موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الأحد 10 ذو القعدة 1445 هجرية الموافق ل19 ماي 2024


الآية [49] من سورة  

أَهَٰٓؤُلَآءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُوا۟ ٱلْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَآ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ


ركن التفسير

49 - (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) قد قيل لهم (ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون) وقرئ {أُدْخِلوا} بالبناء للمفعول و {دخلوا} فجملة النفي حال أي مقولا لهم ذلك

"أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يعني أصحاب الأعراف "ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقال ابن جرير حدثني محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس "قالوا ما أغنى عنكم جمعكم" الآية. قال فلما قالوا لهم الذي قضى الله أن يقولوا يعني أصحاب الأعراف لأهل الجنة وأهل النار قال الله لأهل التكبر والأموال "أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون" وقال حذيفة إن أصحاب الأعراف قوم تكاثفت أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة وقصرت بهم سيئاتهم عن النار فجعلوا على الأعراف يعرفون الناس بسيماهم فلما قضى الله بين العباد أذن لهم في طلب الشفاعة فأتوا آدم فقالوا يا آدم أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك فقال هل تعلمون أن أحدا خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وسبقت رحمته إليه غضبه وسجدت له الملائكة غيري؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني إبراهيم فيأتون إبراهيم صلى الله عليه وسلم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربهم فيقول تعلمون من أحد اتخذه الله خليلا هل تعلمون أن أحدا أحرقه قومه بالنار في الله غيري؟ فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا ابني موسى فيأتون موسى عليه السلام "فيقول هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما وقربه نجيا غيري فيقولون لا فيقول ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى فيأتونه عليه السلام فيقولون له اشفع لنا عند ربك فيقول هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب فيقولون لا فيقول هل تعلمون من أحد كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري؟ قال فيقولون لا فيقول أنا حجيج نفسي ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأضرب بيدي على صدري ثم أقول أنا لها ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش فآتي ربي عز وجل فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط ثم أسجد فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي ثم أثني على ربي عز وجل ثم أخر ساجدا فيقال لي ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول ربي أمتي فيقول هم لك فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني بذلك المقام وهو المقام المحمود فآتي بهم الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحيوان حافتاه قصب مكلل باللؤلؤ ترابه المسك وحصباؤه الياقوت فيغتسلون منه فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة فيصيرون كأنهم الكواكب الدرية ويبقي في صدورهم شامات بيض يعرفون بها يقال مساكين أهل الجنة.

﴿ونادى أصْحابُ الأعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهم بِسِيماهم قالُوا ما أغْنى عَنْكم جَمْعُكم وما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ ﴿أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكم ولا أنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ التَّعْرِيفُ في قَوْلِهِ ﴿أصْحابُ الأعْرافِ﴾ لِلْعَهْدِ بِقَرِينَةِ تَقَدُّمِ ذِكْرِهِ في قَوْلِهِ ﴿وعَلى الأعْرافِ رِجالٌ﴾ [الأعراف: ٤٦] وبِقَرِينَةِ قَوْلِهِ هُنا ﴿رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ﴾ إذْ لا يَسْتَقِيمُ أنْ يَكُونَ أُولَئِكَ الرِّجالُ يُنادِيهِمْ جَمِيعُ مَن كانَ عَلى الأعْرافِ، ولا أنْ يَعْرِفَهم بِسِيماهم جَمِيعُ الَّذِينَ كانُوا عَلى الأعْرافِ، مَعَ اخْتِلافِ العُصُورِ والأُمَمِ، فالمَقْصُودُ بِأصْحابِ الأعْرافِ هُمُ الرِّجالُ الَّذِينَ ذُكِرُوا في الآيَةِ السّابِقَةِ بِقَوْلِهِ ﴿وعَلى الأعْرافِ رِجالٌ﴾ [الأعراف: ٤٦] فَكَأنَّهُ قِيلَ: ونادى أُولَئِكَ الرِّجالُ الَّذِينَ عَلى الأعْرافِ رِجالًا. والتَّعْبِيرُ عَنْهم هُنا بِأصْحابِ الأعْرافِ إظْهارٌ في مَقامِ الإضْمارِ، إذْ كانَ مُقْتَضى الظّاهِرِ أنْ يُقالَ. ونادَوْا رِجالًا، إلّا أنَّهُ لَمّا تَعَدَّدَ في الآيَةِ السّابِقَةِ ما يَصْلُحُ لِعَوْدِ الضَّمائِرِ إلَيْهِ وقَعَ الإظْهارُ في مَقامِ الإضْمارِ دَفْعًا لِلِالتِباسِ. (p-١٤٥)والنِّداءُ يُؤْذِنُ بِبُعْدِ المُخاطَبِ فَيَظْهَرُ أنَّ أهْلَ الأعْرافِ لَمّا تَطَلَّعُوا بِأبْصارِهِمْ إلى النّارِ عَرَفُوا رِجالًا، أوْ قَبْلَ ذَلِكَ لَمّا مُرَّ عَلَيْهِمْ بِأهْلِ النّارِ عَرَفُوا رِجالًا كانُوا جَبّارِينَ في الدُّنْيا. والسِّيما هُنا يَتَعَيَّنُ أنْ يَكُونَ المُرادُ بِها المُشَخِّصاتِ الذّاتِيَّةَ الَّتِي تَتَمَيَّزُ بِها الأشْخاصُ، ولَيْسَتِ السِّيما الَّتِي يَتَمَيَّزُ بِها أهْلُ النّارِ كُلُّهم كَما هو في الآيَةِ السّابِقَةِ. فالمَقْصُودُ بِهَذِهِ الآيَةِ ذِكْرُ شَيْءٍ مِن أمْرِ الآخِرَةِ. فِيهِ نِذارَةٌ ومَوْعِظَةٌ لِجَبابِرَةِ المُشْرِكِينَ مِنَ العَرَبِ الَّذِينَ كانُوا يُحَقِّرُونَ المُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وفِيهِمْ عَبِيدٌ وفُقَراءُ فَإذا سَمِعُوا بِشاراتِ القُرْآنِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالجَنَّةِ سَكَتُوا عَمَّنْ كانَ مِن أحْرارِ المُسْلِمِينَ وسادَتِهِمْ، وأنْكَرُوا أنْ يَكُونَ أُولَئِكَ الضِّعافُ والعَبِيدُ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، وذَلِكَ عَلى سَبِيلِ الفَرْضِ، أيْ لَوْ فَرَضُوا صِدْقَ وُجُودِ جَنَّةٍ، فَلَيْسَ هَؤُلاءِ بِأهْلٍ لِسُكْنى الجَنَّةِ لِأنَّهم ما كانُوا يُؤْمِنُونَ بِالجَنَّةِ، وقَصْدُهم مِن هَذا تَكْذِيبُ النَّبِيءِ ﷺ وإظْهارِ ما يَحْسَبُونَهُ خَطَلًا مِن أقْوالِهِ، وذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ ﴿هَلْ نَدُلُّكم عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكم إذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إنَّكم لَفي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [سبإ: ٧] فَجَعَلُوا تَمَزُّقَ الأجْسادِ وفَناءَها دَلِيلًا عَلى إبْطالِ الحَشْرِ. وسَكَتُوا عَنْ حَشْرِ الأجْسادِ الَّتِي لَمْ تُمَزَّقْ، وكُلُّ ذَلِكَ مِن سُوءِ الفَهْمِ وضَعْفِ الإدْراكِ والتَّخْلِيطِ بَيْنَ العادِيّاتِ والعَقْلِيّاتِ. قالَ ابْنُ الكَلْبِيِّ: يُنادِي أهْلُ الأعْرافِ وهم عَلى السُّورِ يا ولِيدُ بْنَ المُغِيرَةِ يا أبا جَهْلَ بْنَ هِشامٍ يا فُلانُ ويا فُلانُ فَهَؤُلاءِ مِنَ الرِّجالِ الَّذِينَ يَعْرِفُونَهم بِسِيماهم وكانُوا مِن أهْلِ العِزَّةِ والكِبْرِياءِ. ومَعْنى جَمْعُكم يَحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ جَمْعَ النّاسِ، أيْ ما أغْنَتْ عَنْكم كَثْرَتُكُمُ الَّتِي تَعْتَزُّونَ بِها، ويَحْتَمِلُ أنْ يُرادَ مِنَ الجَمْعِ المَصْدَرُ بِمَعْنى اسْمِ المَفْعُولِ، أيْ ما جَمَعْتُمُوهُ مِنَ المالِ والثَّرْوَةِ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿ما أغْنى عَنِّي مالِيَهْ﴾ [الحاقة: ٢٨] . (p-١٤٦)وما الأُولى نافِيَةٌ، ومَعْنى ﴿ما أغْنى﴾ ما أجْزى مَصْدَرُهُ الغَناءُ بِفَتْحِ الغَيْنِ وبِالمَدِّ. والخَبَرُ مُسْتَعْمَلٌ في الشَّماتَةِ والتَّوْقِيفِ عَلى الخَطَأِ. وما الثّانِيَةُ مَصْدَرِيَّةٌ، أيْ واسْتِكْبارُكُمُ الَّذِي مَضى في الدُّنْيا، ووَجْهُ صَوْغِهِ بِصِيغَةِ الفِعْلِ دُونَ المَصْدَرِ إذْ لَمْ يَقُلْ اسْتِكْبارُكم لِيَتَوَسَّلَ بِالفِعْلِ إلى كَوْنِهِ مُضارِعًا فَيُفِيدُ أنَّ الِاسْتِكْبارَ كانَ دَأْبَهم لا يَفْتَرُونَ عَنْهُ. وجُمْلَةُ ﴿أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾ مِن كَلامِ أصْحابِ الأعْرافِ. والِاسْتِفْهامُ في قَوْلِهِ ﴿أهَؤُلاءِ الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ﴾ مُسْتَعْمَلٌ في التَّقْرِيرِ. والإشارَةُ بِـ أهَؤُلاءِ إلى قَوْمٍ مِن أهْلِ الجَنَّةِ كانُوا مُسْتَضْعَفِينَ في الدُّنْيا ومُحَقَّرِينَ عِنْدَ المُشْرِكِينَ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ ﴿الَّذِينَ أقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾ وقَوْلِهِ ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ﴾ قالَ المُفَسِّرُونَ هَؤُلاءِ مِثْلُ سَلْمانَ، وبِلالٍ، وخَبّابٍ، وصُهَيْبٍ مِن ضُعَفاءِ المُؤْمِنِينَ، فَإمّا أنْ يَكُونُوا حِينَئِذٍ قَدِ اسْتَقَرُّوا في الجَنَّةِ فَجَلّاهم اللَّهُ لِأهْلِ الأعْرافِ ولِلرِّجالِ الَّذِينَ خاطَبُوهم، وإمّا أنْ يَكُونَ ذَلِكَ الحِوارُ قَدْ وقَعَ قَبْلَ إدْخالِهِمُ الجَنَّةَ. وقَسَمُهم عَلَيْهِمْ لِإظْهارِ تَصَلُّبِهِمْ في اعْتِقادِهِمْ وأنَّهم لا يُخامِرُهم شَكٌّ في ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعالى ﴿وأقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ﴾ [النحل: ٣٨] . وقَوْلُهُ لا ﴿يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾ هو المُقْسَمُ عَلَيْهِ، وقَدْ سَلَّطُوا النَّفْيَ في كَلامِهِمْ عَلى مُراعاةِ نَفْيِ كَلامٍ يَقُولُهُ الرَّسُولُ - عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ - أوِ المُؤْمِنُونَ، وذَلِكَ أنَّ بِشاراتِ القُرْآنِ أُولَئِكَ الضُّعَفاءَ، ووَعْدَهُ إيّاهم بِالجَنَّةِ، وثَناءَهُ عَلَيْهِمْ نَزَلَ مَنزِلَةَ كَلامٍ يَقُولُ: إنَّ اللَّهَ يَنالُهم بِرَحْمَةٍ، أيْ بِأنْ جَعَلَ إيواءَ اللَّهِ إيّاهم بِدارِ رَحْمَتِهِ، أيِ الجَنَّةِ، بِمَنزِلَةِ النَّيْلِ وهو حُصُولُ الأمْرِ المَحْبُوبِ المَبْحُوثِ عَنْهُ كَما تَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿أُولَئِكَ يَنالُهم نَصِيبُهم مِنَ الكِتابِ﴾ [الأعراف: ٣٧] آنِفًا، فَأطْلَقَ عَلى ذَلِكَ الإيواءِ فِعْلَ يَنالُ عَلى سَبِيلِ الِاسْتِعارَةِ. (p-١٤٧)وجُعِلَتِ الرَّحْمَةُ بِمَنزِلَةِ الآلَةِ لِلنَّيْلِ كَما يُقالُ: نالَ الثَّمَرَةَ بِمِحْجَنٍ، فالباءُ لِلْآلَةِ. أوْ جُعِلَتِ الرَّحْمَةُ مُلابَسَةً لِلنَّيْلِ فالباءُ لِلْمُلابَسَةِ، والنَّيْلُ هُنا اسْتِعارَةٌ، وقَدْ عَمَدُوا إلى هَذا الكَلامِ المُقَدَّرِ فَنَفَوْهُ فَقالُوا: (لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ) وهَذا النَّظْمُ الَّذِي حُكِيَ بِهِ قَسَمُهم يُؤْذِنُ بِتَهَكُّمِهِمْ بِضُعَفاءِ المُؤْمِنِينَ في الدُّنْيا، وقَدْ أغْفَلَ المُفَسِّرُونَ تَفْسِيرَ هَذِهِ الآيَةِ بِحَسَبِ نَظْمِها. وجُمْلَةُ: ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ﴾ قِيلَ مَقُولُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ اخْتِصارًا لِدَلالَةِ السِّياقِ عَلَيْهِ، وحَذْفُ القَوْلِ في مِثْلِهِ كَثِيرٌ ولا سِيَّما إذا كانَ المَقُولُ جُمْلَةً إنْشائِيَّةً، والتَّقْدِيرُ: قالَ لَهُمُ اللَّهُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ فَكَذَّبَ اللَّهُ قَسَمَكم وخَيَّبَ ظَنَّكم، وهَذا كُلُّهُ مِن كَلامِ أصْحابِ الأعْرافِ، والأظْهَرُ أنْ يَكُونَ الأمْرُ في قَوْلِهِ: ﴿ادْخُلُوا الجَنَّةَ﴾ لِلدُّعاءِ لِأنَّ المُشارَ إلَيْهِمْ بِهَؤُلاءِ هم أُناسٌ مِن أهْلِ الجَنَّةِ، لِأنَّ ذَلِكَ الحِينَ قَدِ اسْتَقَرَّ فِيهِ أهْلُ الجَنَّةِ في الجَنَّةِ وأهْلُ النّارِ في النّارِ، كَما تَقْتَضِيهِ الآياتُ السّابِقَةُ مِن قَوْلِهِ ﴿ونادَوْا أصْحابَ الجَنَّةِ أنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ﴾ [الأعراف: ٤٦] إلى قَوْلِهِ ﴿القَوْمِ الظّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٧] فَلِذَلِكَ يَتَعَيَّنُ جَعْلُ الأمْرِ لِلدُّعاءِ كَما في قَوْلِ المَعَرِّيِّ: ؎ابْقَ في نِعْمَةٍ بَقاءَ الدُّهُـورِ نافِذَ الحُكْمِ في جَمِيعِ الأُمُورِ وإذْ قَدْ كانَ الدُّخُولُ حاصِلًا فالدُّعاءُ بِهِ لِإرادَةِ الدَّوامِ كَما يَقُولُ الدّاعِي عَلى الخارِجِ: اخْرُجْ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْكَ، ومِنهُ قَوْلُهُ تَعالى وقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ. ورُفِعَ خَوْفٌ مَعَ لا لِأنَّ أسْماءَ أجْناسِ المَعانِي الَّتِي لَيْسَتْ لَها أفْرادٌ في الخارِجِ يَسْتَوِي في نَفْيِها بِلا الرَّفْعُ والفَتْحُ، كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: فَمَنِ اتَّقى وأصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ.


ركن الترجمة

(Then pointing to the inmates of Paradise, they will say): "Are they not those of whom you had sworn and said: 'God will not have mercy on them?' (And yet they have been told,) 'Enter Paradise where you will have no fear or regret.'"

Est-ce donc ceux-là au sujet desquels vous juriez qu'ils n'obtiendront de la part d'Allah aucune miséricorde...? - Entrez au Paradis! Vous serez à l'abri de toute crainte et vous ne serez point affligés.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :