ركن التفسير
4 - (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) النبي ومن ذكر معه (والله ذو الفضل العظيم)
يعني ما أعطاه الله محمدا صلى الله عليه وسلم من النبوة العظيمة وما خص به أمته من بعثته صلى الله عليه وسلم إليهم.
﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ﴾ . (p-٢١٣)الإشارَةُ إلى جَمِيعِ المَذْكُورِ مِن إرْسالِ مُحَمَّدٍ ﷺ بِالآياتِ والتَّزْكِيَةِ وتَعْلِيمِ الكِتابِ والحِكْمَةِ والإنْقاذِ مِنَ الضَّلالِ ومِن إفاضَةِ هَذِهِ الكَمالاتِ عَلى الأُمِّيِّينَ الَّذِينَ لَمْ تَكُنْ لَهم سابِقَةُ عَلَمٍ ولا كِتابٍ، ومِن لِحاقِ أُمَمِ (آخَرِينَ) في هَذا الخَبَرِ فَزالَ اخْتِصاصُ اليَهُودِ بِالكِتابِ والشَّرِيعَةِ، وهَذا أجْدَعُ لِأنْفِهِمْ إذا حالُوا أنْ يَجِيءَ رَسُولٌ أُمِّيٌّ بِشَرِيعَةٍ إلى أُمَّةٍ أُمِّيَّةٍ فَضْلًا عَنْ أنْ نَلْتَحِقَ بِأُمِّيَّةِ أُمَمٍ عَظِيمَةٍ كانُوا أمْكَنَ في المَعارِفِ والسُّلْطانِ. وقالَ ﴿قُلْ إنَّ الهُدى هُدى اللَّهِ أنْ يُؤْتى أحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أوْ يُحاجُّوكم عِنْدَ رَبِّكم قُلْ إنَّ الفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشاءُ واللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران: ٧٣] يَخْتَصُّ بِهِ. وهَذا تَمْهِيدٌ ومُقَدِّمَةٌ لِقَوْلِهِ تَعالى ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ﴾ [الجمعة: ٥] الآياتِ.