موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 25 شوال 1445 هجرية الموافق ل05 ماي 2024


الآية [83] من سورة  

وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِـَٔايَٰتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ


ركن التفسير

83 - واذكر (ويوم نحشر من كل أمة فوجا) جماعة (ممن يكذب بآياتنا) وهم رؤساؤهم المتبعون (فهم يوزعون) يجمعون برد آخرهم إلى أولهم ثم يساقون

يقول تعالى مخبرا عن يوم القيامة وحشر الظالمين من المكذبين بآيات الله ورسله إلى بين يدي الله عز وجل ليسألهم عما فعلوه في الدار الدنيا تقريعا وتوبيخا وتصغيرا وتحقيرا فقال تعالى "ويوم نحشر من كل أمة فوجا" أي من كل قوم وقرن فوجا أي جماعة "ممن يكذب بآياتنا" كما قال تعالى "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم" وقال تعالى "وإذا النفوس زوجت" وقوله تعالى "فهم يوزعون" قال ابن عباس رضي الله عنهم: يدفعون وقال قتادة وزعه ترد أولهم على آخرهم وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يساقون.

﴿ويَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهم يُوزَعُونَ﴾ ﴿حَتّى إذا جاءُوا قالَ أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي ولَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْمًا أمْ ماذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ انْتَصَبَ (يَوْمَ) عَلى تَقْدِيرِ (اذْكُرْ) فَهو مَفْعُولٌ بِهِ، أوْ عَلى أنَّهُ ظَرْفٌ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ قالَ أكَذَّبْتُمْ مُقَدَّمٌ عَلَيْهِ لِلِاهْتِمامِ بِهِ. وهَذا حَشْرٌ خاصٌّ بَعْدَ حَشْرِ جَمِيعِ (p-٤٠)الخَلْقِ المَذْكُورِ في قَوْلِهِ تَعالى بَعْدَ هَذا ﴿ويَوْمَ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَفَزِعَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ﴾ [النمل: ٨٧] وهو في مَعْنى قَوْلِهِ تَعالى ﴿وامْتازُوا اليَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ﴾ [يس: ٥٩] فَيُحْشَرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ مُكَذِّبُو رَسُولِها. والفَوْجُ: الجَماعَةُ مِنَ النّاسِ. و”مِنَ“ الدّاخِلَةُ عَلى ”كُلِّ أُمَّةٍ“ تَبْعِيضِيَّةٌ. وأمّا ”مِنَ“ الدّاخِلَةُ عَلى ”مَن يُكَذِّبُ“ فَيَجُوزُ جَعْلُها بَيانِيَّةً فَيَكُونُ فَوْجُ كُلِّ أُمَّةٍ. وهَذا الفَوْجُ هو زُعَماءُ المُكَذِّبِينَ وأئِمَّتُهم فَيَكُونُونَ في الرَّعِيلِ الأوَّلِ إلى العَذابِ. وهَذا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ إذْ قالَ: مِثْلُ أبِي جَهْلٍ والوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ وشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ يُساقُونَ بَيْنَ يَدَيْ أهْلِ مَكَّةَ، وكَذَلِكَ يُساقُ أمامَ كُلِّ طائِفَةٍ زُعَماؤُها. وتَقَدَّمَ تَفْسِيرُ ﴿فَهم يُوزَعُونَ﴾ في قِصَّةِ سُلَيْمانَ مِن هَذِهِ السُّورَةِ. والمَعْنى هُنا: أنَّهم يُزْجَرُونَ إغْلاظًا عَلَيْهِمْ كَما يُفْعَلُ بِالأسْرى. والقَوْلُ في ﴿حَتّى إذا جاءُوا﴾ كالقَوْلِ في ﴿حَتّى إذا أتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ﴾ [النمل: ١٨] ولَمْ يُذْكَرِ المَوْضِعُ الَّذِي جاءُوهُ لِظُهُورِهِ وهو مَكانُ العَذابِ، أيْ جَهَنَّمُ كَما قالَ في الآيَةِ ﴿حَتّى إذا ما جاءُوها﴾ [فصلت: ٢٠] في سُورَةِ فُصِّلَتْ. و”حَتّى“ في ﴿حَتّى إذا جاءُوا﴾ ابْتِدائِيَّةٌ. و”إذا“ الواقِعَةُ بَعْدَ حَتّى ظَرْفِيَّةٌ والمَعْنى: حَتّى حِينَ جاءُوا. وفِعْلُ ﴿قالَ أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي﴾ هو صَدْرُ الجُمْلَةِ في التَّقْدِيرِ وما قَبْلَهُ مُقَدَّمٌ مِن تَأْخِيرٍ لِلِاهْتِمامِ. والتَّقْدِيرُ: وقالَ أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي يَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا وحِينَ جاءُوا. وفي ”قالَ“ التِفاتٌ مِنَ التَّكَلُّمِ إلى الغَيْبَةِ. وقَوْلُهُ ﴿أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي﴾ قَوْلٌ صادِرٌ مِن جانِبِ اللَّهِ تَعالى يَسْمَعُونَهُ أوْ يُبَلِّغُهم إيّاهُ المَلائِكَةُ. والِاسْتِفْهامُ يَجُوزُ أنْ يَكُونَ تَوْبِيخًا مُسْتَعْمَلًا في لازِمِهِ وهو الإلْجاءُ إلى الِاعْتِرافِ بِأنَّ المُسْتَفْهَمَ عَنْهُ واقِعٌ مِنهم تَبْكِيتًا لَهم، ولِهَذا عَطَفَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ﴿أمّاذا كُنْتُمْ (p-٤١)تَعْمَلُونَ﴾ . فَحَرْفُ ”أمْ“ فِيهِ بِمَعْنى (بَلْ) لِلِانْتِقالِ ومُعادِلُ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهامِ المُقَدَّرَةِ مَحْذُوفٌ دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ﴿ماذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ . والتَّقْدِيرُ: أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي أمْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَماذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إنْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَإنَّكم لَمْ تُوقِنُوا فَماذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ في مُدَّةِ تَكْرِيرِ دَعْوَتِكم إلى الإسْلامِ. ومِن هُنا حَصَلَ الإلْجاءُ إلى الِاعْتِرافِ بِأنَّهم كَذَّبُوا. ومِن لَطائِفَ البَلاغَةِ أنَّهُ جاءَ بِالمُعادِلِ الأوَّلِ مُصَرَّحًا بِهِ؛ لِأنَّهُ المُحَقَّقُ مِنهم فَقالَ ﴿أكَذَّبْتُمْ بِآياتِي﴾ وحَذَفَ مُعادِلَهُ الآخَرَ تَنْبِيهًا عَلى انْتِفائِهِ كَأنَّهُ قِيلَ: أهْوَ ما عُهِدَ مِنكم مِنَ التَّكْذِيبِ أمْ حَدَثَ حادِثٌ آخَرُ، فَجُعِلَ هَذا المُعادِلُ مُتَرَدَّدًا فِيهِ، وانْتَقَلَ الكَلامُ إلى اسْتِفْهامٍ. وهَذا تَبْكِيتٌ لَهم. قالَ في الكَشّافِ ( ومِثالُهُ أنْ تَقُولَ لِراعِيكَ وقَدْ عَلِمْتَ أنَّهُ راعِي سُوءٍ: أتَأْكُلُ نَعَمِي أمْ ماذا تَعْمَلُ بِها، فَتَجْعَلُ ما ابْتَدَأْتَ بِهِ وجَعَلْتَهُ أساسَ كَلامِكَ هو الَّذِي صَحَّ عِنْدَكَ مِن أكْلِهِ وفَسادِهِ وتَرْمِي بِقَوْلِكَ: أمْ ماذا تَعْمَلُ بِها، مَعَ عِلْمِكَ أنَّهُ لا يَعْمَلُ بِها إلّا الأكْلَ؛ لِتَبْهَتْهُ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ الِاسْتِفْهامُ تَقْرِيرًا وتَكُونُ ”أمْ“ مُتَّصِلَةً وما بَعْدَها هو مُعادِلُ الِاسْتِفْهامِ بِاعْتِبارِ المَعْنى كَأنَّهُ قِيلَ: أكَذَّبْتُمْ أمْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَماذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إنْ لَمْ تُكَذِّبُوا فَإنَّكم لَمْ تَتَّبِعُوا آياتِي. وجُمْلَةُ ﴿ولَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْمًا﴾ في مَوْضِعِ الحالِ، أيْ كَذَّبْتُمْ دُونَ أنْ تُحِيطُوا عِلْمًا بِدَلالَةِ الآياتِ. وانْتَصَبَ عِلْمًا عَلى أنَّهُ تَمْيِيزُ نِسْبَةِ ”تُحِيطُوا“، أيْ لَمْ يُحِطْ عِلْمُكم بِها، فَعَدَلَ عَنْ إسْنادِ الإحاطَةِ إلى العِلْمِ إلى إسْنادِها إلى ذَواتِ المُخاطَبِينَ لِيَقَعَ تَأْكِيدُ الكَلامِ بِالإجْمالِ في الإسْنادِ ثُمَّ التَّفْصِيلُ بِالتَّمْيِيزِ. وإحاطَةُ العِلْمِ بِالآياتِ مُسْتَعْمَلَةٌ في تَمَكُّنِ العِلْمِ حَتّى كَأنَّهُ ظَرْفٌ مُحِيطٌ بِها وهَذا تَعْبِيرٌ لَهم وتَوْبِيخٌ بِأنَّهم كَذَّبُوا بِالآياتِ قَبْلَ التَّدَبُّرِ فِيها. و”ماذا“ اسْتِفْهامٌ واسْمُ إشارَةٍ وهو بِمَعْنى اسْمِ المَوْصُولِ إذا وقَعَ بَعْدَ (ما) . والمُشارُ إلَيْهِ هو مَضْمُونُ الجُمْلَةِ بَعْدَهُ في قَوْلِهِ ”كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ“ . ولِكَوْنِ المُشارِ إلَيْهِ في مِثْلِ هَذا هو الجُمْلَةَ صارَ اسْمُ الإشارَةِ بَعْدَ الِاسْتِفْهامِ في قُوَّةِ مَوْصُولٍ فَكَأنَّهُ قِيلَ: ما الَّذِي كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ؟ فَذَلِكَ مَعْنى قَوْلِ النَّحْوِيِّينَ: إنَّ (ذا) بَعْدَ (ما) و(مِن) الِاسْتِفْهامِيَّتَيْنِ يَكُونُ بِمَعْنى (ما) المَوْصُولَةِ فَهو بَيانُ مَعْنًى لا بَيانُ وضْعٍ.


ركن الترجمة

The day We shall gather from every community a section of those who denied Our signs, and they will be brought (in separate groups),

Et le jour où Nous rassemblerons, de chaque communauté, une foule de ceux qui démentaient Nos révélations, et qu'ils seront placés en rangs.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :