موقع الباحث في القرآن الكريم
القائمة
توقيت المغرب :
الجمعة 16 شوال 1445 هجرية الموافق ل26 أبريل 2024


الآية [10] من سورة  

إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُوا۟ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا۟ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ


ركن التفسير

10 - (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) بالاحراق (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) بكفرهم (ولهم عذاب الحريق) أي عذاب إحراقهم المؤمنين في الآخرة وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم

أي حرقوا قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وابن أبزى "ثم لم يتوبوا" أى لم يقلعوا عما فعلوا ويندموا على ما أسلفوا "فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق" وذلك أن الجزاء من جنس العمل قال الحسن البصري انظروا إلى هذا الكرم والجود قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة.

(p-٢٤٥)﴿إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ ولَهم عَذابُ الحَرِيقِ﴾ . إنْ كانَ هَذا جَوابًا لِلْقَسَمِ عَلى بَعْضِ المُفَسِّرِينَ كَما تَقَدَّمَ، كانَ ما بَيْنَ القَسَمِ وما بَيْنَ هَذا كَلامًا مُعْتَرِضًا يُقْصَدُ مِنهُ التَّوْطِئَةُ لِوَعِيدِهِمْ بِالعَذابِ والهَلاكِ بِذِكْرِ ما تَوَعَّدَ بِهِ نَظِيرَهم، وإنْ كانَ الجَوابُ في قَوْلِهِ: ﴿قُتِلَ أصْحابُ الأُخْدُودِ﴾ [البروج: ٤] كانَ قَوْلُهُ: ﴿إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ﴾ بِمَنزِلَةِ الفَذْلَكَةِ لِما أقْسَمَ عَلَيْهِ، إذِ المَقْصُودُ بِالقَسَمِ وما أُقْسِمَ عَلَيْهِ هو تَهْدِيدُ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ مِن مُشْرِكِي قُرَيْشٍ. وتَأْكِيدُ الخَبَرِ بِـ إنَّ لِلرَّدِّ عَلى المُشْرِكِينَ الَّذِينَ يُنْكِرُونَ أنْ تَكُونَ عَلَيْهِمْ تَبِعَةٌ مِن فَتْنِ المُؤْمِنِينَ. والَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ: هم مُشْرِكُو قُرَيْشٍ، ولَيْسَ المُرادُ أصْحابَ الأُخْدُودِ لِأنَّهُ لا يُلاقِي قَوْلَهُ: ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾ إذْ هو تَعْرِيضٌ بِالتَّرْغِيبِ في التَّوْبَةِ، ولا يُلاقِي دُخُولَ الفاءِ في خَبَرِ إنَّ مِن قَوْلِهِ: ﴿فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ﴾ كَما سَيَأْتِي. وقَدْ عُدَّ مِنَ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ أبُو جَهْلٍ رَأْسُ الفِتْنَةِ ومُسَعِّرُها، وأُمِّيَّةُ بْنُ خَلَفٍ، وصَفْوانُ بْنُ أُمَيَّةَ، والأسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوثَ، والوَلِيدُ بْنُ المُغِيرَةِ، وأُمُّ أنْمارٍ، ورَجُلٌ مِن بَنِي تَيْمٍ. والمَفْتُونُونَ: عُدَّ مِنهم بِلالُ بْنُ رَباحٍ، كانَ عَبْدًا لِأُمِّيَّةَ بْنِ خَلَفٍ فَكانَ يُعَذِّبُهُ، وأبُوُ فُكَيْهَةَ كانَ عَبْدًا لِصَفْوانَ بْنِ أُمَيَّةَ، وخَبّابُ بْنُ الأرَتِّ كانَ عَبْدًا لِأُمِّ أنْمارٍ، وعَمّارُ بْنُ ياسِرٍ وأبُوهُ ياسِرٌ وأخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ كانُوا عَبِيدًا لِأبِي حُذَيْفَةَ بْنِ المُغِيرَةِ فَوَكَّلَ بِهِمْ أبا جَهْلٍ، وعامِرُ بْنُ فَهَيْرَةَ كانَ عَبْدًا لِرَجُلٍ مَن بَنِي تَيْمٍ. والمُؤْمِناتُ المَفْتُوناتُ مِنهُنَّ: حَمامَةُ أُمُّ بِلالٍ أمَةُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وزِنِّيرَةُ، وأُمُّ عُنَيْسٍ كانَتْ أمَةً لِلْأسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، والنَّهْدِيَّةُ وابْنَتُها كانَتا لِلْوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ، ولَطِيفَةُ، ولِبِينَةُ بِنْتُ فُهَيْرَةَ كانَتْ لِعُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قَبْلَ أنْ يُسْلِمَ كانَ عُمَرُ يَضْرِبُها، وسُمَيَّةُ أُمُّ عَمّارِ بْنِ ياسِرٍ كانَتْ لِعَمِّ أبِي جَهْلٍ. (p-٢٤٦)وفُتِنَ ورَجَعَ إلى الشِّرْكِ الحارِثُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ الأسْوَدِ، وأبُو قَيْسِ بْنُ الوَلِيدِ بْنِ المُغِيرَةِ، وعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، والعاصِي بْنُ المُنَبِّهِ بْنِ الحَجّاجِ. وعَطْفُ المُؤْمِناتِ لِلتَّنْوِيهِ بِشَأْنِهِنَّ لِئَلّا يُظَنَّ أنَّ هَذِهِ المَزِيَّةَ خاصَّةٌ بِالرِّجالِ، ولِزِيادَةِ تَفْظِيعِ فِعْلِ الفاتِنِينَ بِأنَّهُمُ اعْتَدَوْا عَلى النِّساءِ والشَّأْنُ أنْ لا يُتَعَرَّضَ لَهُنَّ بِالغِلْظَةِ. وجُمْلَةُ ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾ مُعْتَرِضَةٌ. وثُمَّ فِيها لِلتَّراخِي الرُّتْبِيِّ؛ لِأنَّ الِاسْتِمْرارَ عَلى الكُفْرِ أعْظَمُ مِن فِتْنَةِ المُؤْمِنِينَ. وفِيهِ تَعْرِيضٌ لِلْمُشْرِكِينَ بِأنَّهم إنْ تابُوا وآمَنُوا سَلِمُوا مِن عَذابِ جَهَنَّمَ. والفَتْنُ: المُعامَلَةُ بِالشِّدَّةِ والإيقاعُ في العَناءِ الَّذِي لا يَجِدُ مِنهُ مَخْلَصًا إلّا بِعَناءٍ أوْ ضُرٍّ أخَفَّ أوْ حِيلَةٍ، وتَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿والفِتْنَةُ أشَدُّ مِنَ القَتْلِ﴾ [البقرة: ١٩١] في سُورَةِ البَقَرَةِ. ودُخُولُ الفاءِ في خَبَرِ إنَّ مِن قَوْلِهِ: ﴿فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ﴾ لِأنَّ اسْمَ إنَّ وقَعَ مَوْصُولًا والمَوْصُولُ يُضَمَّنُ مَعْنى الشَّرْطِ في الِاسْتِعْمالِ كَثِيرًا. فَتَقْدِيرُ: إنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ ثُمَّ إنْ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهم عَذابُ جَهَنَّمَ؛ لِأنَّ عَطْفَ قَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا﴾ مَقْصُودٌ بِهِ مَعْنى التَّقْيِيدِ فَهو كالشَّرْطِ. وجُمْلَةُ ﴿ولَهم عَذابُ الحَرِيقِ﴾ عَطْفٌ في مَعْنى التَّوْكِيدِ اللَّفْظِيِّ في جُمْلَةِ ﴿لَهم عَذابُ جَهَنَّمَ﴾ . واقْتِرانُها بِواوِ العَطْفِ لِلْمُبالَغَةِ في التَّأْكِيدِ بِإيهامِ أنَّ مَن يُرِيدُ زِيادَةَ تَهْدِيدِهِمْ بِوَعِيدٍ آخَرَ فَلا يُوجَدُ أعْظَمُ مِنَ الوَعِيدِ الأوَّلِ. مَعَ ما بَيْنَ عَذابِ جَهَنَّمَ وعَذابِ الحَرِيقِ مِنِ اخْتِلافٍ في المَدْلُولِ وإنْ كانَ مَآلُ المَدْلُولَيْنِ واحِدًا. وهَذا ضَرْبٌ مِنَ المُغايَرَةِ يُحَسِّنُ عَطْفَ التَّأْكِيدِ. عَلى أنَّ الزَّجَّ بِهِمْ في جَهَنَّمَ عَذابٌ قَبْلَ أنْ يَذُوقُوا عَذابَ حَرِيقِها لِما فِيهِ مِنَ الخِزْيِ والدَّفْعِ بِهِمْ في طَرِيقِهِمْ قالَ تَعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾ [الطور: ١٣] فَحَصَلَ بِذَلِكَ اخْتِلافُ ما بَيْنَ الجُمْلَتَيْنِ. ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِالثّانِي مُضاعَفَةُ العَذابِ لَهم كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْناهم عَذابًا فَوْقَ العَذابِ﴾ [النحل: ٨٨] . (p-٢٤٧)ويَجُوزُ أنْ يُرادَ بِعَذابِ الحَرِيقِ حَرِيقٌ بِغَيْرِ جَهَنَّمَ وهو ما يُضْرَمُ عَلَيْهِمْ مِن نارِ تَعْذِيبٍ قَبْلَ يَوْمِ الحِسابِ كَما جاءَ في الحَدِيثِ «القَبْرُ حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ جَهَنَّمَ أوْ رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ» رَواهُ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.


ركن الترجمة

Surely for those who persecute believers, men and women, and do not repent afterwards, is the punishment of Hell, and the punishment of burning.

Ceux qui font subir des épreuves aux croyants et aux croyantes, puis ne se repentent pas, auront le châtiment de l'Enfer et le supplice du feu.

ملاحظات :

يمكن أن تشثمل بعض الآيات على هفوات بسيطة مرتبطة أساسا بمواقع الهمزة أو بتشكيل الحروف .... والتصحيح مستمر على الدوام.... فالمرجو المساعدة في تبليغنا بهذه الهفوات فور اكتشافها و لكم الأجر.

االتراجم الموجودة في الموقع هي مأخوذة من الترجمات المتداولة وليس من عملنا الشخصي، وهي ليست إلا ترجمة لمعاني آيات القرآن رجوعا لبعض التفاسير الموجودة، وليست ترجمة حرفية أو مضبوطة، لأن القرآن لا يُترجم، فهو كلام الله، وهذه الترجمات للاستئناس فقط وموجه لغير المسلمين لكي تكون مجرد بداية للتعرف إلى القرآن، وليس أكثر من ذلك.

أنت الزائر رقم

موقع   الباحث في القرآن الكريم  من تطوير  

عليم للتقنيات الحديثة

Alim New Technologies) alim.new.tech@gmail.com ) - جميع الحقوق محفوظة © 2012

شارك الموقع عبر :