ركن التفسير
69 - (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين) بإنكاره وهي هلاكهم بالعذاب
"قل" يا محمد لهؤلاء "سيروا في الأرض انظروا كيف كان عاقبة المجرمين" أي المكذبين بالرسل وبما جاءوهم به من أمر المعاد وغيره كيف حلت بهم نقمة الله وعذابه ونكاله ونجى الله من بينهم رسله الكرام ومن اتبعهم من المؤمنين فدل ذلك على صدق ما جاءت به الرسل وصحته.
﴿قُلْ سِيرُوا في الأرْضِ فانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُجْرِمِينَ﴾ أُمِرَ الرَّسُولُ ﷺ بِأنْ يَقُولَ لَهم هَذِهِ الكَلِمَةَ ولِذَلِكَ فَصَلَ فِعْلَ ”قُلْ“ وتَقَدَّمَ نَظِيرُهُ في سُورَةِ الأنْعامِ. والمُناسَبَةُ في المَوْضِعَيْنِ هي المَوْعِظَةُ بِحالِ المُكَذِّبِينَ؛ لِأنَّ إنْكارَهُمُ البَعْثَ تَكْذِيبٌ لِلرَّسُولِ وإجْرامٌ. والوَعِيدُ بِأنْ يُصِيبَهم ما أصابَهم إلّا أنَّها هُنالِكَ عُطِفَتْ بِـ ثُمَّ انْظُرُوا وهُنا بِالفاءِ فانْظُرُوا وهُما مُتَئايِلانِ. وذَكَرَ هُنالِكَ عاقِبَةَ المُكَذِّبِينَ وذَكَرَ هُنا عاقِبَةَ المُجْرِمِينَ: والمُكَذِّبُونَ مُجْرِمُونَ. والِاخْتِلافُ بَيْنَ الحِكايَتَيْنِ لِلتَّفَنُّنِ كَما قَدَّمْناهُ في المُقَدِّمَةِ السّابِعَةِ.