موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 10 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل19 ماي 2024


الآية [18] من سورة  

قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ


ركن التفسير

18 - (قال اخرج منها مذؤوما) بالهمزة معيبا أو ممقوتا (مدحورا) مبعدا عن الرحمة (لمن تبعك منهم) من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو (لأملأن جهنم منكم أجمعين) أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه

أكد تعالى عليه اللعنة والطرد والإبعاد والنفي عن محل الملأ الأعلى بقوله "اخرج منها مذءوما مدحورا" قال ابن جرير أما المذءوم فهو المعيب والذأم غير مشدد العيب يقال ذأمه يذأمه ذأما فهو مذءوم ويتركون الهمز فيقول ذمته أذيمه ذيما وذاما والذام والذيم أبلغ في العيب من الذم. قال والمدحور المقصي وهو المبعد المطرود وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ما نعرف المذءوم والمذموم إلا واحدا وقال سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس "اخرج منها مذءوما مدحورا" قال مقيتا وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس صغيرا مقيتا وقال السدي مقيتا مطرودا وقال قتادة لعينا مقيتا وقال مجاهد منفيا مطرودا وقال الربيع بن أنس مذءوما منفيا والمدحور المصغر. وقوله تعالى "لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين" كقوله "قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفي بربك وكيلا".

﴿قالَ اخْرُجْ مِنها مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَن تَبِعَكَ مِنهم لَأمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنكم أجْمَعِينَ﴾ أعادَ اللَّهُ أمْرَهُ بِالخُرُوجِ مِنَ السَّماءِ تَأْكِيدًا لِلْأمْرَيْنِ الأوَّلِ والثّانِي: قالَ: ”﴿اهْبِطْ مِنها﴾ [الأعراف: ١٣]“ إلى قَوْلِهِ فاخْرُجْ. ومَذْءُومٌ اسْمُ مَفْعُولٍ مِن ذَأمَهُ مَهْمُوزًا إذا عابَهُ وذَمَّهُ ذَأْمًا وقَدْ تُسَهَّلُ هَمْزَةُ ذَأمَ فَتَصِيرُ ألِفًا فَيُقالُ ذامَ ولا تُسَهَّلُ في بَقِيَّةِ تَصارِيفِهِ. مَدْحُورٌ مَفْعُولٌ مِن دَحَرَهُ إذا أبْعَدَهُ وأقْصاهُ، أيِ: اخْرُجْ خُرُوجَ مَذْمُومٍ مَطْرُودٍ، فالذَّمُّ لِما اتَّصَفَ بِهِ مِنَ الرَّذائِلِ، والطَّرْدُ لِتَنْزِيهِ عالَمِ القُدُسِ عَنْ مُخالَطَتِهِ. واللّامُ في ﴿لَمَن تَبِعَكَ﴾ مُوَطِّئَةٌ لِلْقَسَمِ. ومَن شَرْطِيَّةٌ، واللّامُ في لَأمْلَأنَّ لامُ جَوابِ القَسَمِ، والجَوابُ سَدَّ مَسَدَّ جَوابِ الشَّرْطِ، والتَّقْدِيرُ: أُقْسِمُ مَن تَبِعَكَ مِنهم لَأمْلَأنَّ جَهَنَّمَ مِنهم ومِنكَ، وغُلِّبَ في الضَّمِيرِ حالُ الخِطابِ لِأنَّ الفَرْدَ المَوْجُودَ مِن هَذا العُمُومِ هو المُخاطَبُ، وهو إبْلِيسُ، ولِأنَّهُ المَقْصُودُ ابْتِداءً مِن هَذا الوَعِيدِ لِأنَّهُ وعِيدٌ عَلى فِعْلِهِ، وأمّا وعِيدُ اتِّباعِهِ فَبِالتَّبَعِ لَهُ، بِخِلافِ الضَّمِيرِ في آيَةِ الحِجْرِ وهو قَوْلُهُ: ﴿وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهم أجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٤٣] لِأنَّهُ جاءَ بَعْدَ الإعْراضِ عَنْ وعِيدٍ بِفِعْلِهِ والِاهْتِمامِ بِبَيانِ مَرْتَبَةِ عِبادِ اللَّهِ المُخْلَصِينَ الَّذِينَ لَيْسَ لِإبْلِيسَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ثُمَّ الِاهْتِمامُ بِوَعِيدِ الغاوِينَ. وهَذا كَقَوْلِهِ تَعالى في سُورَةِ الحِجْرِ: (p-٥٢)﴿قالَ هَذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ [الحجر: ٤١] ﴿إنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إلّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغاوِينَ﴾ [الحجر: ٤٢] ﴿وإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهم أجْمَعِينَ﴾ [الحجر: ٤٣] . والتَّأْكِيدُ بِـ ”أجْمَعِينَ“ لِلتَّنْصِيصِ عَلى العُمُومِ لِئَلّا يُحْمَلَ عَلى التَّغْلِيبِ، وذَلِكَ أنَّ الكَلامَ جَرى عَلى أُمَّةٍ بِعُنْوانِ كَوْنِهِمْ أتْباعًا لِواحِدٍ، والعَرَبُ قَدْ تُجْرِي العُمُومَ في مِثْلِ هَذا عَلى المَجْمُوعِ دُونَ الجَمِيعِ، كَما يَقُولُونَ: قَتَلَتْ تَمِيمٌ فُلانًا، وإنَّما قَتَلَهُ بَعْضُهم، قالَ النّابِغَةُ في شَأْنِ بَنِي حُنٍّ بِحاءٍ مُهْمَلَةٍ مَضْمُومَةٍ ؎وهم قَتَلُوا الطّائِيَّ بِالجَوِّ عَنْوَةً


ركن الترجمة

"Begone," said (God), "contemptible and rejected! As for those who follow you, I shall fill up Hell with all of you.

«Sors de là», dit (Allah,) banni et rejeté. Quiconque te suit parmi eux... de vous tous, J'emplirai l'Enfer».

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :