موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 10 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل19 ماي 2024


الآية [195] من سورة  

أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُوا۟ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنظِرُونِ


ركن التفسير

195 - ثم بين غاية عجزهم وفضل عابديهم عليهم فقال (ألهم أرجل يمشون بها أم) بل أ (لهم أيد) جمع يد (يبطشون بها أم) بل أ (لهم أعين يبصرون بها أم) بل أ (لهم آذان يسمعون بها) استفهام إنكاري ، أي ليس لهم شيء من ذلك مما هو لكم فكيف تعبدونهم وأنتم أتم حالاً منهم (قل) لهم يا محمد (ادعوا شركاءكم) إلى هلاكي (ثم كيدون فلا تنظرون) تمهلون فإني لا أبالي بكم

بل الأناس أكمل منها لأنها تسمع وتبصر وتبطش وتلك لا تفعل شيئا من ذلك وقوله "قل أدعوا شركاءكم" الآية أي استنصروا بها علي فلا تؤخروني طرفة عين واجهدوا جهدكم.

﴿ألَهم أرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أمْ لَهم أيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أمْ لَهم أعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أمْ لَهم آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها﴾ تَأْكِيدٌ لِما تَضَمَّنَتْهُ الجُمْلَةُ قَبْلَها مِن أمْرِ التَّعْجِيزِ وثُبُوتِ العَجْزِ لِأنَّهُ إذا انْتَفَتْ عَنِ الأصْنامِ أسْبابُ الِاسْتِجابَةِ تَحَقَّقَ عَجْزُها عَنِ الإجابَةِ وتَأكَّدَ مَعْنى أمْرِ التَّعْجِيزِ المُكَنّى بِهِ عَنْ عَجْزِ الأصْنامِ وعَجْزِ عَبَدَتِها، والِاسْتِفْهامُ إنْكارِيٌّ وتَقْدِيمُ المُسْنَدِ عَلى المُسْنَدِ إلَيْهِ لِلِاهْتِمامِ بِانْتِفاءِ المُلْكِ الَّذِي دَلَّتْ عَلَيْهِ اللّامُ كالتَّقْدِيمِ في قَوْلِ حَسّانَ: ؎لَهُ هِمَمٌ لا مُنْتَهى لِكِبارِها ووَصْفُ الأرْجُلِ بِ يَمْشُونَ والأيْدِي بِ يَبْطِشُونَ والأعْيُنِ بِ يُبْصِرُونَ والآذانِ بِ يَسْمَعُونَ إمّا لِزِيادَةِ تَسْجِيلِ العَجْزِ عَلَيْهِمْ فِيما يَحْتاجُ إلَيْهِ النّاصِرُ، وأمّا لِأنَّ بَعْضَ تِلْكَ الأصْنامِ كانَتْ مَجْعُولَةً عَلى صُوَرِ الآدَمِيِّينَ مِثْلَ هُبَلَ، وذِي الكَفَّيْنِ، وكُعَيْبٍ في صُوَرِ الرِّجالِ، ومِثْلَ سُواعٍ كانَ عَلى صُورَةِ امْرَأةٍ، فَإذا كانَ لِأمْثالِ أُولَئِكَ صُوَرُ أرْجُلٍ وأيْدٍ وأعْيُنٍ وآذانٍ فَإنَّها عَدِيمَةُ العَمَلِ الَّذِي تَخْتَصُّ بِهِ الجَوارِحُ، فَلا يَطْمَعُ طامِعٌ في نَصْرِها، وخَصَّ الأرْجُلَ والأيْدِي والأعْيُنَ والآذانَ، لِأنَّها آلاتُ العِلْمِ والسَّعْيِ والدَّفْعِ لِلنَّصْرِ، ولِهَذا لَمْ يُذْكَرِ الألْسُنَ لِما عَلِمْتَ مِن أنَّ الِاسْتِجابَةَ مُرادٌ بِها النَّجْدَةُ والنُّصْرَةُ ولَمْ يَكُونُوا يَسْألُونَ عَنْ سَبَبِ الِاسْتِنْجادِ، ولَكِنَّهم يُسْرِعُونَ إلى الِالتِحاقِ بِالمُسْتَنْجِدِ. والمَشْيُ انْتِقالُ الرِّجْلَيْنِ مِن مَوْضِعٍ انْتِقالًا مُتَوالِيًا. والبَطْشُ الأخْذُ بِاليَدِ بِقُوَّةٍ، والإضْرارُ بِاليَدِ بِقُوَّةٍ، وقَدْ جاءَ مُضارِعُهُ بِالكَسْرِ والضَّمِّ عَلى الغالِبِ. وقِراءَةُ الجُمْهُورِ بِالكَسْرِ، وقَرَأ أبُو جَعْفَرٍ: بِضَمِّ الطّاءِ، وهُما لُغَتانِ. و”أمْ“ حَرْفٌ بِمَعْنى أوْ يَخْتَصُّ بِعَطْفِ الِاسْتِفْهامِ، وهي تَكُونُ مِثْلَ ”أوْ“ لِأحَدِ الشَّيْئَيْنِ أوِ الأشْياءِ، ولِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الأشْياءِ، أوِ الإباحَةِ أيِ الجَمْعِ بَيْنَها، فَإذا وقَعَتْ (p-٢٢٣)بَعْدَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهامِ المَطْلُوبُ بِها التَّعْيِينُ كانَتْ مِثْلَ ”أوْ“ الَّتِي لِلتَّخْيِيرِ كَقَوْلِهِ - تَعالى - ﴿قُلْ آللَّهُ أذِنَ لَكم أمْ عَلى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: ٥٩] أيْ عَيِّنُوا أحَدَهُما. وإنْ وقَعَتْ بَعْدَ اسْتِفْهامٍ غَيْرِ حَقِيقِيٍّ كانَ بِمَعْنى ”أوِ“ الَّتِي لِلْإباحَةِ، وتُسَمّى، حِينَئِذٍ، مُنْقَطِعَةً ولِذَلِكَ يَقُولُونَ إنَّها بِمَعْنى بَلِ الِانْتِقالِيَّةِ، وعَلى كُلِّ حالٍ فَهي مُلازِمَةٌ لِمَعْنى الِاسْتِفْهامِ، فَكُلَّما وقَعَتْ في الكَلامِ قُدِّرَ بَعْدَها اسْتِفْهامٌ، فالتَّقْدِيرُ هُنا، بَلْ ألَهم أيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها بَلْ ألَهم أعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها بَلْ ألَهم آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها. وتَرْتِيبُ هَذِهِ الجَوارِحِ الأرْبَعِ عَلى حَسَبِ ما في الآيَةِ مَلْحُوظٌ فِيهِ أهَمِّيَّتُها بِحَسْبَ الغَرَضِ، الَّذِي هو النَّصْرُ والنَّجْدَةُ، فَإنَّ الرِّجْلَيْنِ تُسْرِعانِ إلى الصَّرِيخِ قَبْلَ التَّأمُّلِ، واليَدَيْنِ تَعْمَلانِ عَمَلَ النَّصْرِ وهو الطَّعْنُ والضَّرْبُ، وأمّا الأعْيُنُ والآذانُ فَإنَّهُما وسِيلَتانِ لِذَلِكَ كُلِّهِ فَأُخِّرا، وإنَّما قُدِّمَ ذِكْرُ الأعْيُنِ هُنا عَلى خِلافِ مُعْتادِ القُرْآنِ في تَقْدِيمِ السَّمْعِ عَلى البَصَرِ كَما سَبَقَ في أوَّلِ سُورَةِ البَقَرَةِ لِأنَّ التَّرْتِيبَ هُنا كانَ بِطَرِيقِ التَّرَقِّي. * * * ﴿قُلُ ادْعُوا شُرَكاءَكم ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ﴾ إذْنٌ مِنَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ بِأنْ يَتَحَدّاهم بِأنَّهم إنِ اسْتَطاعُوا اسْتَصْرَخُوا أصْنامَهم لِتَتَألَّبَ عَلى الكَيْدِ لِلرَّسُولِ - عَلَيْهِ السَّلامُ - والمَعْنى ادْعُوا شُرَكاءَكم لِيَنْصُرُوكم عَلَيَّ فَتَسْتَرِيحُوا مِنِّي. والكَيْدُ الإضْرارُ الواقِعُ في صُورَةِ عَدَمِ الإضْرارِ كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ - تَعالى - آنِفًا ﴿وأُمْلِي لَهم إنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [الأعراف: ١٨٣] . والأمْرُ والنَّهْيُ في قَوْلِهِ ﴿كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ﴾ لِلتَّعْجِيزِ. وقَوْلُهُ ﴿فَلا تُنْظِرُونِ﴾ تَفْرِيعٌ عَلى الأمْرِ بِالكَيْدِ، أيْ فَإذا تَمَكَّنْتُمْ مِن إضْرارِي فَأعْجِلُوا ولا تُؤَجِّلُونِي. وفِي هَذا التَّحَدِّي تَعْرِيضٌ بِأنَّهُ سَيَغْلِبُهم ويَنْتَصِرُ عَلَيْهِمْ ويَسْتَأْصِلُ آلِهَتَهم وقَدْ تَحَدّاهم بِأتَمِّ أحْوالِ النَّصْرِ وهي الِاسْتِنْصارُ بِأقْدَرِ المَوْجُوداتِ في اعْتِقادِهِمْ، وأنْ يَكُونَ الإضْرارُ بِهِ خَفِيًّا، وأنْ لا يَتَلَوَّمَ لَهُ ولا يَنْتَظِرَ، فَإذا لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِن ذَلِكَ كانَ انْتِفاؤُهُ أدَلَّ عَلى عَجْزِهِمْ وعَجْزِ آلِهَتِهِمْ. وحُذِفَتْ ياءُ المُتَكَلِّمِ مِن ”كِيدُونِ“ في حالَتَيِ الوَقْفِ والوَصْلِ، في قِراءَةِ الجُمْهُورِ غَيْرَ أبِي عَمْرٍو، وأمّا ”تُنْظِرُونِ“ فَقَرَأهُ الجَمِيعُ: بِحَذْفِ الياءِ إلّا يَعْقُوبَ أثْبَتَها وصْلًا ووَقْفًا، وحَذْفُ ياءِ المُتَكَلِّمِ بَعْدَ نُونِ الوِقايَةِ جِدُّ فَصِيحٍ.


ركن الترجمة

Do they have feet to walk on, or hands to hold with, or eyes to see and ears to hear with? Say to them: "Call your compeers, and work out a plot against me, and do not give me time.

Ont-ils des jambes pour marcher? Ont-ils de mains pour frapper? Ont-ils des yeux pour observer? Ont-ils des oreilles pour entendre? Dis: «Invoquez vos associés, et puis, rusez contre moi; et ne me donnez pas de répit.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :