موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
السبت 9 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل18 ماي 2024


الآية [175] من سورة  

وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ


ركن التفسير

175 - (واتل) يا محمد (عليهم) أي اليهود (نبأ) خبر (الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها) خرج بكفره كما تخرج الحية من جلدها وهو بلعم بن باعوراء من علماء بني إسرائيل ، سئل أن يدعو على موسى وأهدي إليه شيء فدعا فانقلب عليه واندلع لسانه على صدره (فأتبعه الشيطان) فأدركه فصار قرينه (فكان من الغاوين)

قال عبدالرزاق عن سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها" الآية قال هو رجل من بني إسرائيل يقال له بلعم بن باعوراء وكذا رواه شعبة وغير واحد عن منصور به. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن ابن عباس هو صيفي بن الراهب. قال قتادة وقال كعب: كان رجلا من أهل البلقاء وكان يعلم الاسم الأكبر وكان مقيما ببيت المقدس مع الجبارين وقال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنه وهو رجل من أهل اليمن يقال له بلعم آتاه الله آياته فتركها وقال مالك بن دينار كان من علماء بني إسرائيل وكان مجاب الدعوة يقدمونه في الشدائد بعثه نبي الله موسى عليه السلام إلى ملك مدين يدعوه إلى الله فأقطعه وأعطاه فتبع دينه وترك دين موسى عليه السلام. وقال سفيان بن عيينة عن حصين عن عمران بن الحارث عن ابن عباس هو بلعم بن باعوراء وكذا قال مجاهد وعكرمة وقال ابن جرير: حدثني الحارث حدثنا عبدالعزيز حدثنا إسرائيل عن مغيرة عن مجاهد عن ابن عباس قال هو بلعام وقالت ثقيف هو أمية بن أبي الصلت وقال شعبة عن يعلى بن عطاء عن نافع بن عاصم عن عبدالله بن عمرو في قوله "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا" الآية. قال هو صاحبكم أمية بن أبي الصلت وقد روي من غير وجه عنه وهو صحيح إليه وكأنه إنما أراد أن أمية بن أبي الصلت يشبهه فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة ولكنه لم ينتفع بعلمه فإنه أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغته أعلامه وآياته ومعجزاته وظهرت لكل من له بصيرة ومع هذا اجتمع به ولم يتبعه وصار إلى موالاة المشركين ومناصرتهم وامتداحهم ورثى أهل بدر من المشركين بمرثاة بليغة قبحه الله. وقد جاء في بعض الأحاديث أنه ممن آمن لسانه ولم يؤمن قلبه فإن له أشعارا ربانية وحكما وفصاحة ولكنه لم يشرح الله صدره للإسلام. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا ابن أبي نمر حدثنا سفيان عن أبي سعيد الأعور عن عكرمة عن ابن عباس في قوله "واتل عليهم نبا الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها" قال هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيهن وكانت له امرأة له منها ولد فقالت اجعل لي منها واحدة قال فلك واحدة فما الذي تريدين؟ قالت ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل فدعا الله فجعلها أجمل امرأة في بني إسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئا آخر فدعا الله أن يجعلها كلبة فصارت كلبة فذهبت دعوتان فجاء بنوها فقالوا ليس بنا على هذا قرار قد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس بها فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وتسمى البسوس غريب وأما المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة فإنما هو رجل من المتقدمين في زمن بني إسرائيل كما قال ابن مسعود وغيره من السلف وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعام وكان يعلم اسم الله الأكبر وقال عبدالرحمن بن زيد بن أسلم وغيره من علماء السلف كان مجاب الدعوة ولا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وأغرب بل أبعد بل أخطا من قال كان قد أوتي النبوة فانسلخ منها حكاه ابن جرير عن بعضهم ولا يصح وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس لما نزل موسى بهم يعني بالجبارين ومن معه أتاه - يعني بلعم - بنو عمه وقومه فقالوا إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه الله ما كان عليه فذلك قوله تعالى "فانسلخ منها فأتبعه الشيطان" الآية وقال السدي لما انقضت الأربعون سنة التي قال الله "فإنها محرمة عليهم أربعين سنة" بعث يوشع بن نون نبيا فدعا بني إسرائيل فأخبرهم أنه نبي وأن الله أمره أن يقاتل الجبارين فبايعوه وصدقوه وانطلق رجل من بني إسرائيل يقال له بلعام فكان عالما يعلم الاسم الأعظم المكتوم فكفر - لعنه الله - وأتى الجبارين وقال لهم لا ترهبوا بني إسرائيل فإني إذا خرجتم تقاتلونهم ادعوا عليهم دعوة فيهلكون وكان عندهم فيما شاء من الدنيا غير أنه كان لا يستطيع أن يأتي النساء لعظمهن فكان ينكح أتانا له وهو الذي قال الله تعالى "فانسلخ منها" وقوله تعالى "فأتبعه الشيطان" أي استحوذ عليه وعلى أمره فمهما أمره امتثل وأطاعه ولهذا قال "فكان من الغاوين" أي من الهالكين الحائرين البائرين وقد ورد في معنى هذه الآية حديث رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حيث قال: حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا محمد بن بكر عن الصلت بن بهرام حدثنا الحسن حدثنا جندب البجلي في هذا المسجد أن حذيفة يعني بن اليمان رضي الله عنه حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن مما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله انسلخ منه ونبذه وراء ظهره وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك" قال: قلت يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أو الرامي؟ قال "بل الرامي" هذا إسناد جيد والصلت بن بهرام كان من ثقات الكوفيين ولم يرم بشيء سوى الإرجاء وقد وثقه الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما.

(p-١٧٢)(p-١٧٣)بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سُورَةُ الأعْرافِ ﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ مِنها فَأتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الغاوِينَ﴾ ﴿ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها ولَكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرْضِ واتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف: ١٧٦] أعْقَبَ ما يُفِيدُ أنَّ التَّوْحِيدَ جُعِلَ في الفِطْرَةِ بِذِكْرِ حالَةِ اهْتِداءِ بَعْضِ النّاسِ إلى نَبْذِ الشِّرْكِ في مَبْدَأِ أمْرِهِ ثُمَّ تَعْرِضُ وساوِسُ الشَّيْطانِ لَهُ بِتَحْسِينِ الشِّرْكِ. ومُناسَبَتُها لِلَّتِي قَبْلَها إشارَةُ العِبْرَةِ مِن حالِ أحَدِ الَّذِينَ أخَذَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ العَهْدَ بِالتَّوْحِيدِ والِامْتِثالِ لِأمْرِ اللَّهِ، وأمَدَّهُ اللَّهُ بِعِلْمٍ يُعِينُهُ عَلى الوَفاءِ بِما عاهَدَ اللَّهَ عَلَيْهِ في الفِطْرَةِ، ثُمَّ لَمْ يَنْفَعْهُ ذَلِكَ كُلُّهُ حِينَ لَمْ يُقَدِّرِ اللَّهُ لَهُ الهُدى المُسْتَمِرَّ. وشَأْنُ القَصَصِ المُفْتَتَحَةِ بِقَوْلِهِ ”﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ﴾“ أنْ يُقْصَدَ مِنها وعْظُ المُشْرِكِينَ بِصاحِبِ القِصَّةِ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ ”﴿ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ﴾ [الأعراف: ١٧٦]“ إلَخْ، ويَحْصُلُ مِن ذَلِكَ أيْضًا تَعْلِيمٌ مِثْلُ قَوْلِهِ ﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ نُوحٍ﴾ [يونس: ٧١] ﴿واتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأ إبْراهِيمَ﴾ [الشعراء: ٦٩] ﴿نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَبَأِ مُوسى وفِرْعَوْنَ بِالحَقِّ﴾ [القصص: ٣] ونَظائِرُ ذَلِكَ. فَضَمِيرُ عَلَيْهِمْ راجِعٌ إلى المُشْرِكِينَ الَّذِينَ وُجِّهَتْ إلَيْهِمُ العِبَرُ والمَواعِظُ مِن أوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ، وقَصَّتْ عَلَيْهِمْ (p-١٧٤)قَصَصَ الأُمَمِ مَعَ رُسُلِهِمْ، عَلى أنَّ تَوْجِيهَ ضَمائِرِ الغَيْبَةِ إلَيْهِمْ أُسْلُوبٌ مُتَّبَعٌ في مَواقِعَ كَثِيرَةٍ مِنَ القُرْآنِ، كَما قَدَّمْناهُ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَهَذا مِن قَبِيلِ رَدِّ العَجُزِ عَلى الصَّدْرِ. ومُناسَبَةُ فِعْلِ التِّلاوَةِ لَهم أنَّهم كانُوا قَوْمًا تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ الأُمِّيَّةُ فَأرادَ اللَّهُ أنْ يُبَلِّغَ إلَيْهِمْ مِنَ التَّعْلِيمِ ما يُساوُونَ بِهِ حالَ أهْلِ الكِتابِ في التِّلاوَةِ، فالضَّمِيرُ المَجْرُورُ بِعَلى عائِدٌ إلى مَعْلُومٍ مِنَ السِّياقِ وهُمُ المُشْرِكُونَ، وكَثِيرًا ما يَجِيءُ ضَمِيرُ جَمْعِ الغائِبِ في القُرْآنِ مُرادًا بِهِ المُشْرِكُونَ كَقَوْلِهِ عَمَّ يَتَساءَلُونَ. والنَّبَأُ الخَبَرُ المَرْوِيُّ. وظاهِرُ اسْمِ المَوْصُولِ المُفْرَدِ أنَّ صاحِبَ الصِّلَةِ واحِدٌ مُعَيَّنٌ، وأنَّ مَضْمُونَ الصِّلَةِ حالٌ مِن أحْوالِهِ الَّتِي عُرِفَ بِها، والأقْرَبُ أنْ يَكُونَ صاحِبُ هَذا النَّبَأِ مِمَّنْ لِلْعَرَبِ إلْمامٌ بِمُجْمَلِ خَبَرِهِ. فَقِيلَ المَعْنِيُّ بِهِ أُمَيَّةُ بْنُ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ، ورُوِيَ هَذا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ، بِأسانِيدَ كَثِيرَةٍ عِنْدَ الطَّبَرِيِّ، وعَنْ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ، وقالَ القُرْطُبِيُّ في التَّفْسِيرِ: هو الأشْهَرُ، وهو قَوْلُ الأكْثَرِ، ذَلِكَ أنَّ أُمَيَّةَ بْنَ أبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيَّ كانَ مِمَّنْ أرادَ اتِّباعَ دِينٍ غَيْرَ الشِّرْكِ طالَبًا دِينَ الحَقِّ، ونَظَرَ في التَّوْراةِ والإنْجِيلِ فَلَمْ يَرَ النَّجاةَ في اليَهُودِيَّةِ ولا النَّصْرانِيَّةِ، وتَزَهَّدَ وتَوَخّى الحَنِيفِيَّةَ دِينَ إبْراهِيمَ وأُخْبِرَ أنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ نَبِيًّا في العَرَبِ، فَطَمِعَ أنْ يَكُونَهُ، ورَفَضَ عِبادَةَ الأصْنامِ وحَرَّمَ الخَمْرَ وذَكَرَ في شِعْرِهِ أخْبارًا مِن قَصَصِ التَّوْراةِ، ويُرْوى أنَّهُ كانَتْ لَهُ إلْهاماتٌ ومُكاشَفاتٌ وكانَ يَقُولُ: كُلُّ دِينٍ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ اللَّهِ إلّا دِينَ الحَنِيفِيَّةِ زُورٌ ولَهُ شِعْرٌ كَثِيرٌ في أُمُورِ الإلَهِيَّةِ، فَلَمّا بُعِثَ مُحَمَّدٌ ﷺ أسِفَ أنْ لَمْ يَكُنْ هو الرَّسُولَ المَبْعُوثَ في العَرَبِ، وقَدِ اتَّفَقَ أنْ خَرَجَ إلى البَحْرَيْنِ قَبْلَ البَعْثَةِ وأقامَ هُنالِكَ ثَمانِ سِنِينَ ثُمَّ رَجَعَ إلى مَكَّةَ فَوَجَدَ البَعْثَةَ وتَرَدَّدَ في الإسْلامِ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الشّامِ ورَجَعَ بَعْدَ وقْعَةِ بَدْرٍ فَلَمْ يُؤْمِن بِالنَّبِيءِ ﷺ حَسَدًا، ورَثى مَن قُتِلَ مِنَ المُشْرِكِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، وخَرَجَ إلى الطّائِفِ بِلادِ قَوْمِهِ فَماتَ كافِرًا. وكانَ يَذْكُرُ في شِعْرِهِ الثَّوابَ والعِقابَ واسْمَ اللَّهِ وأسْماءَ الأنْبِياءِ، وقَدْ قالَ فِيهِ النَّبِيءُ ﷺ (p-١٧٥)«كادَ أُمَيَّةُ بْنُ أبِي الصَّلْتِ أنْ يُسْلِمَ» ورُوِيَ عَنْ أُمَيَّةَ أنَّهُ قالَ لَمّا مَرِضَ مَرَضَ مَوْتِهِ ”أنا أعْلَمُ أنَّ الحَنِيفِيَّةَ حَقٌّ ولَكِنَّ الشَّكَّ يُداخِلُنِي في مُحَمَّدٍ“ فَمَعْنى ”﴿آتَيْناهُ آياتِنا﴾“ أنَّ اللَّهَ ألْهَمَ أُمَيَّةَ كَراهِيَةَ الشِّرْكِ، وألْقى في نَفْسِهِ طَلَبَ الحَقِّ، ويَسَّرَ لَهُ قِراءَةَ كُتُبِ الأنْبِياءِ، وحَبَّبَ إلَيْهِ الحَنِيفِيَّةَ، فَلَمّا انْفَتَحَ لَهُ بابُ الهُدى وأشْرَقَ نُورُ الدَّعْوَةِ المُحَمَّدِيَّةِ كابَرَ وحَسَدَ وأعْرَضَ عَنِ الإسْلامِ، فَلا جَرَمَ أنْ كانَتْ حالُهُ أنَّهُ انْسَلَخَ عَنْ جَمِيعِ ما يُسِّرَ لَهُ، ولَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ عِنْدَ إبّانِ الِانْتِفاعِ، فَكانَ الشَّيْطانُ هو الَّذِي صَرَفَهُ عَنِ الهُدى فَكانَ مِنَ الغاوِينَ، إذْ ماتَ عَلى الكُفْرِ بِمُحَمَّدٍ ﷺ . وقالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ نَزَلَتْ في أبِي عامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ الرّاهِبِ واسْمُهُ النُّعْمانُ الخَزْرَجِيُّ، وكانَ يُلَقَّبُ بِالرّاهِبِ في الجاهِلِيَّةِ لِأنَّهُ قَدْ تَنَصَّرَ في الجاهِلِيَّةِ ولَبِسَ المُسُوحَ وزَعَمَ أنَّهُ عَلى الحَنِيفِيَّةِ، فَلَمّا قَدِمَ النَّبِيءُ ﷺ المَدِينَةَ دَخَلَ عَلى النَّبِيءِ فَقالَ: «يا مُحَمَّدُ ما الَّذِي جِئْتَ بِهِ ؟ قالَ: جِئْتُ بِالحَنِيفِيَّةِ دِينِ إبْراهِيمَ. قالَ: فَإنِّي عَلَيْها، فَقالَ النَّبِيءُ: لَسْتَ عَلَيْها لِأنَّكَ أدْخَلْتَ فِيها ما لَيْسَ مِنها» ”فَكَفَرَ وخَرَجَ إلى مَكَّةَ يُحَرِّضُ المُشْرِكِينَ عَلى قِتالِ النَّبِيءِ ﷺ ويَخْرُجُ مَعَهم إلى أنْ قاتَلَ في حُنَيْنٍ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ فَلَمّا انْهَزَمَتْ هَوازِنُ يَئِسَ وخَرَجَ إلى الشّامِ فَماتَ هُنالِكَ. وذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ المُفَسِّرِينَ إلى أنَّها نَزَلَتْ في رَجُلٍ مِنَ الكَنْعانِيِّينَ وكانَ في زَمَنِ مُوسى - عَلَيْهِ السَّلامُ - يُقالُ لَهُ بَلْعامُ بْنُ باعُورَ، وذَكَرُوا قِصَّتَهُ فَخَلَطُوها وغَيَّرُوها واخْتَلَفُوا فِيها، والتَّحْقِيقُ أنَّ بِلْعامَ هَذا كانَ مِن صالِحِي أهْلِ مَدْيَنَ وعَرّافِيهِمْ في زَمَنِ مُرُورِ بَنِي إسْرائِيلَ عَلى أرْضِ“ مُؤابَ ”ولَكِنَّهُ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ حالِ الصَّلاحِ، وذَلِكَ مَذْكُورٌ في سِفْرِ العَدَدِ مِنَ التَّوْراةِ في الإصْحاحاتِ ٢٢ - ٢٣ - ٢٤ فَلا يَنْبَغِي الِالتِفاتُ إلى هَذا القَوْلِ لِاضْطِرابِهِ واخْتِلاطِهِ. والإيتاءُ هُنا مُسْتَعارٌ لِلْإطْلاعِ وتَيْسِيرِ العِلْمِ مِثْلُ قَوْلِهِ وآتاهُ اللَّهُ العِلْمِ والحِكْمَةَ و“ الآياتُ ”دَلائِلُ الوَحْدانِيَّةِ الَّتِي كَرَّهَتْ إلَيْهِ الشِّرْكَ وبَعَثَتْهُ عَلى تَطَلُّبِ الحَنِيفِيَّةِ بِالنِّسْبَةِ لِأُمِّيَّةَ بْنِ أبِي الصَّلْتِ، أوْ دَلائِلِ الإنْجِيلِ عَلى صِفَةِ مُحَمَّدٍ - صَلّى اللَّهُ (p-١٧٦)عَلَيْهِ وسَلَّمَ - بِالنِّسْبَةِ لِلرّاهِبِ أبِي عامِرِ بْنِ صَيْفِيٍّ. والِانْسِلاخُ حَقِيقَتُهُ خُرُوجُ جَسَدِ الحَيَوانِ مِن جِلْدِهِ حِينَما يُسْلَخُ عَنْهُ جِلْدُهُ، والسَّلْخُ إزالَةُ جِلْدِ الحَيَوانِ المَيِّتِ عَنْ جَسَدِهِ، واسْتُعِيرَ في الآيَةِ لِلِانْفِصالِ المَعْنَوِيِّ، وهو تَرْكُ التَّلَبُّسِ بِالشَّيْءِ أوْ عَدَمِ العَمَلِ بِهِ، ومَعْنى الِانْسِلاخُ عَنِ الآياتِ الإقْلاعُ عَنِ العَمَلِ بِما تَقْتَضِيهِ، وذَلِكَ أنَّ الآياتِ أعْلَمَتْهُ بِفَسادِ دِينِ الجاهِلِيَّةِ. وأتْبَعَهُ بِهَمْزَةِ قَطْعٍ وسُكُونِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ بِمَعْنى لَحِقَهُ غَيْرَ مُفْلِتٍ كَقَوْلِهِ ﴿فَأتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ﴾ [الصافات: ١٠] ﴿فَأتْبَعَهم فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ﴾ [طه: ٧٨] وهَذا أخَصُّ مِنِ اتَّبَعَهُ بِتَشْدِيدِ المُثَنّاةِ ووَصْلِ الهَمْزَةِ. والمُرادُ بِالغاوِينَ: المُتَّصِفِينَ بِالغَيِّ وهو الضَّلالُ“ ﴿فَكانَ مِنَ الغاوِينَ﴾ ”أشَدُّ مُبالَغَةً في الِاتِّصافِ بِالغِوايَةِ مِن أنْ يُقالَ: وغَوى أوْ كانَ غاوِيًا، كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى - ﴿قَدْ ضَلَلْتُ إذًا وما أنا مِنَ المُهْتَدِينَ﴾ [الأنعام: ٥٦] في سُورَةِ الأنْعامِ. ورُتِّبَتْ أفْعالُ الِانْسِلاخِ والِاتِّباعِ والكَوْنِ مِنَ الغاوِينَ بِفاءِ العَطْفِ عَلى حَسَبِ تَرْتِيبِها في الحُصُولِ، فَإنَّهُ لَمّا عانَدَ ولَمْ يَعْمَلْ بِما هَداهُ اللَّهُ إلَيْهِ حَصَلَتْ في نَفْسِهِ ظُلْمَةٌ شَيْطانِيَّةٌ مَكَّنَتِ الشَّيْطانَ مِنِ اسْتِخْدامِهِ وإدامَةِ إضْلالِهِ، فالِانْسِلاخُ عَنِ الآياتِ أثَرٌ مِن وسْوَسَةِ الشَّيْطانِ، وإذا أطاعَ المَرْءُ الوَسْوَسَةَ تَمَكَّنَ الشَّيْطانُ مِن مَقادِهِ، فَسَخَّرَهُ وأدامَ إضْلالَهُ، وهو المُعَبَّرُ عَنْهُ بِ أتْبَعَهُ فَصارَ بِذَلِكَ في زُمْرَةِ الغُواةِ المُتَمَكِّنِينَ مِنَ الغِوايَةِ. وقَوْلُهُ - تَعالى - ﴿ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها﴾ [الأعراف: ١٧٦] أفادَ أنَّ تِلْكَ الآياتِ شَأْنُها أنْ تَكُونَ سَبَبًا لِلْهِدايَةِ والتَّزْكِيَةِ، لَوْ شاءَ اللَّهُ لَهُ التَّوْفِيقَ وعَصَمَهُ مِن كَيْدِ الشَّيْطانِ وفِتْنَتِهِ فَلَمْ يَنْسَلِخْ عَنْها، وهَذِهِ عِبْرَةٌ لِلْمُوَفَّقِينَ لِيَعْلَمُوا فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ في تَوْفِيقِهِمْ، فالمَعْنى: ولَوْ شِئْنا لَزادَ في العَمَلِ بِما آتَيْناهُ مِنَ الآياتِ فَلَرَفَعَهُ اللَّهُ بِعَمَلِهِ. والرِّفْعَةُ مُسْتَعارَةٌ لِكَمالِ النَّفْسِ وزَكائِها، لِأنَّ الصِّفاتِ الحَمِيدَةَ تُخَيِّلُ صاحِبَها مُرْتَفِعًا عَلى مَن دُونَهُ، أيْ ولَوْ شِئْنا لاكْتَسَبَ بِعَمَلِهِ بِالآياتِ فَضْلًا وزَكاءً وتَمَيُّزًا بِالفَضْلِ، فَمَعْنى“ ﴿لَرَفَعْناهُ﴾ [الأعراف: ١٧٦] ”لَيَسَّرْنا لَهُ العَمَلَ بِها الَّذِي يُشْرُفُ بِهِ. وقَدْ وقَعَ الِاسْتِدْراكُ عَلى مَضْمُونِ قَوْلِهِ“ ﴿ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها﴾ [الأعراف: ١٧٦] ”بِذِكْرِ ما يُناقِضُ (p-١٧٧)تِلْكَ المَشِيئَةَ المُمْتَنِعَةَ، وهو الِاسْتِدْراكُ بِأنَّهُ انْعَكَسَتْ حالُهُ فَأخْلَدَ إلى الأرْضِ، أيْ رَكَنَ ومالَ إلى الأرْضِ، والكَلامُ تَمْثِيلٌ لِحالِ المُتَلَبِّسِ بِالنَّقائِصِ والكُفْرِ بَعْدَ الإيمانِ والتَّقْوى، بِحالِ مَن كانَ مُرْتَفِعًا عَنِ الأرْضِ فَنَزَلَ مِنِ اعْتِلاءٍ إلى أسْفَلَ فَبِذِكْرِ الأرْضِ عُلِمَ أنَّ الإخْلادَ هُنا رُكُونٌ إلى السُّفْلِ أيْ تَلَبُّسٌ بِالنَّقائِصِ والمَفاسِدِ. واتِّباعُ الهَوى تَرْجِيحُ ما يَحْسُنُ لَدى النَّفْسِ مِنَ النَّقائِصِ المَحْبُوبَةِ، عَلى ما يَدْعُو إلَيْهِ الحَقُّ والرُّشْدُ، فالِاتِّباعُ مُسْتَعارٌ لِلِاخْتِيارِ والمَيْلِ، والهَوى شاعَ في المَحَبَّةِ المَذْمُومَةِ الخاسِرَةِ عاقِبَتُها. وقَدْ تَفَرَّعَ عَلى هَذِهِ الحالَةِ تَمْثِيلُهُ بِالكَلْبِ اللّاهِثِ، لِأنَّ اتِّصافَهُ بِالحالَةِ الَّتِي صَيَّرَتْهُ شَبِيهًا بِحالِ الكَلْبِ اللّاهِثِ تَفَرَّعَ عَلى إخْلادِهِ إلى الأرْضِ واتِّباعِ هَواهُ، فالكَلامُ في قُوَّةٍ أنْ يُقالَ: ولَكِنَّهُ أخْلَدَ إلى الأرْضِ فَصارَ في شَقاءٍ وعِنادٍ كَمَثَلِ الكَلْبِ إلَخْ. واسْتِعْمالُ القُرْآنِ لَفْظَ المَثَلِ بَعْدَ كافِ التَّشْبِيهِ مَأْلُوفٌ بِأنَّهُ يُرادُ بِهِ تَشْبِيهُ الحالَةِ بِالحالَةِ، وتَقَدَّمَ قَوْلُهُ - تَعالى - ﴿مَثَلُهم كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نارًا﴾ [البقرة: ١٧] في سُورَةِ البَقَرَةِ، فَلِذَلِكَ تَعَيَّنَ أنَّ التَّشْبِيهَ هُنا لا يَخْرُجُ عَنِ المُتَعارَفِ في التَّشْبِيهِ المُرَكَّبِ، فَهَذا الضّالُّ تَحَمَّلَ كُلْفَةَ اتِّباعِ الدِّينِ الصّالِحِ وصارَ يَطْلُبُهُ في حِينٍ كانَ غَيْرَ مُكَلَّفٍ بِذَلِكَ في زَمَنِ الفَتْرَةِ فَلَقِيَ مِن ذَلِكَ نَصَبًا وعَناءً، فَلَمّا حانَ حِينُ اتِّباعِ الحَقِّ بِبَعْثَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ تَحَمَّلَ مَشَقَّةَ العِنادِ والإعْراضِ عَنْهُ في وقْتٍ كانَ جَدِيرًا فِيهِ بِأنْ يَسْتَرِيحَ مِن عَنائِهِ لِحُصُولِ طِلْبَتِهِ فَكانَتْ حالَتُهُ شَبِيهَةً بِحالَةِ الكَلْبِ المَوْصُوفِ بِاللَّهَثِ، فَهو يَلْهَثُ في حالَةِ وُجُودِ أسْبابِ اللَّهَثِ مِنَ الطَّرْدِ والإرْهابِ والمَشَقَّةِ وهي حالَةُ الحَمْلِ عَلَيْهِ، وفي حالَةِ الخُلُوِّ عَنْ ذَلِكَ السَّبَبِ وهي حالَةُ تَرْكِهِ في دَعَةٍ ومُسالَمَةٍ، والَّذِي يُنَبِّهُ عَلى هَذا المَعْنى هو قَوْلُهُ“ أوْ تَتْرُكْهُ ”. ولَيْسَ لِشَيْءٍ مِنَ الحَيَوانِ حالَةٌ لِلتَّشْبِيهِ بِها في الحالَتَيْنِ غَيْرُ حالَةِ الكَلْبِ اللّاهِثِ لِأنَّهُ يَلْهَثُ إذا أتْعَبَ وإذا كانَ في دَعَةٍ، فاللَّهَثُ في أصْلِ خِلْقَتِهِ. وهَذا التَّمْثِيلُ مِن مُبْتَكَراتِ القُرْآنِ فَإنَّ اللَّهَثَ حالَةٌ تُؤْذِنُ بِحَرَجِ الكَلْبِ مِن جَرّاءِ عُسْرِ تَنَفُّسِهِ عَنِ اضْطِرابِ باطِنِهِ وإنْ لَمْ يَكُنْ لِاضْطِرابِ باطِنِهِ سَبَبٌ آتٍ مِن غَيْرِهِ (p-١٧٨)فَمَعْنى“ ﴿إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ﴾ [الأعراف: ١٧٦] ”إنْ تُطارِدْهُ وتُهاجِمْهُ. مُشْتَقٌّ مِنَ الحَمْلِ الَّذِي هو الهُجُومُ عَلى أحَدٍ لِقِتالِهِ، يُقالُ: حَمَلَ فُلانٌ عَلى القَوْمِ حَمْلَةً شَعْواءَ أوْ حَمْلَةً مُنْكَرَةً، وقَدْ أغْفَلَ المُفَسِّرُونَ تَوْضِيحَهُ وأغْفَلَ الرّاغِبُ في مُفْرَداتِ القُرْآنِ هَذا المَعْنى لِهَذا الفِعْلِ. فَهَذا تَشْبِيهُ تَمْثِيلٍ مُرَكَّبٌ مُنْتَزَعَةٌ فِيهِ الحالَةُ المُشَبَّهَةُ والحالَةُ المُشَبَّهُ بِها مِن مُتَعَدِّدٍ، ولَمّا ذَكَرَ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ في شَقِّ الحالَةِ المُشَبَّهِ بِها، تَعَيَّنَ أنْ يَكُونَ لَها مُقابِلٌ في الحالَةِ المُشَبَّهَةِ، وتَتَقابَلُ أجْزاءُ هَذا التَّمْثِيلِ بِأنْ يُشَبَّهَ الضّالُّ بِالكَلْبِ ويُشَبَّهَ شَقاؤُهُ واضْطِرابُ أمْرِهِ في مُدَّةِ البَحْثِ عَنِ الدِّينِ بِلَهَثِ الكَلْبِ في حالَةِ تَرْكِهِ في دَعَةٍ، تَشْبِيهَ المَعْقُولِ بِالمَحْسُوسِ، ويُشَبَّهَ شَقاؤُهُ في إعْراضِهِ عَنِ الدِّينِ الحَقِّ عِنْدَ مَجِيئِهِ بِلَهَثِ الكَلْبِ في حالَةِ طَرْدِهِ وضَرْبِهِ تَشْبِيهَ المَعْقُولِ بِالمَحْسُوسِ. وقَدْ أغْفَلَ هَذا الَّذِينَ فَسَّرُوا هَذِهِ الآيَةَ فَقَرَّرُوا التَّمْثِيلَ بِتَشْبِيهِ حالَةٍ بَسِيطَةٍ بِحالَةٍ بَسِيطَةٍ في مُجَرَّدِ التَّشْوِيهِ أوِ الخِسَّةِ، فَيَئُولُ إلى أنَّ الغَرَضَ مِن تَشْبِيهِهِ بِالكَلْبِ إظْهارُ خِسَّةِ المُشَبَّهِ، كَما دَرَجَ عَلَيْهِ في الكَشّافِ، ولَوْ كانَ هَذا هو المُرادَ لَما كانَ لِذِكْرِ ﴿إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف: ١٧٦] كَبِيرُ جَدْوى بَلْ يَقْتَصِرُ عَلى أنَّهُ لِتَشْوِيهِ الحالَةِ المُشَبَّهِ بِها لِتَكْتَسِبَ الحالَةُ المُشَبَّهَةُ تَشْوِيهًا، وذَلِكَ تَقْصِيرٌ في حَقِّ التَّمْثِيلِ. والكَلْبُ حَيَوانٌ مِن ذَواتِ الأرْبَعِ ذُو أنْيابٍ وأظْفارٍ كَثِيرُ النَّبْحِ في اللَّيْلِ قَلِيلُ النَّوْمِ فِيهِ كَثِيرُ النَّوْمِ في النَّهارِ، يَأْلَفُ مَن يُعاشِرُهُ يَحْرُسُ مَكانَهُ مِنَ الطّارِقِينَ الَّذِينَ لا يَأْلَفُهم، ويَحْرُسُ الأنْعامَ الَّتِي يُعاشِرُها، ويَعْدُو عَلى الذِّئابِ ويَقْبَلُ التَّعْلِيمَ لِأنَّهُ ذَكِيٌّ. ويَلْهَثُ إذا أتْعَبَ أوِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الحَرُّ، ويَلْهَثُ بِدُونِ ذَلِكَ لِأنَّ في خِلْقَتِهِ ضِيقًا في مَجارِي النَّفَسِ يَرْتاحُ لَهُ بِاللَّهَثِ. وجُمْلَةُ ﴿إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾ [الأعراف: ١٧٦] في مَوْضِعِ الحالِ مِنَ الكَلْبِ. والخِطابُ في“ ﴿تَحْمِلْ﴾ [الأعراف: ١٧٦] ”“ وتَتْرُكْ " لِمُخاطَبٍ غَيْرِ مُعَيَّنٍ، والمَعْنى إنْ يَحْمِلْ عَلَيْهِ حامِلٌ أوْ يَتْرُكْهُ تارِكٌ. واللَّهَثُ سُرْعَةُ التَّنَفُّسِ مَعَ امْتِدادِ اللِّسانِ لِضِيقِ النَّفَسِ، وفِعْلُهُ بِفَتْحِ الهاءِ وبِكَسْرِها، ومُضارِعُهُ بِفَتْحِها لا غَيْرَ، والمَصْدَرُ اللَّهَثُ بِفَتْحِ اللّامِ والهاءِ ويُقالُ (p-١٧٩)اللُّهاثُ بِضَمِّ اللّامِ لِأنَّهُ مِنَ الأدْواءِ. ولَيْسَ بِصَوْتٍ.


ركن الترجمة

Relate to them the plight of the man whom We gave Our signs, but he passed them by, so that Satan came after him, and he went astray.

Et raconte-leur l'histoire de celui à qui Nous avions donné Nos signes et qui s'en écarta. Le Diable, donc, l'entraîna dans sa suite et il devint ainsi du nombre des égarés.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :