موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 16 شوال 1445 هجرية الموافق ل26 أبريل 2024


الآية [21] من سورة  

وَتَذَرُونَ ٱلْءَاخِرَةَ


ركن التفسير

21 - (وتذرون الآخرة) فلا يعملون لها

إنهم إنما همتهم إلى الدار الدنيا العاجلة وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة.

( ﴿كَلّا بَلْ تُحِبُّونَ العاجِلَةَ﴾ ﴿وتَذَرُونَ الآخِرَةَ﴾ رُجُوعٌ إلى مَهِيعِ الكَلامِ الَّذِي بُنِيَتْ عَلَيْهِ السُّورَةُ كَما يَرْجِعُ المُتَكَلِّمُ إلى وصْلِ كَلامِهِ بَعْدَ أنْ قَطَعَهُ عارِضٌ أوْ سائِلٌ، فَكَلِمَةُ (كَلّا) رَدْعٌ وإبْطالٌ. يَجُوزُ أنْ يَكُونَ إبْطالًا لِما سَبَقَ مِن قَوْلِهِ (﴿أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ﴾ [القيامة: ٣]) إلى قَوْلِهِ (﴿ولَوْ ألْقى مَعاذِيرَهُ﴾ [القيامة: ١٥]) فَأُعِيدَ (كَلّا) تَأْكِيدًا لِنَظِيرِهِ ووَصْلًا لِلْكَلامِ بِإعادَةِ آخِرِ كَلِمَةٍ مِنهُ. والمَعْنى: أنَّ مَزاعِمَهم باطِلَةٌ. وقَوْلُهُ (بَلْ يُحِبُّونَ العاجِلَةَ) إضْرابٌ إبْطالِيٌ يُفَصِّلُ ما أجْمَلَهُ الرَّدْعُ بِـ (كَلّا) مِن إبْطالِ ما قَبْلَها وتَكْذِيبِهِ، أيْ لا مَعاذِيرَ لَهم في نَفْسِ الأمْرِ ولَكِنَّهم أحَبُّوا العاجِلَةَ، أيْ شَهَواتِ الدُّنْيا وتَرَكُوا الآخِرَةَ، والكَلامُ مُشْعِرٌ بِالتَّوْبِيخِ، ومَناطُ التَّوْبِيخِ هو حُبُّ العاجِلَةِ مَعَ نَبْذِ الآخِرَةِ فَأمّا لَوْ أحَبَّ أحَدٌ العاجِلَةَ وراعى الآخِرَةَ، أيْ جَرى عَلى الأمْرِ والنَّهْيِ الشَّرْعِيَّيْنِ لَمْ يَكُنْ مَذْمُومًا. قالَ تَعالى فِيما حَكاهُ عَنِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَوْمِ قارُونَ (﴿وابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ ولا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا﴾ [القصص: ٧٧]) . ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ إبْطالًا لِما تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ (﴿ولَوْ ألْقى مَعاذِيرَهُ﴾ [القيامة: ١٥]) فَهو اسْتِئْنافٌ ابْتِدائِيٌّ. والمَعْنى: أنَّ مَعاذِيرَهم باطِلَةٌ ولَكِنَّهم يُحِبُّونَ العاجِلَةَ ويَذْرُونَ الآخِرَةَ، أيْ آثَرُوا شَهَواتِهِمُ العاجِلَةَ ولَمْ يَحْسُبُوا لِلْآخِرَةِ حِسابًا. وقَرَأ الجُمْهُورُ (تُحِبُّونَ) و(تَذَرُونَ) بِتاءٍ فَوْقِيَّةٍ عَلى الِالتِفاتِ مِنَ الغَيْبَةِ إلى الخِطابِ في مَوْعِظَةِ المُشْرِكِينَ مُواجَهَةً بِالتَّفْرِيعِ لِأنَّهُ ذَلِكَ أبْلَغُ فِيهِ. وقَرَأهُ ابْنُ كَثِيرٍ وابْنُ عامِرٍ وأبُو عَمْرٍو ويَعْقُوبُ بِياءٍ تَحْتِيَّةٍ عَلى نَسَقِ ضَمائِرِ الغَيْبَةِ السّابِقَةِ، والضَّمِيرُ عائِدٌ إلى (الإنْسانُ) في قَوْلِهِ (﴿بَلِ الإنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ [القيامة: ١٤]) جاءَ ضَمِيرَ جَمْعٍ لِأنَّ الإنْسانَ مُرادٌ بِهِ النّاسُ المُشْرِكُونَ، وفي قَوْلِهِ: (﴿بَلْ تُحِبُّونَ﴾) ما يُرْشِدُ إلى (p-٣٥٢)تَحْقِيقِ مَعْنى الكَسْبِ الَّذِي وُفِّقَ إلى بَيانِهِ الشَّيْخُ أبُو الحَسَنِ الأشْعَرِيُّ وهو المَيْلُ والمَحَبَّةُ لِلْفِعْلِ أوِ التَّرْكِ.


ركن الترجمة

And neglect the Hereafter.

et vous délaissez l'au-delà.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :