موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 3 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل12 ماي 2024


الآية [58] من سورة  

وَيُنَجِّے اِ۬للَّهُ اُ۬لذِينَ اَ۪تَّقَوْاْ بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ اُ۬لسُّوٓءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَۖ


ركن التفسير

61 - (وينجي الله) من جهنم (الذين اتقوا) الشرك (بمفازتهم) بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه (لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون)

وقوله تبارك وتعالى "وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم" أي بما سبق لهم من السعادة والفوز عند الله "لا يمسهم السوء" أي يوم القيامة "ولا هم يحزنون" أي ولا يحزنهم الفزع الأكبر بل هم آمنون من كل فزع مزحزحون عن كل شر نائلون كل خير.

﴿ويُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ . عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ ﴿تَرى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى اللَّهِ وُجُوهُهم مُسْوَدَّةٌ﴾ [الزمر: ٦٠] إلى (p-٥٢)آخِرِها، أيْ ويُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا مِن جَهَنَّمَ لِأنَّهم لَيْسُوا بِمُتَكَبِّرِينَ. وهَذا إيذانٌ بِأنَّ التَّقْوى تُنافِي التَّكَبُّرَ لِأنَّ التَّقْوى كَمالُ الخُلُقِ الشَّرْعِيِّ وتَقْتَضِي اجْتِنابَ المَنهِيّاتِ وامْتِثالَ الأمْرِ في الظّاهِرِ والباطِنِ، والكِبْرُ مَرَضٌ قَلْبِيٌّ باطِنِيٌّ فَإذا كانَ الكِبْرُ مُلْقِيًا صاحِبَهُ في النّارِ بِحُكْمِ قَوْلِهِ ﴿ألَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ [الزمر: ٦٠] فَضِدُّ أُولَئِكَ ناجُونَ مِنها وهُمُ المُتَّقُونَ إذِ التَّقْوى تَحُولُ دُونَ أسْبابِ العِقابِ الَّتِي مِنها الكِبْرُ، فالَّذِينَ اتَّقَوْا هم أهْلُ التَّقْوى وهي مَعْرُوفَةٌ، ولِذَلِكَ فَفِعْلُ (اتَّقَوْا) مَنَزَّلٌ مَنزِلَةَ اللّازِمِ لا يُقَدَّرُ لَهُ مَفْعُولٌ. والمَفازَةُ يَجُوزُ أنْ تَكُونَ مَصْدَرًا مِيمِيًّا لِلْفَوْزِ وهو الفَلاحُ، مِثْلَ المَتابِ، وقَوْلُهُ تَعالى ﴿إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازًا﴾ [النبإ: ٣١]، ولِحاقُ التّاءِ بِهِ مِن قَبِيلِ لِحاقِ هاءِ التَّأْنِيثِ بِالمَصْدَرِ في نَحْوِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ﴾ [الواقعة: ٢]، وتَقَدَّمَ ذَلِكَ في اسْمِ سُورَةِ الفاتِحَةِ وعِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿فَلا تَحْسَبَنَّهم بِمَفازَةٍ مِنَ العَذابِ﴾ [آل عمران: ١٨٨] في آلِ عِمْرانَ، والباءُ لِلْمُلابَسَةِ، أيْ مُتَلَبِّسِينَ بِالفَوْزِ أوِ الباءُ لِلسَّبَبِيَّةِ، أيْ بِسَبَبِ ما حَصَلُوا عَلَيْهِ مِنَ الفَوْزِ. ويَجُوزُ أنْ تَكُونَ المَفازَةُ اسْمًا لِلْفَلاةِ، كَما في قَوْلِ لَبِيدٍ: ؎لِوِرْدٍ تَقْلِصُ الغِيطانُ عَنْهُ يَبُذُّ مَفازَةِ الخِمْسِ الكَمالِ سُمِّيَتْ مَفازَةً بِاسْمِ مَكانِ الفَوْزِ، أيِ النَّجاةُ وتَأْنِيثُها بِتَأْوِيلِ البُقْعَةِ، وسَمَّوْها مَفازَةً بِاعْتِبارِ أنَّ مَن حَلَّ بِها سَلِمَ مِن أنْ يَلْحَقَهُ عَدُوُّهُ، كَما قالَ العُدَيْلُ: ؎ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ مِن أنْ تَنالَنِي ∗∗∗ بِساطٌ لِأيْدِي النّاعِجاتِ عَرِيضُ وقَوْلُ النّابِغَةِ: ؎تُدافِعُ النّاسَ عَنّا حِينَ نَرْكَبُها ∗∗∗ مِنَ المَظالِمِ تُدْعى أُمُّ صَبّارِ وعَلى هَذا المَعْنى فالباءُ بِمَعْنى (في)، والمَفازَةُ: الجَنَّةُ. وإضافَةُ مَفازَةٍ إلى ضَمِيرِهِمْ كِنايَةٌ عَنْ شِدَّةِ تَلَبُّسِهِمْ بِالفَوْزِ حَتّى عُرِفَ بِهِمْ كَما يُقالُ: فازَ فَوْزَ فُلانٍ. وقَرَأ الجُمْهُورُ (بِمَفازَتِهِمْ) بِصِيغَةِ المُفْرَدِ. وقَرَأ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ وأبُو بَكْرٍ عَنْ عاصِمٍ وخَلَفٌ ”بِمَفازاتِهِمْ“ بِصِيغَةِ الجَمْعِ وهي تَجْرِي عَلى المَعْنَيَيْنِ في المَفازَةِ لِأنَّ (p-٥٣)المَصْدَرَ قَدْ يُجْمَعُ بِاعْتِبارِ تَعَدُّدِ الصّادِرِ مِنهُ، أوْ بِاعْتِبارِ تَعَدُّدِ أنْواعِهِ، وكَذَلِكَ تَعَدُّدُ أمْكِنَةِ الفَوْزِ بِتَعَدُّدِ الطَّوائِفِ، وعَلى هَذا فَإضافَةُ المَفازَةِ إلى ضَمِيرِ (الَّذِينَ اتَّقَوْا) لِتَعْرِيفِها بِهِمْ، أيِ المَفازَةُ الَّتِي عَلِمْتُمْ أنَّها لَهم وهي الجَنَّةُ، وقَدْ عُلِمَ ذَلِكَ مِن آياتٍ وأخْبارٍ مِنها قَوْلُهُ تَعالى ﴿إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازًا﴾ [النبإ: ٣١] ﴿حَدائِقَ وأعْنابًا﴾ [النبإ: ٣٢] ﴿وكَواعِبَ أتْرابًا﴾ [النبإ: ٣٣] . وجُمْلَةُ (﴿لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾) مُبَيِّنَةٌ لِجُمْلَةِ ﴿ويُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ﴾ لِأنَّ نَفْيَ مَسِّ السُّوءِ هو إنْجاؤُهم، ونَفْيُ الحُزْنِ عَنْهم نَفْيٌ لِأثَرِ المَسِّ السُّوءَ. وجِيءَ في جانِبِ نَفْيِ السُّوءِ بِالجُمْلَةِ الفِعْلِيَّةِ لِأنَّ ذَلِكَ لِنَفْيِ حالَةِ أهْلِ النّارِ عَنْهم، وأهْلُ النّارِ في مَسٍّ مِنَ السُّوءِ مُتَجَدِّدٌ. وجِيءَ في نَفْيِ الحُزْنِ عَنْهم بِالجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ لِأنَّ أهْلَ النّارِ أيْضًا في حَزْنٍ وغَمٍّ ثابِتٍ لازِمٍ لَهم. ومِن لَطِيفِ التَّعْبِيرِ هَذا التَّفَنُّنُ، فَإنَّ شَأْنَ الأسْواءِ الجَسَدِيَّةِ تَجَدُّدُ آلامِها وشَأْنُ الأكْدارِ القَلْبِيَّةِ دَوامُ الإحْساسِ بِها.


ركن الترجمة

God would rescue those who fear Him (and guide them) to places of safety. Neither will evil touch them nor regret.

Et Allah sauvera ceux qui ont été pieux en leur faisant gagner [leur place au Paradis]. Nul mal ne les touchera et ils ne seront point affligés.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :