّ أهْلَ الأرْضِ وأهْلَ السَّماءِ. فالجَمِيعُ يَسْألُونَهُ، فَسُؤالُ أهْلِ السَّماواتِ وهُمُ المَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَن في الأرْضِ ويَسْألُونَ رِضى اللَّهُ تَعالى، ومَن في الأرْضِ وهُمُ البَشَرُ يَسْألُونَهُ نِعَمَ الحَياةِ والنَّجاةِ في الآخِرَةِ ورَفْعَ الدَّرَجاتِ في الآخِرَةِ. وحَذَفَ مَفْعُولَ يَسْألُهُ لِإفادَةِ التَّعْمِيمِ، أيْ يَسْألُونَهُ حَوائِجَهم ومَهامِّهِمْ مِن طُلُوعِ الشَّمْسِ إلى غُرُوبِها. * * * ﴿كُلُّ يَوْمٍ هو في شَأْنٍ﴾ . يَجُوزُ أنْ تَكُونَ الجُمْلَةُ حالًا مِن ضَمِيرِ النَّصْبِ في يَسْألُهُ أوْ تَذْيِيلًا لِجُمَلَةِ ﴿يَسْألُهُ مَن في السَّماواتِ والأرْضِ﴾، أيْ كُلَّ يَوْمٍ هو في شَأْنٍ مِنَ الشُّئُونِ (p-٢٥٥)لِلسّائِلِينَ وغَيْرِهِمْ فَهو تَعالى يُبْرِمُ شُئُونًا مُخْتَلِفَةً مِن أحْوالِ المَوْجُوداتِ دَوامًا، ويَكُونُ (كُلَّ يَوْمٍ) ظَرْفًا مُتَعَلِّقًا بِالاِسْتِقْرارِ في قَوْلِهِ ﴿هُوَ في شَأْنٍ﴾، وقُدِّمَ عَلى ما فِيهِ مُتَعَلِّقُهُ لِلْاِهْتِمامِ بِإفادَةِ تَكَرُّرِ ذَلِكَ ودَوامِهِ. والمَعْنى: في شَأْنٍ مِن شُئُونِ مَن في السَّماواتِ والأرْضِ مِنِ اسْتِجابَةِ سُؤْلٍ، ومِن زِيادَةٍ، ومِن حِرْمانٍ، ومِن تَأْخِيرِ الاِسْتِجابَةِ، ومِن تَعْوِيضٍ عَنِ المُؤَوَّلِ بِثَوابٍ، كَما ورَدَ في أحادِيثَ الدُّعاءِ أنَّ اسْتِجابَتَهُ تَكُونُ مُخْتَلِفَةً، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] . ومَعْنى (في) عَلى هَذا التَّفْسِيرِ تَقْوِيَةُ ثُبُوتِ الشُّئُونِ لِلَّهِ تَعالى وهي شُئُونُ تَصَرُّفِهِ ومَظاهِرُ قُدْرَتِهِ، كَما قالَ الحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ النَّيْسابُورِيُّ: شُئُونٌ يُبْدِيها لا شُئُونَ يَبْتَدِيها. و(يَوْمٍ) مُسْتَعْمَلٌ مَجازًا في الوَقْتِ بِعَلاقَةِ الإطْلاقِ، إذِ المَعْنى: كُلُّ وقْتٍ مِنَ الأوْقاتِ ولَوْ لَحُظَةً، ولَيْسَ المُرادُ بِاليَوْمِ الوَقْتَ الخاصَّ الَّذِي يَمْتَدُّ مِنَ الفَجْرِ إلى الغُرُوبِ. وإطْلاقُ اليَوْمِ ونَحْوِهُ عَلى مُطْلَقِ الزَّمانِ كَثِيرٌ في كَلامِ العَرَبِ كَقَوْلِهِمْ: الدَّهْرُ يَوْمانِ يَوْمٌ نُعُمٌ ويَوْمٌ بُؤْسٌ، وقالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ: ؎وإنَّ غَدًا وإنَّ اليَوْمَ رَهْنٌ وبَعْدَ غَدٍ لِما لا تَعْلَمِينَ أرادَ الزَّمانَ المُسْتَقْبَلَ والحاضِرَ والمُسْتَقْبَلَ البَعِيدَ وإلّا فَأيُّ فَرْقٍ بَيْنَ غَدٍ وبَعْدَ غَدٍ. والشَّأْنُ: الشَّيْءُ العَظِيمُ والحَدَثُ المُهِمُّ مِن مَخْلُوقاتٍ وأعْمالٍ مِنَ السَّماواتِ والأرْضِ، وفي الحَدِيثِ «أنَّهُ تَعالى كُلُّ يَوْمٍ يَغْفِرُ ذَنْبًا ويُفَرِّجُ كَرْبًا ويَرْفَعُ أقْوامًا ويَضَعُ آخَرِينَ»، وهو تَعالى يَأْمُرُ ويَنْهى ويُحْيِي ويُمِيتُ ويُعْطِي ويَمْنَعُ ونَحْوَ ذَلِكَ وإذا كانَ في تَصَرُّفِهِ كُلُّ شَأْنٍ فَما هو أقَلُّ مِنَ الشَّأْنِ أوْلى بِكَوْنِهِ مِن تَصَرُّفِهِ. والظَّرْفِيَّةُ المُسْتَعْمَلَةُ في حَرْفِ في ظَرْفِيَّةٌ مَجازِيَّةٌ مُسْتَعارَةٌ لِشِدَّةِ التَّلَبُّسِ (p-٢٥٦)والتَّعَلُّقِ بِتَصَرُّفاتِ اللَّهِ تَعالى بِمَنزِلَةِ إحاطَةِ الظَّرْفِ بِالمَظْرُوفِ أوْ بِأسْئِلَةِ المَخْلُوقاتِ الَّذِينَ في السَّماءِ والأرْضِ. والمَعْنى: أنَّهُ تَعالى كُلُّ يَوْمٍ تَتَعَلَّقُ قُدْرَتُهُ بِأُمُورٍ يُبْرِزُها ويَتَعَلَّقُ أمْرُهُ التَّكْوِينِيُّ بِأُمُورٍ مِن إيجادٍ أوْ إعْدامٍ. ومِن أحاسِنِ الكَلِمِ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ قَوْلُ الحُسَيْنِ بْنِ الفَضْلِ لَمّا سَألَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طاهِرٍ قائِلًا: قَدْ أشْكَلَ عَلَيَّ قَوْلُهُ هَذا: وقَدْ صَحَّ أنَّ القَلَمَ جَفَّ بِما هو كائِنٌ إلى يَوْمِ القِيامَةِ. فَقالَ: إنَّها شُئُونٌ يُبْدِيها لا شُئُونَ يَبْتَدِيها وقَدْ أجْمَلَ الحُسَيْنُ بْنُ الفَضْلِ الجَوابَ بِما يُقْنِعُ أمْثالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طاهِرٍ، وإنْ كانَ الإشْكالُ غَيْرَ وارِدٍ إذْ لَيْسَ في الآيَةِ أنَّ الشُّئُونَ تُخالِفُ ما سَطَرَهُ قَلَمُ العِلْمِ الإلَهِيِّ، عَلى أنَّ هَذا الجَوابَ لا يَجْرِي إلّا عَلى أحَدِ الوُجُوهِ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ ﴿كُلَّ يَوْمٍ هو في شَأْنٍ﴾ كَما عَلِمْتَ آنِفًا.


ركن الترجمة

All those there are in the heavens and the earth turn to Him with solicitation, intent on His purpose all the time.

Ceux qui sont dans les cieux et la terre L'implorent. Chaque jour, Il accomplit une œuvre nouvelle.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :