موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 1 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل10 ماي 2024


الآية [53] من سورة  

وَيَسْتَنۢبِـُٔونَكَ أَحَقٌّ هُوَۖ قُلِ اِے وَرَبِّيَ إِنَّهُۥ لَحَقّٞۖ وَمَآ أَنتُم بِمُعْجِزِينَۖ


ركن التفسير

53 - (ويستنبئونك) يستخبرونك (أحق هو) أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث (قل إي) نعم (وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين) بفائتين العذاب

يقول تعالى ويستخبرونك "أحق هو" أي الميعاد والقيامة من الأجداث بعد صيرورة الأجسام ترابا " قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين" أي ليس صيرورتكم ترابا بمعجز الله عن إعادتكم كما بدأكم من العدم فـ"إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" وهذه الآية ليس لها نظير في القرآن إلا آيتان أخريان يأمر الله تعالى رسوله أن يقسم به على من أنكر المعاد في سورة سبأ "وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم" وفي التغابن "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير".

﴿ويَسْتَنْبِئُونَكَ أحَقٌّ هو قُلْ إي ورَبِّيَ إنَّهُ لَحَقٌّ وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ هَذا حِكايَةُ فَنٍّ مِن أفانِينِ تَكْذِيبِهِمْ، فَمَرَّةً يَتَظاهَرُونَ بِاسْتِبْطاءِ الوَعْدِ اسْتِخْفافًا بِهِ، ومَرَّةً يُقْبِلُونَ عَلى الرَّسُولِ في صُورَةِ المُسْتَفْهِمِ الطّالِبِ فَيَسْألُونَهُ: أهَذا العَذابُ الخالِدُ، أيْ عَذابُ الآخِرَةِ، حَقٌّ. فالجُمْلَةُ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿ويَقُولُونَ مَتى هَذا الوَعْدُ﴾ [يونس: ٤٨]، وضَمِيرُ الجَمْعِ عائِدٌ إلَيْهِمْ فَهُمُ المُسْتَنْبِئُونَ لا غَيْرُهم، وضَمِيرُ هو عائِدٌ إلى ﴿عَذابَ الخُلْدِ﴾ [يونس: ٥٢] (p-١٩٦)والحَقُّ: الثّابِتُ الواقِعُ، فَهو بِمَعْنى حاقٍّ، أيْ ثابِتٍ، أيْ أنَّ وُقُوعَهُ ثابِتٌ، فَأسْنَدَ الثُّبُوتَ لِذاتِ العَذابِ بِتَقْدِيرِ مُضافٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ السِّياقُ إذْ لا تُوصَفُ الذّاتُ بِثُبُوتٍ. وجُمْلَةُ ﴿أحَقٌّ هُوَ﴾ اسْتِفْهامِيَّةٌ مُعَلِّقَةٌ فِعْلَ يَسْتَنْبِئُونَكَ عَنِ العَمَلِ في المَفْعُولِ الثّانِي، والجُمْلَةُ بَيانٌ لِجُمْلَةِ يَسْتَنْبِئُونَكَ لِأنَّ مَضْمُونَها هو الِاسْتِثْناءُ. والضَّمِيرُ يَجُوزُ كَوْنُهُ مُبْتَدَأً، و”أحَقٌّ“ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ. واسْتَعْمَلُوا الِاسْتِفْهامَ تَبالُهًا، ولِذَلِكَ اشْتَمَلَ الجَوابُ المَأْمُورُ بِهِ عَلى مُراعاةِ الحالَتَيْنِ فاعْتَبَرَ أوَّلًا ظاهِرَ حالِ سُؤالِهِمْ فَأُجِيبُوا عَلى طَرِيقَةِ الأُسْلُوبِ الحَكِيمِ بِحَمْلِ كَلامِهِمْ عَلى خِلافِ مُرادِهِمْ تَنْبِيهًا عَلى أنَّ الأوْلى بِهِمْ سُؤالُ الِاسْتِرْشادِ تَغْلِيطًا لَهم واغْتِنامًا لِفُرْصَةِ الإرْشادِ بِناءً عَلى ظاهِرِ حالِ سُؤالِهِمْ، ولِذَلِكَ أكَّدَ الجَوابَ بِالتَّوْكِيدِ اللَّفْظِيِّ إذْ جَمَعَ بَيْنَ حَرْفِ إي وهو حَرْفُ جَوابٍ يُحَقَّقُ بِهِ المَسْئُولُ عَنْهُ، وبَيْنَ الجُمْلَةِ الدّالَّةِ عَلى ما دَلَّ عَلَيْهِ حَرْفُ الجَوابِ، وبِالقَسَمِ، وإنَّ، ولامِ الِابْتِداءِ، وكُلُّها مُؤَكِّداتٌ. والِاعْتِبارُ الثّانِي اعْتِبارُ قَصْدِهِمْ مِنِ اسْتِفْهامِهِمْ فَأُجِيبُوا بِقَوْلِهِ: ﴿وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ . فَجُمْلَةُ ﴿وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ مَعْطُوفَةٌ عَلى جُمْلَةِ جَوابِ القَسَمِ فَمَضْمُونُها مِنَ المُقْسَمِ عَلَيْهِ. ولَمّا كانَ المُقْسَمُ عَلَيْهِ جَوابًا عَنِ اسْتِفْهامِهِمْ كانَ مَضْمُونُ ﴿وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ جَوابًا عَنِ الِاسْتِفْهامِ أيْضًا بِاعْتِبارِ ما أضْمَرُوهُ مِنَ التَّكْذِيبِ، أيْ هو واقِعٌ وأنْتُمْ مُصابُونَ بِهِ غَيْرَ مُفْلِتِينَ مِنهُ. ولَيْسَ فِعْلُ ”يَسْتَنْبِئُونَكَ“ مُسْتَعْمَلًا في التَّظاهُرِ بِمَعْنى الفِعْلِ كَما اسْتُعْمِلَ قَوْلُهُ: ﴿يَحْذَرُ المُنافِقُونَ أنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ﴾ [التوبة: ٦٤]، كَما تَقَدَّمَ في ”بَراءَةٌ“ لِأنَّ حَقِيقَةَ الِاسْتِنْباءِ واقِعَةٌ هُنا إذْ قَدْ صَرَّحُوا بِصُورَةِ الِاسْتِفْهامِ. و”إي“ بِكَسْرِ الهَمْزَةِ: حَرْفُ جَوابٍ لِتَحْقِيقِ ما تَضَمَّنَهُ سُؤالُ سائِلٍ، فَهو مُرادِفُ ”نَعَمْ“، ولَكِنْ مِن خَصائِصِ هَذا الحَرْفِ أنَّهُ لا يَقَعُ إلّا وبَعْدَهُ القَسَمُ. والمُعْجِزُونَ: الغالِبُونَ، أيْ وما أنْتُمْ بِغالِبِينَ الَّذِي طَلَبَكم، أيْ بِمُفْلِتِينَ. وقَدْ تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى: ﴿إنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ وما أنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الأنعام: ١٣٤] في سُورَةِ الأنْعامِ.


ركن الترجمة

Yet they want to be informed if it is true. Say: "By my Lord, it is the truth. You cannot invalidate it."

Et ils s'informent auprès de toi: «Est-ce vrai?» - Dis: «Oui! Par mon Seigneur! C'est bien vrai. Et vous ne pouvez vous soustraire à la puissance d'Allah.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :