موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 25 شوال 1445 هجرية الموافق ل05 ماي 2024


الآية [6] من سورة  

قُلْ يَٰٓأَيُّهَا اَ۬لذِينَ هَادُوٓاْ إِن زَعَمْتُمُۥٓ أَنَّكُمُۥٓ أَوْلِيَآءُ لِلهِ مِن دُونِ اِ۬لنَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ اُ۬لْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَۖ


ركن التفسير

6 - (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين) تعلق بتمنوا الشرطان على أن الأول قيد في الثاني أي إن صدقتم في زعمكم أنكم أولياء الله والوالي يؤثر الآخرة ومبدؤها الموت فتمنوه

أي إن كنتم تزعمون أنكم على هدى وأن محمدا وأصحابه على ضلالة فادعوا بالموت على الضال من الفئتين إن كنتم صادقين أي فيما تزعمونه.

﴿قُلْ يا أيُّها الَّذِينَ هادُوا إنْ زَعَمْتُمْ أنَّكم أوْلِياءُ لِلَّهِ مِن دُونِ النّاسِ فَتَمَنَّوُا المَوْتَ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ . أعْقَبَ تَمْثِيلَ حالِ جَهْلِهِمْ بِالتَّوْراةِ بِذِكْرِ زَعْمٍ مِن آثارِ جَهْلِهِمْ بِها إبْطالًا لِمَفْخَرَةٍ مَزْعُومَةٍ عِنْدَهم أنَّهم أوْلِياءُ اللَّهِ وبَقِيَّةُ النّاسِ لَيْسُوا مِثْلَهم. وذَلِكَ أصْلٌ كانُوا يَجْعَلُونَهُ حُجَّةً عَلى أنَّ شُئُونَهم أفْضَلُ مِن شُئُونِ غَيْرِهِمْ. ومِن ذَلِكَ أنَّهم كانُوا يَفْتَخِرُونَ بِأنَّ اللَّهَ جَعَلَ لَهُمُ السَّبْتَ أفْضَلَ أيّامِ الأُسْبُوعِ وأنَّهُ لَيْسَ لِلْأُمِّيِّينَ مِثْلُهُ فَلَمّا جَعَلَ اللَّهُ الجُمُعَةَ لِلْمُسْلِمِينَ اغْتاظُوا، وفي الكَشّافِ افْتَخَرَ اليَهُودُ بِالسَّبْتِ وأنَّهُ لَيْسَ لِلْمُسْلِمِينَ مِثْلُهُ فَشَرْعَ اللَّهُ لَهُمُ الجُمُعَةَ. وافْتُتِحَ بِفِعْلِ قُلْ لِلِاهْتِمامِ. و﴿الَّذِينَ هادُوا﴾: هُمُ الَّذِينَ كانُوا يَهُودًا، وتَقَدَّمَ وجْهُ تَسْمِيَةِ اليَهُودِ يَهُودًا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا﴾ [البقرة: ٦٢] في سُورَةِ البَقَرَةِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ (هادُوا) بِمَعْنى تابُوا لِقَوْلِ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ بَعْدَ أنْ أخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ: ﴿إنّا هُدْنا إلَيْكَ﴾ [الأعراف: ١٥٦] كَما تَقَدَّمَ في سُورَةِ الأعْرافِ. وأشْهَرُ وصْفِ بَنِي إسْرائِيلَ في القُرْآنِ بِأنَّهم هُودٌ جَمْعُ هائِدٍ مِثْلُ قُعُودٍ جَمْعُ قاعِدٍ. وأصِلُ هُودٍ هُوُودٌ وقَدْ تُنُوسِيَ مِنهُ هَذا المَعْنى وصارَ عَلَمًا بِالغَلَبَةِ عَلى بَنِي إسْرائِيلَ فَنُودُوا بِهِ هُنا بِهَذا الِاعْتِبارِ لِأنَّ المَقامَ لَيْسَ مَقامَ ثَناءٍ عَلَيْهِمْ أوْ هو تَهَكُّمٌ. وجِيءَ بِ (إنِ) الشَّرْطِيَّةِ الَّتِي الأصْلُ فِيها عَدَمُ الجَزْمِ بِوُقُوعِ الشَّرْطِ مَعَ أنَّ الشَّرْطَ هُنا مُحَقَّقُ الوُقُوعِ إذْ قَدِ اشْتَهَرُوا بِهَذا الزَّعْمِ وحَكاهُ القُرْآنُ عَنْهم في سُورَةِ العُقُودِ (p-٢١٦)﴿وقالَتِ اليَهُودُ والنَّصارى نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأحِبّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨] لِلْإشارَةِ إلى أنَّ زَعْمَهم هَذا لَمّا كانَ باطِلًا بِالدَّلائِلِ كانَ بِمَنزِلَةِ الشَّيْءِ الَّذِي يُفْرَضُ وُقُوعُهُ كَما يُفْرَضُ المُسْتَبْعَدُ وكَأنَّهُ لَيْسَ واقِعًا عَلى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ [الزخرف: ٥] ويُفِيدُ ذَلِكَ تَوْبِيخًا بِطَرِيقِ الكِنايَةِ. والمَعْنى: إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في زَعْمِكم فَتَمَنَّوُا المَوْتَ. وهَذا إلْجاءٌ لَهم حَتّى يَلْزَمَهم ثُبُوتُ شَكِّهِمْ فِيما زَعَمُوهُ. والأمْرُ في قَوْلِهِ (فَتَمَنَّوُا) مُسْتَعْمَلٌ في التَّعْجِيزِ: كِنايَةٌ عَنِ التَّكْذِيبِ مِثْلَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فاتْلُوها إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ﴾ [آل عمران: ٩٣] . ووَجْهُ المُلازِمَةِ بَيْنَ الشَّرْطِ وجَوابِهِ أنَّ المَوْتَ رُجُوعُ الإنْسانِ بِرُوحِهِ إلى حَياةٍ أبَدِيَّةٍ تَظْهَرُ فِيها آثارُ رِضا اللَّهِ عَنِ العَبْدِ أوْ غَضَبِهِ لِيَجْزِيَهُ عَلى حَسَبِ فِعْلِهِ. والنَّتِيجَةُ الحاصِلَةُ مِن هَذا الشَّرْطِ تُحَصِّلُ أنَّهم مِثْلُ جَمِيعِ النّاسِ في الحَياتَيْنِ الدُّنْيا والآخِرَةِ وآثارِهِما، واخْتِلافِ أحْوالِ أهْلِهِما، فَيُعْلَمُ مِن ذَلِكَ أنَّهم لَيْسُوا أفْضَلَ مِنَ النّاسِ. وهَذا ما دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعالى ﴿وقالَتِ اليَهُودُ والنَّصارى نَحْنُ أبْناءُ اللَّهِ وأحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكم بِذُنُوبِكم بَلْ أنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ﴾ [المائدة: ١٨] . وبِهَذا يَنْدَفِعُ ما قَدْ يَعْرِضُ لِلنّاظِرِ في هَذِهِ الآيَةِ مِنَ المُعارَضَةِ بَيْنَها وبَيْنَ ما جاءَ في الأخْبارِ الصَّحِيحَةِ مِنَ النَّهْيِ عَنْ تَمَنِّي المَوْتِ. وما رُوِيَ أنَّ النَّبِيَّءَ ﷺ قالَ: «مَن أحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ ومَن كَرِهَ لِقاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقاءَهُ، فَقالَتْ عائِشَةُ: إنّا نَكْرَهُ المَوْتَ فَقالَ لَها لَيْسَ ذَلِكَ» الحَدِيثَ. وما رُوِيَ عَنْهُ أنَّهُ قالَ: «أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إلى مُوسى فَلَمّا جاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إلى رَبِّهِ فَقالَ أرْسَلْتَنِي إلى عَبْدٍ لا يُرِيدُ المَوْتَ إلى قَوْلِهِ قالَ مُوسى فالآنَ» . ذَلِكَ أنَّ شَأْنَ المُؤْمِنِينَ أنْ يَكُونُوا بَيْنَ الرَّجاءِ والخَوْفِ مِنَ اللَّهِ، ولَيْسُوا يَتَوَهَّمُونَ أنَّ الفَوْزَ مَضْمُونٌ لَهم كَما تَوَهَّمَ اليَهُودُ. فَما تَضَمَّنَتْهُ هَذِهِ الآيَةُ حِكايَةً عَنْ حالِ اليَهُودِ المَوْجُودِينَ يَوْمَئِذٍ، وهم عامَّةٌ غَلَبَتْ عَلَيْهِمُ الأوْقامُ والغُرُورُ بَعْدَ انْقِراضِ عُلَمائِهِمْ، فَهو حِكايَةٌ عَنْ مَجْمُوعِ قَوْمٍ. وأمّا الأخْبارُ الَّتِي أوْرَدْناها فَوَصَفٌ لِأحْوالٍ مُعَيَّنَةٍ وأشْخاصٍ مُعَيَّنِينَ فَلا (p-٢١٧)تَعارُضَ مَعَ اخْتِلافِ الأحْوالِ والأزْمانِ، فَلَوْ حَصَلَ لِأحَدٍ يَقِينٌ بِالتَّعْجِيلِ إلى النَّعِيمِ لَتَمَنّى المَوْتَ إلّا أنْ تَكُونَ حَياتُهُ لِتَأْيِيدِ الدِّينِ كَحَياةِ الأنْبِياءِ. فَعَلى الأوَّلِ يُحْمَلُ حالُ عُمَيْرِ بْنِ الحُمامِ في قَوْلِهِ: ؎جَرْيًا إلى اللَّهِ بِغَيْرِ زادٍ وحالُ جَعْفَرِ بْنِ أبِي طالِبِ يَوْمَ مُوتَةَ وقَدِ اقْتَحَمَ صَفَّ المُشْرِكِينَ: ؎يا حَبَّذا الجَنَّةُ واقْتِرابُها وقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَواحَةَ: ؎لَكِنَّنِي أسْألُ الرَّحْمَنَ مَغْفِرَةً ∗∗∗ وضَرْبَةَ ذاتَ فَرْغٍ تَقْذِفُ الزَّبَدا المُتَقَدِّمَةُ في سُورَةِ البَقَرَةِ لِأنَّ الشَّهادَةَ مَضْمُونَةُ الجَزاءِ الأحْسَنِ والمَغْفِرَةِ التّامَّةِ. وعَلى الثّانِي يُحْمَلُ قَوْلُ النَّبِيءِ ﷺ لِعائِشَةَ في تَأْوِيلِ قَوْلِهِ «مِن أحَبِّ لِقاءَ اللَّهِ أحَبَّ اللَّهُ لِقاءَهُ» إنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوانِ اللَّهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أحَبُّ إلَيْهِ مِمّا أمامَهُ فَأحَبَّ لِقاءَ اللَّهِ. وقَوْلُ مُوسى عَلَيْهِ السَّلامُ لِمَلَكِ المَوْتِ: فالآنَ.


ركن الترجمة

Say: "O you Jews, if you claim that you are the favourites of God apart from all men, then wish for death, if you speak the truth.

Dis: «O vous qui pratiquez le judaïsme! Si vous prétendez être les bien-aimés d'Allah à l'exclusion des autres, souhaitez, donc la mort, si vous êtes véridiques».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :