موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الخميس 22 شوال 1445 هجرية الموافق ل02 ماي 2024


الآية [22] من سورة  

لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ


ركن التفسير

22 - (لقد كنت) في الدنيا (في غفلة من هذا) النازل بك اليوم (فكشفنا عنك غطاءك) أزلنا غفلتك بما تشاهده اليوم (فبصرك اليوم حديد) حاد تدرك به ما أنكرته في الدنيا

حكى ابن جرير ثلاثة أقوال في المراد بهذا الخطاب في قوله تعالى "لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد أحدها أن المراد بذلك الكافر رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وبه يقول الضحاك بن مزاحم وصالح بن كيسان والثاني أن المراد بذلك كل أحد من بر وفاجر لأن الآخرة بالنسبة إلى الدنيا كاليقظة والدنيا كالمنام وهذا أختيار ابن جري ونقله عن حسين بن عبدالله بن عبيدالله عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما والثالث أن المخاطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ربه يقول زيد بن أسلم وابنه والمعنى على قولهما لقد كنت في غفلة من هذا القرآن قبل أن يوحى إليك فكشفنا عنك غطاءك بإنزاله إليك فبصرك اليوم حديد والظاهر من السياق خلاف هذا بل الخطاب مع الإنسان من حيث هو والمراد بقوله تعالى " لقد كنت في غفلة من هذا" يعني من هذا اليوم "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" أي قوي لأن كل أحد يوم القيامة يكون مستبصرا حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة لكن لا ينفعهم ذلك قال الله تعالى "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا" وقال عز وجل "ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون".

﴿لَقَدْ كُنْتَ في غَفْلَةٍ مِن هَذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ﴾ مَقُولُ قَوْلٍ مَحْذُوفٍ دُلَّ عَلى تَعَيُّنِهُ مِنَ الخِطابِ، أيْ يُقالُ هَذا الكَلامُ لِكُلِّ نَفْسٍ مِن نُفُوسِ المُشْرِكِينَ فَهو خِطابُ التَّهَكُّمِ التَّوْبِيخِيِّ لِلنَّفْسِ الكافِرَةِ لِأنَّ المُؤْمِنَ لَمْ يَكُنْ في غَفْلَةٍ عَنِ الحَشْرِ والجَزاءِ. (p-٣٠٩)وجُمْلَةُ القَوْلِ ومَقُولِهِ في مَوْضِعِ الحالِ مِن كُلِّ نَفْسٍ أوْ مَوْقِعِ الصِّفَةِ، وعَلاماتُ الخِطابِ في كَلِماتِ: ”كُنْتَ“، و”عَنْكَ“، و”غِطاءَكَ“، و”بَصَرُكَ“ مَفْتُوحَةٌ لِتَأْوِيلِ النَّفْسِ بِالشَّخْصِ أوْ بِالإنْسانِ ثُمَّ غَلَبَ فِيهِ التَّذْكِيرُ عَلى التَّأْنِيثِ. وهَذا الكَلامُ صادِرٌ مِن جانِبِ اللَّهِ تَعالى وهو شُرُوعٌ في ذِكْرِ الحِسابِ. والغَفْلَةُ: الذُّهُولُ عَمّا شَأْنُهُ أنْ يُعْلَمَ وأُطْلِقَتْ هُنا عَلى الإنْكارِ والجَحَدِ عَلى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ، ورَشَّحَ ذَلِكَ قَوْلُهُ ﴿فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ﴾ بِمَعْنى: بَيَّنّا لَكَ الدَّلِيلَ بِالحِسِّ فَهو أيْضًا تَهَكُّمٌ. وأُوثِرَ قَوْلُهُ ”في غَفْلَةٍ“ عَلى أنْ يُقالَ: غافِلًا لِلدَّلالَةِ عَلى تَمَكُّنِ الغَفْلَةِ مِنهُ ولِذَلِكَ اسْتَتْبَعَ تَمْثِيلَها بِالغِطاءِ. وكَشْفُ الغِطاءِ تَمْثِيلٌ لِحُصُولِ اليَقِينِ بِالشَّيْءِ بَعْدَ إنْكارِ وُقُوعِهِ، أيْ كَشَفْنا عَنْكَ الغِطاءَ الَّذِي كانَ يَحْجُبُ عَنْكَ وُقُوعَ هَذا اليَوْمِ بِما فِيهِ، وأُسْنِدَ الكَشْفُ إلى اللَّهِ تَعالى لِأنَّهُ الَّذِي أظْهَرَ لَها أسْبابَ حُصُولِ اليَقِينِ بِشَواهِدِ عَيْنِ اليَقِينِ. وأُضِيفَ (غِطاءَ) إلى ضَمِيرِ الإنْسانِ المُخاطِبِ لِلدَّلالَةِ عَلى اخْتِصاصِهِ بِهِ وأنَّهُ مِمّا يُعْرَفُ بِهِ. وحِدَّةُ البَصَرِ: قُوَّةُ نَفاذِهِ في المَرْئِيِّ، وحِدَّةُ كُلِّ شَيْءِ قُوَّةُ مَفْعُولِهِ، ومِنهُ حِدَّةُ الذِّهْنِ، والكَلامُ يَتَضَمَّنُ تَشْبِيهَ حُصُولِ اليَقِينِ بِرُؤْيَةِ المَرْئِيِّ بِبَصَرٍ قَوِيٍّ، وتَقْيِيدُهُ بِقَوْلِهِ ”اليَوْمَ“ تَعْرِيضٌ بِالتَّوْبِيخِ، أيْ لَيْسَ حالُكَ اليَوْمَ كَحالِكَ قَبْلَ اليَوْمِ إذْ كُنْتَ في الدُّنْيا مُنْكِرًا لِلْبَعْثِ. والمَعْنى: فَقَدْ شاهَدْتَ البَعْثَ والحَشْرَ والجَزاءَ، فَإنَّهم كانُوا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ كُلَّهُ، قالُوا أئِذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا وعِظامًا أئِنّا لْمَدِينُونَ وقالُوا ﴿وما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾ [الصافات: ٥٩] فَقَدْ رَأى العَذابَ بِبَصَرِهِ.


ركن الترجمة

(And the driver will say:) "You were oblivious of this, so we have removed the veil, and how keen is your sight today!"

«Tu restais indifférent à cela. Et bien, Nous ôtons ton voile; ta vue est perçante aujourd'hui.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :